جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

العجوز إيستوود

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

الكتابة عن الأوسكار أصبح أمراً طبيعياً، لأي متابع لهذا الفن الخلاق.. ليس باعتبار الأوسكار خلاصة لما أنتجته السينما الأمريكية في عام كامل فحسب.. بل لأن الأوسكار أصبحت أهم مسابقة في العالم أجمع.. وهي مناسبة الكل ينتظرها بفارق الصبر.

هذا العام.. كانت الجوائز تحمل الكثير من المفاجآت.. أهمها هو دخول فيلم كلينت ايستود (فتاة بمليون دولار) حلبة السباق في آخر لحظة.. بل وفوزه بأهم أربع أوسكارات.. أفضل فيلم، مخرج، ممثلة، ممثل مساعد.

هذه الأوسكارات الأربعة.. تشير إلى نقطة هامة وضروري التحدث عنها.. ألا وهي بروز المخرج العجوز كلينت إيستوود بشكل لافت في ما أنتجه في السنوات العشر الأخيرة.. فمنذ أن فاز بالأوسكار الأول عام 1992 عن فيلمه (غير المتسامح The Unforgiven)، أقام الدنيا ولم يقعدها حتى اليوم.. ففي عام 1994 حصل على أوسكار آخر (شرفي) عن إنجازاته خلال مشواره السينمائي الطويل، وها هو الآن يحصل على أوسكاره الثاني كمخرج عن فيلمه الأخير.

كان ذلك مع بداية السبعينات، حيث يحظر إيستوود في الذاكرة، مع أول مشاهدة متأملة لنا لفيلمه (من أجل حفنة دولارات)، الذي أنجزه الإيطالي سيرجيو ليوني عام 1964، وكان هذا الفيلم بالنسبة لنا بمثابة اكتشاف شخصي لمخرج عبقري وممثل موهوب. فالمخرج سيرجيو ليوني بدأ بهذا الفيلم سلسلة من أشهر أفلام الكاوبوي سميت بـ"الإسباغيتي" نسبة إلى إيطاليا.. منذ تلك اللحظة عشقت هذا المخرج وبدأت أتابع أفلامه أولاً بأول. وكان أحد أهم أبطال هذه الأفلام الموهوب إيستوود، والذي يعد بمثابة إكتشاف حقيقي لهذا الممثل المغمور كلينت إيستود. فنان يشكل ظاهرة سينمائية بحق، حيث من النادر أن يحظى ممثل على هذا التميز في الإخراج، فهو لم يحصل على الأوسكار كممثل في مشواره السينمائي الطويل.. ولكنه وفي غضون عشر سنوات فقط حصل على ثلاث أوسكارات.

بدأ ايستوود الإخراج عام 1971، وبدأ يقدم أفلاما متنوعة، تحمل في طياتها قوة تعبيرية مدهشة. فقد تعلم ايستوود الإخراج ـ كما يقول ـ عبر مراقبة عمل المخرجين الآخرين وبشكل خاص، مكتشفه الإيطالي سيرجيو ليوني. فاخذ من ليوني إتقانه لشتى أنواع اطر الصورة وكادراتها الجمالية، وركز اهتمامه على تصميم الفضاء المصور وكأنه لوحة راقصة.

ولد ايستوود في مايو 1930 في سان فرنسيسكو بكاليفورنيا، وبدأ العمل كممثل ثانوي لدى شركة "يونيفرسال" عام 1955، ولكنه أصبح فيما بعد من أبرز أعلام السينما الأميركية، فهو يعمل في السينما منذ خمسين عاما، قدم خلالها ستين فيلماً، تولى شخصيا إخراج 25 منها، وأنتج 20 فيلماً آخراً، في مسيرة فنية مبهرة كمخرج وممثل ومنتج. وبذلك فقد حاز على نجاح جماهيري ونقدي كبير.

 

هنا البحرين في

16.03.2005

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)