جديد حداد

 
 
 
 

وداعاً محمد خان...

سلام إلى روحك المبدعة

( 2 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

المتفرج وحرية الفنان

إن أهم ما يميز محمد خان كمخرج كونه لا يفكر في المتفرج أثناء تنفيذه لأي من أعماله، بل أنه لا يضعه في اعتباره. وصلته بالمتفرج لا تتعدى متابعة ردود أفعال أعماله على هذا المتفرج.. (عامة أنا لا أفكر في المتفرج، هل الرسام يفكر فيمن ستعجبهم لوحته !!)[1]*

وهذا بالطبع قد جعل من محمد خان فناناً يمتلك بعض الحرية في التعبير عن قضايا ومشاكل تشغله وتخصه هو بالذات كإنسان وفنان، كما جعله يتخلص من قيود هذا المتفرج الكسول وقيود السينما التقليدية بشكل عام، وبالتالي إطلاق العنان لخياله الفني لاستحداث وابتكار أشكال فنية جديدة.. (هناك مسائل صغيرة شغلت بالي، وشغلت بال السينما منذ بدايتها، ومازالت السبب الرئيسي الذي من أجله أحقق الأفلام وأعمل في الإخراج، بل هي ما تجعلني

مستمراً.. أحاول أن أسيطر على تقنيتي تماماً وعندما أشاهد فيلماً جيداً أشعر بالغيرة ويدفعني ذلك لتحقيق فيلم جيد!!)[2]*

  

أفلام ذاتية.. وشخصيات غير متوائمة

محمد خان يصنع أفلاماً ذاتية، بمعنى إن هذه الذاتية تشكل طريقاً وهدفاً حقيقياً للتعبير بصدق وأمانة عما يشعر به الفنان تجاه مجتمعه. وإن الذين يصرخون (المضمون .. المضمون)، ويطالبون بما لم يقدمه خان لهم، إنما يسعون ـ في واقع الأمر ـ إلى تناقض بين ما في داخل محمد خان وما عليه أن يقدمه. فهو يقوم دائماً بكتابة قصص أفلامه ويشارك في كتابة السيناريو لها، حرصاً منه على أن تتضمن أفكاراً وشخصيات هي في النهاية عبارة عن مجموعة من الهواجس الذاتية. لقد أعطى شخصيات أفلامه الكثير من شخصيته هو نفسه (كما جاء في تصريحاته الصحفية )، فشخصياته هي غير القادرة على التأقلم مع مجتمعها، تعيش في صراع دائم بين الحلم والواقع، في بحث دائم عن الذات والحرية الشخصية. ففارس في (طائر على الطريق) يبحث عن الحب والحنان والأمان الاجتماعي، ونوال في (موعد على العشاء) تبحث عن شخصيتها وحبها المغتصب، وفارس في (الحريف) يبحث عن موقعه في هذا المجتمع المليء بالصراعات والتناقضات، وعطية في (خرج ملم يعد) يبحث عن التغيير وخلق أسلوب جديد للحياة، أما هند وكاميليا في فيلم (أحلام هند وكاميليا) فهن يبحثن عن أحلامهن وحريتهن الشخصية. وبشكل عام فإن أبطال محمد خان شخصيات حزينة وحيدة متمردة وغير منتمية، وتمثل خليطاً مركباً من المشاعر والأحاسيس المتناقضة.. بين الجد واللامبالاة، النقاء والتردد، التواضع والكبرياء، الحلم والإحباط، الغربة والانتماء. هذه هي طبيعة شخصيات محمد خان، فهي أبعد ما تكون عن الأنماط الاجتماعية المتوائمة مع مجتمعها. فهو ـ كما ذكرنا في مكان سابق ـ لا يبحث عن نوعية محددة من الأفلام، وإنما يبحث عن شخصيات مميزة وغير نمطية .. (إن شخصياتي نبيلة وتريد تحطيم القيود التي تكبلها في حياتها اليومية.. حتى الموظف الذي أصوره في أفلامي موظف ثائر على وضعه ويسعى للخروج من حالة الركود التي يعيشها)[3]*

 

1.     محمد خان ـ مجلة الفنون المصرية ـ ديسمبر 1986

2.     محمد خان ـ مجلة المستقبل ـ 1 سبتمبر 1984

3.     محمد خان ـ مجلة الفيديو العربي ـ فبراير 1984

 

أخبار الخليج في

19.12.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)