هناك جديد في هذه الدورة الخامسة من مهرجان «الخليج السينمائي» تعبر
عنه الرغبة في الحفاظ على المكتسبات التي أنجزها المهرجان في الأعوام
السابقة ثم التقدم لما بعدها. فالسنوات الـ4 السابقة تنقسم إلى قسمين:
العامان الأولان تأسيس لمناسبة واعدة، والعامان التاليان تحقيق للرغبة في
إنجاز حضور يتبوأ المشهد السينمائي في هذه المنطقة الثرية، ثقافة وفنا
وتراثا من العالم. إنه خلال هذين العامين ازدادت المنافسة حدة بين هذا
المهرجان ومهرجانات أخرى في المحيط الخليجي رغبت، ومن حقها طبعا، أن تنجز
الأهداف المناطة برعاية السينما الخليجية ومواهبها. هذه المنافسة دعت إلى
بلورة اتجاه حاسم وجديد في هذه الدورة. فالمهرجان وأفلامه سينتقل إلى
أبوظبي بدءا من يوم الخميس من هذا الأسبوع، ورئيسه، عبد الحميد جمعة، يعلن
أن الغاية هي التوسع بحيث يتم نقله إلى كل إمارة من إمارات الاتحاد.
ليلة الثلاثاء كانت الافتتاح الرسمي لهذه الدورة. وجاء الافتتاح منظما
وموجزا ومعبرا أيضا، وبحضور الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس
هيئة دبي للثقافة والفنون. وتناول خطاب رئيس المهرجان، عبد الحميد جمعة،
حقيقة أن المهرجان هذا العام يتألف من 155 فيلما أتت من 42 دولة يشهد منها
نحو 80 فيلما عرضه الدولي الأول.
كلمة المدير العام للمهرجان، مسعود أمر الله آل علي، شددت على المكانة
التي يحظى بها المهرجان، وأشارت إلى أن الحب هو الفاعل الرئيسي الذي يحرك
جهود العاملين، شاكرا صانعي السينما على مجهوداتهم ونتاجاتهم.
بعد ذلك، قدم المدير السينمائيين المحتفى بهما هذا العام: المخرج
البحريني بسام الذوادي، المخرج الأول للسينما في البحرين الذي قدم نفسه من
خلال فيلم تسجيلي قصير (جدا) عنه، والممثل الإيراني بهروز وثوقي، حيث
اعتليا المسرح وتسلما جائزتيهما التقديريتين.
فيلم الافتتاح: «تورا بورا»
* الحب كان أيضا من شأن فيلم الافتتاح «تورا بورا» للمخرج الكويتي
وليد العوضي. هذا الفيلم كان تم تقديمه في مهرجان «كان» في العام الماضي
لعدد محدود من الصحافيين في عرض خاص. والآن يشهد عرضه الرسمي العالمي
الأول. والحب الذي فيه هو الذي يكنه أب وأم لابنهما الذي كان اختفى من
حياتهما منضما إلى حركة طالبان في أفغانستان. ومع أنهما لا يعرفان مكانه في
تلك البلاد الشاسعة والخطرة، فإن ذلك لم يمنعهما من السفر إلى باكستان على
أمل أن يلتقيا به وإعادته إلى الكويت وإلى رشده معا.
يبدأ الفيلم بهما وقد حطا (والفيلم مأخوذ عن حادثة وشخصيات حقيقية) في
بيشاور. يدخلان فندقا متواضعا (وهما الثريان غير المعتادين على حياة التقشف
وهذا النوع المجحف من الرحلات) والزوجة أم طارق (أسمهان توفيق) تشكو لزوجها
أبي طارق (سعد الفرج) عن أن الفندق حقير. الزوج يقول لها إنهما ليسا في
رحلة سياحية. وهي بالفعل ليست كذلك، ليس فقط أنهما أتيا إلى بيشاور لكي
ينتقلا إلى تورا بورا حيث تنظيم القاعدة المحمي بقوات طالبان، بل لأن
المنطقة بأسرها - وباستثناء واد جميل واحد - عبارة عن جبال وسهول جرداء.
لنحو ساعتين إلا بضع دقائق، سيمضي الفيلم معهما في هذه الرحلة القاسية،
وسيتناوب كل منهما الحديث، ويتم الانتقال إلى تجهيز ابنهما الشاب
بالمتفجرات للقيام بعملية انتحارية. بعد ذلك، يصل ابنهما الأكبر طارق
ساعيا، مع باكستانيين، للبحث عن والديه. هكذا نحن في مواجهة 3 قصص مع
الكثير من الشخصيات. المخرج عوضي لا يضيع بين شخصياته تلك بل ينجح في
التركيز على شخصياته المهمة وتقديمها تحت أضوائها المختارة.
