جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

ضد الكسر

Unbreakable

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

بعد الفيلم المفاجأة في العام 1999 (الحاسة السادسة)، نجح المخرج الأمريكي والهندي الأصل شايملان في إبهارنا في فيلمه الآخر هذا (غير قابل للكسر)، الذي ونحن نشاهده لا يغيب عن ذاكرتنا فيلمه الأول، ومع مراعاة أن قصة الفيلمين مختلفتين تماماً. إلا أن البناء النفسي والسيكولوجي والدرامي للفيلمين واحد. فبطل الفيلم بروس ويلس (ديفيد) يعمل حارساً في ملعب رياضي ويعاني من الفشل والاكتئاب ويحاول الحصول على عمل في نيويورك دون جدوى، وعلاقته بزوجته ليست على ما يرام، وكل شيء في حياته ممل وعادي. إلى أن تقع الحادثة، حيث يتعرض القطار الذي يستقله البطل لحادث مأساوي يؤدي إلى مقتل جميع الركاب ما عدا ديفيد، الذي ينجو من الحطام دون أن يصاب حتى بخدش واحد. مما يثير هذا النبأ الذي ينشر في الصحف فضول واهتمام رجل غريب ذي شخصية غامضة متخصص في جمع وبيع الكتب الهزلية (صامويل جاكسون) الذي يحاول أن يتعرف على التاريخ الصحي للشخص الذي نجا من حادث القطار بأعجوبة, فإن في نجاته المذهلة من الحادث ما يشبه المعجزة. بل ربما انه موجود معنا لحمايتنا دون أن يدري. وسرعان ما نكتشف أن بطلي القصة يمثلان النقيضين في حالتهما الجسدية والروحية. فالأول لم يعرف طعم المرض في حياته في حين أن الثاني يعاني من مرض هشاشة العظام منذ ولادته, مما يعرضه للكسر في عظامه لأتفه الأسباب, وهو يقف الآن أمام شخص لا يمرض و(غير قابل للكسر). ويتمتع الرجل الثاني بقوى خارقة تمكنه من التأثير على الرجل الأول ومن مساعدته على إبراز قدرته على اكتشاف المجرمين قبل أن يقوموا على ارتكاب جرائمهم. ويدرك الحارس المتواضع انه قادر بالتعاون مع الرجل الآخر على التحول من كونه رجلاً بسيطاً يعيش حياة رتيبة غير مجدية إلى شخصية بطولية قادرة على إسداء خدمات جليلة للمجتمع. وتنتهي قصة فيلم (غير قابل للكسر) بمفاجأة غير متوقعة, على غرار ما حدث في فيلم (الحاسة السادسة) الذي تحولت نهايته غير المتوقعة إلى محور لأحاديث النقاد والمشاهدين.

نجح المخرج من إثارة عنصر الترقب والمفاجأة وسحب أنفاسنا حتى آخر لقطة من الفيلم. هذا إضافة إلى ذلك الأداء القوي من بروس ويلس وصامويل جاكسون. كما أن مخرج الفيلم وكاتبه أيضاً يستخدم إطاراً سيكولوجياً يتعلق بالأعمال الخارقة والأبطال المتفوقين, ويتلخص جوهر قصة الفيلم في البحث عن معنى الحياة ودور الإنسان فيها. وقد أسهمت في تعزيز المقومات الفنية للفيلم براعة لقطات الكاميرا من زوايا مختلفة ومونتاج الفيلم والألوان الداكنة التي استخدمت في تصميم المشاهد والموسيقى التصويرية الحزينة المعبرة عن الأمزجة المكتئبة المختلفة.

 

أخبار الخليج في

04.07.2016

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)