كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

بعد 47 عاماً من العطاء الفني

رشوان توفيق: الاعتزال بالنسبة إليّ يعني الموت

القاهرة - “الخليج”: عندما تشاهد الفنان رشوان توفيق على الشاشة الصغيرة تشعر وكأنه أب حقيقي حيث أبدع في تجسيده للشخصيات التي قدمها، وتلامس أداؤه مع الوجدان من أول وهلة، وكان التزامه سببا لتراجع حظوظه السينمائية، وهو من أوائل مؤسسي مسرح التلفزيون

وكان مشواره الفني الممتد طوال السبعة وأربعين عاما الماضية حافلا بالأعمال المتميزة مثل “الشاهد الوحيد، والمرشدي عنتر، والمال والبنون، وأم كلثوم، وثورة اليمن، والأبطال” وغيرها، التقيناه لمعرفة الجوانب الفنية التي أثرت في شخصيته وكانت السطور التالية.

·         ما شعورك بعد تكريمك الأخير من مهرجان القاهرة للإعلام العربي؟

 أعمل بالفن منذ ما يقرب من 47 عامًا، ولم أفكر لحظة في أن أكرّم من أية جهة، لأنني ركزت أكثر في إمتاع الناس بفن هادف يسجل في تاريخي، وعندما كُرمت مؤخرا من مهرجان القاهرة للإعلام العربي شعرت بقيمة كفاحي طوال السنوات الماضية، وتأكدت من أن الصدق والأمانة في العمل لابد أن تكون ثمارهما الخير والنجاح.

·         كيف كانت بداية رحلتك الفنية ومتى جاءت نقطة انطلاقتك كممثل؟

 التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية لأن الفن كان يتملكني وتركت من أجله دراسة الحقوق ودخلت التلفزيون لأول مرة يوم افتتاحه في 23 يوليو/ تموز 1960 ولم يكن هناك إلا استوديوهات “3 و4”، وعملت في البداية في الإعداد التلفزيوني ثم مديرا لاستوديو ثم مساعد مخرج ونجحت كمذيع من خلال مسابقة لاختيار المذيعين لبرامج الشباب، وذات مرة كان نجوم السينما أحمد رمزي ومحمود المليجي وزيزي البدراوي يسجلون سهرة تلفزيونية للمرة الأولى، واعتذر أحمد رمزي عن المشاركة ورشحني أحد مسؤولي الإنتاج لتجسيد شخصيته وساندتني في ذلك زيزي البدراوي وقمت بدور البطولة أمامها.

·         كيف جاءت فكرة إنشاء مسرح التلفزيون الذي كنت أحد مؤسسيه؟

 تقدمت بطلب للدكتور عبد القادر حاتم مع خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وأعجبته فكرة إنشاء فرقة مسرح التلفزيون تحت إشراف السيد بدير، وكنا نقدم مسرحية كل أسبوعين، وبدأ مسرح التلفزيون من ثلاث فرق من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية وأول مسرحية قدمناها “شيء في صدري” مع نور الدمرداش ونعيمة وصفي وحمدي أحمد وعزت العلايلي.

·         عشقك للمسرح جعل الجمهور يصفق لك طويلا وأنت مع “الناس اللي في التالت” ونريدك أن تصف لنا هذه الحالة الشعورية؟

 المسرح هو المكان الذي يحتوي إبداعي، لأنني كممثل أحصل على رد الفعل عن العمل الذي أقوم به فور انتهائي من إنجازه، وفي مسرحية “الناس اللي في التالت” وقف الجمهور في نهاية إحدى ليالي العرض ليهتف لمدة تزيد على العشر دقائق مصفقا وهاتفا من شدة الإعجاب بأدائي، وهذه الحالة التي وصلت للجمهور جعلتني أطير من فرط السعادة، فرد فعل الناس لا يحتاج إلى مناقشة لأنه يستند إلى حقائق ويقوم على الموضوعية.

