رغم أن نجوما كثيرين اكتفوا بزيارة أحمد زكي أثناء وجوده في مستشفى “دار الفؤاد” ومنهم من لم يتمكن من رؤيته بسبب تعليمات الأطباء فتركوا له ورقة مكتوب عليها عبارات رقيقة ودعوات بالشفاء لكن محمد هنيدي لم يكتف بهذا وسافر إلى باريس ليكون بجوار أحمد زكي في محنة المرض. فلماذا قرر هنيدي السفر؟ وماذا عن أسرار الأيام الثلاثة التي قضاها بجوار النجم الأسمر في محنة مرضه؟ في البداية سألنا محمد هنيدي:
- لا أرى أن ما فعلته شيء غريب حتى تسألوني عن سببه، أنا حاولت رؤيته وهو في “دار الفؤاد” لكن الأطباء منعوني واحترمت تعليماتهم ووقتها كتبت له كلمات بسيطة على ورقة صغيرة وعرفت بعد ذلك انه قرأها لكن كان بداخلي إحساس بضرورة أن أكون بجواره في باريس، وكان لدي بالفعل إجازة من المسرح وفيلمي الجديد لم يبدأ تصويره بعد ولهذا لم أتردد في السفر فورا، وبمجرد أن وصلت إلى باريس بحثت عن المستشفى التي ينزل فيها أحمد زكي وكان الجو هناك ممطرا جدا وأتذكر أنني قضيت ساعتين في البحث عن ذلك المستشفى، وعندما وصلت إلى هناك طلبت مقابلة أحمد زكي وأخبروه فسمعت صوته وأنا خارج غرفته ينادي عليّ “تعالى يا محمد” وكان سعيدا جدا لوجودي واستقبلني بالأحضان وأنا أيضا كنت سعيدا لوجودي معه. أستاذ
- أنا عملت معه مشهدا في فيلم “الهروب” ثم شاركته بطولته فيلم “البطل” بعد أن كنت قد قدمت “إسماعيلية رايح جاي” وقد تعلمت الكثير من هذا النجم الكبير واعتبره أستاذا قبل أن يكون صديقا، وأتذكر انه أثناء تصويرنا لفيلم “البطل” قال لي أحمد: تعالى انزل معي للشارع لأنني أخشى من زحام الناس حولي، وعندما نزلنا معا فوجئ بأن شبابا كثيرين ينادون عليّ وهم يغنون “كامننا” وقتها فرح جدا لي لأنه شعر بنجاحي.
- أنا بالفعل لا أنسى له موقفه معي أثناء محاولات البعض ذبحي، فقد اتصل بي وقال لي “علشان تبطل تنجح جدا بعد ذلك” كلماته قوتني في عز الهجوم عليّ ولكنني لم اذهب إليه لهذا السبب ولا لأنني عملت معه وتعلمت منه الكثير ولكن لأنني شعرت أن هذا ما يجب أن يحدث فنحن لا نملك كثيرين في حجم وقيمة أحمد زكي.
- أحمد معنوياته عالية جدا وقد تحدثنا طويلا في أشياء كثيرة إلا المرض وأنا كنت حريصا على ذلك حتى يخرج من جو الكلام الدائم عن المرض. رحلة إلى الصين
- قال لي أحمد زكي انه يعلم أنني سأصور فيلمي المقبل في الصين، فحكى لي عن زيارة قام بها إلى الصين من قبل وكانت مليئة بالمواقف الطريفة وضحكنا عليها طويلا مثلما قال لي أيضا انه لم يكن يعلم بكل هذا الحب من الناس عندما أخبرته أن العالم العربي كله متلهف على أخباره لكي يطمئن عليه، كما أن العرب في باريس كانوا يترددون على المستشفى للاطمئنان عليه، وفي إحدى الليالي خرجت معه للعشاء وكان يرافقه في كل تحركاته الدكتور حسن البنا وشعرت انه كان في حاجة شديدة لأن يخرج بعيدا عن المستشفى رغم أن هذا الخروج كان لدقائق قليلة حسب تعليمات الأطباء، وفي تلك الليلة كان متفائلا ومرحا.
- اللحظات التي كان ينتظر فيها نتائج التحاليل كان خلالها شديد العصبية لأنه كان ينتظر المجهول وكان يسأل كل لحظة هل وصلت النتائج أم لا؟ وعندما علم انه سيحتاج إلى علاج كيماوي نظر لي وقال “كيماوي يا محمد” فقلت له انه في النهاية علاج مثل غيره لكنه قال لي إن الأطباء يخشون أن تتحول الخلايا النشطة التي لديه إلى خلايا سرطانية.
- أحمد يفهم حقيقة مرضه لكنه مقاتل ولديه إصرار على أن يتغلب على المرض.
- لم تكن حالته تسمح بذلك كما أن الأطباء كانوا يخشون على حالته النفسية تحديدا إذا ما قرأ شائعة ما أو كلاما لم يعجبه.
- عرفت لأن تليفونات كثيرة جاءتني يسألني أصحابها عن حقيقة تلك الشائعة السخيفة خاصة أن كثيرين لم يجدوا وسيلة للاطمئنان على أحمد سوى من خلالي وأنا سعيد بالطبع لأني كنت وسيلة ليطمئن الناس على النجم الكبير من خلالها.
- كل المسؤولين في سفارتنا المصرية بباريس كانوا يطمئنون عليه باستمرار بالإضافة إلى شيء آخر أسعدني وهو التفاف الجالية العربية كلها حوله وليست المصرية فقط، ومحاولاتهم الدائمة لزيارته والاطمئنان عليه وكانوا يقابلونني في الشارع ويسألونني دائما عنه وكنت أطمئنهم وأقول للجميع “ادعوا لأحمد زكي”. جريدة الخليج بتاريخ 17 فبراير 2004 |
محمد هنيدي: يحكي أسرار رحلته معه في باريس أحمد زكي مقاتل مملوء بالإيمان والتفائل |
أحمد زكي لـ «الرأي العام»: أطمئن جمهوري في الكويت الحبيب واتصال مبارك وسام أعتز به الثلاثاء ـ 17 فبراير الى العاصمة الفرنسية باريس وصل النجم احمد زكي في ساعة متقدمة من مساء امس الاحد لاستكمال علاجه في مستشفى جوستاف روس تنفيذا لتعليمات الرئيس المصري حسني مبارك الذي هاتف زكي في مستشفى دار الفؤاد مطمئنا على صحته.
|