النداهة

إنتاج عام 1975

 
 
 

نشر هذا المقال في مجلة هنا البحرين في 10 يوليو 1991

 
 
 
 

بطاقة الفيلم

 

ماجدة + شكري سرحان + إيهاب نافع + شويكار + ميرفت أمين + سهير الباروني

سيناريو وحوار: مصطفى كمال - قصة: يوسف إدريس ­- تصوير: عبدالحليم نصر - ديكور ومناظر: نهاد بهجت - صوت: نصري عبدالنور - موسيقى: إبراهيم حجايج - مونتاج: رشيدة عبدالسلام - إنتاج: أفلام ماجدة

 
 
 

شاهد ألبوم صور كامل للفيلم

 
       

النداهة

مهرجان الصور
       
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 
 
 
 

قصة فيلم (النداهة) كان الهدف منها هو تصوير إلتهام المدينة الكبيرة وسحقها لأبناء الريف.. إلا أن حسين كمال قد حول الفيلم إلى حكاية مشوهة عن فتاة من الريف (ماجدة)، تسقط في الخطيئة عند ذهابها للقاهرة. وكان من الممكن أن يظهر بمستوى أفضل لو أن حسين كمال قد اهتم أكثر بتقديم الأسباب التي تجعل من القرية منطقة طرد.. كما فعل واهتم بالقاهرة كمنطقة جذب. حيث أنه قدم لنا الريف السياحي، بنسيمه العليل وأشجاره الباسقة، وكان من الأجدر له أن يبين لنا الفقر والبطالة التي تعاني منه القرية وتجعلها منطقة طرد. كما أن هناك تفاصيل صغيرة وهامة تساهم في خلق الشخصيات قد أهملها حسين كمال. فنحن نلاحظ بطلة الفيلم في الريف بوجهها المشرق وشعرها الناعم ومكياجها الذي زادها فتنة، وملابسها الجديدة واللامعة والغالية.. كل هذا لا يشعرك حقاً بأنها فلاحة حقيقية. ومن الواضح فعلاً بأن حسين كمال عندما أراد تصوير القرية في هذا الفيلم لم ينتبه إلى قريته الحقيقية التي قدمها في (البوسطجي).

أما الإضافات التي أضيفت إلى قصة يوسف إدريس القصيرة، فلم تفد الفيلم، بل فتحت المجال للتطويل الممل فقط، وشغل وقت الفيلم. حيث كانت بعض الشخصيات والأحداث ساذجة ولا تخدم تعميق الخط الدرامي للفيلم، فشخصية (ميرفت أمين) لا تعبر عما أريد لها التعبير عنه، كنموذج لفتيات المدينة المتحررات. كذلك شخصية الخادمة العائدة إلى القرية وأحاديثها الطويلة للفتيات عن القاهرة كان من الممكن اختصارها. أما المشاهد الفكاهية التي تصور ذهول فتاة الريف في التعامل مع المصباح والمصعد الكهربائي وأدوات المطبخ الحديثة، إذا كان الهدف منها هو التخفيف من مأساوية الأحداث، فلم ينجح المخرج في ذلك. وكانت من زوائد العمل. إضافة إلى ذلك فان حسين كمال لم يستفد من قدراته الفنية في جذب المتفرج، والإرتفاع بمستوى الفيلم التقني. فنحن نراه وفي لقطات عديدة يكتفي بتثبيت الكاميرا في كادر يتحدث فيه الممثلين حديثاً طويلاً ومملاً، دون أي تغيير في زوايا التصوير، وكأننا أمام تمثيلية تلفزيونية رديئة.

وعن سبب اختياره لقصتي يوسف إدريس.. على ورق سيلوفان، والنداهة، قال حسين كمال: (...الأولى رائعة، والثانية مبهرة!! فيلم على ورق سيلوفان برجوازي جداً، وأنا لا أحب شخصية نادية لطفي فيه، ولكن أعجبتني فكرة الزوجة التي تشك في زوجها من خلال حياتها معه في المنزل فقط ولا تعرف عنه شيئاً في عمله. ثم فكرة الزوجة المخلصة التي تعيش في وهم عابر.. إنه فيلم على ورقة سيلوفان فعلاً. أما النداهة فبهرتني فيه فكرة التناقض بين القرية والمدينة بالشكل الذي عبر عنه يوسف إدريس.. في العمارة التي أسكن بها انتحرت فتاة منذ شهور من الدور السادس، ولم أعرف لماذا؟ لأني في عالمي، كل دور يكون للآخر مثل المريخ! وهذا بالطبع لا يحدث في القرية!...).(2)

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004