جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

السرد السينمائي

رؤية خاصة

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

عندما يخبرني أحد الأصدقاء عن فيلم شاهده مؤخراً وأعجبه.. ويبدأ في سرد حكايته.. أشعر بعدم الرغبة في سماعه.. بل إنني أحياناً أستوقفه وأشير إليه بأنني لا أحبذ سماع حكاية فيلم.. فما وراء هذا الإحساس..؟!

أعتقد بأن الموضوع السابق الذي طرحناه في هذه الزاوية، وعلى مدى أربع أسابيع، له علاقة جدلية بالإجابة على إحساسنا هذا.. السرد السينمائي وخصوصيته.

أولاً.. لإحساسنا بأن الفيلم ليس حكاية تحكى، فقط.. وإلا لماذا كلف المنتج والمخرج وطاقم الفيلم بكامله كل جهودهم هذه، لصناعة فيلم.. يمكننا أن نقرأه من كتاب أو رواية بالتحديد..؟!

ثانياً.. وهو محور حديثنا.. هل يمكنني كمتفرج أن أقبل فيلماً سينمائياً بلا حكاية.. بالطبع سيكون صعباً علي وعلى أي متفرج من عامة الجمهور.. هذا لأن تركيبة تفكيرنا وأعيننا قد تعودت على أن نتابع للفيلم حكاية.. وإذا لم نجد تلك الحكاية.. ننفر من الفيلم.. بل ونعلن صراحة بأن الفيلم ليس به حكاية.. ترى هل صحيح بأن الفيلم ليس به حكاية؟!.. أم أن طريقة السرد للحكاية جاءت مختلفة عما تعوده المتفرج أثناء تناوله للرواية والقصة؟!

من هنا نلاحظ بأن المتفرج الذي لا تعجبه أفلام فسكونتي وأنطونيوني وغودار وتاركوفسكي وآخرون، حاولوا الخروج من تلك القوالب التقليدية للسرد السينمائي، وابتكروا لهم أسلوباً خاصاً رأوا بأنه الأمثل للفيلم السينمائي، بعيداً عن القص الأدبي.. هذا المتفرج بالطبع له العذر في ذلك.. فهو لم يوجه ولم يثقف على هذا النحو.. لم يقل له أحد بأن السينما شيئاً آخراً غير الأدب.. إذن فهو ليس المسئول عن هذا الخطأ.. السينمائيون أنفسهم هم المسئولون.. السينمائيون الذين لم يكلفوا أنفسهم في البحث عن بديل وعن خصوصية للسرد السينمائي.. وهم كثيرون بالطبع.. ساهموا في إعطاء صفة القص الأدبي للسينما.. وأثروا، بما لا يدع مجالاً للشك، على طبيعة الجمهور العريض في كيفية فهم السرد السينمائي.

شخصياً.. وقعت في نفس الخطأ في غالب الأحيان.. هناك أفلام لم تعجبني في مشاهدتي الأولى لها.. وحسب زعم أنني من المتخصصين في متابعة النقد السينمائي وممارسته.. كان علي أن أراجع الفيلم مرة ومرات.. حتى يتسنى لي الخروج بنتيجة إيجابية أفادتني كثيراً في إعطاء رأي نهائي عن هذه الفيلم أو ذاك.

 

هنا البحرين في

25.05.2005

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)