كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

بعد إلغاء حفلها الشهير سنوياً

اعتصام الكُتّاب ضربة لـ "جولدن جلوب"

محمد رضا

في مثل هذا الوقت من كل عام، وتحديداً في تمام الساعة السادسة، يتم توزيع جائزة “جولدن جلوب”، ثانية كبرى الجوائز السنوية الأمريكية، والتي أنشأها صحافيون محترفون ونقاد أكاديميون في الأربعينات من القرن الماضي، لتقييم أفضل الأعمال سينمائياً.

حيث تفترش السجادة الحمراء، ويتم توافد المرشحين من الفنانين والفنانات، وتبادر المحطات والمجلات في عقد لقاءات عاجلة وسريعة مع نجوم الفن السابع، قبل الدخول للقاعات.

* انسحبت الممثلة نيكول كيدمان من دورها المقبل في فيلم بعنوان “القارئ”، وذلك بعدما بوشر تصويره فعلاً في ألمانيا. من حسن حظ الإنتاج أن المشاهد التي تؤدّيها كيدمان كانت مبرمجة للتصوير لاحقاً، وأن الممثلة كيت وينسلت، ليست مشغولة هذه الأيام فقفزت إلى الدور حال سؤالها.

* جيما أرترتون حالياً ليست ممثلة معروفة، لكن المفترض أنها ستكون كذلك بعد فيلمها المقبل “بوند 22”، (العنوان المؤقت للفيلم المقبل من سلسلة جيمس بوند)، وذلك بعدما اختيرت من بين عشرات الممثلات اللواتي تم استعراضهن للدور.

* الممثل الأفرو-أمريكي مارلون وايانز، سوف يحمل السلاح في فيلمه المقبل “بطل حرب”، الذي سيباشر تصويره بعد أسابيع مستوحياً من شخصية في مجلات الكوميكس.

هذا العام لا شيء من هذا سيحدث، نظراً للإضراب المفتوح لكُتّاب السيناريو الأمريكيين الذي كاد ألا يعني من أمر حفلة الجولدن جلوب شيئاً، لولا أن نقابة الممثلين أعلنت مقاطعتها أيضاً. تحديداً جوليا روبرتس، وجوني دب، وكايرا نايتلي كانوا البادئين في الموافقة على هذه المقاطعة، علماً بأن جوني دب، وكايرا نايتلي مرشّحان لجوائز الجولدن جلوب، ومن المحتمل الفوز بها عنوة على كل من جودي فوستر، وجولي كريستي وكايبت بلانشت وأنجلينا جولي.

حرب

تدخل نقابة الممثلين لا يزال غير مفهوم. صحيح أن أعضاء من جمعية الكُتّاب الأمريكيين كانوا سيقفون عند الباحة الخارجية للفندق رافعين اللافتات المعادية، وصارخين في وجوه الممثلين الذين سيؤمون الحفلة، الا أن القرار غريب من حيث ان نقابة الممثلين، لم تتخذ موقفاً حيادياً حيال الموضوع، فتصدر تحذيراً للممثلين وتترك لهم الخيار، بل قررت أنها ستقاطع تضامناً.

ولا يسع جمعية المراسلين الأجانب، والحال هذه سوى اتخاذ القرار من استمرار الجائزة في مقابل الغاء الحفلة الكبيرة ذاتها، كذلك لا يسعها سوى التساؤل عما اذا كان في كل هذا الأمر استمرار لحرب خفية، بدأت ضدّها منذ أن اشتد ساعدها، وأصبحت جوائز هذا الفريق المؤلّف من غالبية من الصحافيين

والنُقّاد الأجانب (من بنجلاديش الى روسيا ومن ألمانيا الى الأرجنتين)، بالغة الأهمية ومؤثرة على أكثر من صعيد.

