كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

ليل ونهار

كلاشينكوف !

محمد صلاح الدين

لو كان الضابط الروسي ميخائيل كلاشينكوف يعلم أن اسمه شخصياً وبالتالي اسم سلاحه الذي اخترعه إبان الحرب العالمية الثانية سيصبح عنواناً لاسم فيلم مصري. لكان تعجب أشد العجب مما تفعله السينما المصرية بمناسبة وبدون مناسبة لاطلاق الأسماء الغريبة علي أفلامها.. كما تعجب من قبل لانتشار رشاشه المذهل حتي أصبح الأكثر رواجًا في العالم. بسبب سهولة استخدامه وفاعليته الكبيرة في الهجوم والقتال. فهو الأكثر كفاءة مع بساطة تركيبه ورخص سعره!!

وفيلم "كلاشينكوف" للمخرج رامي إمام يلعب علي وتيرة هوجة أفلام الأكشن التي انتشرت مؤخراً وأصبحت تحقق إيرادات طيبة. بسبب إقبال جيل من الشباب صغير السن تربي علي البلاي استيشن ومحلات الألعاب العنيفة وسباق السيارات المنتشرة في المولات.. وهو ما أدركه المنتجون فلعبوا علي الحصان الرابح.. حتي أن أحدهم وائل عبدالله هو صاحب القصة السينمائية التي اقتبسها من فيلم أمريكي شهير لستيفن سيجال وانطونيو بانديرياس.. وتدور أحداثها حول قاتل محترف هو أقرب إلي نموذج الشخصية الأمريكية الشرسة والمنفلتة. بدليل انه من عجائب القدر أن "الأمريكان" أصبحوا أكثر جيوش العالم استعمالاً للكلاشينكوف "الروسي"!.. حتي انها اشترت مئات الألوف منه لاستخدامها في قتل العراقيين.. بل الأعجب أن صدام حسين كان يملك أشهر وأغلي قطعة كلاشينكوف مصنوعة من الذهب الخالص.. طبعاً لا ندري أين هي الآن؟! زمانهم استولوا عليها روخرا!!

إننا نعيش مع القاتل الأجير خالد دياب "محمد رجب" الذي التقطه أحد رجال الأعمال المغامرين "صلاح عبدالله" وهو شريد في أوروبا لاستغلال سوابق خدمته في الجيش ومهارته في القنص لتصفية خصومه فيقتل بمهارة -تمثيلية جذابة- واحدًا تلو الآخر. حتي يطلب منه قتل مذيعة برامج الاعترافات "غادة عادل" فيضطر للتوقف برهة وإعادة حساباته!

كان جميلاً في النص الدرامي أن يكون القاتل قد ارتبط عاطفياً مع المذيعة دون سابق معرفة.. بل من خلال اعجابه بالبرنامج ومقدمته التي تستخرج من ضيوفها خاصة أصحاب السوابق اعترافاتهم.. وكانت مشاهد التخيل انه أحد ضيوف هذا البرنامج هي الأقوي تأثيراً بصريًا لأنها تمثل له نوعًا من التطهر هو في أشد الحاجة إليه.. لذلك نجح المخرج وبطل الفيلم في إيقاع التأثير النفسي لمشهد كرسي الاعتراف ولهفته للجلوس عليه برغم معرفته باستحالة ذلك. وهو مالم يتحقق بالفعل حيث يلقي مصرعه علي يد قناص آخر أخذ مكانه ثم يصبح حرًا طليقاً لتغلق الدائرة علي الحكاية المأساوية!!

الجزء الثاني من الفيلم وهو "الرومانسي" منذ صارح القاتل المذيعة وابتعد بها عن الصراع كان أقل في المستوي من الجزء الأول الساخن.. وبدا النفس القصير لكاتب السيناريو محمود البزاوي وكذلك المخرج واضحاً في الافتقار للمواقف الدرامية المؤثرة التي تبقي الدراما في تصعيدها المنشود.. وبدت قلة الخبرة سائدة حتي مشهد النهاية!!

أما حكاية القناصين التي اشتهرت في أفلامنا مؤخراً فتثير الدهشة من استحالة تواجدها بهذا الشكل في مجتمعاتنا الآمنة بطبيعتها.. يمكن تواجد أشباهها وقت الإرهاب.. وطبعًا كانت خايبة ليست فيها حرفية ولا مهارة.. وأفضل للسينمائيين أنفسهم أن يكونوا "قناصين" بالكاميرا.. أي المهارة المتزايدة لاصطياد المشهد الجذاب. واللقطة الموحية. والكادر الفني في تكويناته وجمالياته.. وهو ما يبدده أسلوب الانتاج والتوزيع في مصر.. والذي يحتاج إلي مهارة لإصابة الهدف!!

علي فكرة.. قد لا يعرف البعض أن "المصريين" قد طوروا هذا الرشاش في مصانعنا الحربية.. حتي سمي بالكلاشينكوف المصري.. مثلما ساهمنا في تطوير صناعة السينما من قبل.. ولكن من يسمع ومن يري؟

Salaheldin-g@Hotmail.com

الجمهورية المصرية في 14 فبراير 2008