جديد حداد

 
 
 
 

لقطة

السينما والحرب (1 ـ 2)

 
 
 

جريدة الوسط

 
 
 
 
 
 

الحرب، موضوع له الكثير من التداعيات في السينما العالمية. فأفلام هوليوود الظخمة مثلاً، والتي انتجت عن الحرب كثيرة، ومتعددة في مستوياتها واتجاهاتها.

من هذا المنطلق، كانت السينما دوماً عنصراً مهما وسلاحاً فعالاً لكافة الحروب. خذ على سبيل المثال، ذلك الاهتمام المنقطع النظير الذي أولاه كل من هتلر وموسيليني للحرب، إبان الحرب العالمية الثانية. وأي راصد للأفلام التي عُرضت بعد أي حرب وفي أي بلد، سيجد بأنها قد سجلت الكثير من الحقائق والمجاهيل، التي كانت خافية عن هذه الحروب.

أفلام الحرب في هوليوود، كانت تتغنى في الغالب ببطولات وأمجاد الجيش الأمريكي. حيث كان فيلم الحرب سلاحاً أيديولوجياً في ماكينة الدعاية، التي صورت بطولات الجندي الأمريكي وتضحياته دفاعاً عن العالم الحر وقيم الديمقراطية. وفيلم (أطول يوم في التاريخ) مثلاً، للأمريكي (داريل زانوك)، يعتبر أحد أبرز الأفلام التي كرست لبطولات الجندي الأمريكي الذي لا يقهر في الحرب العالمية الثانية.

لم تقدم هوليوود عبر أفلام الحرب، قراءة موضوعية للوقائع التاريخية، بل قدمت أفلاماً استفادت من تلك الوقائع والأحداث لكي تسرد حكايات عن المعارك الحربية، وتتوصل من خلال عنصري الميلودراما والاستعراض إلى فبركة بضاعة هوليوودية يمكن ترويجها بسهولة في أنحاء العالم. ولم تقدم تلك الأفلام تجربة الحرب والرعب الحقيقي الذي يكتنفها، بل قدمت ديكوراً من صنع هوليوود، ولم يكن الدم الذي يجري في أفلامها سوى صبغة حمراء استبدلت بها هوليوود لون الموت الفظيع، ودمار الحرب ودوي الألم الطويل في خنادق القتال وجرح الحرب الذي يدمي في تاريخ الإنسانية.

في تجارب نادرة للسينما الأمريكية المضادة، يقف ذلك الفيلم الخالد (القيامة الآن)، الذي قدمة العملاق كوبولا وصرف عليه كل ما يملك، متناولاً فيه حرب فيتنام، من وجهة نظر مختلفة، ورؤية متشائمة عن ماهية الحرب وتأثيراتها النفسية على الجندي الأمريكي، كما تناول ذلك الدمار الذي تخلفه الحرب في أي مكان.. هذا الفيلم أصبح أسطورة من أساطير أفلام الحرب الأمريكية.

هوليود هي السباقة دوماً على صنع المستحيل، فكل الحروب التي خاضتها أمريكا، كانت لها أفلامها الخاصة.. كانت هناك أفلام حربية لكل مرحلة.. منذ الحرب العالمية الثاني، إلى حرب الخليج الثانية. وهي في الأول والأخير، أفلام تؤكد على تميز الجندي الأمريكي محملاً بعتاده المتطور تكنلوجياً، في دحر العدو. حتى الحرب التي تخوضها أمريكا وحلفائها الآن ضد العراق، والتي سميت بـ (حرب الحرية)، سيكون لها أفلامها الخاصة أيضاً، أفلام لن تخلو بالطبع من سرد المعجزات البطولية الخيالية للجندي الأمريكي.

 

الوسط البحرينية في

23.03.2003

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)