شيعت بعد صلاة ظهر الإثنين 28 مارس 2005 جنازة الفنان أحمد زكي من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين وقد حضر الجنازة الآلاف من المشيعين من الشخصيات الهامة والفنانيين والمواطنين المصريين والعرب ، وقد توافد المواطنون من محافظات مصر المختلفة لحضور الجنازة . حمل المشيعون الجثمان خارج مسجد مصطفى محمود ملفوفا بعلم مصر لوضعه في السيارة المخصصة لنقله إلى مثواه الأخيرة وسارت السيارة ببطء شديد نظرا لشدة الزحام وقد كانت الجنازة عبارة عن تظاهرة حب للفقيد ، الكل حرص على المشاركة وحمل الجثمان لنقله إلى المدفن الذي أشرف على بنائها بنفسه فبعد صراع طويل ومرير مع المرض فقد الملايين من المصريين والعرب نجمهم المحبوب الفنان أحمد زكي (56 عاما)الذي دخل المستشفى من حالة صحية حرجة نتيجة لمضاعفات الورم السرطاني في صدره وانتشاره الى الكبد والغدد اللمفاوية في البطن. ومعاناته من "استسقاء بروتيني واصابته بالتهاب رئوي وضيق حاد في الشعب الهوائية" وكان من المقرر وصول الطبيب الفرنسى اليوم لمتابعة حالة أحمد زكى و ذلك بعد أن أصيب بغيبوبة عميقة لم يفق منها و أظهرت التحاليل وصول المرض الخطير إلى المخ و حاول الأطباء كل مافى وسعهم لكى تمر اللحظات الأخيرة فى حياة الفنان بدون ألم. وكان الفنان أحمد زكى قد دخل فى حالة غيبوبة عميقة أثناء تجوله بالكرسى المتحرك فى حديقة المستشفى الذى يعالج به فى الوقت الذى كان يقيم معه بشكل دائم ابنه هيثم (ابن الفنانة الراحلة هالة فؤاد) كما تواجدت بجوارة بشكل شبه دائم الفنانة رغدة. وقال الإعلامى عماد أديب تعليقا على وفاته أنه قاتل حتى النهاية وفى كل مرة كنا نتوقع نهايته التى كان الطب يعلمها جيدا كان يعود من جديد ويقول " أنا قاعد على قلبكوا" وكان يطمئن على العمل فى فيلم حليم و المدى الذى وصلنا إليه و عن اللحظات الأخيرة قبل دخوله فى الغيبوبة قال عماد أديب أنه قبل يدي أحمد زكى فجذبه أحمد زكى من رأسه ووضعها على صدره و أوصاه بعدة أشياء و قال أنه اعتاد فى الأيام الأخيرة استقبال الشيوخ و قراءة القرآن الكريم و أنه صلى الجمعة السابقة صلاة الجمعة جماعة قبل الدخول فى الغيبوبة - هذا و سوف تقام الجنازة الساعة 12 ظهرا يوم الاثنين من مسجد مصطفى محمود و يقام العزاء مساء فى نفس المسجد بشارع جامعة الدول العربية بالمهندسين هذا وقد توافد مئات الفنانين و المواطنين على المستشفى وحاول العديد من المواطنين دخول المستشفى وكان الفنان الذي يتمتع بشعبية كبيرة اكتشف اصابته بسرطان في الرئة قبل سنة تقريبا وبدأ علاجه في مصر ثم انتقل الى باريس حيث طلب منه الاستمرار بالعلاج الكيماوي. وبعد عودته ساهم في علاجه فريق طبي صيني. وتعرض احمد زكي خلال قيامه بتصوير فيلم عن الفنان عبد الحليم حافظ الذي كتب له السيناريو محفوظ عبد الرحمن ويقوم بإخراجه شريف عرفة الى جلطات في اوردة الركبة والساقين الا انه كان يعود لاستكمال التصوير الذي انهى منه ما يقارب 90% من المشاهد التي يتضمنها الفيلم باستثناء مشهد الوفاة. وكانت الشركة المنتجة (جود نيوز) اقامت حفلا حاشدا بمناسبة بداية تصوير الفيلم حضره غالبية نجوم السينما المصريين وبعض النجوم العرب وكانت مناسبة لاظهار الحب الذي يكنه اصدقاؤه وزملاؤه. وكان من المفترض ان يبدأ بتصوير فيلم "رسائل البحر" لداود عبد السيد قبل فيلم عبد الحليم الا ان الطبيب الفرنسي المعالج نصح في حينه الفنان المصري بعدم القيام بذلك لأن الفيلم يتضمن مشاهد مرهقة. وفي الكلمات الاخيرة للنجم الراحل قال إنه استعان في "معركة المرض الشرسة بحلفاء كثيرين من الزملاء (الفنانين) والجماهير كل لحظة قاومت فيها المرض كانت حياة. هذه دعوة ونصيحة لنحب الحياة". وأضاف أن لحماسه لتجسيد شخصية عبد الحليم أسبابا فنية وشخصية منها التشابه بينهما في الإصابة بمرض البلهارسيا وموت