كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

الفيلم الديني .. فتاوى منع واشكاليات إنتاج

12 عملاً للسينما العربية خلال 21 سنة من رصيد تجاوز مئة عام

دبي ـ أسامة عسل

السينما ـ كما يقولون ـ فن العصر، وهي أخطر وسائل التعبير، وتتركز الخطورة، في أن المشاهد يجلس في قاعة مظلمة لعدد من الساعات، مسلوب الإرادة، مقتنعاً بأن الفيلم يخاطبه وحده، ويسيطر على وجوده، وبالتالي يسهل على صانعيه، بث الأفكار والمعتقدات وطرق العيش التي يريدون الترويج لها في وجدانه.

والسينما أيضاً، فن رؤية الحياة بالفوتوغرافيا.. فهناك السينما الوثائقية التي تناقش المؤرخين وقائع التاريخ، وأشهر الحوادث والحروب، وهناك السينما الدعائية التي تكرس نفسها للدعوة إلى اتباع نظام ما، كما أن هناك الأفلام الروائية. وهذه أخطر الأنواع لأنها تضم في جنباتها كل الأنواع التي أسلفناها، بالإضافة إلى أنها الأشرس بما تمتلكه، من وسائل تعبير تلعب فيها الدراما دوراً مهماً في - تعديل وتبديل ـ سلوكيات المتفرجين، مثلما هي فعالة لتوجيه أهدافهم واتجاهاتهم. والسينما الدينية ـ إن صحت تسميتها بهذا الاسم ـ بأفلامها الروائية ظلت بمنأى عن الدراسات العميقة، وعانت كثيراً من إشكاليات الإنتاج، وعزوف المنتجين عنها مقارنة بغيرها، وأحياناً يكون السبب تعارضها مع معتقدات دينية واجتماعية، نتيجة لطريقة المعالجة التي يتم بها صنع أفلامها. مما تتسبب في مقاطعتها وحتى منعها في صالات العرض الجماهيرية، كما حدث مع معظم الأفلام الدينية العربية في مصر، فضلاً عن أفلام الرسالة والقادسية والمهاجر، وما لاقاه فيلم «محمد خاتم الأنبياء» المنتج بتقنية الرسوم المتحركة من انتقادات شتى على الصعيدين الفني والديني.

وينبغي أن نؤكد أن السينما الدينية، ليست هي الفيلم الذي تكون مادته مستوحاة فقط ـ من التاريخ الإسلامي، وإنما هو أشمل من ذلك وتجربتنا مع الأفلام التاريخية الإسلامية فيها الكثير من القصور وسوء الفهم لديننا الذي أنشأ حضارة لا تزال تشع بنورها على الدنيا بما قدمته للإنسانية من إنجازات حضارية. وباستثناء عدد من الأفلام لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، لا تزال النظرة إلى الأفلام الدينية، أسيرة خوف إظهار المشاعر الحقيقية للعربي الذي آمن برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبسبب هذا الخوف يظهر المسلمون الأوائل ـ متجهمين ـ مأخوذين بإيمانهم الجديد، وعلى مدى تاريخ السينما الدينية لم نشهد فيلماً يقدم لنا المجتمع العربي الإسلامي بإيقاعه اليومي وعلاقات أهله وتفاعلاتهم.

«البيان» في السطور التالية، تلقي الضوء على جانب مهم من سينمانا ظل مختفياً لسنوات، وأصبح تفعيله في هذه المرحلة، ملحاً وضرورياً لتغيير صورة الدين الإسلامي في عيون الغرب، خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر، وما ألقته بظلالها على المجتمع الأميركي. ولابد من الإشارة إلى أنه بعد هذه التفجيرات التي نفذها مسلمون، تم بيع 100 ألف نسخة من فيلم « الرسالة» للقوات الأميركية، وأجرت معهم إحدى المجلات حواراً لمعرفة ذلك، فقالوا أنهم أرادوا معرفة الإسلام فمنهم من اشترى كتاباً، وآخرون اشتروا أفلاماً لأنها الأسهل والأسرع والأكثر تأثيراً. بشكل قاطع نستطيع أن نؤكد أن السينما العالمية هي أول من قدمت السينما الدينية من دون أي محظورات، وعرضت كل الأنبياء الذين ورد ذكرهم في التوراة والإنجيل مثل النبي داوود، والنبي سليمان، والنبي يحيى «يوحنا المعمدان»، وأنبياء الله: نوح وموسى وإبراهيم، وقبل كل هؤلاء كانت هناك مئات الأفلام التي تناولت السيد المسيح وواقعة الصلب.

