جديد حداد

 
 
 
 
 

من ذاكرة السينما..

أبي فوق الشجرة.. (3)

 
 
 
 

جريدة

أخبار الخليج

 
 
 
 
 
 

يتحدث حسين كمال عن أفلامه الثلاثة الأولى، فيقول: (...كانت الأفلام سابقة لعصرها بما تقدمه من جديد مختلف عن ما كانت تقدمه السينما المصرية عموماً في الستينات، فلم يستطع الناس أن يستوعبوا هذا الجديد بسرعة.. ولكن بعد فترة أصبحت هذه الأفلام، والتي شكلت عقدة ليّ وللناس، مفهومة من الجميع، وبالتالي مرغوبة من الجميع...).

إن كلمات حسين كمال هذه، لهي دليل على صحة حديثنا، بأن وظيفة الفن الرئيسية هي الارتفاع بمستوى المتلقي الثقافي والفني، حتى يستطيع استيعاب ما يقدمه الفنان من إبداع، وليس بالنزول إلى مستواه لكي يفهمه.

ولا يفوتنا الإشارة إلى أنه من الصعب ـ كما هو معروف ـ الجمع بين النقيضين.. إرضاء الجمهور وإرضاء النقاد في آن واحد، فهي معادلة صعبة، قال عنها الناقد والمؤرخ السينمائي الفرنسي "جورج سادول" بأنها محاولة اختراق المستحيل، وبالتالي فالمسألة تحتاج ـ فقط ـ إلي وقت.. وقت يحاول فيه المتلقي أن يرتقي ويطور من قدراته التذوقية للعمل السينمائي والفني بشكل عام. إلا أن مخرجنا حسين كمال لا يستطيع الانتظار طويلاً، فهو يريد من أفلامه أن تدر عليه أعلى الإيرادات بعد إنتاجها مباشرة.

وهذا ما حققه مخرجنا بالفعل، حيث إن أغلب أفلامه التي قدمها بعد انتكاسته الفنية، أي بعد إخراجه لفيلم (أبي فوق الشجرة)، والتي تجاوزت الثلاثين فيلماً، قد لاقت نجاحاً جماهيرياً تفاوت من فيلم إلى آخر. فمن بين ما نجح له من أفلام ثرثرة فوق النيل ـ 1971، إمبراطورية ميم ـ 1972، مولد يا دنيا ـ 1976، إحنا بتوع الأتوبيس ـ 1979، أرجوك أعطني هذا الدواء ـ 1982.

وهكذا بدأ حسين كمال مشواره السينمائي، وهكذا أصبح فيما بعد. إنها ـ حقاً ـ انتكاسة كبيرة لمخرج جاد ومبدع ذو موهبة فنية بارزة، خسرته السينما المصرية الهادفة، بعد أن أهداها فيلمه (البوسطجي ـ 1968)، والذي يعتبر من بين أهم عشرة أفلام صنعتها السينما المصرية منذ بدايتها، وليصبح بعد ذلك ـ وباختياره ـ من أهم مخرجي السينما المصرية التجارية.

 

أخبار الخليج في

19.07.2014

 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2018)