جديد حداد

 
 
 
 

السينما والصحافة

( 1 ـ 3 )

 
 
 

جريدة الوطن

 
 
 
 
 
 

حديث ذو شجون، ذاك الذي يتعلق بالسينما، فكيف وهو عن السينما والصحافة.. فكوني من المهتمين بالكتابة عن السينما، كانت تجربتي الشخصية مع عدد من الصحف والمجلات المحلية والخليجية متنوعة ومتباينة.. إلا أن الحديث هنا لن يكون منصباً على هذه التجربة فقط، وإنما سنقوم بتناول الموضوع في شكله العام، أي كيف كان حظ السينما في تناول الصحافة لها، منذ نشأتها، عالمياً وعربياً ومحلياً. 

في البدء يمكن القول بأن السينما، منذ نشأتها مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، استفادت كثيراً من الصحافة.. بل يمكننا الجزم بأن السينما اعتمدت على الصحافة، فيما يتصل بالدعاية للأفلام أو نقدها، وخصصت الصحف مساحات متفاوتة للنقد السينمائي على صفحاتها، وتولى تحرير هذه المساحات صحفيون عاملون في الصحف أو سينمائيون متخصصون يُستكتبون من خارج الصحف. 

والكتابة عن السينما في الصحف العامة، كان عملاً حافلاً بالمشاكل في أغلب دول العالم، وبالذات في البلدان الرأسمالية.. كما اتضح ذلك من خلال ما أتيح لنا، لما كتب عن السينما والصحافة، باعتبار أن هذه الصحافة كانت تفرض على النقد السينمائي مقاييس معينة وتشيع القيم التجارية، وذلك بحكم حاجتها إلى عوائد الإعلان من صناعة ضخمة كالسينما، على عكس الصحافة المتخصصة التي تلجأ إلى الإعلان في تلك البلدان نفسها، ولكنها تتمتع بقسط أكبر ومتميز من الموضوعية والجدية.

ومن الضروري دائماً، مطالبة الصحافة بالمزيد من احترام النقد السينمائي، وتوفير أكبر قسط من الموضوعية والجدية. فالصحافة العامة بالذات مازالت أهم قنوات التواصل بين الناقد وجمهوره العريض، وهي التي تدفع هذا الجمهور إلى التأثر بالكلمة المكتوبة. 

أنواع الكتابة عن السينما والأفلام ثلاثة، وهي: 

  • الدعائي أو الإعلاني، والذي يهدف إلى الدعاية والإعلان عن الفيلم.
  • الإعلامي، والذي يهدف إلى الإعلام عن الفيلم، مثل الأخبار والتحقيقات والأحاديث والمقالات.
  • النقدي، والذي يهدف إلى التأمل الجدي في مضمون الفيلم وشكله، وفحص القيم الفنية والاجتماعية التي يحملها الفيلم، مثل البحث والمقال.

إذن، كيف بدأت الكتابة عن السينما في الصحافة؟ 

إن الجدل الذي حصل بين الفنانين والمفكرين والكتاب، مع بداية نشوء السينما، حول ماهية هذا الفن الوليد، وقدرة السينما على الانتشار السريع بين العامة والخاصة، ووظيفتها، ومدى أهميتها، هو الذي شكل البذرة الحقيقية للكتابة عن السينما والنقد السينمائي، وكانت الصحافة بالطبع هي الوسيلة الرئيسية لنشر هذا الحديث والجدل.. ولا يخفى على الكثيرين بأن هذا الجدل استمر لسنوات طويلة، في التجمعات السينمائية، في الصحافة. 

معلومة هامة: صدور أول مجلة متخصصة في السينما كان في عام 1911، بعنوان "فوتوغرافي أند موشن بكتشر ستوري مجازين". 

 

أولاً: عالمياً

عالمياً.. استقبلت الصحافة الفرنسية السينما استقبالاً حماسياً، هذا بالرغم من أن التعليقات الأولى على الأفلام في مجملها مفرطة في المدح أو القدح على السواء، وكان كتاب هذه التعليقات من الصحفيين ومندوبي الدعاية والإعلان في الصحف. إلا أن هذا الوضع ما لبث أن تغير بعد ازدياد عدد الأفلام وتكاثرها في العالم بأسره، وظهور بعض الفنانين الكبار، وزيادة تعلق الجماهير بفن السينما. وبالتالي تحسن اهتمام الصحافة بالسينما وازدياد عدد الصحفيين المتخصصين فيها، وتخصيص صفحات أو زوايا للكتابة عن الأفلام والدعاية لها. وكان بعض هؤلاء الصحفيين ينقلون ما يدور داخل الأستديوهات من أحاديث وأحداث، أو يلخصون الأفلام الجديدة مع نشر مختارات من صورها.

وفي الوقت الذي راح فيه الصحفيون يروجون للسينما، دون توسع في مناقشة جمالياتها، ظهر بعض المحبين الحقيقيين للسينما من خارج الوسط الصحفي، أمثال كانودو، فيرموز، ديللوك. أما ليون موسيناك، فكان أول رئيس تحرير لأول مجلة فرنسية عن السينما، وهي "مجلة الفيلم" التي صدرت في عام 1912.

ومنذ ذلك التاريخ، أخذت السينما هامشاً متسعاً لها في الصحافة، باعتبارها الفن الأشمل في كل بقاع العالم، فهو فن الجمهور الأكبر من حيث الحجم والمتابعة. لتخصص أغلب المجلات في العالم صفحات عديدة كاملة لهذا الفن الشعبي، هذا إضافة إلى الكثير من المجلات المتخصصة التي انتشرت في العالم. وأهم هذه المجلات: كراسات السينما (فرنسا)، سيني ريفيو (فرنسا)، فيلم كومنت (أمريكا)، فيلمز ان ريفيو (أمريكا)، صورة وصوت (إنجلترا). 

ولا يخفى على أحد، بأن الإنترنت وتكنولوجيا المعلومات، قد أصبحا الشغل الشاغل للكثيرين. وأصبحت المعلومة متوفرة للمتلقي في عقر داره.. وقد استفادت السينما ـ بالطبع ـ من هذه التكنولوجيا بشكل كبير. فنحن لا نكاد نزور أي موقع عالمي على الشبكة، إلا وهناك باب متخصص للسينما. فمواقع مثل (YAHOO) و(MSN) و(EXCITE) هي مواقع عامة وشاملة، بل وغير متخصصة بالسينما، إنما تولي اهتماما خاصاً بالسينما والفنون بشكل عام. هذا عدى مواقع السينما المتخصصة، التي استطاعت إثراء هذا الفن بتوفير معلومات كاملة عن الأفلام وصناعها. 

يتبع في الحلقة القادمة...... 

 

الوطن البحرينية في

24.05.2006

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)