كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

ترشيح مدير تصوير إيطالي لـ «المسافر» يثير الجدل والتساؤلات

فنيون أجانب يصنعون أفلام السينما المصرية

القاهرة ـ هناء حسن

في أول فيلم تقوم بإنتاجه وزارة الثقافة المصرية، وبطولة النجم العالمي عمر الشريف، قام أحمد ماهر مخرج فيلم «المسافر» بالاستعانة بمدير التصوير الإيطالي ماركو أوتوراتو ليشاركه العمل، مما تسبب في حدوث ضجة كبيرة في الوسط الفني.

وانقسمت الآراء لمؤيدة، تقول إن المخرج هو المسؤول الأول والأخير عن العمل الفني، ومن حقه أن يستعين بمن يراه مناسباً لكي يحقق معه النجاح الذي يتمناه وهناك رأي آخر يرى أن ماهر اخترق القوانين العتيقة باستعانته بمدير تصوير أجنبي، هنا إضاءة على القضية في التحقيق التالي:يقول مدير التصوير سعيد شيمي: إن المخرج أحمد ماهر لم يخطئ حينما قرر الاستعانة بمدير تصوير إيطالي في فيلمه الأول لأن من حقه أن يستعين بمن يراه مناسباً لفيلمه، خاصة إذا كان فيلمه الأول وله أهمية كبيرة لأن وزارة الثقافة عادت لتنتج من جديد بهذا الفيلم.

ويضيف شيمي قائلاً: الحقيقة انني تحدثت مع المخرج أحمد ماهر بهذا الشأن ووجدت أن رؤيته صائبة فهو لا يريد أن يتوقف فيلمه لسبب أو لآخر، وأغلب مساعدي التصوير لا يريدون التفرغ الكامل فأحيانا يفاجئني المساعد بأن لديه ارتباطات أخرى أثناء تصوير العمل وهو شيء تكرر معي كثيراً وأحمد من حقه أن يستعين بمن يشاء خاصة أنه في بداية مشواره الفني ولو أردنا أن نمنع مدير التصوير الإيطالي لابد أن نمنع كل المصورين الأجانب الذين يعملون في مصر، وهم عدد كبير وهنا يأتي دور النقابة التي أراها أضعف من أن تفعل ذلك.

ويتابع قائلاً: «في الخمسينات ومع ظهور الألوان تمت الاستعانة بخمسة مصورين أجانب حتى مدير التصوير الإيطالي ماسبيريلا ماتو، تزوج من لولا صدقي، لكن عبد العزيز فهمي والنقابة والمصورين جميعهم تصدوا لهذه العملية،وقررت النقابة عدم السماح للمصورين الأجانب بالعمل في مصر، لكن طالما استعان يوسف شاهين بمصور فرنسي في فيلمه الأخير، ونرى عدداً من مصوري الأغنيات والإعلانات من التشيك وإيطاليا وأسبانيا لذلك لا يمكن أن نلوم المخرج أحمد ماهر على استعانته بمصور إيطالي لأن هذا ليس بجديد.

أكثر دراية

من جهته، يرى مدير التصوير محسن أحمد أنه ليس ضد استقدام أي أجنبي للعمل في مصر لكنه كان يتمنى أن يكون أول إنتاج لوزارة الثقافة المصرية مصرياً خالصاً فيقول: بالنسبة لي كرجل نقابي ومدير للتصوير كنت أتمنى أن تتاح الفرصة لأي مدير تصوير مصري أن يقوم بتصوير فيلم وزارة الثقافة المصرية الذي تعود به للإنتاج بعد فترة طويلة وهي خطوة جيدة رحبنا بها كلنا، وعندما أقول إنني كنت أتمنى أن يتوافر ذلك لمصري لا يعني أنني عنصري ولكن فيلم «المسافر» الضخم في الإنتاج يعتبر فرصة جيدة للمبدعين المصريين. ويضيف محسن: «ليس صحيحاً أننا جميعاً مشغولون، كما يؤكد المخرج أحمد ماهر لأنه لم يتصل بنا أحد ليعرف إذا كنا مشغولين أم لا، خاصة أن مدير التصوير المصري هو أكثر دراية بلغة الفيلم وأحاسيس أبطاله المصريين، وأخشى مع تكرار تجربة المصور الإيطالي أن يفهم أن التصوير في مصر يتراجع خاصة مع وجود عدد كبير من المصورين الأجانب في الإعلانات والأغنيات، والغريب أن مخرجي الفيديو كليب الذين يقدمون أغانيات وطنية يستعينون بمصورين أجانب وهي الأغنيات التي تنتجها وزارة الإعلام ولهذا كان لابد أن أقول إنني أخاف على مهنة التصوير ومدير التصوير المصري وسمعته لأننا قمنا بتعليم أجيال كثيرة في جميع بلدان العالم، لذلك لا يجب أن يتم تهميشنا وتجاهلنا خاصة إذا كان الإنتاج حكومياً.