نشير هنا إلى أن شارلتون هستون قام بدور يوحنا المعمدان في فيلم «أجمل القصص المحكية» الذي أخرجه جورج ستيفنز عام 1963، كما أن بول براينر قام أيضاً بأداء دور النبي سليمان في فيلم « سليمان ومملكة سبأ» الذي أخرجه كينج فيدور عام 1959.

نبي الله يحيى ظهر أيضاً في أكثر من عشرة أفلام منها سالومي 1918 وسالومي 1953، وملك الملوك 1961، وسيمون الصياد 1959، وسالومي 1974، والإغواء الأخير للمسيح.

ومن أنبياء الله الذين ظهروا على الشاشة أيضاً نبي الله إبراهيم وقام بدوره جورج سكوت في فيلم «الإنجيل»، وهو الفيلم نفسه الذي قام فيه جون هيستن بدور نبي الله نوح.

كما ظهر في العشرينات من القرن الماضي فيلم حمل عنوان «سفينة نوح»، وقبله كانت هناك أفلام «قضاء سليمان» عن قصة سليمان والمرأتين وفيلم «موسى» الذي ظهر 1910، وهو الفيلم الذي أعيد إنتاجه 1975، ولا نستطيع أن ننسى أيضاً فيلم «الوصايا العشر» الذي أخرجه سيسيل دي ميل عام 1924، وأعاد تقديمه عام 1959 في إنتاج أكثر عصرية.

وفي الثلاثينات قدمت العديد من الأفلام التي ظهر بها أنبياء مثل أغنية المهد، جحيم دانتي، حديقة الله، الضوء الأخضر، وأبناء المدينة، ومع بداية الخمسينات عادت هوليوود وقدمت مسرحية أوسكار وايلد «سالومي»، «سدوم وعمورة».

وبعد ذلك أنتجت الشركة الفرنسية «بوزاتي» فيلم «داوود وجوليت»، أما فيلم «يوسف على أرض مصر» فكان من إنتاج شركة تانهاوزر الأميركية، وكل هذه الأفلام تميز بالإبهار البصري وضخامة الإنتاج وكثرة عدد الممثلين.

والأكثر من ذلك أنه تم تقديم عدد ضخم من الأفلام عن حياة الرهبان وعالم الأديرة والكنائس، منها أفلام رجل اسمه بيتر، وقصة راهبة الذي قامت ببطولته أودي هيبورن، وفندق السعادة السادسة، وفي عام 1957 قدم المخرج أتوبر منجنر فيلم «القديس جوان»، وعاد عام 1963 ليقدم فيلماً عن «الكاردينال».

ومن ثم فلا نبالغ حين نقول انه ما زالت كل فترة وأخرى تتطرق السينما في هوليوود إلى حادثة تاريخية دينية وتقدمها بإمكانيات مبهرة مثلما حدث مع ميل جيبسون في فيلم «آلام المسيح»، وتوم هانكس في «شفرة دافنشي»، وريدلي سكوت في فيلم «مملكة الجنة».

محظورات وفتاوى

وبين ما يتصوره البعض إباحية في كل شيء، حتى حرية تجسيد صور الأنبياء على شاشة السينما لدى الغرب، وبين المحظورات والاعتراضات وفتاوى المنع والانغلاق لدى البعض الآخر عربياً وإسلامياً لابد من هذه التنويهات:

ـ أقرت لجنة الرقابة على المصنفات الفنية التابعة لوزارة الإعلام والثقافة المصرية في الفقرة «5» من قرار رقم 220 لعام 1976 «يمنع ظهور صورة الرسول صلى الله عليه وسلم، صراحة أو رمزاً أو صورة أحد الخلفاء الراشدين وأهل البيت والعشرة المبشرين بالجنة، وسماع أصواتهم، وكذلك إظهار صورة السيد المسيح وصور الأنبياء بصفة عامة وعلى أن يراعى الرجوع في كل ما سبق للجهات الدينية المختصة».