هذا كله جيد، كذلك فإن العناصر الإنتاجية التي سمحت للمخرج تصوير
الفيلم في أنحاء مختلفة (بعضه في باكستان والكثير منه في المغرب على ما هو
معتقد) وتنويع أماكن التصوير المتعددة (من فنادق إلى منازل مهدمة، مستشفى
للأمم المتحدة، معسكرات، قرى.. إلخ).
إلى ذلك، يمكن ضم حس المخرج بقيمة الموضوع المهم الذي بين يديه. لكن
عند هذا الحد تكاد الأمور الجيدة تتوقف أو تنتهي. المشكلة هي في أن التحقيق
ذاته مصطدم بعوائق تنبت من السيناريو وتمتد إلى المونتاج.
السيناريو مسؤول مثلا عن عدم ترتيب تلك المشاهد التي ينتقل الفيلم
بينها. نحن مع الأبوين اللذين يعانيان الضعف والوهن ثم المرض والاعتقال
والإصابات، وفوق ذلك الطريق الذي يزداد خطورة وصعوبة خلال الرحلة، على عكس
رحلة ابنهما طارق الأسهل والأكثر سلامة في معظمها ولأسباب لا تبدو واضحة.
حين يأتي الحديث عن ابنهما المجاهد فإن تساؤلاته المحقة حول ماهية هذا
الجهاد إذا ما كان يعني قتل أطفال في مدرسة، تأتي مفاجئة كوننا لا نتعرف
عليه إلا في نطاق لقاءاته مع أمير الجماعة. كان أجدى لو أننا شاهدنا
اكتشافاته العينية حين اقترب من الهدف الذي أرسل إليه.
الحقيقة هي أن هناك أكثر من طريقة سرد لهذا الفيلم، لكن المشكلة ليست
في الطريقة التي اختارها المخرج، تلك الشاملة على خيوط وأحداث متناوبة
الانتقال مع شخصياتها وحسب مواقعها، بل في كيفية التنفيذ ذاته، بحيث إن نصف
الساعة الأخيرة هي، غالبا، إعادات لما سبق تأسيسه. الموت يأتي بعض الشخصيات
(خصوصا الأم) من دون شعور دفين ينجم عن تخصيص مشهد ما يحلق فيه الموت فوق
رأسها (آخر مشهد حي لها كانت ترعى ابنها الجريح طارق الذي نجح في الوصول
إليهما وتحريرهما لكنه أصيب برصاصة تضعه في حالة حرجة).
هناك دور للممثل الفلسطيني قيس الناشف يؤدي فيه شخصية مصور فيديو يعيش
في تلك الأنحاء لكننا لن نعرف لماذا. هذا ليس مهما للغاية. الأهم أنه يعترض
الطريق بيننا وبين ما هو مفترض به أن يكون صادما من أحداث. يكسر الحدة التي
يتمناها الفيلم لنفسه. صحيح أن دنيس هوبر لعب الدور نفسه في «سفر الرؤيا..
الآن» لفرنسيس فورد كوبولا، إلا أن وجوده لم يعترض مطلقا المسافة بين
المشاهد والفيلم. حين ظهر مباشرة أمام الكاميرا عبر عن نفسه وشخصيته. بعد
ذلك وجوده هو جزء من المشهد وليس صلبا بصريا فيه يمنع التواصل مع ما يدور
وراءه.
تم تأليف الفيلم لجزء من مسلسل تلفزيوني على حلقات. هذا ليس أفضل
وسيلة لتقديم عمل سينمائي، فلا بد أنه بين ما تم حذفه ما قد يوضح أكثر جوهر
المشكلات المذكورة. لكن هذا ليس عذرا من أي نوع لأن ما يتعرض إليه النقاد
هنا هو الماثل على الشاشة وحده.
الشرق الأوسط في
12/04/2012
العدوى السينماتونيّة في مهرجان الخليج السينمائي
صلاح سرميني ـ دبي
في الدورة الرابعة لمهرجان الخليج السينمائيّ في دبي (14 - 20 أبريل
2011)، غمرتنا السعادة بإستقبال الفرنسيّ "جيرار كوران" بمُناسبة تنظيم
تظاهرة سينمائية إستعادية لمجموعةٍ كبيرة من أعماله الفيلميّة، عُرضت
وقتذاك عن طريق 11 شاشة فيديو توزّعت في الفضاءات التي تفصل بين صالات
العرض في "فيستفال سيتي"، ومركز المهرجان، حيث الإدارة، ولقاءات الضيوف.