أمر مرفوض

يرفض مدير التصوير سامح عبد العزيز فكرة استعانة وزارة الثقافة بمدير تصوير إيطالي في فيلم «المسافر» لأسباب عدة ويقول: «عندما قررت وزارة الثقافة إنتاج أفلام سينمائية استبشرنا خيراً لكننا فوجئنا بالمخرج أحمد ماهر يستعين بمدير تصوير إيطالي وهو شيء نرفضه خاصة إذا كان الإنتاج مصرياً، ومن وزارة الثقافة وليس إنتاجاً مشتركاً مع إيطاليا أو إنتاجاً خاصاً، وفي مثل هذه الحالات هناك ضوابط لاستقدام العناصر الفنية التي تعمل في الأفلام المصرية وفي مجال التصوير، ولا اعتقد أن مدير التصوير الإيطالي سوف يكون أفضل من أي مدير تصوير مصري فمنذ قديم الأزل. ولدينا مديرو تصوير على مستوى عال جداً، واثبتوا نجاحاً في العالم كله ولدينا أساتذة لهم نظريات تدرس في العالم كله.

ويضيف سامح قائلاً: الدليل على أننا مبدعون هو أن أكبر ناقدة في العالم أشادت بالتصوير في فيلم «عمارة يعقوبيان» ومدير المعامل التي طبعنا فيها فيلم «مافيا» ودعي عدد كبير من مديري التصوير الفرنسيين لمشاهدة الفيلم وتحدثوا معي عن أسلوبي الجديد، وأنا هنا لا أدعي انني الأفضل ولكنني أشير إلى أن مصر تمتلك كفاءات مهمة سواء من جيل الأساتذة أو من جيلي، ومن الأجيال الجديدة ولا أعرف ماذا يفعل مدير تصوير أجنبي مع موضوع مصري وفكر مصري».

ويتساءل: «لماذا لم تستعن وزارة الثقافة بمخرج من هوليوود إذا كانت تريد صبغة عالمية لإنتاجها ومن جهة أخرى، متى سيتم إتاحة الفرصة للأجيال الجديدة، ومن الذي سوف يدعمنا إذا لم تكن وزارة الثقافة، في فرنسا أو إيطاليا إذا أنتجت أعمالاً يمكن أن تسمح لمدير تصوير أميركي أن يعمل في هذه الأفلام ونحن لسنا عنصريين ولا نحارب حرية المخرج في اختيار طاقم العمل معه، لكن من غير المعقول أن يحدث هذا في إنتاج مصري خالص وحكومي».

حق المخرج

وخلافاً للآراء السابقة، يرى المخرج مجدي أحمد علي أن اختيار المخرج أحمد ماهر لمصور إيطالي هو حرية شخصية للمخرج فيقول: من حق المخرج أن يختار معاونيه كيفما يشاء ولا يعنى اختياره أي انتقاص لمديري التصوير المصريين ولا يعني هذا أنهم أقل قيمة أو كفاءة من الإيطالي، لكن لكل مخرج وجهة نظر في اختيار من يساعده، ومن الممكن أن يرى المخرج أحمد ماهر وهو الذي عاش فترات طويلة في إيطاليا أن المصور الإيطالي سوف يعطي لمسة معينة يريدها، هو ثم أن العالم كله أصبح قرية صغيرة كما يقولون ولم يعد هناك أي مجال للحديث عن المبدع والكلام عن ان هذا سوري وهذا إيطالي وهذا لبناني وذلك مصري، وخاصة أن فيلم «المسافر» هو تجربة المخرج أحمد ماهر الأولى ولديه ميزانية إنتاج مفتوحة للفيلم ومن حقه أن يستعين بمن يراه مناسباً لأفكاره عن الفيلم وفي النهاية الحكم سوف يصدر بعد مشاهدة التجربة ولا يمكن أن نصدره قبل أن نرى شيئاً.

