جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

السينما المستقلة 

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

الحلم.. هو الذي يساعد السينمائي العربي الملتزم على التواصل مع المتلقي ويمكنه من صنع المستحيل.. حقاً.. إنه الحلم. ففي ظل هكذا ظروف.. لابد للسينمائي أو الفنان العربي أن يكون محارباً شرساً ضد هذا التخلف الفني الذي يعيشه ويحيط به من كل جانب.

نراه يبحث عن الموضوع الجيد ومن ثم يختار نجومه وطاقمه الفني.. بعد أن كان في معمعة بحثه عن منتج يؤمن به وبإبداعه الفني دون التخلي عن مبادئه.. وذلك في معركة طويلة لم ولن تنتهي أبداً.. مادام المنتج أساساً يرى في السينما موضوعاً للربح فقط.

ربما تكون كافة التجمعات والمؤتمرات السينمائية العربية منذ نهاية الستينات وحتى الآن، بمثابة المنفذ الوحيد للتنفيس عن هذا الظلم الذي يحيط بالسينمائي العربي.. تجمعات مثل "جماعة السينما الجديدة" في مصر.. جماعة السينما الفلسطينية" في بيروت.. مؤتمر "السينما البديلة".. ومؤتمر "سينما الشباب" في دمشق.. إتحاد السينمائيين العرب.. إتحاد التسجيليين العرب.. وكلها تجمعات ومناسبات صرخت بأعلى صوتها ضد التقليد في السينما وضد التخلف الفني.. إلا أن تيار السينما التقليدية كان أقوى من كل هذه التجمعات.. ونجح في تحجيمها.. ومن ثم موتها.

السؤال المطروح الآن.. هل هم التوجه للتوحد والتجمع مازال مطروحاً لدى السينمائيين العرب حتى الآن.. ثم لماذا كان هذا الهم متواجداً طوال كل هذه السنين؟!

إذا اعترفنا بأن السينما صناعة قبل أن تكون فناً.. فكان على السينمائي أن يبحث عن رأس المال لكي ينتج إبداعه.. وبالتالي فجهده الفردي لا يفي بالغرض المطلوب.

لكن مع ظهور تجربة التصوير الرقمي (الديجيتال) ونجاحها الساحق في السنوات القليلة الماضية.. هل بالإمكان القول بأن هذا الهم يمكن أن يختفي أو يخبو.. باعتبار إن إنتاج فيلم بالطريقة الجديدة أسهل بكثير مما قبل.. وبإمكان السينمائي أن يصور فيلمه بأقل التكاليف.. بل ويتخلص من تحكم المنتج في إبداعه الفني.. هل يصبح للسينمائي العربي  في إنتاج إبداعه.. مثله مثل الكاتب أو الشاعر..

هل يمكننا الحديث في ظل هذا التطور التكنولوجي.. عن سينما عربية مستقلة.. ومشاهدة أفلام يمكن أن نطلق عليها أفلام مستقلة.. أي أنها مستقلة عن عجلة الإنتاج التقليدي العجوز.. والإنطلاق بالسينما العربية إلى أجواء فنية رحبة..؟!

 

هنا البحرين في

29.09.2004

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)