بدوره، يفتخر "كوران" اليوم، أكثر من أيّ وقتٍ مضى، بذلك الاحتفاء
الاستثنائيّ الذي لم يحصل عليه في أيّ مكانٍ أخر من العالم، خاصةً بعد
مُتابعته أيضاً للدورة الثامنة لمهرجان دبي السينمائي (9 - 16 ديسمبر 2011 .
مزهوّاً دائماً بالحصيلة التي جمعها في المهرجانيّن الشقيقيّن، عددٌ
كبيرٌ من بورتريهات شخصياتٍ سينمائية خليجية، عربية، وأجنبية، وفيها الكثير
من فريق العمل، بالإضافة إلى مجموعة أفلامٍ حققها في إطار سلاسله المُتنوعة
(والتي يستغرق عرضها 24 ساعة إلاّ بعض الدقائق):
ـ 134 سينماتون (70 في مهرجان الخليج، 64 في مهرجان دبي).
ـ 3 بورتريهات ثنائية.
ـ 2 بورتريهات جماعية.
ـ 2 من نافذة غرفة فندق.
ـ 1 سينما.
ـ 10 ملاحظات فيلميّة (3 في مهرجان الخليج، 7 في مهرجان دبي).
ـ بورتريه خارج السلسلة بعنوان " السيد فيرنر هيرتزوغ، لا، هذا ليس
سينماتون حقيقيّ لك".
في المرتيّن السابقتيّن، تحوّل الكثير من ضيوف مهرجان الخليج، ودبي
إلى ممثلين في البورتريهات الفردية
(Cinématon)، الثنائية (Couple)،
الجماعية
(Portrait de groupe)،
والمُلاحظات الفيلمية (Carnets filmés)، وبينما إعتذر البعض عن الوقوف أمام كاميرا "كوران" خجلاً، غروراً،
أو سوء فهمٍ، تسابق آخرون كي يتذوقوا قطعةً من هذه التجربة، وأصابتهم
"العدوى السينماتونيّة"، فوقفوا في الطابور ينتظرون دورهم، ودفع الفضول
هؤلاء، وغيرهم، إلى تصفح، ومن ثمّ قراءة كتاب توثيقيٍّ بعنوان :
ـ "جيرار كوران، هل هذه سينما حقاً ؟".
كان سؤالاً مُستفزاً، يعرف من كتبه الإجابة عنه مُسبقاً.
تحمّس البعض كثيراً، ونشروا في صفحاتهم الفيس بوكيّة أخباراً، وصوراً
تفاخروا من خلالها، بأنهم شاركوا مع آلافٍ الشخصيات السينمائية في بطولة
"أطول فيلم في تاريخ السينما".
اليوم، يمتلك مهرجانيّ الخليج، ودبي أرشيفاً بصرياً لا يشبه أيّ واحدٍ
آخر، صوّره سينمائيٌّ أقلّ ما يُقال عنه، بأنه "الأكثر كسلاً في العالم"،
ومع ذلك، فهو "الأكثر غزارةً في إنتاجاته الفيلميّة".
بورتريهات "جيرار كوران"، وأفلامه ليست تقريرية، إخبارية، أو حتى
توثيقية بالمعنى المُتعارف عليه، إنها، بالأحرى، تُنشئ علاقةً حميمةً مع
الأشخاص، والأمكنة، تلتقطها عين/كاميرا "كوران" ببساطةٍ، وشغف، وفي صومعته
السينمائية الصغيرة (بيته في مدينة مونترويّ المُحاذية لباريس)، يُضفي
عليها بمونتاج بسيط بعض التأمل، والشعرية، وجرعاتٍ مضبوطة من الجاذبية،
تُحوّل مشاهدة أعماله إلى حالةٍ من الإدمان.
هي المرة الأولى ـ كما يفتخر ـ التي يُحقق فيها "جيرار كوران" هذا
الكمّ الفيلميّ في مدينةٍ واحدة (بعد باريس مدينة إقامته، وكان)، وبدوري،
أزعم أيضاً، بأنها المرة الأولى، والأخيرة التي سوف يجتمع من جديد عدد كبير
من الشخصيات المُؤفلمه، بمناسبة الدورة الخامسة لمهرجان الخليج السينمائي
(10 - 16 أبريل 2012) كي يتفرجوا على أنفسهم، وأتوقع، بأن نضحك من مواقف
مُتناقضة، أو مُتشابهة، وفي عتمة الصالة، سوف تمتزج الإبتسامات الخجولة مع
القهقهات الهستيرية، الإحساس بالخيبة مع نشوة الإعجاب، الشعور بالملل مع
أوجاع الترّقب،...