قبل ثلاثة أعوام مثلاً اضطرت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية، موزّعة الأوسكار، لتقديم اعلان موعد ترشيحاتها من الأفلام والسينمائيين في محاولة منها لتقليص نتائج جوائز الجولدن جلوب على الأوسكار، بعدما لاحظت أن نحو 70 في المائة من الأفلام والشخصيات الفائزة بالجولدن جلوب تصعد منصّة الأوسكار، لتستلم جوائزها أيضاً، الواضح أن أعضاء الأكاديمية الذين يبلغ عددهم قرابة 6500 فرد (مقابل 90 فرداً في الجولدن جلوب) كانوا، شعورياً أو لا، يستجيبون لنتائج الجولدن جلوب فينتخبون من فاز بها. وفي العام ذاته طلبت الأكاديمية من شركات الأفلام الكبيرة الحد من ارسال أسطوانات الأفلام الى أعضاء جمعية مراسلي الصحف الأجنبية بحجة أن بعض أعضاء الجمعية ربما يمارسون القرصنة فيرسلون بالأسطوانات (ومعظمها لأفلام لم تتوفر بعد في أسواق الدي في دي)، الى معامل استنساخ.

المضحك هو أنه في العام ذاته تم القبض على عضو يرتكب الجريمة عينها، لكنه كان عضواً في أكاديمية الأوسكار.

خسائر حقيقية

وحققت جوائز الجولدن جلوب نجاحات خارقة. حيث انطلقت في الأربعينات من قبل مجموعة صغيرة من الصحافيين، وكانت هوليوود تعتبرهم هامشيين جداً، ولا تكن لهم أي تقدير. هذا الوضع تغير بالتدريج خلال العقود الطويلة، فأصبحت الجمعية تستدعي التقدير والاحترام، ولها تأثير كبير. شركات الأفلام تعاملها كلاعب في حلبات القوّة في هوليوود، حيث ان أعضاءها يغطّون أكثر من 150 صحيفة ومجلة في نحو أربعين دولة، كل أسبوع من كل شهر من كل عام تقام مؤتمرات صحافية مخصصّة لاعضائها. كل شهر هناك رحلة تدفع نصف تكاليفها شركات هوليوود لمؤتمرات صحافية في مدن أخرى حول العالم. كل أسبوع هناك على الأقل حفلة يحضرها سينمائيون وأعضاء من الجمعية للاحتفاء باطلاق فيلم جديد.

طبعاً تتابعت ردّات الفعل عندما أعلن رئيس الجمعية جورج كاميرو، وهو أرجنتيني، الغاء الحفلة وابقاء مؤتمر اعلان الجوائز. وبعضها كان عبارة عن شماتة ما نظراً لأن الصحافة الأمريكية لم تستطع أن تحظى باهتمام مماثل الا على صعيد فردي (أي باختيار منفرد تقوم به شركات الأفلام لعدد منتقى من أقوى الصحف المحلية). لكن الحقيقة هي أن الخاسر الأكبر ليس الجمعية. أو -اذا ما كان التوازن في القول محموداً- ليس الجمعية وحدها. الصورة قاتمة على غيرها.

كل عام تتبرّع الجمعية بنحو نصف مليون دولار، لجمعيات سينمائية، وكليات فنون في جامعات كاليفورنيا ومراكز سينمائية أخرى، وكل عام تتلقى جمعيات خيرية متعددة تبرّعات مماثلة من الجمعية تذهب لمستشفيات وفقراء ومحتاجين، النجوم الذين يتقاضى الواحد منهم عشرين مليون دولار عن الفيلم الواحد (أمثال جوني دب وجوليا روبرتس) لا يفعلون.

هذا العام لن يكون في وسعها أن تفعل ذلك بعدما خسرت موردها (أكثر من ثلاثة ملايين دولار من محطات التلفزيون الناقلة) للجمعية، وهي غير تجارية، مسؤوليات مالية كبيرة تجاه نشاطاتها وأعضائها وعليها أن تدفع تكاليف وجودها على الأرض.

كذلك هناك الأفلام ذاتها.

هذا العام سبعة أفلام روائية درامية، وخمسة كوميدية، وثلاثة أفلام رسوم متحركة، وخمسة أفلام أجنبية، كان مقدّراً لها أن تبتهج بتسليط الضوء عليها، الضوء الحالي (المؤتمر الصحافي) قد يعوّض قليلاً، لكنه لن يعوّض كل ذلك الضوء المسلّط على الأفلام وأصحابها الذين اذا لم يفوزوا بالأوسكار لاحقاً، كانت الجولدن جلوب تعويضاً لهم، واذا فازوا بالأوسكار تصبح الجائزة حافزاً.

