جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

الملكة هند

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

الملكة.. هو اللقب الذي منحته لها السينما المصرية، ومملكتها هي الإغراء على الشاشة.. استقرت هند رستم على عرش الإغراء في السينما المصرية ولم يكن إغراء هند إغراء العري، بل إغراء الإثارة عبر الطريق الصعب، طريق الرقة والدلال والجاذبية والسحر التي تشد بها المرأة قلوب الرجال. وبالإغراء ارتفعت هند في سماء الفن.. وحملتها الشهرة فوق السحاب حتى أطلقوا عليها لقب (ملكة الإغراء).. وهي أيضاً أول شقراء عرفتها السينما العربية، فيما كان نموذج الجمال السائد قبل ظهورها الوجه الشرقي الملامح، والشعر الأسود الطويل. جاءت هي في بداية الخمسينات، بالخصلات الذهبية والبشرة البيضاء والملابس الضيقة. وقيل يومئذ أنها الطبعة المصرية عن فاتنة السينما الأمريكية مارلين مونرو. وقيل أنها ترمز إلى التيار الآتي إلى السينما بعد سنوات الحرب العالمية الثانية. وقيل غير ذلك، لكن كل ما قيل لم يمنع استمرار الحقيقة التي تعبر عنها هند رستم: أنها ظلت ممثلة الإغراء الأولى بلا منازع.

لم يكن طريق هند رستم سهلاً ولا مفروشاً بالورود، لقد دخلت عالم السينما من بابه الخلفي (باب الكومبارس).. فقصتها مع السينما تصلح لان تكون موضوع فيلم تتغلب فيه الأحلام على الواقع، يضرب فيه القدر والصدفة ضربة يتغير من خلالها مجرى الحياة. كانت طفلة بريئة تتفتح شيئاً فشيئاً على العالم وإذا بها تصبح ممثلة تبهر العالم.

أعطت هند رستم الكثير من نفسها إلى السينما وجمهور السينما.. أعطت العديد من الصور التي لن ينساها جمهور السينما العربية لأنها صور لا تخاطب عقله البتة، بل تجسد له الحلم، الحلم الندي: الجسد. صورة هند رستم هي صورة في الأساس سينمائية لأنها شربت من نبع أهم النجوم العالميين: مي واست، جين مانسفيلد، مارلين مونرو، أنغريد برغمان... فحينما ظهرت في فترة فاتن حمامة وماجدة وشادية، لن تنافسهن بل أضافت إليهن صورة جديدة، صورة بعيدة عن عذرية ماجدة وبراءة فاتن وعذوبة شادية، صورة الإغراء.

في عام 1987.. وقع الاختيار على الفنانة هند رستم لتكون نجمة مهرجان الفيلم العربي بباريس، ولتكون ـ رغم اعتزالها الفن وابتعادها عن الأضواء ـ سفيرة فوق العادة لمصر خارج الحدود.. هذا لأهمية تاريخها الفني الحافل وأدوارها المتنوعة على الشاشة.. فهي أكثر فنانات جيلها تغييراً في نوعية أدوارها.. فبالإضافة إلى تربعها على عرش الإغراء كملكة، قدمت الكثير من الأدوار البعيدة عن الإغراء، فهناك أدوار الفتاة ذات الشخصية الجادة وبنت البلد والزوجة الثانية. ثم من ينسى لها أدوارها في أفلام (باب الحديد، بين السماء والأرض، وشفيقة القبطية، الراهبة، الوديعة)، وهي أفلام أصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية ومن العلامات المميزة فيها.

 

هنا البحرين في

28.07.2004

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)