جديد حداد

 
 
 
 
 

المرأة كمخرجة للفيلم الروائي المصري ( 7 )

هالة خليل:

قص ولصق.. رومانسية العلاقات الإنسانية..!!

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

في فيلمها الثاني "قص ولصق" إنتاج 2006، تناقش المخرجة هالة خليل (وهي كاتبة السيناريو أيضاً)، مشاكل الشباب المستعصية، وأهمها البطالة، وسعيهم المستميت للعثور على فرصة عمل.. وهي مشكلة حقيقية تقضي على أحلام وطموحات بسيطة للشباب وهي الزواج والاستقرار والشعور بالأمان، أحلام بسيطة، ولكنها ضرورية.

ويقدم لنا الفيلم شخصيات حقيقية من الواقع.. لديهم سلبيات مثلما يحملون صفات إيجابية.. لديهم طموحات مثلما تنتابهم المخاوف.. يتنفسون في مدينة كبيرة قاسية، يتفشى فيها الزيف والنصب، ومضطرين للتعامل والمشاركة في كل هذا، لأجل الاستمرار في العيش.

فالنماذج التي تختارها هالة خليل، متباينة ومختلفة في اتجاهاتها وتفكيرها.. إلا أنها تلتقي وتتشابك في نفس الهموم.. فنرى جميلة (حنان ترك) التي تفكر بل تحلم في الهجرة بشكل جدي، متخلية عن حياتها العاطفية في سبيل تحقيق هذا الحلم.. لذا نراها تقضي معظم وقتها تشتري وتبيع لتوفير ثمن الرحلة.

أما يوسف (شريف منير) فهو شاب هادئ يعمل في تركيب وتصليح أطباق القنوات الفضائية لسد حاجته وتوفير لقمة عيشه مع أخيه يحيي (أشرف سرحان).. وفي نفس الوقت يسعى لإيجاد فرصة عمل أفضل تنقله إلى مستوى آمن من العيش.. وهناك صديقه سامي (فتحي عبدالوهاب) الذي نراه يتسكع ويحتال لمجرد العيش، بسبب البطالة التي يعشها هو أيضاً.. ولكنه عندما يحب زينب (مروة مهران)، البنت الريفية التي القادمة إلى المدينة للبحث عن الحب والزواج، لكنها تصدم بواقع صعب وقاسي، يجعلها تعمل كبائعة في محل للأطعمة السريعة.

شخصيات فيلم (قص ولصق) الرئيسية، نراها تتقاطع وأحداث الفيلم، بشكل هارموني جميل.. يكمن في تلك المشاهد الرومانسية الحميمية في العلاقة فيما بين الشخصيات، تلك التي تأتي طبيعية من غير افتعال ومبالغة.. كمشاهد تعطل المصعد فجأة، أو طيران طبق القنوات وغرقه في النيل، ومحاولة بيع الهاتف المحمول.. وغيرها من المشاهد التي لا تكتمل فيها القصة. مشاهد قدمت الشخصيات برهافة شديدة، تدعم مواقفها وتصرفاتها، وتبرز محاولاتها لتجاوز أزماتها بشتى الطرق، والابتعاد عن إدانتها، كل ذلك جعلنا نتعاطف مع هذه الشخصيات ونشعر بمعاناتها إلى حد كبير..!!

ولولا ذلك الطرح المباشر في بعض المشاهد التي تتحدث عن أزمة الشباب والبطالة والبحث عن السكن.. والتي جاءت كخطب ومواعظ جافة، على لسان الشخصيات.. وتوقفت فيها الصورة عن الحكي.. هذا إضافة إلى تطعيم بعض المشاهد بأغاني مهمتها شرح الحالة وليس زيادة الشحنة العاطفية.. وكم تمنيت أن تكون هالة خليل (كاتبة ومخرجة) حذرة أكثر في تعاملها مع الأغنية المصورة.. حيث تؤكد هذه المشاهد على عدم ثقة في المتلقي..!!

في فيلم (قص ولصق)، تؤكد هالة خليل على امتلاكها لأدواتها كمخرجة واعية، قادرة على اختبار الممثل وإدارته، هذا إضافة إلى امتلاكها للوعي بهموم ومشاكل شبابية ملحة، تناقشها بهدوء وأمانة.. وهي كفنانة قادرة على إمتاعنا وإثارة مشاعرنا لأغلب الشخصيات التي قدمتها منذ خطت لنفسها هذا الأسلوب السينمائي الجاد.. وليست كل تلك الجوائز (أفضل فيلم عربي وأفضل عمل ثان في مهرجان القاهرة 2007 ـ أفضل فيلم من المركز الكاثوليكي الـ56 ـ أفضل فيلم وأفضل ممثل في مهرجان روتردام 2007) التي حصلت عليها، إلا دليلاً على صحة مسارها التي اتخذته..!!

 

أخبار الخليج في

10.10.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)