جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

غياب عصفور النار

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

لم يحض بالبطولة المطلقة في السينما، لكنه بأدواره الثانوية الكثيرة والمتنوعة، قدم الكثير لهذا الفن، وذلك من خلال أداؤه المتميز الخلاق.. هذا الأداء الذي أكد موهبته وجعله يتربع في قلب جمهور عريض من متفرجي السينما والتليفزيون.. إنه الفنان الرحل عبدلله محمود.. الذي استحق بجدارة لقب "عصفور النار".. نسبة إلى دوره في حلقات بنفس الاسم للثنائي أسامة أنور عكاشة ومحمد فاضل.

حالة الفنان عبدالله محمود الفنية، تؤكد بأن الأدوار الثانوية باستطاعتها التسلل إلى ذاكرة الناس وقلوبهم أكثر من نجوم العمل الفني، من خلال الأداء الساحر والمتميز.. فأدوار الفنانين عبدالفتاح القصري، استيفان روستي، زينات صدقي، عبدالمنعم إبراهيم شفيق نور الدين، حسن البارودي، عبدالغني قمر، حسن حسني، عزت أبو عوف، جعلتهم جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الفن السينمائي، وحفرت محطات هامة في ذاكرة هذا التاريخ.

هكذا كان حال فناننا الراحل عبدالله محمود.. فمن لا يتذكر أدواره المهمة في عصفور النار، طالع النخل، الطوق والإسورة.. كمثال فقط على نجاح هذا الفنان في اختيار هذه الأدوار وتألقه فيها. ففي الطوق والإسورة.. وذاك المشهد الذي ينتشل فيه شيريهان من براثن التخلف لينهي حياتها ليخلصها من المزيد من الظلم.

في فيلم "طالع النخل" الذي قدمه عام 1988، مع المخرج محمد فاضل.. فهذا الدور كما أعتقد تماماً، هو الذي قدمه للجمهور.. فقد كان مفاجأة الفيلم بحق.. حيث أدى فيه دور طالع النخل بتفوق شديد وتلقائية مقنعة ومقدرة على تقمص الشخصية، أثبت من خلاله بأنه فنان لديه طاقات وقدرات أدائية كبيرة لم يستفد منها الكثير من المخرجين.

البداية كانت في برامج الأطفال، عندما كان طفلاً مع زميليه أحمد سلامة ومحسن محي الدين، ثم بعد أن أنهى دراسته في معهد التعاون الزراعي والمعهد العالي للفنون المسرحية، اشترك في مسلسل "البوسطجي" عام 1977. وبعدها توالت أعماله التليفزيونية (أبواب المدينة، الأبرياء، كعب داير، الفرسان، عصفور النار). أما في السينما فكانت موهبته تتجه دائماً نحو اختيار الدور المتميز والمهم.. فقدم عبر مشواره مجموعة من الأدوار مثل (إسكندرية ليه، حدوتة مصرية، سواق الأتوبيس، الطوق والإسورة، الحريف، عرق البلح، المواطن مصري، عفاريت الإسفلت).

والنهاية كانت مع فيلم "واحد كابتشينو''.. الذي قام بإنتاجه وبطولته.. هذا الفيلم الذي عالج فيه مشكلة اجتماعية هامة، وهي ظاهرة البطالة لدى الشباب المصري.. وقد تحمل كافة نفقاته لدرجة أنه باع كل ما يملك لظهوره إلى النور.. حتى عرض في ختام مهرجان جمعية الفيلم.

ورحل عبدالله محمود حاملاً معه أحلاماً عريضة، كان ينوى تحقيقها، ومشاريع لاحقة لمشروع "واحد كابتشينو".. رحل حتى قبل أن يحضر عروض فيلمه الأخير التجارية.

 

هنا البحرين في

13.07.2005

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)