والأفلام الروائية الدرامية السبعة هي: Americna Gangster  فيلم ريدلي سكوت البوليسي، حول صعود وهبوط رجل عصابات أسود، كل من المخرج والممثل دنزل واشنطن مرشحان. Atonement دراما عاطفية يدور جزء منها في اطار الحرب العالمية الثانية، بطلة الفيلم كايرا نايتلي مرشّحة لجائزة أفضل ممثلة. بطل الفيلم جيمس مكافوي، مرشّح لجائزة أفضل ممثل ومخرج الفيلم جو رايت مرشّح لجائزة  الاخراج (لجانب سينمائيين آخرين عن هذا الفيلم ذاته). Eastern Promises  عن المافيا الروسية في انجلترا وبطله فيجو مورتنسون مرشّح لجولدن جلوب أفضل ممثل. The Great Debaters    عن دنزل واشنطن يحيي نفوساً ضائعة في دراما  اجتماعية محترمة. Michael Clayton  جورج كلوني المرشّح عن هذا الفيلم جيّد، في دور الباحث عن قتلة صديقه. وتيلدا سوينتون وتوم ولكنسون مرشّحان عن دوريهما المسانديْن.No Country for Old Men  الاسباني خافيير  باردم، مرشّح عن دوره في هذا الفيلم البوليسي، والمخرجان ايثان وجول كووَن مرشّحان لجائزة أفضل مخرج. There Will be Blood “وسترن” على قدر كبير من الذكاء، يراجع نشأة أمريكا الرأسمالية، بطله دانيال داي- لويس مرشّح كذلك مخرجه بول توماس أندرسون.

 

كنز أمريكي” يعتلي القمة للأسبوع الثالث

للأسبوع الثالث على التوالي يتولّى “كنز قومي”، تبوأ المركز الأول في قائمة أفلام القمّة جامعاً للآن نحو 170 مليون دولار، من عروضه الأمريكية وحدها، المفاجأة هي أن فيلم “جونو” انطلق من عروضه المتأخرة للمركز الثاني، فيلم “مكالمة مفتقدة” هو الجديد الوحيد واكتفى بالموقع الخامس.

 

تحفة عن الغرب الأمريكيسيكون هناك دم

الدقائق الخمس عشرة الأولى أو نحوها صامتة تحتفي بالتاريخ، اذ تنطلق القصّة سنة 1889 وتنتقل بعد ذلك الى العام 1902 ثم العام ،1911 قبل أن تنتقل الى العام ،1927 حيث تكونت السينما في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ولم تنطق الا من بعد العام ،1927 وسواء أكان  في بال المخرج بول توماس أندرسون او لا، فإن التماثل - في تلك الدقائق الأولى - يبدو مثالياً ان لم يكن مقصوداً.

دانيال داي لويس يؤدي شخصية رجل اسمه دانيال، يبحث بمفرده عن الفضّة، حينما يكتشف النفط عوضاً عنها، فيتحوّل اهتمامه الى الذهب الأسود، ويبدأ بتوسيع رقعة نشاطه فيشتري الحقل الصغير، الذي وجد فيه ذلك الكنز، ثم ينتقل الى سواه، وينتهي في كاليفورنيا واحداً من أكبر ملوك النفط المستقلّين. لا زوجة له ولا ولد، لكنه تبنّى ولداً من رفيق عمل مات في حادثة مبكرة، وهذا نشأ صبياً طيّعاً. دانيال يحبّه كما لو كان ابنه الفعلي، ويقرّبه اليه وهو الذي اعتاد الحفاظ على مسافات بعيدة بينه وبين الناس، وحين يشتري أرضاً في كاليفورنيا تنضح بالبترول يكون دخل مستوى جديداً من تكوينه كرأسمالي. ومع هذا الدخول تزداد تصرّفاته غرابة. هو لا يحب الناس. ولا يثق بأحد، لم يقترن بشركاء، ولا يحب أن يكون اجتماعياً، وفي الحقيقة هو ضد المجتمع.