ـ في كتابه «إقامة الدليل في حرمة التمثيل» الصادر في القاهرة سنة 1953، يرى الفقيه أحمد بن الصديق: ان موضوع التحريم لدى السلفية الإسلامية اتجاه التمثيل في المسرح أو السينما يتلخص بفكرتين أساسيتين:

ـ التحريم بالموضوع.. ويرى أصحاب هذا الاتجاه أن الفن مباح وأن حكمه هو حكم موضوعه، فإذا كان الموضوع شائناً، ويمس الحرمات فهو محرم وما كان غير ذلك فهو مباح.

ـ التحريم بالذات.. وهو تحريم على وجه الإطلاق وهو من أكبر الكبائر والمحرمات وفيه أسباب عامة وأخرى خاصة، فالعامة هي تلك التي تخص البدع على اعتبار أن التمثيل هو نوع من البدع ومن ابتكار الكفار وجاء بسبب الاستعمار والتشبه بالكفار محرم.

أما الأسباب الخاصة في التحريم فهي تلك التي تخص تمثيل الأشخاص المعنيين أو غير المعنيين ويسوق في ذلك العديد من أخيار الصحابة وعن نهي الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا الفعل، ويختم بن الصديق هذا الباب بفتوى «ليس هناك باطل على وجه الأرض أبطل من التمثيل».

ـ الإمام حسن الشيرازي في الشعائر الحسينية يرى «لا مانع من تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال في التمثيل».

ـ الشيخ يوسف البدري عضو مجمع البحوث الإسلامية يقول: أجمع علماء المسلمين على تحريم تقديم الشخصيات الإسلامية في أعمال فنية ومن ينادي بأن هذه الأعمال تعطي صورة للإسلام وتساعد الغرب على فهمه واعتناقه أيضاً، أقول هذا هراء.

ـ أما شيخ الأزهر ومفتي مصر السابق محمد سيد طنطاوي فيرى أن الغناء ليس حراماً على إطلاقه أو حلالاً على إطلاقه، وأن العبرة بالمعنى، فالرسول صلى الله عليه وسلم حينما كان يحفر الخندق هو وأصحابه في غزوة الأحزاب كانوا يرددون بعض الأغاني بغية طلب العون والمدد.

ـ بينما يرى مصطفى العقاد مخرج فيلم «الرسالة»: ان الحياة تتغير وأساليب الدعوة كانت مختلفة، وإلا فعلينا أن نمتنع عن استخدام أساليب التكنولوجيا لأنها لم تكن موجودة في عهد النبي.

ويصبح التساؤل المطروح بقوة: ألا يجدر بالمسلمين أن ينتجوا أفلاماً تدافع عن الإسلام أو تزيح هذه الصورة السيئة التي لحقت بهم من جراء الدعاية المضادة الموجهة ضدهم؟، خاصة إذا ما عرفنا مدى التأثير الفعال الذي تحدثه وسائل الإعلام في تغيير الرأي العام في كل مكان وخاصة في الغرب الذي يعتبر الإعلام جزءا من مفرداته اليومية.

ممنوعة جماهيرياً

المشكلة التي واجهت معظم الأفلام الدينية ومنها فيلم الرسالة، هي عينها التي واجهت فيلم القادسية للمخرج صلاح أبو سيف والمنتج عام 1979، والذي أصبح جاهزاً للعرض في عام 1981، وقد منعت لجنة الأزهر عرضه جماهيرياً.

وجاء في نص المنع «تدور أحداث الفيلم حول الصراع بين العرب والفرس وانتصار العرب في معركة القادسية بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص، واللجنة التي شاهدت هذا الفيلم ترى أنه قد خرج على ما أجمع عليه علماء المسلمين وأقره مجمع البحوث الإسلامية من منع تمثيل شخصيات العشرة المبشرين بالجنة، وسعد بن أبي وقاص بطل هذه الملحمة واحداً من المبشرين بالجنة».

