جديد حداد

 
 
 
 

وداعاً محمد خان...

سلام إلى روحك المبدعة

( 1 )

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

منذ أن وعيت على السينما كمهتم مع بداية الثمانينات من القرن الماضي.. وعيت على أفلام الصحبة.. محمد خان ورفاقه.. تشربت السينما منهم.. من الجديد الذي كانوا يعملون به. حين التقيت به لأول مرة... كنت خجلاً من نفسي.. كيف لي أن أضع كتاباً عن قامة سينمائية كبيرة مثل محمد خان وأنا مازلت أحبوا في مجال جديد.. إنه بالطبع ذلك الحماس والشوق لتقديم وجبة سينمائية للقارئ والتعريف بأن هناك سينما مصرية مختلفة. حتى في المرات القليلة التي جمعتني به.. لم يدور في بالي أن آخذ صورة تجمعني به للذكرى.. لم ينجح أي شيء أن يقاطع هذا السحر السينمائي الذي أعيشه بلقياه..!!

ومازلنا بالطبع، نعيش هذا الفقد برحيله المفاجيء في يوليو الماضي.. وسنعيشه دائماً.. كلما شاهدنا فيلماً من أفلامه.. وكان لابد لنا من تناول عالمه السينمائي فنياً وفكرياً..!!

الصورة هي الأصل

ثمة اتهام موجه لمحمد خان بأنه مخرج شكلي، يهتم بالجانب التقني (الصورة) أكثر من اهتمامه بالمضمون (الحدوتة). هذا بالرغم من أن محمد خان نفسه لا يعتبر هذا اتهاما، بل ويعلن صراحة حبه واهتمامه بهذا الجانب، ويرى بأن السينما أصلاً هي صورة ولا بد من تطوير هذه الصورة والبحث من خلالها. ويضيف في قوله: (إن هناك استهتار بشع بالتكنيك في السينما المصرية(...) لن تتقدم السينما عندنا أبداً لأنها لا تهتم بالشكل (...) لن تكتمل عندنا سينما جديدة إلا لو أعطت اهتماما أكثر بالصورة !!)[1]*

وفي مكان آخر يقول: (إنني موافق بأن الصورة لن تكون مهمة إذا كان المضمون عبقرياً في السينما. إذا وجدت مضموناً قادراً على التهام الصورة، فأنا مستعد لأن أضع الكاميرا وأصوره فوراً، ولكن العثور على مثل هذه المضامين مسألة نادرة جداً، وبالتالي تبقى للصورة الأهمية الكبرى !!)[2]*

وبالرغم من كل ذلك، فإننا نرى العكس، فما يميز خان أكثر هو طرحه لمضامين وشخصيات جديدة ومبتكرة لم تعهدها السينما المصرية، وهذا ما جعلنا نقوم باستعراض كامل وموسع لأفلامه.

ربما لا يكون هناك اهتمام واضح من خان بالحدوتة التقليدية في أغلب أفلامه، إلا أنه يهتم كثيراً بشخصياته والتوغل في أعماقها، وذلك للكشف عن جوانب هامة في تركيبتها، وإضفاء أبعاد إنسانية عميقة وصادقة عليها، يطرح من خلالها قضايا فردية، إنما تعكس مجتمعاً بكامله.

أما بالنسبة لاهتمامه بالصورة، فهذا أمر يحتاج منا لتوضيح. فصحيح بأن محمد خان في معظم أفلامه قد أعطى للصورة السينمائية مكانة بارزة، بل وأكد على إظهار إمكانياتها في التعبير التأملي عن الحدث الدرامي، واكتفى بحوار مركز وعميق ساهم في توصيل المعاني الدرامية لهذه الصورة ـ وهذا بالطبع مجهود يحسب لصالح محمد خان ـ إلا أنه لم يركز اهتمامه على إبراز الجوانب الجمالية في تكوينات كادراته السينمائية، باستثناء فيلمه (أحلام هند وكاميليا)، علماً بأن أفلامه الأخرى قد احتوت على بعض الكادرات الجميلة والمتفرقة هنا وهناك، لكنها لم تشكل أسلوبا مميزاً وموحداً لأعماله السينمائية.

 

1.     محمد خان ـ مجلة الفنون المصرية ـ ديسمبر 1986

2.     محمد خان ـ مجلة البلاد ـ 30 يناير 1985

 

أخبار الخليج في

13.12.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)