كذلك لا يؤمن بالمنافسين من حيث أنه لا يعطيهم حق الوجود. يريد ازاحتهم من الطريق ولا يتحمّل معارضة أحد لمشاريعه، والفيلم لا يوصمه لطموحاته، بل لتكوينه الأناني. لجشعه. لكرهه الآخرين من دون استثناء.

وفي المقابل، ابن صاحب الأرض التي اشتراها ايلاي متعبّد لدرجة تثير حنق دانيال، وربما حنق المشاهدين لتوغّله في التطرّف. المخرج يستخدم هذا النوع من التديّن لما هو أكثر من رسم التناقض بين الرجلين ومفهوميهما. ما يفعله هو اتخاذ كل مفهوم كركيزة لسرد تاريخ من الحياة الأمريكية ما زالت تلعب دورها الكبير في هذا البلد: المال والدين.

الفيلم بلا أدوار نسائية رئيسية، المخرج أندرسُن يتعامل هنا والرجل وحده تجسيد لبعد آخر تبقى المرأة بموجبه جزءاً مما ينكره الرجل لنفسه، دانيال لا يدخل علاقات ولا هو تزوّج ولا هو لاحقاً يكترث لأي امرأة. دانيال داي لويس يجسّد الشخصية التي يؤديها على نحو من يخلق شيئاً كبيراً من لا شيء وينجح به. هذا اذا ما استبعدنا طريقة القائه الصوتي الذي ذكّرني طوال الوقت بصوت المخرج جون هيوستن في الأفلام القليلة، التي مثّلها مثل “تشايناتاون” [رومان بولانسكي- 1947]، نجاحه فائق، صعب أن تجد ممثلاً يقدّم أداء نيّراً كهذا.

 

أوراق ناقد

بين تيارين

حتى وقت قريب بدت أمريكا قادرة على اتخاذ موقف حيال مشكلات المراهقات اللواتي يحملن (غالباً من جراء علاقات غير شرعية)، ويوددن الخلاص من أطفالهن في المرحلة المبكرة من الحمل. لكن النجاح غير المتوقّع، والغريب فعلاً، لفيلم صغير بعنوان “جونو” يدور حول هذه النقطة بالذات، يجعل الرهان على موافقة الأمريكيين على موضوع الاجهاض مسألة فيها وجهة نظر مخالفة.

الفيلم من اخراج جاسون رايتمان، ابن المخرج المعروف بأفلامه الهوليوودية تماماً، ايفان رايتمان (“مقتحمو الأشباح”، “رجال في الأسود” الخ...) واختار لفيلمه الأول موضوعاً اجتماعياً حول فتاة فوق السادسة عشرة من العمر (ودون العشرين) حامل من علاقة تبدو الآن عابرة تماماً. وبعد أن قلبت فكرة الاجهاض تقرر أنها تريد الاحتفاظ بالجنين، تصر عليه رغم المصاعب التي حولها، ومن بينها أن الأب اختفى، او كاد، من حياتها.

ليس أن قرار الطرح أو الاجهاض كان جديداً على شاشات السينما او حتى التلفزيون. الموضوع طرح سينمائياً، على نحو مباشر او ضمن سياق موضوع أكبر، من السبعينات. في “بانيك ان نيدل بارك” و”حياة عائلية”، وبعد ذلك في أفلام مثل “الاختيار”، و”مسألة خاصة”، و”ضحية صامتة”، وكلها- وسواها- كانت على جانبي الموضوع تنتقل بين تياريه، المثير بعض الشيء للعجب هو أن رغبة التعبير عن حق المرأة الأمريكية في الاجهاض ظهرت أيضاً على التلفزيون في حلقات ومسلسلات من العام ،1973 وربما على نحو طبيعي آنذاك على اعتبار أن السبعينات كانت فترة التحرر الاجتماعي.

المسألة ترسم الملامح الحالية لمجتمع منقسم حول هذه المسألة، واذا راقبت تصريحات المرشّحين للرئاسة الأمريكية فإنه ليس الموضوع، الذي يودّون طرحه لأنهم اذا قالوا انهم ضد الاجهاض خسروا نصف الناخبين المحتملين، واذا قالوا انهم مع الاجهاض خسروا النصف المقابل.