هذا القرار في حد ذاته، ساهم بصورة أساسية في ابتعاد المنتجين والمهتمين بهذا النوع من الأفلام عن إنتاجها، خشية الوقوع في شرك قرارات المنع وتدخل علماء الدين في تفسير كل شاردة وواردة، مما يعيق حرية التفكير والإبداع في تناول الموضوعات.

المشكلة تتكرر كلما أقدم مخرج أو منتج على التفكير في تقديم عمل جديد، يتناول موضوعاً دينياً، ولعل ما حدث للمخرج المصري يوسف شاهين في عمله «المهاجر» 1992، خير دليل على ذلك، فقد وصل الموضوع إلى حد الحسبة التي أقامها أحد المحامين لوقف عرض الفيلم، ورفض الأزهر الفيلم بشكل تام كونه يجسد شخصية أحد الأنبياء «النبي يوسف عليه السلام»، وتحت الضغط اضطر المخرج لإعادة كتابة السيناريو.

كما غير اسم الفيلم من «يوسف واخوته» إلى «المهاجر»، كما اضطر إلى كتابة مقدمة تعرض في بداية الفيلم تنص على أنه لا يتعرض لشخص من الأنبياء، ولا علاقة للفيلم مع قصة النبي يوسف، ولا تمت بصلة إلى أية أحداث تاريخية، إلا أن الأزهر رفض الفيلم رفضاً قاطعاً.

12 فيلماً دينياً

            يرى البعض أن مصطلح الفيلم الديني مشوش ومتداخل مع تعريفات أخرى كالفيلم التاريخي أو الأسطوري أو فيلم الأزياء، ولا تخرج موضوعاته عن هذه التعريفات، فهو غالباً ما يتناول مرحلة معينة من التاريخ الإسلامي أو يترجم لحياة علم من أعلام الإسلام، أو قصة من القصص التي تتناول جانبا معينا من الدعوة الإسلامية، دون نسيان للأزياء أو الأثاث لهذه المرحلة أو لهذا الزمن، وهي ذات الموضوعات التي تناولتها السينما المصرية عبر 12 فيلماً للفترة ما بين (1951 ـ 1972)..

والأفلام هي: (ظهور الإسلام، انتصار الإسلام، بلال مؤذن الرسول، السيد أحمد البدوي، بيت الله الحرام، خالد بن الوليد، الله أكبر، شهيدة الحب الإلهي، رابعة العدوية، هجرة الرسول، فجر الإسلام، الشيماء).

ومنذ عام 1972 توقفت السينما المصرية عن إنتاج هذا النوع من الأفلام، ولم ينتج بعد هذا التاريخ سوى فيلم الرسالة للمخرج مصطفى العقاد السوري الأصل والأميركي الجنسية والذي يعد أضخم إنتاج سينمائي يتناول موضوعاً دينياً عن الإسلام.

وكذلك فيلم القادسية للمخرج صلاح أبو سيف، ومن إنتاج شركة بابل ودائرة السينما والمسرح العراقيتين، وقراءة موضوعية للدوافع الحقيقية وراء إنتاج هذه الأفلام، تضعنا أمام الكثير من التساؤلات التي تكشف الإجابة عنها حقيقة التخلف الفني والإنتاجي التي تعرضت له السينما العربية عبر مسيرتها التاريخية التي بدأت تتجاوز القرن من الزمان.

«حسن ومرقص» وعلاقة الأقباط بالمسلمين

أخيراً تأكد خبر اشتراك النجم المصري عادل إمام والنجم العالمي عمر الشريف في بطولة فيلم جديد يحمل عنوان «حسن ومرقص»، والمقرر بدء تصويره منتصف الشهر المقبل، من تأليف الكاتب يوسف معاطي وإنتاج شركة «جود نيوز سينما».