أبويهما، مشيرا إلى أن المطرب الذي نشأ يتيما "استطاع أن يشق طريقه من الملجأ إلى أن أصبح سيداً للغناء العربي". ويعد أحمد زكي من وجهة نظر السينمائيين أهم موهبة في فن التمثيل في مصر خلال الثلاثين عاما الأخيرة من خلال أفلام منها (البيه البواب) و(سواق الهانم) و(أرض الخوف) و(شفيقة ومتولي) و(كابوريا) و(هستيريا) و(ضد الحكومة) و(الهروب). ويعد أحمد زكي من أكثر الممثلين المصريين تجسيدا لحياة المشاهير منذ قدم قبل أكثر من ربع قرن مسلسل (الأيام) عن حياة عميد الأدب العربي طه حسين وجسد دور الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر في مرحلة صعوده في فيلم (ناصر 56) الذي تناول مقدمات تأميم شركة قناة السويس عام 1956 وانتهى الفيلم بإعلان العدوان الثلاثي (البريطاني الفرنسي الإسرائيلي) على مصر. كما جسد زكي حياة الرئيس المصري السابق أنور السادات في فيلم (أيام السادات) ومنحه الرئيس المصري حسني مبارك وساما عن أدائه. وكان زكي مغرما بتقليد السادات حتى في حياته. واكتسب الفنان أحمد زكي شعبية كبيرة لدرجة انه تلقى على مدار ثلاثة اشهر حوالي مليون رسالة ما بين مكتوبة عبر الهاتف أو إلكترونية أو بالبريد العادي في مقر إقامته بالجناح 2007 بفندق رمسيس هيلتون على نيل القاهرة، وقد شملت الرسائل خليطا من الدعوات بالشفاء ووصفات علاج بالطب التقليدي والشعبي وقصائد شعر واطمئنان على صحته وغيرها. وطبقا للإحصائية التي أجرتها إدارة فندق رمسيس هيلتون عبر منظومة الـF.C.S الإلكترونية التي تتولى إدارة جميع أنواع الرسائل التي تصل لنزلاء الفندق، فإن أحمد زكي استقبل خلال الفترة من 18 أبريل الماضي وحتى 18 يوليو الماضي 422 ألف رسالة إلكترونية من جميع دول العالم و187 ألف رسالة بالبريد منها حوالي 50 ألف رسالة من داخل مصر فقط، في حين تلقى 391 ألف رسالة خطية عبر الهاتف، هذا بخلاف 17 ألف باقة ورد وصلت زكي من معجبيه من المصريين والعرب بالإضافة إلى 3250 طردا من جميع أنحاء العالم يحمل بعضها "حبة البركة" من اليمن ومياه زمزم من السعودية وأعشابا طبية من الصين والسودان ونباتات برية للعلاج من موريتانيا وغذاء ملكات نحل أرسله عربي مقيم بالدنمارك جلبه من أوزبكستان، بالإضافة إلى آلاف المصاحف والسبح والتعويذات. تعويذة من عظم التمساح وذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أن أكثر التعاويذ إثارة كان تعويذة من عظم التمساح النيلي السوداني أرسلها له مسؤول سابق في جنوب السودان. وقال منير سامي مدير عام رمسيس هيلتون إن الضغط الهائل على البريد الإلكتروني للفندق وخطوطه الهاتفية بشكل ضخم للغاية كان وراء تدشين الفندق لخط هاتف ساخن لتلقي رسائل مكتوبة للنجم زكي بالإضافة تخصيص بريد إلكتروني. موقع "إيجبتي" بتاريخ 28 مارس 2005 |
تشييع جنازة أحمد زكي من مسجد مصطفى محمود - عشرات الآلاف يشيعون جنازة الفنان - العزاء فى نفس المسجد مساء نفس اليوم - تفاصيل الأيام الأخيرة فى حياة الفنان الكبير - ملف خاص عن الفنان والانسان |
احمد زكي.. المصري الطيب يعتبر الفنان المصري أحمد زكي الذي توفي الاحد بعد صراع مع مرض السرطان استمر أكثر من عام من أبرز نجوم السينما المصرية في الاعوام الثلاثين الاخيرة. وبرع زكي في أداء أدوار متنوعة وقدم أفلاما كوميدية وأخرى تناولت قضايا اجتماعية وسياسية مهمة. ولد أحمد زكي يوم 18 تشرين الثاني /نوفمبر عام 1949 بمدينة الزقازيق في شمال مصر. والتحق بمعهد الفنون المسرحية بالقاهرة وتخرج فيه عام 1973. وأثناء دراسته جذب اليه الانظار بدور صغير في مسرحية (هالو شلبي) أمام الفنانين عبد المنعم مدبولي وسعيد صالح. ثم ألقت المسرحية الشهيرة (مدرسة المشاغبين) أضواء على موهبته التي تفجرت فيما بعد في مسرحية (العيال كبرت) ومسلسل (الأيام) الذي جسد فيه حياة عميد الادب العربي طه