ويضيف مجدي أحمد علي لا يمكن أن نلوم مديري التصوير على غضبهم لكن في الوقت ذاته هذا الغضب غير مبرر لأن المخرج أحمد ماهر لم يعلن أنه اختار مدير التصوير الإيطالي لأنه أكثر كفاءة من المصريين على حد علمي ولا يمكن أن ننكر أو ينكر أحد أن مدير التصوير المصري كفء، لكن رغبة المخرج في إظهار شيء بعينه وشعوره أن المصور الإيطالي سوف يقدمه له هو شيء من حقه والعبرة كما قلت بالنتيجة حتى نرى فكر المخرج أحمد ماهر وفيلمه.

ويتعجب المخرج أحمد ماهر من انتقاد البعض له لاستقدام مدير التصوير الإيطالي «ماركو أوتوراتو» في فيلمه الأول «المسافر» فيقول: دائماً ننسى الموضوع الأساسي ونركز على أشياء فرعية فبدلاً من أن نتحدث عن تجربة إنتاج وزارة الثقافة لفيلم مصري بعد أربعين عاماً ودخول الدولة مجال الإنتاج ليس بالشيء الهين الذي لا نقف أمامه فنقف أمام شيء صغير ونركز عليه ثم إن الذين هاجموا الفيلم قبل أن يروا التجربة ونتيجتها يدركون جيداً أن أغلب أغنيات الفيديو كليب والإعلانات المصرية يقوم بتصويرها مديرو تصوير أجانب، وهناك مصورون يعملون في أغنيات عربية وهكذا، والتفكير بهذه الطريقة يعتبر تفكيراً منغلقاً فالسينما المصرية على مدار عمرها الفني استعانت بعدد كبير من الأجانب سواء كانوا في الإخراج أو التصوير أو فروع السينما ولم يكن أحد يتحدث وقتها عن جنسية هؤلاء الفنانين، إضافة إلى أن اختياري لمدير تصوير أجنبي لا يعنى أن مديري التصوير في مصر ليسوا على الكفاءة ذاتها ولكن طبعة الفيلم وأشياء أخرى هي التي دعتني لاختيار الإيطالي «ماركو أوتوراتو» لذلك.

ظروف الفيلم

ويقول ماهر: «أرفض نظرية الأهم التي يحاول البعض أن يتحدث عنها إذ أن ماركو ليس أهم من مديري التصوير الكبار في مصر الذين أعتز بهم واختياري أنا من وزارة الثقافة لا يعني أنني الأهم في تاريخ السينما المصرية حتى تنتج لي الوزارة فيلمي الأول ولكن لكل شيء ظروفه».

ويضيف ماهر: في الأساس لم يكن هدفي اللجوء إلى مدير تصوير أجنبي لكن ظروف الفيلم هي التي جعلتني الجأ إلى ماركو، وعلى فكرة هو من أهم مديري التصوير في العالم ورشح للأوسكار أكثر من مرة، وقام بتصوير أفلام في كل أنحاء العالم وحصل على العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية ومن أجل السيناريو قام بتخفيض نصف أجره واعتذر عن خمسة أفلام بسبب فيلم «المسافر» الذي تم تأجيله خمس مرات، وهو يحب مصر ويتعامل مع كل الفنيين المصريين والمساعدين من مصر ويقوم بعمل دعاية للفيلم، في كل مكان يذهب إليه، بالإضافة إلى إنني لجأت إليه لأن كل الأساتذة الكبار كانوا مشغولين بأعمال أخرى، وأيضاً العالم كله يستفيد من خبرات البعض وتبادل الخبرات كما أن فيلم «المومياء» للمخرج شادي عبد السلام وضع له الموسيقى التصويرية أجنبي ولم يعترض عباقرة الموسيقى وقتها فلا أفهم لماذا هذه العنصرية؟

البيان الإماراتية في 4 يناير 2008