·         ما هو تقييمك للإنتاج التلفزيوني الآن عن فترة الستينات؟

 هناك اختلاف كبير في العمل التلفزيوني الآن والإنتاج كان قليلا في الستينات في العالم العربي كله، كما أننا لحقنا بالجيل الذي كان قبلنا أمثال محمود المليجي وحسين رياض وغيرهم من الرواد الذين كافحوا حتى حققوا النجاح لأنفسهم، كما لحقنا بمرحلة لم يكن فيها الإنتاج التلفزيوني بهذه الغزارة التي يشهدها عصرنا الحالي، وكان في الزمن الماضي بعض المفاهيم التي اختلفت عما هو موجود حاليا، فعلى سبيل المثال كان يقال إن نجم التلفزيون يفقد جمهوره الذي يذهب إليه خصيصا في السينما، أما الآن فأصبح نجوم السينما هم نجوم التلفزيون، أذكر جيدا أنه عندما عرض فيلم “الكرنك” في التلفزيون شاهده الملايين وحظي بشعبية هائلة لم يكن ليحظى بها مهما استمر عرضه في السينما لأطول فترة ممكنة حيث لم يشاهده هذا الكم من الجمهور الذي يتابعه في التلفزيون، فضلا عن الطفرة التكنولوجية الهائلة في التقنيات والكاميرات وأسلوب العمل.

·         تركيزك الأكبر كان في التلفزيون فهل وجدت أنه يتماشى مع طبيعتك الفنية؟

 التلفزيون يتميز بتقديمه للأعمال البعيدة تماما عما يخدش الحياء ويتماشى مع عاداتنا وتقاليدنا، أما السينما مثلا فيمكن أن تتطرق لموضوعات خارجة أو تضم مشاهد مثيرة، لأنها ذات طبيعة خاصة، وطوال مشواري الفني أميل أكثر إلى التلفزيون ولم تكن لي حظوظ كبيرة في السينما ربما لطبيعة شخصيتي البعيدة عن لغة التربيطات والمجاملات الفنية.

·         الجمهور استمتع بأبوتك من خلال أدوارك فهل ترى أن الممثل بإمكانه أن يصل لأقصى درجات الإقناع من خلال تعمقه في دواخل الشخصيات؟

 اشتهرت في أدواري بتقديم شخصية الأب التي أعطت انطباعا وإحساسا عند الناس بأن مشاعر الأبوة التي بداخلي حقيقية وليست مجرد تمثيل، وهذا أسعدني كثيرا لأنني بذلك تجاوزت كل الحواجز واقتربت من المشاهدين وكل ممثل يمتلك أدواته التي يستطيع من خلالها التعبير بصدق عما بداخله.

·         لماذا خاصمتك أدوار الشر؟

 قدمت عددا قليلا منها مثل دوري في مسلسل “بعد العذاب” مع المخرج نور الدمرداش و”الإسلام في آسيا” مع أحمد توفيق و”أهل القمة” مع يوسف أبو سيف وعندما كنت أقدم أدوار الشر كان يندهش من ذلك زملائي الفنانون، وعندما قدمت شخصية “ياجو” في “شكسبير” نلت استحسان الجميع لأن الشر ليست له علاقة بملامح الوجه ومع ذلك لم أجد نفسي فيها بل أميل دائما لأدوار الخير والطيبة.

·         هناك من يراك متمكنا أكثر في الأدوار الدينية والتاريخية، فهل تستهويك هذه الشخصيات؟

 أحب لعب كل الأدوار، والأعمال الدينية لاقت اجتهادا وإخلاصا كبيرا مني في تقديمها لزيادة درجة اقتناعي بها فقدمت مسلسلات “الإمام الشافعي، إبراهيم الدسوقي، محمد رسول الله، بن عطاء الله السكندري، عمر بن عبد العزيز” وغيرها.

·         ما هي درجة رضاك عن الأعمال الفنية التي قدمتها حتى الآن؟

 راضٍ عن معظم أعمالي باستثناء قليل منها قدمتها بسبب ضغوط الحياة وقلة الدخل ولكنني لا أخجل منها.

·         متى تفكر في اعتزال الفن؟

 هذا الإحساس لن يراودني، فأنا عاشق للفن وطالما ينبض قلبي سأمثل وأرى أن الاعتزال يعني بالنسبة لي الموت وأصعب شيء أن يعجز الفنان عن مواصلة عمله الذي عاش طيلة حياته له.

·         تشيد دائما بفن عادل إمام، فما هي رؤيتك لأعماله في ضوء متابعتك لما قدمه حتى الآن؟

 أهم ما ميز أعمال الفنان عادل إمام أنها تحمل قيمة بداخلها ورغم أنها تصنف على أنها كوميدية، إلا أن خطورة الموضوعات التي تطرحها أسهمت في ترسيخ قيمة عادل إمام الفنية وهو يتمتع بموهبة كبيرة أحسن استغلالها واستحق أن يكون ظاهرة بكل المقاييس.

الخليج الإماراتية في 13 يناير 2008