حسين. وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار سينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها زكي ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي (زوجة رجل مهم) و(البريء) و(أحلام هند وكاميليا) و(الحب فوق هضبة الهرم) و(اسكندرية ليه) و(أبناء الصمت). وكان فيلم (أبناء الصمت) الذي أنتج عام 1974 من المحطات الاولى في مسيرته وقام ببطولته الفنان المصري محمود مرسي الذي توفي عام 2004. ثم جمع زكي ومرسي فيلم اخر هو (سعد اليتيم) الذي أخرجه أشرف فهمي عام 1985. واعتبر كثير من النقاد أحمد زكي من أهم المواهب في فن التمثيل في مصر في الاعوام الثلاثين الاخيرة إذ يأتي في مقدمة من استطاعوا أن يجمعوا بين النقيضين.. (النجم) و(الممثل) من خلال عدد من الافلام من بينها (النمر الاسود) و(العوامة 70) و(عيون لا تنام) و(البيه البواب) و(سواق الهانم) و(أرض الخوف) و(شفيقة ومتولي) و(كابوريا) و(مستر كاراتيه) و(البطل) و(ضد الحكومة) و(هستيريا) و(ضد الحكومة) و(الهروب) و(اضحك الصورة تطلع حلوة) . وحقق زكي نجومية هائلة كسر بها نموذج البطل شديد الوسامة فوجد فيه الكثيرون نموذجا للشاب المصري العادي الذي استطاع أن ينطلق في عالم السينما ويغير الكثير من قواعده القديمة. وتميز زكي بأداء صادق وتقمص كامل لكل شخصية أداها فتمكن من الوصول إلى كل المشاهدين على اختلاف ثقافاتهم ووجد فيه كثير من الشبان نموذجا حتى أن كثيرا منهم قلدوا بعض شخصياته في الملبس وقصة الشعر التي عرفت بينهم باسم فيلمه (كابوريا). وحصل زكي على عشرات الجوائز اخرها من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2002 عن دوره في فيلم (معالي الوزير). وقالت الناقدة المصرية ماجدة موريس لرويترز إن أداء زكي التمثيلي يمكن أن يوضع في كفة ميزان ويصبح أكثر عمقا وثقلا من أعمال فناني جيله لأنه "الوحيد الذي تماهى مع الشخصيات التي أداها بصدق يصل إلى درجة الجنون. ومن الطبيعي أن يصل هذا الصدق إلى النقاد والجمهور." وأضافت أن زكي تلخيص لنموذج وقيمة غير موجودة الآن في الوسط الفني في مصر إذ كان يعمل بلا حسابات كتحقيق شهرة أو مكانة لدى سلطة ما أو اكتساب ثروة "ولكنه كان مخلصا لفنه بصورة دفعت الناس إلى تصديقه بدون أي تنظير. أما النقاد فوجدوا في أعماله مستوى رفيعا." وأشارت إلى أن المشاهدين العاديين بوعي فطري حاولوا في التعبير عن حبهم لزكي الامساك ببقية النماذج الحقيقية في الحياة حتى أن بعض هؤلاء "كتبوا في سجل الزيارة في المستشفى الذي كان يعالج به أنهم مستعدون للتبرع له بأي شيء.. من المال إلى الاعضاء كي يواصل حياته." ووجد المخرجون من جيل الواقعية الجديدة في السينما المصرية في الثمانينيات في موهبة أحمد زكي فرصة لانجاز مشاريعهم المؤجلة وهم رأفت الميهي ومحمد خان وخيري بشارة وداود عبد السيد وعلي بدرخان وعاطف الطيب. وجسد زكي دور الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر في مرحلة صعوده من خلال فيلم (ناصر 56) الذي تناول مقدمات تأميم شركة قناة السويس عام 1956 وانتهى الفيلم باعلان العدوان الثلاثي (البريطاني الفرنسي الاسرائيلي) على مصر. كما جسد حياة الرئيس المصري السابق أنور السادات في فيلم (أيام السادات) ومنحه الرئيس المصري حسني مبارك وساما عن أدائه الذي تماهي فيه مع السادات تماما حيث كان زكي مغرما بتقليد السادات حتى في حياة الأخير. وشارك أحمد زكي الفنانة المصرية الراحلة سعاد حسني بطولة المسلسل التلفزيوني الشهير (هو وهي) ويعد مرحلة في تعاونهما الفني المشترك الذي أثمر عددا من الافلام من بينها (شفيقة ومتولي) و(موعد على العشاء) و(الدرجة الثالثة) و(الراعي والنساء). ولاحمد زكي ابن وحيد (هيثم) من الفنانة المصرية الراحلة هالة فؤاد (1958 -1993) ابنة المخرج الراحل أحمد فؤاد. موقع "البوابة ـ 28 مارس 2005 |