تفاصيل أحداث الفيلم تدور حول شخصية مدرس لاهوت مسيحي يقدمها عادل إمام، يتعرض لمحاولة اغتيال من جانب متشددين فيقرر الهرب ويمنحه الأمن اسماً جديداً لإخفاء هويته فيصبح «حسن العطار»، وفي المقابل نجد مسلماً متديناً «عمر الشريف» يترك له أخوه قبل وفاته، زعامة إحدى الجماعات المتطرفة، فيرفض ويتعرض أيضاً لمحاولة اغتيال فيهرب ويمنحه الأمن اسماً آخر هو «مرقص عبد الشهيد».

يلتقي الرجلان بعد تغيير كلاً منهما لهويته في مدينة الاسكندرية ويتحولان إلى صديقين يعيشان كجيران لسنوات، لكن أزمة في حياتهما تكشف شخصيتهما.  

البيان الإماراتية في 13 يناير 2008

 

معادلة الظهور واعتماد الرمز تفرض حضورها بقوة

كانت هناك شائعات عديدة عن ظهور النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، مجسداً في عدد من الأفلام، وصاحب تلك الشائعات النقاشات حول مشروعية ذلك الظهور من عدمها.

إحدى هذه الشائعات خبر قيام هارسون فورد بتجسيد الدور، وهناك الشائعة التي نالت فيلم «خاتم الأنبياء والمرسلين»، وهو فيلم الكرتون الذي انتجته شركة «بدر» الإماراتية للإنتاج الفني بالتعاون مع شركة أميركية متخصصة في الرسوم المتحركة.

وتم عرضه في سبع دول عربية، وقبل عرضه قيل ان صانعيه ينوون تجسيد شخصية النبي، وأنهم بالفعل صوروا المشاهد الخاصة به، لكن عندما عرض الفيلم اتضح أن ما قيل غير صحيح، غير أن الشائعات لم تتوقف وقيل ان الشركة المنتجة اضطرت لحذف تلك المشاهد حتى تتمكن من عرضه، وحتى ينفذ الفيلم إلى دور العرض السينمائي في البلاد العربية.

الشائعة نفسها طالت فيلم الرسالة، وهو الفيلم الذي أخرجه مصطفى العقاد في نسختين إحداهما ناطقة باللغة الإنجليزية، وقام بالبطولة انطوني كوين وايرين باباس، والأخرى ناطقة بالعربية وقام ببطولتها عبدالله غيث ومنى واصف.

وفي النسختين تناول الفيلم الرسالة المحمدية والأيام الأولى للدعوة، من خلال سيرة الرسول منذ ولادته في عام الفيل، وأحوال أهل مكة وما حولها والمعتقدات الدينية السائدة في ذلك الوقت بجانب فساد الأحوال الاجتماعية.

ورغم أن الفيلم يكمل مسيرة النبي محمد في تعبده في غار حراء ونزول الوحي عليه وتلقيه كلمات الله ورسالته، غير أن شائعة ظهور النبي ظلت ملتصقة بالأذهان وساعد في ترسيخها عدم التصريح بعرض الفيلم في أكثر من دولة عربية.

أما من شاهد الفيلم بعد ذلك، فعرف أن العقاد تعامل مع شخصية الرسول بالطريقة نفسها التي تعاملت معه بها كل الأفلام العربية التي تناولت ظهور الإسلام، فلم يقم بتجسيد شخصية النبي، فيما كانت الشخصيات الأخرى تتفاعل معه.

وتلك أيضاً هي الصيغة التي اعتمدها الفيلم التسجيلي «محمد.. تركة نبي»، الذي موله منتج الأفلام الأميركي مايكل شوارتز بمشاركة مايكل وولف وألكسندر كرونمر، وهما مسلمان أميركيان اطلعا بكتابة سيناريو الفيلم، عن حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقدم الفيلم قصة الرسول لجمهور لا يعلم الكثير عن الدين الذي بشر به، وهو الفيلم الذي لم تعرضه أي محطة تلفزيونية عربية ولم يتناوله كاتب أو ناقد عربي ممن يملأون الدنيا صراخاً لو وجد جملة عابرة في فيلم ينتقد العرب أو المسلمين.

البيان الإماراتية في 13 يناير 2008