جديد حداد

 
 
 
 

رؤية..

براندو.. أسطورة

 
 
 
 

مجلة

هنا البحرين

 
 
 
 
 
 

تعرفت على أداء هذا العملاق براندو لأول مرة.. من خلال مشاهدتي لملحمة كوبولا (الأب الروحي)... هذا الدور الذي كان بمثابة الفتح العظيم بالنسبة لي على عالم براندو المذهل.. حقاً كانت من بين أهم المفارقات التي صادفتني، من خلال تعاملي مع السينما.. شاهدت لبراندو بعدها كل ما وقع تحت يدي من أفلام.. (في الواجهة البحرية، تمرد على السفينة بونتي، إحرق، آخر تانغو في باريس، القيامة الآن). وكانت بالطبع قراءاتي ومتابعاتي لتاريخه ومشواره الفني، متتابعة مع هذه المشاهدات.. عندها اكتشفت طبيعة هذا الممثل المتمرد.. الذي أصبح نموذجاً للمراهق الأمريكي لجيل كامل، مع بداية تواجده على الساحة السينمائية.

فهذا الشاب براندو ولد في ولاية نبراسكا الأميركية في 3 ابريل سنة 1924م، لأبوين غير ملتزمين أخلاقياً، وهو ما سبب له مشاكل عديدة، لعل أبرزها ظهور نعرة ثائرة لديه تسببت في أن يطرد من عدة مدارس وألا يستكمل دراسته في الأكاديمية الحربية. مما أسرع في هجرته لحياة والديه، والذهاب إلى المدينة الصاخبة نيويورك. حيث درس هناك فن وعلم التشخيص على يدي ''ستيللا آدلر و''لي ستراسبرج" في ''أستوديو الممثل'' الشهير.

بعد مجموعة من الأدوار على مسارح برودواي، وأول أدواره في السينما (الرجال).. تيقن براندو بأن السينما هي مبتغاه.. فقدم دور "ستانلي كووالسكي" في فيلم "عربة اسمها الرغبة" للمخرج الشهير ''إيليا كازان''. ورشح اليافع براندو لأول أوسكاراته عن دور "كووالسكي"، وكان براندو قد لعب دور ''كووالسكي'' بنجاح كبير على خشبة مسارح برودواي عام 1947. لكنه استطاع أن ينتزع الأوسكار في عام 1954 أي بعد أربعة أعوام فقط من بداية مشواره الفني عندما أدى شخصية الملاكم تيري مالوي “في الواجهة البحرية”.

أما ذروة التألق لدى براندو، فقد كان دوره في ثلاثية المخرج فرانسيس فورد كوبولا “الأب الروحي” التي حققت نجاحا ساحقا في الولايات المتحدة والعالم ولعب فيها براندو دور الأب الروحي لعصابات المافيا دون فيتو كورليوني في تجسيد قال عنه النقاد إنه “لن يتكرر”. هذا الدور الذي حصل عنه على الأوسكار الثاني لأفضل ممثل.

براندو الأسطورة.. كان شديد الحساسية، إضافة إلى تمرده المشروع.. فعندما شعر بأن نهايته قد اقتربت (كان ذلك قبل عام من وفاته).. ساعتها قرر أن يعد بنفسه ترتيبات وفاته، بعد أن أبلغ أصدقائه وأسرته، إنه مستعد للموت، وإنه أعد سيناريو جنازته.. سيناريو أحد أبطاله النجم جاك نيكلسون، الذي سيتقدم المعزين في وفاة براندو.. وفي السيناريو الذي كتبه براندو نفسه، يلقي المغني مايكل جاكسون صديق براندو المقرب كلمة في حفل التأبين.. أما نهاية السيناريو، فهي حرق جثمان براندو ونثره بين أشجار النخيل في واحدة من جزر تاهيتي التي كان يملكها براندو.

 

هنا البحرين في

21.07.2004

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)