جديد حداد

 
 
 
 
 

المرأة كمخرجة للفيلم الروائي المصري ( 6 )

هالة خليل:

صاحبة أحلى أوقات السينما المصرية

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

هالة خليل.. مخرجة أثبتت بأنها تمتلك حساً وفكراً سينمائيين متفردين.. وذلك من خلال فيلمين فقط.. فيلمين قدماها بشكل جديد، وحصلت عنهما العديد من الجوائز، في أغلب المهرجانات التي شاركت فيها..!! حتى جاء فيلمها الثالث (نوارة) الذي عرض هذا العام ولاقى نفس الإشادة والتقدير من النقاد والجمهور.

وهالة خليل مخرجة من جيل التسعينات من القرن الماضي، حاصلة علي بكالوريوس قسم الإخراج من المعهد العالي للسينما في القاهرة، فضلاً عن كونها خريجة كلية الهندسة التي مثلت وأخرجت فيها بعض الأعمال الفنية. ومنذ مشروع تخرجها عام 1993، أخرجت العديد من الأفلام التسجيلية والروائية القصيرة من بينها "أصحابك عشرة"، "جمال الثورة"، "هيليوبليس" و"طيري يا طيارة"، الفيلم الروائي القصير الذي مثل مصر في بعض المهرجانات العربية والعالمية وحاز علي عدة جوائز.

منذ فيلمها الأول نبأت هالة خليل عن فنانة جادة تحب السينما وتعشقها كالحياة التي تناولتها في (أحلى الأوقات).. وهو فيلم يقدم لنا شخصيات تمارس الحياة بطبيعتها وبساطتها.. في سيمفونية عن المشاعر تحكي عن صداقة حقيقية تربطها علاقات إنسانية وظروف محددة.. هي الحياة الحاضرة بقسوتها وبساطتها.. شخصيات تعيش الواقع ولا تنفصل عنه.. شخصيات تجسد مشوار حياتي قاسي.. إن فيلما بهذه العذوبة.. لكفيل بشد الانتباه لما ستقدمه مخرجته المتميزة هالة خليل فيما بعد..

أحلى أوقات السينما المصرية

أحلى الأوقات إنتاج 2004.. هو الفيلم الذي ذاع صيته وأضحت شهرته تسيطر على ما قدمته السينما المصرية في السنوات التي تلت عرضه.. وهو في نفس الوقت فيلما يتحدث عن الصداقة.. الصداقة بمعناها الجميل.. بكل ما تحمله من سلبيات وإيجابيات.. صعود وهبوط.. وبكل تناقضاتها الحياتية..!!

فنحن هنا أمام ثلاث صديقات تعرفن على بعضهن منذ أيام الدراسة المبكرة.. سلمى (حنان ترك)، يسرية (هند صبري)، ضحى (منة شلبي).. ثم اختلفت بهن السبل.. إلا أن الذكريات وظلال الصداقة المتلاشية بفعل انقطاعهن عن رؤية بعضهن، يكون لها فعل السحر لتتكشف هذه الصداقة وتنتعش من جديد.. فعندما تموت والدة سلمى (مها أبوعوف).. تبدأ في الشعور بالوحشة، وتكشف عن انطوائها الذي سبب لها ذلك الشعور بالوحدة القاسية.. هذا الانطواء الذي جعلها تعيش بمفردها وتحاول قدر الإمكان العيش بعيداً عن الآخر.. فتبدأ باستلام رسائل مجهولة وصور وأشرطة للمطرب محمد منير من مجهول تذكرها بحي شبرا.. الحي الذي عاشت فيه سنوات طويلة، لتعيدها لذكريات الطفولة وسنوات الدراسة وتلك الأحلام الصغيرة التي بدأت تكبر في مخيلتها، ذكريات اعتبرتها أحلى أوقاتها.. مع صديقاتها.. هنا نشاهد سلمى وقد جذبها الحنين لتلك الذكريات وذلك الحي الشعبي..!!

نتابع كيف أن هذه الصداقة بين الثلاث قد بدأت في التجدد على نحو أعمق بعد أن تكون الحياة قد أنضجت هذه الشخصيات.. بالرغم ما شاب مشوار كل منهن من صعاب.. في ظل مجتمع مليء بالمعوقات الاقتصادية والأخلاقية.. ساهم في فقدانهم للمتعة الشخصية بأشياء الحياة الجميلة.. لذا نراهن قد صممن على خوض تجربة أخرى للتمتع بما لديهن وانتزاع اللحظات الجميلة واختبار معدن صداقتهن.. مشاهد سجلها الفيلم بعذوبة مؤثرة.. أثناء مرحهن ولعبهن بالكرة وغنائهن لأغاني محمد منير.. أكلهن لطبق الكشري اللذيذ..!!

من المؤكد بأن أحداث الفيلم جاءت متماسكة ومحبوكة وتكشف عن موهبة فذة في كتابة السيناريو والحوار.. إنها الكاتبة (وسام سليمان).. في أول فيلم لها أيضاً.. حيث قدمت رؤية نقدية لواقع الشخصيات الثلاث، ولمسات درامية موفقة ومتقنة على الصعيد الفني والدلالي المتناسب مع كل شخصية.. فشاهدنا أحداثاً متقنة تعتمد على مبدأ المفارقة الفنية اللماحة.. مع مصاحبة حوار جذاب رغم بساطته.. يضيف الكثير لتلك الشخصيات الواقعية.. في ظل ذلك الانسجام الجميل بين رؤية الكاتبة ورؤية المخرجة.. فكانت النتيجة مذهلة..!!

هالة خليل قدمت في فيلمها الأول هذا، مشاهد تنبع بالصدق والواقعية الرومانسية.. ونجحت في التعاطي مع فريق التمثيل وإدارته بشكل ملفت، بحيث استطاعت الكشف عن إمكانيات دفينة لحنان ترك وهند صبري ومنة شلبي.. هذا إضافة إلى بقية الأدوار الثانوية التي جاءت بمثابة المفاجأة للمتفرج..!!

فيلم "أحلى الأوقات" سيمفونية عن المشاعر وتحكي عن صداقة حقيقية تربطها علاقات إنسانية وظروف محددة.. هي الحياة الحاضرة بقسوتها وبساطتها.

 

أخبار الخليج في

02.10.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)