كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

آخر فيلم تناقلته المنتديات هو «الجزيرة» لأحمد السقا

من هو الفاعل المجهول الذي يسرق أحدث الأفلام ويطرحها بالمجان علي الإنترنت؟!

رانيا يوسف

·         القرصنة تتم بطريقتين إما نسخ اسطوانة أصلية للفيلم بعدد كبير من النسخ أو التحميل المجاني من منديات الإنترنت

·         السرقة علي الإنترنت بدأت بشرائط الكاسيت ثم الأفلام العربية والعالمية وآخر صيحاتها المسلسلات بكامل حلقاتها

·         د. حسام لطفي : إذا كان الموقع الذي يضع المادة المسروقة يبث من مصر فهو خاضع للقانون المصري ويمكن محاسبة أصحابه، أما إذا كان يبث من، الخارج فتطبق عليه القاعدة الإقليمية لقانون العقوبات التي تتطلب تعاونا بين الحكومات

·         منيب شافعي: الغرفة تلعب دورا مهما في كشف السرقات الفنية من خلال نظام تعليم النسخ لكشف مصدر التسرب والنسخ غير المشروع للأفلام السينمائية

 

ما يحدث أمام دور العرض في مصر من سرقة لحقوق عرض العديد من الأفلام السينمائية سواء العربية او الأجنبية يعرض بالتأكيد صناعة السينما لخطر حقيقي ،فإسطوانات الأفلام التي تباع بأرخص الأسعار حيث لا يتجاوز ثمنها ثمن تذكرة السينما العادية مع فارق أن المشاهد سيحتفظ بهذه الإسطوانة الي الأبد هذه الإسطوانات التي لم تعرف عنها الرقابة شيئاً لأنها بالتأكيد لم تمر عليها قبل طرحها للبيع علي الأرصفة ،فأغلب هذه الإسطوانات تمت سرقتها بطرق غير مشروعة من قبل البعض ثم تم نسخها بطريقة حرفية لتبدو وكأنها أصلية كتلك التي تصدرها شركات الإنتاج السينمائية ،السؤال هو كيف تتم هذه السرقات وكيف يمكن السيطرة عليها ؟هناك طرق عديدة يتم بها قرصنة هذه الأفلام ولكن أشهر طريقتين يتبعهما مروجو هذه الإسطوانات هما ،الطريقة الأولي هي أن يقوموا بنسخ الفيلم من إسطوانته الأصلية عدة مرات بطريقة تسمح لهم بتوفير فارق كبير بين سعر الإسطوانة الأصلية والإسطوانة المزيفة ،ثم يتم تغليفها بصورة محكمة لتبدو كالأصل تماماً ويتم بعد ذلك طرحها للبيع ،أما الطريقة الثانية وهي الأكثر رواجاً حالياً ليس فقط بين بائعي هذه الإسطوانات المسرقة بل انتشرت بين الناس وهي الطريقة الأقل تكاليف ،هي الاتجاه إلي تحميل هذه الأفلام عن طريق برامج متخصصة لتنزيل هذه الأفلام من علي الشبكة الدولية ،هذه البرامج التي انتشرت بكثرة منذ وقت قصير بين الشباب ،بالإضافة الي تعدد المواقع الإلكترونية التي تسمح بتحميل ومشاهدة هذه الأفلام مجاناً ،فكل ما تحتاجه فقط هو جهاز كمبيوتر وشبكة إنترنت يمكنك من خلالهما أن تشاهد ما لم يخطر لك ببال من الأفلام سواء العربية أو العالمية ،القديمة أو الجديدة ،حتي قبل أن تقوم الشركة المنتجة ببيعها للقنوات الفضائية ،فبعد طرح أي فيلم في دور العرض ما إن يمر عليه أقل من أسبوع حتي نجده يعرض مباشرة علي الشبكة الدولية التي تتناقلة آلاف المنتديات والمواقع طول الوقت.إساءة استخدام التكنولوجيا هذا السطو الذي حدث مسبقاً مع الألبومات الغنائية للمطربين والتي يتم تسريبها عبر الإنترنت قبل صدورها بالأسواق مما جعل سوق الكاسيت يهتز ومبيعات بعض المطربين تنخفض الي حد يدعو أن ننتبه فيه إلي هذا الخطر القادم عبر سوء استخدام التكنولوجيا الحديثة ،فهذه كانت البداية التي تبعها بعد ذلك تسريب الأفلام من دور العرض .أسئلة كثيرة تفتحها هذه القضية ،فهل تؤثر هذه السرقات بالسلب علي صناعة السينما ،أو أنها قد تكون من الأسباب الرئيسية في تدهور حال صناعة السينما ،حيث يقل دخل الفيلم عندما يوزع بطرق غير مشروعة وغير خاضعة لرقابة وعلم الشركة .وما الحق القانوني لأصحاب شركات الإنتاج علي أصحاب هذه المواقع الإلكترونية المروجة لأفلامهم ،وهل يمكن للشرطة أن تتبع المئات من هذه المواقع علماً بأن هناك مواقع تبث من خارج مصر ولا تخضع للقانون المصري د.