جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

هؤلاء الأبطال أنا أعرفهم..

وأعرف من أين جاءوا..!!

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

المتأمل لشخصية شادي سيدهش من هذه القدرة الهائلة على الاحتمال والصبر.

فقد ظل شادي بعمل سنوات على إقناع المسئولين عن السينما في القطاع العام لإنتاج فيمه "المومياء"، والمؤسف إن مؤسسة السينما كانت تتعامل مع الفن بمنطق القطاع الخاص، كانت تبحث عن الربح والتوزيع التجاري ونجوم الشباك، بينما كان المفروض أن يكون دورها الرئيسي إنتاج الأفلام ذات القيمة العالية بعيداً عن التفكير فيما يفكر فيه القطاع الخاص.

ولم يكن لي دور في ذلك الوقت في الفيلم (المومياء). فقد كنت أعيش مرحلة الإعداد والتحضير بحكم صداقتي لشادي. من هنا قررت دخول الميدان... وقبلت الظهور في الفيلم لمدة أربع دقائق ونصف وتنازلت عن أجري ونجحت المحاولة وخرج "المومياء" إلى النور.

كان الفيلم صدمة بكل المعايير ـ استقبله النقاد أسوأ استقبال وتحولنا إلى مادة للسخرية والتهكم الجارحين... نادية لطفي تتكلم "الهيروغليفية" وظلوا على موقفهم حتى فوجئوا بجائزة "سادول" الفرنسية تمنح لفيلم "المومياء" وانهالت المقالات، وهكذا تنبه النقاد لأهمية الفيلم وراجعوا أنفسهم ووجهة نظرهم. وهكذا بفيلم واحد أصبح شادي أشهر مخرجي السينما المصريين، وانهالت العروض على شادي لإخراج أفلام جديدة ولكنه كانوا مخطئين لأن شادي ليس مخرجاً عادياً... ولا يسعى للعمل بالشكل المتعارف عليه ولكنه صاحب رسالة يسعى لتوصيلها بنفس الثبات ونفس الثقة.

وتتجلى وطنية شادي يوم 6 أكتوبر ويقدم فيلمه الكبير وهو فيلم تسجيلي "جيوش الشمس" وكأنه أراد أن يقول هؤلاء الأبطال أنا أعرفهم وأعرف من أين جاءوا ومن هم آباؤهم وأجدادهم، إنهم أبناء مصر التي يعرفها شادي.. لذلك جاء الفيلم وثيقة نادرة على عبقرية المصري وإصراره.

عاش شادي فناناً ومعلماً وعاشقاً لبلاده ومدافعاً عن حضارتها ومقدسا لتاريخها.

نادية لطفي

ديسمبر 1994

مجلة القاهرة

عدد خاص عن شادي عبدالسلام

 

هنا البحرين في

09.03.2005

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)