لكن الفيلم المذكور “جونو” (وأنا لم أشاهده بعد) يعكس حالة أخرى، بالأحرى النجاح المفاجئ الذي يحققه منتقلاً من خارج قائمة العشرة الأول الى المركز الثامن قبل أسبوع، ثم الخامس ثم الثاني، وذلك تبعاً للايرادات،  يعكس مدّاً مناهضاً قويّاً أكثر من المتوقّع. وبينما قد يُصنّف البعض ذلك الى ارتفاع هيمنة اليمين، الا أنه أيضاً، ومن دون نسف فكرة ارتفاع هيمنة الفكر اليميني، تعبير عن أن عدداً من غير اليمينين أيضاً باتوا يرون أن خلاص أمريكا من الوضع الصعب الذي تمر به اجتماعياً وسياسياً يكمن في العودة الى بعض القواعد الاجتماعية والأخلاقية.

في الوقت الذي تحرّم فيه الشرائع المختلفة هذه العمليات، فإن دمجها بالموقف السياسي عادة ما ينتج عنه تراجع المجتمع الى حالة يمينية مستعصية التطرّف. لكن أمريكياً هذا ليس جديداً. حيث تجاذب المحافظون والليبراليون هذا البلد طويلاً وكثيراً ولا يزال.

حتى في هذا الوقت بالذات، هناك ارتفاع لعدد الأفلام التي تريد أن تستوحي من السبعينات معالمها الحالية. حقيقة أن السينما الأمريكية ركّزت هذا العام على عدد من الأفلام التي تستوحي ليبرالية السبعينات، ثم حقيقة أن عدداً من الأفلام التي أنتجت وعرضت تناهض الحرب العراقية والسياسة الأمريكية بعد 11/،9 ثم حقيقة أن هناك بعض الأفلام التي تنتقد الصورة النموذجية للغرب الأمريكي (في مقدّمتها فيلم “سيكون هناك دم”، كلها أمور تؤسس لهذه الحقيقة ومفادها أن المجتمع الأمريكي دائماً كان منقسماً بين يمين ويسار، كلاهما وطني وأمريكي وقومي لكنه يرى الأمور من وجهة نظر متناقضة.

***

وبعيداً عن هذا الموضوع، يستعد مهرجان سندانس السينمائي الدولي لاستقبال آلاف القادمين اليه من نيويورك ولوس أنجلوس، وسواهما مرّة أخرى كالعادة في كل عام. وما يعد به المهرجان هذه السنة لا يختلف عما وعد به كل سنة.

أفلام مستقلّة عن الانتاج الهوليوودي الكبير الذي -وعلى نحو سوريالي- يعرض وفي البال قيام شركات هوليوودية كبيرة بشرائه، الحسبة بسيطة: ينطلق المنتج المستقل بايجاد التمويل المناسب لفيلم تتراوح ميزانيّته بين نصف المليون والعشرة ملايين دولار، بعد اتمام الفيلم، واذا لم يحالفه الحظ في توريط شركة توزيع كبرى، فإن أمامه السعي للاشتراك في مهرجان ساندانس حتى بيعه الى شركات التوزيع المتوسّطة والكبيرة- او لمن يدفع أكثر بالطبع.

الحديث هذا العام يتناول عدداً كبيراً من الأفلام المهمة بحثاً عن مشترين، لكن الى جانب الأفلام الأمريكية لا ننسى أن المهرجان نفسه هو نافذة بحث لأفلام غير أمريكية أيضاً تحلم بأن تشتريها الشركات الكبرى وأحد هذه الأفلام ليس سوى الفيلم الأردني (الأول منذ بضعة عقود) “كابتن أبو رائد” الذي شوهد في مهرجان “دبي السينمائي الدولي” والذي يتوجّه الى المهرجان الأمريكي ضمن اهتمام اعلامي غريب الى حد ما. هذا يعني اما أن المخرج/المنتج عيّن شركة ترويج او أن الاعلام الأمريكي يتابع الآن ما تعرضه المهرجانات الأخرى بدافع من الفضول.

م.ر

merci4404@earthlink.net

shadowsandphantoms.blogspot.com

الخليج الإماراتية في 13 يناير 2008