جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

الرقص مع الذئاب

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

جرائم الرجل الأبيض 

في رمضان هذا العام.. لم أجد عملاً واحداً حتى الآن يمكن أن يشدني للكتابة عنه.. ولا حتى عمل النجمة المفضلة لدي "يسرا".. ربما يكون رأيي هذا ظالم إلى حد كبير.. لكن هذا هو ما حصل فعلاً.. لذا سأحترم رغبتي هذه.. وأتجه للحديث عن أفلام سابقة أحببتها..!!

من ذاكرة السينما 

(الرقص مع ا لذئاب - 1995) تحفة بصرية سينمائية رائعة، فيلم لاقى نجاحا جماهيريا ونقديا علي السواء، نجاحا كبيرا حقق أرباحا تقدر بمئات الملايين من الدولارات. هذا إضافة إلى ترشيحه لاثنتي عشرة جائزة من جوائز الأوسكار، وفوزه بسبع جوائز منها، وهى جوائز أفضل فيلم، أفضل إخراج، أفضل سيناريو، أفضل تصوير، أفضل موسيقى، أفضل ملابس، أفضل مؤثرات.

ويقدم الفيلم، بتعاطف شديد، تراجيديا السكان الأصليين للقارة الأمريكية من الهنود الحمر، ويروي جانبا من الجرائم التي ارتكبت بحقهم من جانب الرجل الأبيض. والذي لم يتوقف عن جرائمه إلا بعد أن دمر ثقافتهم وحضارتهم وقضى حتى على اللغات التي كانوا يتحدثون بها. ليبقى منهم أعدادا قليلة تعيش في مجتمعات مغلقة في بعض الولايات. وهذا الفيلم في حد ذاته، هو إعادة اعتبار فريدة من نوعها لمواطني أمريكا الأصليين، ليس لأنه المحاولة السينمائية الأولى في هذا المجال، بل لأنه الأنجح بين كل المحاولات.

الفيلم يعد ملحمة خاصة نجمها الوحيد هو كيفن كوستنر، الذي لعب دوراً مهماً، لا هالات بطولية حوله. كما اختبر فيه قدراته الإخراجية لأول مرة. ولا ننسى أن نشير بان (الرقص مع الذئاب) هو ثاني فيلم وسترن في تاريخ الاوسكارات (63عاماً) الذي يفوز بأوسكار أفضل فيلم.. الأول كان فيلم (سيماروت - 1931)، وكان أيضا دراما عائلية حول الاستيطان الأبيض في الغرب الأمريكي.

ويعتبر فيلم (الرقص مع الذئاب) أحد النماذج البارزة لطبيعة الإنتاج الهوليودي الضخم، فقد رصد له منتجه خمسين مليونا من الدولارات وسخرت للفيلم إمكانيات مادية وبشرية هائلة، حتى يقدم الفيلم في صورة اقرب ما تكون إلى الواقع. لقد قام كل من المنتج والمخرج والمؤلف بدراسة كل التفاصيل الدقيقة لحياة وتقاليد الهنود في عام 1860، فأجريت دراسات وأبحاث على أسلوب الحياة في القرى الهندية وطريقة ارتداء الملابس وتسريحات الشعر ووضع الأصباغ علي الوجوه، والأسلحة التي كانوا يستخدمونها وحتى اللغة التي كانوا يتحدثون بها.

وأخيرا، نجزم بأننا أمام سيمفونية بصرية جميلة وتحفة فنية رائعة، كان وراء التفكير في إخراجها على الشاشة إمكانيات هائلة من الفكر والفن والجهد.. هكذا يكون الفن.. هكذا يكون الإبداع.. هكذا يكون الجمال.

 

هنا البحرين في

10.11.2004

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)