جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

هانيبال

Hannibal

 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

بعد مشاهدتي لفيلم (هانيبال ـ Hannibal - 2001)، تداعى إلى ذاكرتي ذلك الفيلم الرهيب، الذي استحوذ على اهتمامي وتفكيري لفترة ليست بالقصيرة، ألا وهو (صمت الحملان). ومن الطبيعي أن أجد نفسي أقارن بين الفيلمين.

دعونا أولاُ نتحدث عن ظاهرة الأجزاء الثانية للأفلام التي تحقق شهرة وشعبية. فغالباً ما تفشل هذه الأجزاء، أو لا تحضى بالتقدير الذي لاقاه الجزء الأول، وذلك لأسباب كثيرة، أهمها عنصر المفاجأة والتشويق، واكتشاف شخصيات لها سحرها على الجمهور، وتأثيرها القوي عليه. وبالرغم من ذلك هناك بالطبع استثناءات، أبرزها الجزء الثاني من فيلم (العراب) للعبقري كوبولا، حيث كان مليئاً بالإيحاءات والإسقاطات السياسية والاقتصادية والجرأة في تناولها، مما أعطى الجزء الثاني قيمة استثنائية خارقة لم يملكها الفيلم الأصلي.

وها نحن نشاهد الجزء الثاني من فيلم (صمت الحملان)، وذلك النجاح الاستثنائي الذي حضي به فيلم (هانيبال)، حيث يتناول أبعاداً أخرى للشخصيات الرهيبة التي احتواها الجزء الأول، أبعاداً تجعلنا نعيد النظر في أمور كثيرة، تتعلق بمفاهيمنا عن الخير والشر، عن الجريمة والعقاب.

بدا لي بأن فيلم (هانيبال) أكثر دموية، إلا أن ذلك ربما جاء نتيجة المساحة الكبيرة التي أعطيت لشخصية الدكتور ليكتر. ففي فيلم (صمت الحملان) كانت شخصية عميلة الـ (FBI) ستارلينج تستحوذ على الفيلم، لذا كان الطابع النفسي يسيطر بشكل واضح. أما في فيلمنا الجديد هذا، فكان على الدكتور ليكتر أن يقول الكثير عن شخصيته ويبين الكثير من خفاياها. فأغلب مشاهد الفيلم، التي صورت في فلورنسا، كانت محيرة ودموية ومخيفة جداً. إضافة إلى أن الفيلم في جزءه الثاني يفقد الكثير من قوته، ربما يكون سبب ذلك هو الشعور بعدم وجود اتصال مباشر بين ستارلينج وليكتور. حيث نجح فيلم (صمت الحملان) لأنه استطاع تقديم تدفق ساحر من الانجذاب بين القاتل ووكيلة الـ (FBI). كان هناك ذلك الاحترام الخفي بين الاثنان وكان بمثابة الحب. لكن في (هانيبال) ليس هناك تقارب بين الاثنان، فالمشاهد التي تجمع بين الاثنين قليلة. ليبدو فيلم هانيبال كقصّة انتقام عادية من شخص كان ضحية للدكتور ليكتر. هانيبال يفتقر إلى الإشباع النّفسي الذي احتواه الفيلم في جزئه الأول. فالفيلم يذهب مباشرة لمشاهد العنف الدموي، فهناك الكثير من مشاهد الدّم، الكثير من أكل لحم البشر والكثير من اللّحظات المخيفة. لكننا نستمتع بتلك اللّحظات التي يناقش فيها ليكتور الموت مع إحدى ضحاياه القادمة. خلق هوبكنز أيقونة الرّعب مع شخصية ليكتور وهو لا يخيّب أمل المتفرج هنا. في النّهاية، تدرك بأنّك تبحث عن ليكتور ولا أحد غيره.

أنتوني هوبكنز في هذا الدور يصل إلى أعلى مستويات الأداء، فهو في دور الدكتور ليكتر نجح إلى حد كبير في تقمص شخصية في نظرة واحدة من عينيه، لذلك يبدو أكثر من ممثل، إنه فنان عملاق لا يمكن مقارنته بأحد. جوليانا مور كانت مقنعة تماماً، بل إنها أنستنا أداء حودي فوستر الرائع وربطت شخصية كلاريس بوجهها وحركاتها.

 

أخبار الخليج في

07.09.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)