كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

مقعد بين شاشتين

تغطيات البطولة بين الهواية والاحتراف.. عيد للكرة.. وعيد للتليفزيون

بقلم : ماجدة موريس

* من جديد يؤكد الإعلام المرئي سطوته الكبري في تغطياته فوز مصر ببطولة كأس الكرة الأفريقية مساء الأحد الماضي.. ففي هذه الليلة تراجعت كل وسائل الإعلام الأخري من صحف وإذاعات لتخلي الطريق لشاشات التليفزيون بكل أنواع البث الأرضي والفضائي. المفتوح والمخصوص. وحيث زاد الشغف بتتبع المباراة الأخيرة حين أهداها الشيخ صالح كامل إلي المصريين باللغة العربية. وكانوا يتابعونها باللغة الفرنسية حتي الدور قبل النهائي نتيجة حدوتة قديمة حول شراء البث واحتكاره هذا ليس مكانها اليوم.. ولكنه وقت لملاحظة ان التليفزيون اقتنص بالفعل هذا الحدث السار الذي أسعد شعبا كبيرا مشتاقا للبهجة والفرحة. كما أسعد الشعوب العربية كما بدا من خلال شاشاتها. وأيضا شعب غانا كما صرح عدد من المشجعين العائدين مع الفريق صباح الاثنين لبرنامج "صباح الخير يا مصر" ولم يفسر أحد في التليفزيون المصري للمشاهدين سبب سعادة جمهور غانا وحبه لمصر. وانه ليس كرهاً في بقية الفرق الافريقية الأخري وانما لعلاقة قديمة قوية بين البلدين والشعبين منذ أيام الرئيسين عبدالناصر ونكروما..

ولأنه الحدث الذي ابتلع الاهتمام كله لمدة أسبوع كامل. فإن تغطياته تعد عملاً مهنياً واحترافياً بالدرجة الأولي. خاصة في إطار المنافسة الشديدة بين القنوات العامة وتلك المتخصصة في الرياضة ولأن الفريق المصري كان الفريق العربي الأفريقي الوحيد الذي لم يخرج من المنافسة واستمر حتي النهاية. فقد تغير التعامل معه كثيراً منذ البداية إلي النهاية. وبعد أن كان يلقي الحد الأدني من الاهتمام والتقدير للدرجة التي أخرجته من ترشيحات الفرق المرشحة للفوز مع التمجيد للفرق الأخري المشاركة. خرجت التغطيات التليفزيونية. ونفس البرامج. عن هذا السيناريو المعتاد ولم يبق للقائمين عليها إلا التعامل مع الفريق الأفضل "لأنه بدون هذا عليهم التوقف واغلاق الشاشات" وهنا عزف الإعلاميون بانسجام علي كل الشاشات. من الشبكة المحتكرة بفريقها إلي الفضائيات المفتوحة والخاصة.. أما التغطيات المصرية فأهمها ما قدمته القناة الثانية والثالثة. ثم قناة الرياضة المتخصصة. لكن الملفت هنا ان الوجوه هي هي في الثانية والثالثة. وبالتحديد كان شوبير ومجدي عبدالغني يقدمان برنامج الثانية. وبعده ينتقلان إلي القناة الثالثة. فوراً. فهل هذا معقول؟ والا يوجد في مصر فريقان للتقديم؟..

البيت بيتك.. والتغطية الذكية

* هل كان علي التليفزيون المصري الاكتفاء فقط بلاعبي الكرة ومدربيها في هذه المناسبة؟ من الغريب ان هذا هو ما حدث. واختفي مقدمو البرامج الرياضية. ومع ذلك فقد كانت أفضل تغطيات هذا الحدث ما قدمه برنامج "البيت بيتك" مساء الأحد. في هذا الجزء التسجيلي الذي قدم لنا فيه صورة لأهالي وأصول وخلفيات لاعبي الفريق المصري. ومن أي محافظات وقري نبتوا. وقد كان ممكناً أن يكون هذا الجزء أكثر أهمية لو تعاملوا معه باهتمام أكبر. ومع ذلك فهو يعبر عن قيمة وأهمية العقلية التي تعد البرنامج. وفي هذا الجزء يكشف البرنامج عن سر قوة الفريق الممثلة في كونه يعبر عن كل طبقات ومناطق مصر في تركيبة تعطي الفرصة للموهبة والكفاءة وحدهما وبعدها الجهد والعزف الجماعي ومن هنا أعطي البرنامج للمشاهد سر نجاح المشروع.. مشروع الفريق القومي الكروي.. مختلفاً بذلك عن أغلب التغطيات التي غلب عليها الأسلوب الخطابي. ومع وجود تحليلات عديدة. فقد غابت الوثائق والأرقام كثيراً.. وفي الوقت الذي قدم فيه استوديو art بعض اللقاءات من مقر الدورة في غانا. فقد كنا نحتاج من التليفزيون المصري وبرامجه استرجاع مسيرة مصر مع المشروعات الرياضية. وبرامج توثق الانتصارات السابقة والاخفاقات أيضاً. وبرامج عن حالة الرياضة في ربوع مصر الآن. وعن الأندية والساحات ومراكز الشباب وحالتها. وعن أساليب اكتشاف المواهب الجديدة في كل اللعبات. والمعوقات.. نعم كنا نحتاج في هذا الوقت الذي جلس الناس فيه بانتباه أمام التليفزيون إلي برامج عن صناعة المستقبل وبدون أن تكون ثقيلة الظل. وعن إعادة الاهتمام والاعتبار لحصة الرياضة والألعاب في المدارس. وعن الملاعب التي اختفت من حياة أغلبية الصغار في مصر. وكان علي قطاع الأخبار أن ينتهز الفرصة لفتح ملفات الرياضة المصرية والدعوة لمبادرات من الدولة والحكومة ورجال المال لوضع خطة لمصر الرياضية. في السنوات القادمة.. وللتعامل مع كل الرياضات بعدالة وانصاف. والتليفزيون نفسه مثلاً. وبرامجه الرياضية غير عادلة مع كافة اللعبات والبطولات.. ومع ذلك. فإن هذا الفوز الكبير لفريق مصري ناجح ومحترم هو مناسبة لاكتشاف الفريق لصنع انتصارات أكبر فيما بعد.

الراعي الرسمي...

* شركة مياه غازية ملأت الدنيا إعلانات أثناء مباريات الدورة الأفريقية بأنها الراعي الرسمي للمشجع المصري.. بأمارة إيه؟ ومن الذي سمح لها بأن تسطو علي مشاعر ملايين المشجعين تجاه فريقهم القومي وتنسب لنفسها شرف رعايتهم؟ ثم. ما هي حيثيات هذه الرعاية من الشركة للمشجعين المصريين.. أم انه كلام مجاني.. وهل يصح خلط الأوراق هنا بين البيزنس والمشاعر القومية.. وأليست هناك رقابة علي الإعلانات.. أم أن كل شيء مباح لهذه الشركات؟.

magdamourice 1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في 14 فبراير 2008