حسام لطفي أستاذ القانون وحقوق الملكية الفكرية يحدثنا عن العقوبة التي تنتظر أصحاب هذه المواقع ويقول : القانون رقم 8 لسنة 00 يعتبر أي عمل من شأنه حرمان المؤلف من حقوقه جريمة يعاقب عليها بالحبس والغرامة والمصادرة ويعد المنتج نائباً قانونياً عن المؤلف يباشر عنه هذا الحق إما لحسابه إذا كان لم يشتر حقوقة المالية أو لحساب المؤلف إذا كان المؤلف لم يتصرف في حقوقه المالية بالبيع للمنتج ،فالقانون يجرم أي عمل من شأنه المساس بحق المؤلف وعادة يكون في العالم كله قوانين جنائية تطبق داخل حدود الدولة وعن مواقع الإنترنت فهي إما كانت تبث من داخل الدولة ،فذلك يخضع صاحبها للقانون الخاص ببلده ،وإذا كانت تبث من خارج هذه البلد فيتبع ما يسمي بالقاعدة الإقليمية لقانون العقوبات ،وهذه القاعدة تتطلب تعاون دولي بين المؤسسات الحكومية للدول .أما عن فترة انتهاء حقوق الملكية عن العمل الفني ،يعلق د. حسام أن حقوق الملكية للمؤلف تنتهي بعد مرور خمسين عاماً علي وفاته ،أما المنتج فله الحق علي منتجه حتي بعد ألف عام وله أيضاً حق التعويض المادي والأدبي علي سرقة منتجه الفني ،فالآن لدينا شرطة خاصة لمكافحة جرائم الإنترنت تتابع مثل هذه السرقات .وعن محاولات تجنب حدوث مثل هذه السرقات يرد د. حسام لطفي بأن السرقات من علي مواقع الإنترنت المتعددة تشبه أي نوع آخر من السرقات التي لا يمكن تقنينها ولا تجنبها ولا منعها ،بل يمكننا متابعتها والسعي خلفها طوال الوقت ،لكن يمكن ان نحذر منها وذلك من خلال إحكام السيطرة علي دور العرض التي هي المصدر الأول لتسريب الأفلام السينمائية .نظام علامة النسخوعن دور المؤسسات السينمائية في مواجهة هذه المافيا من سرقات الأفلام التي تتزايد وتتطور يوما بعد يوم يقول الاستاذ منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما أن أي فيلم سينمائي لا يطرح في دور العرض إلا بعد أن يأخذ شهادة معتمدة لعرضه تجارياً من غرفة صناعة السينما ،هذا لحماية حق عرض الفيلم تجاريا باسم الشركة المنتجة والموزعه له ،بالإضافة إلي ذلك ،فالغرفة تلعب دوراً كبيراً في حماية هذه الأفلام أو علي الأقل يمكنها أن تساعد في الكشف عن هوية دور العرض التي تم تسريب الافلام منها ، فهناك نظام علامة النسخ ،هذا النظام يقوم به منتج العمل السينمائي الي جانب مخرج العمل ،فعلي سبيل المثال ،إذا قام المنتج بنسخ فيلمه مائة نسخة لتوزيعها علي دور العرض ،يقوم في نفس الوقت بأخذ علامة محددة لكل نسخة ،هذه العلامة التي تأخذ معها ايضاً اسم دور العرض التي ستعرض فيها ،ومع اختلاف المائة علامة سوف نتمكن من معرفة من أي دور عرض تم تسريب هذه النسخة .فعندما يتم التقدم لنا بشكوي من منتج ما أن حق عرض فيلمه سرق من إحدي دور العرض ،نرسل لجنة تفتح جميع نسخ الأفلام ليمكننا التعرف علي العلامة الموجودة في النسخة المسروقة ،من أي دور عرض تم تصويرها أو تسريبها .أما متابعة هذه السرقات من عمل جهازين ،هما جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية وشرطة الرقابة علي المصنفات الفنية ،لكن غرفة صناعة السينما لا تملك حق التفتيش ولا سلطة محاسبة أصحاب المواقع ومروجي الإسطوانات المزيفة .الموضوع يزداد خطورة يوماً بعد يوم ،فإلي جانب الأفلام العربية التي يتم قرصنتها من علي الشبكة الدولية ،هناك الأفلام الأجنبية التي يتم تحميلها عن طريق أجهزة الكمبيوتر ،ثم نسخها علي إسطوانات وبيعها للشباب ،دون الرجوع للرقابة ،هذه الأفلام التي من الممكن أن تكون ممنوعة رقابياً ،فلا مجال الأن لمنعها من الانتشار بين الشباب والأمر لم يقتصر علي الأفلام بل تطور أكثر إلي تحميل كامل حلقات المسلسلات العربية و الأجنبية ،هذا ما حدث في رمضان الماضي حيث بثت العديد من المواقع الإلكترونية حلقات مسلسلات رمضان يومياً عقب إنتهاء كل حلقة وامتدت القرصنة الي نوع جديد وهو سرقة وفك شفرات القنوات الفضائية الخاصة ،فهناك تقنيات جديدة تظهر كل لحظة لفك هذه الشفرات ،مثل قنوات الاوربت والشوتايم و تري بعد أن شاهدنا أصحاب شركات الكاسيت وأصحاب شركات الإنتاج السينمائي يقاضون داخل قاعات المحاكم أصحاب المواقع الإلكترونية التي تغتصب حقوق ملكية المنتجين تري هل سنري قريباً أصحاب المحطات الفضائية معهم جنباً إلي جنب؟من أحدث الافلام التي تعرض حالياً في دور العرض والتي وجدتها تتداول بين الشباب وأنا أبحث علي شبكة الإنترنت عن جديد الأفلام المسروقة كان فيلم الجزيرة وهو من أكثر وأحدث الأفلام انتشاراً بين الشباب وعلي هذه المواقع الآن .

جريدة القاهرة في 15 يناير 2008