جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

روركي العائد بحسرة

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

أتذكره تماماً.. هذا الذي يدعى ميكي روركي.. الأمريكي صاحب الأعمال المتميزة مع بداية الثمانينيات (Rumble Fish ـ Year of the Dragon ـ Angel Heart ـ The Rainmaker).. إنها حقاً أفلاماً متميزة.. رفعت رصيد هذا النجم في سوق السينما آنذاك.. بعدها لم يلفت النظر بأي فيلم له.. صحيح بأنه لم يتوقف عن التمثيل، ففي رصيده أكثر من أربعين فيلماً.. إلا أنه لم يهتم بالتمثيل كما ينبغي... أفلامه هذه لم يتبقى منها في الذاكرة سوى قلة قليلة.. ربما تعد على أصابع اليد.. وها هو يعود مرة أخرى في فيلم "رودريغيز" الجديد "مدينة الخطيئة".. الذي وصفوه بالتحفة السينمائية.

عندما تعرفت عليه في فيلم (قلب ملائكي ـ 1987) مع العملاق روبرت دي نيرو.. أدهشني ساعتها في دور استثنائي مذهل.. قلت بأنه نجم المستقبل.. وأفلامه المقبلة ستؤكد ذلك.. إلا أنه خذلني كمتفرج.. مثلما خذل نفسه، كما يقول في إحدى حواراته الصحفية الأخيرة.

ففي حوار مع ميكي روركي، أجرته له مجلة "توتال فيلم"، يذكر بأنه قد مر بأيام كلها جنون.. (كنت فيها قادراً على السيطرة على الأمور وجعلها تسير على نحو أفضل بكثير مما فعلت. لقد خيبت نفسي بنفسي، ولم أتمكن من تطوير حياتي المهنية بخلاف ما حدث، ولهذا حياتي لم تصبح أفضل، لم أفعل، بل ذهبت في الاتجاه المعاكس، لم أكن مهتماً بأن أصبح ميل جيبسون).

روركي هو أحد خريجي أستوديو الممثل.. هذا المعهد المعروف لدى الكثيرين، بأنه من خرج مارلون براندو، وروبرت دي نيرو، وداستن هوفمان.. وغيرهم من عمالقة الأداء التمثيلي العبقري.. كان يمكن أن يكون أقل فوضوية وأفضل مما هو عليه الآن.. فهو يقول في نفس اللقاء: (...كنت مهتماً جداً بأن أطور نفسي كممثل وأن أتوسع بأن أقدم أدواراً لم تكن فيها المادة السينمائية مضمونة، أردت أن أكون قادراً على القيام بأدوار شخصيتي في فيلم «بارفلاي» بغض النظر عما إذا كان الفيلم جيدا أو قذراً).

إذن ما الذي حصل..؟! ماذا فعل بنفسه هذا الفوضوي..؟! عرفت فيما بعد بأنه قبل أن يكون ممثلاً كان رياضياً يعشق الملاكمة.. لذلك اهتم بالملاكمة أكثر من اهتمامه بالتمثيل، لمدة عشر سنوات، ذهب خلالها إلى آسيا وأوروبا ليمارس عشقه القديم، بينما اعتبر المحيطون به هذا التصرف جنوني.. لأنهم رأوا بأن الملاكمة ستنهي حياته تماماً.. متجاهلين رغبة روركي كإنسان أحب الملاكمة أكثر مما أحب التمثيل.

في حديثه لنفس المجلة.. بدت الحسرة والندم واضحان عليه: (ليس هناك من ألومه سوى نفسي.. كل ما أرادته هو أن أحظى بالاعتراف بأهميتي لا أريد أن يتذكرني أحد لتلك السنوات العشر التافهة التي قضيتها بعيداً عن السينما... لقد فقدت أموالي، فقدت زوجتي، فقدت مهنتي، وفقدت الملاكمة، لم أعد قادراً على إيجاد عمل لي، وعلي أن أعود وأبدأ من جديدة. كل شيء ضاع... كان علي أن أترك المخدرات وأترك الشراب، وأغلق فمي وأسيطر على أعصابي وأنظم حياتي، لابد من دفع الثمن حين يعيش الإنسان بلا قواعد، الآن لدي قواعد.. وأهداف).

 

هنا البحرين في

20.07.2005

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)