كتبوا في السينما

 

 
 

جديد حداد

خاص بـ"سينماتك"

حول الموقع

خارطة الموقع

جديد الموقع

سينما الدنيا

اشتعال الحوار

أرشيف

إبحث في سينماتك

إحصائيات استخدام الموقع

 

خالد يوسف «حاتم» في «هي فوضي» ليس صدام

حسين.. وانتقاد الفيلم لشرطي ليس معناه إنكار دور المؤسسة الشرطية

رانيا عبدالفتاح

برغم الاعتراضات علي فيلم «هي فوضي» وهجوم النقاد علي الرؤية السياسية للفيلم التي نسبت للمخرج خالد يوسف وحده مازال الفيلم يحقق نجاحا جماهيريا غير مسبوق لأفلام يوسف شاهين وحول الجدل الذي أثاره الفيلم وشخصياته المتناقضة كان لنا هذا الحوار مع المخرج خالد يوسف. لوحظ أن هناك نقاطا مشتركة بين فيلم «هي فوضي» وفيلم «العاصفة» مع أن الفترة الزمنية للعاصفة كانت في أوائل التسعينيات و«هي فوضي»007 فما تفسيرك؟ـ تفسيري أن الواقع لم يتغير كثيرا بل يزداد سوءا وكلها نقاط ملحة في واقعنا وإذا تحدثت عن صمت الرجال فالرجال أصبحوا أكثر صمتا أما حقائق التاريخ والجغرافيا المرتبطة ببعضها تزداد وضوحا بالتغيرات التي تحدث في التاريخ والجغرافيا مثلما يحدث في العراق وعن فوضي التعليم فهو يزداد سوءا وتحول الأمر فيه إلي كارثة في التعليم، وحي شبرا عشت به سبع سنوات ومن الناحية التاريخية أشعر أنه إذا كانت القاهرة هي قلب مصر فإن حي شبرا هو قلب القاهرة وأشعر أن ناسها هم سكان مصر الأصليين حيث بهم أكبر نسبة تجانس بين الأقباط والمسلمين لأن أكبر درجة عمق حقيقي للشعب المصري تجدينها في المناطق القديمة. ظهر في الفيلم تناقض في الشخصيات سواء الشخصية الإيجابية «شريف» الذي يتصف بالتزام مهني وسلوك اجتماعي غير سوي وكذلك الشخصية السلبية «حاتم» الذي يتصف بفساد مهني ومشاعر إنسانية يعبر عنها بطريقته؟ـ لأن البشر هم كذلك بالفعل ونحن للأسف في السينما نقدم نماذج للبشر وليس البشر فعلا وهذا في رأيي عيب في الفيلم أن يظهر البطل خير، ويكون طوال الوقت كل شيء فيه ممتازا والحقيقة أنه لا يوجد في الحياة شخصية خيرة مائة في المائة ولا شريرة مائة في المائة لأن الإنسان مجموعة من المتناقضات فالإنسان الحقيقي من لحم ودم يندر فيهم أن يوجد شخصية سوداء مائة في المائة أو بيضاء مائة في المائة. بعض الآراء النقدية تقول إن شخصية شريف شخصية مصممة بشكل إيجابي مصطنع لإعطاء المشاهد الأمل علي حساب الواقع في رأيك؟ـ لو فقدنا الأمل نكون قد فقدنا القدرة علي الحياة ولو قام صناع الفيلم بوعي أو بدون وعي بوضع هذه الشخصية لإضفاء الأمل فلست ضد ذلك ولكن الحقيقية أنه لم يكن هناك قرار بذلك بمعني أن نضع هذه الشخصية لإضفاء الأمل ولكن الدراما هي تحكم والصراع الدرامي بين الشخصيات هو الذي يجعل كل شخصية تتصرف في إطار ذلك وفي النهاية الإنسان نفسه غير كامل، وليس بالضرورة أن يكون الأنبياء فقط هم الذين يدافعون عن حقوق الملايين فمن الممكن أن يكون أنا أو أنت من يدافع عن هذه الحقوق ونحن نملك عيوبا في شخصياتنا. هل كان مقصودا أن تكون ظروف نشأة شخصية حاتم مستوحاة أو قريبة من ظروف نشأة الرئيس العراقي صدام حسين؟ـ هذا التشابه لم يكن في ذهن أي أحد من صناع الفيلم ولو جاء بالصدفة فلست ضده، لأن كل الفاشيست في العالم نشأتهم بها شيء غير سوي، ولا يمكن أن يظهر شخص فاشيست وديكتاتور وقادر علي قهر الناس بهذا الشكل وتكون نشأته سوية وتربي في حياة اجتماعية سليمة لابد من أشياء بخلاف الجينات سلبية في البيئة التي عاش بها يجعله كذلك. نفيت أن الفيلم ينتقد مؤسسة الشرطة ولكن لماذا توقف تصوير الفيلم لمتابعة مظاهرات القضاء وإجراء تعديلات في السيناريو كما ذكر في الصحف في حينها؟ـ لم يحدث تعديل في السيناريو بسبب أحداث القضاة أو شيء من ذلك والفيلم لا ينتقد مؤسسة كشرطة كمؤسسة إنما ينتقد الممارسات القمعية لأي فرد منها، ولا أحد ينكر أن مؤسسة الشرطة فعلا مسئولة عن أمن المواطن، ولديها حرب ضروس ضد الإرهاب فنحن نرفع لها القبعة في حربها ضد الإرهاب لكن الفيلم يتكلم عن شخصية فرد من هذه المؤسسة وهو شخص معقد يقوم بممارسات قمعية والفيلم ضد أي ممارسة سيئة للسلطة أو التعسف في استخدامها من قبل أي فرد من الشرطة لكن ليس ضد مؤسسة الشرطة بشكل عام وإلا فلنسكت فمثلا قد يكون لدينا ملاحظات علي مؤسسة القضاء والتحدث عن هذه الملاحظات لا يعني الهجوم علي المؤسسة أو إنكار دورها وانتقاد فرد في مؤسسة ليس معناه إنكار دور المؤسسة بالكامل فعندما أهاجم فوضي التعليم هل معناه أنني أقول إن مؤسسة التعليم بأكملها لا يوجد بها جانب مضيء؟ أنا أهاجم فوضي التعليم علي مستوي التلاميذ والدروس الخصوصية.

جريدة القاهرة في 1 يناير 2008