ومن الطبيعيّ بأن تتأسّس حالةً تلقائيةً من المُقارنة بين بورتريه،
وآخر، وتُظهر قواسم مشتركة : سلوكية، نفسية، وجسدية،..
سوف يثير بعض الأشخاص إنتباهنا، ورُبما تصدر منا علامات الضجر من
بورتريه آخر، ردود أفعالنا، هي بالتحديد، جوهر العلاقة بين الشخصية
المُؤفلمة، والمتفرج.
الأكثر إثارة، طرافةً، وسحراً، بأننا سوف نشاهد أنفسنا بدون ألوان،
بالأبيض، والأسود، وسوف تُذكرنا هذه اللقطات بالأشرطة الأولى
للسينماتوغراف، والعرض السينمائي التجاري الأول في العالم الذي نظمّه
"الأخوين لوميير" في أحد المقاهي الباريسية في 28 ديسمبر عام 1895.
وفي هذه المُناسبة الإحتفائية، سوف يعرض المهرجان على شاشات فيديو
موزعة في أماكن مختلفة كلّ "الملاحظات الفيلمية" التي صوّرها "جيرار كوران"
خلال الدورة الرابعة لمهرجان الخليج، والثامنة لمهرجان دبي، وهي فرصة
إضافية للتعرّف على الدورتيّن السابقتيّن، وإستعادة أوقاتٍ حميمة، وأحياناً
شائكة، تُعيدنا إلى ذكرياتٍ عشناها منذ عامٍ مضى، لم نُعيرها إنتباهنا، أو
نسيناها، ومن المُتوقع بأن تصبح أكثر تأثيراً، وحنينيةً بعد أعوام.
من خلال ما أنجزه في دبي بتواطئٍ لطيفٍ من الجميع، أشركنا "جيرار
كوران"، وبمتعةٍ طفولية، في كلّ تفاصيل المهرجانيّن، وجمعنا سينمائياً في
سلسلةٍ هي الأشهر، الأطول، والأكثر أصالةً، خصوبةً، وإستمراريةً في تاريخ
السينما، والفنّ المُعاصر.
عندما نُشاهد البورتريهات، والملاحظات الفيلمية، سوف نتحول، راضين، أو
مُرغمين، إلى ممثلين، مخرجين، ونقاد،.. بينما "جيرار كوران"، هذا الرئيس
الفخريّ لمدى الحياة لأكاديمية "مورلوك" الموجودة في ذهنه فقط، وأذهان بعض
"المُختلين سينمائياً" من رفقاء دربه، سوف ينتهز الفرصة، ويُصوّرنا من
جديدٍ، وكأنه يُعيد إنتاج صوراً أخرى مختلفة عن تلك التي سبقتها، إنها
بالأحرى إعادة تدوير سينمائية، وهي إحدى الخصائص الأسلوبية لأعماله، وهو
يعرف مسبقاً، بأنه يمنحنا فضولاً إضافياً آملين بأن نشاهد أنفسنا في
مناسبةٍ لاحقة.
ونظراً للإقبال الشديد الذي رُبما يشهده هذا العرض المُرتقب، أتخيل
الشخصيات السينماتونية تستعجل خطواتها كي تحجز أماكنها، أو تستعدّ للتواجد
منذ الصباح أمام صالة العرض، تماماً كنا نفعل أيام الجمعة، والأعياد.
وكما أخبرني "جيرار كوران"، بأنه لن يُوزع بسخاءٍ ـ كما هي عادته ـ
البورتريهات على أصحابها، وسوف يكتفي بعرضها عن طريق "يوتوب" بعد فترةٍ
كافية من تاريخ إنعقاد المهرجان، ولهذا، أعتبرها فرصةً فريدةً لمشاهدتها
جماعياً في صالةٍ سينمائية، وعلى شاشة كبيرة
.
في هذا الإحتفاء السينماتونيّ الذي لن يتكرر مرةً أخرى، سوف نستعيد
حالات فرحتنا، وإندهاشنا عندما دخلنا صالةً سينمائيةً لأول مرة في حياتنا.
في تلك الفترة الصافية لم يطلب أحدٌ منا، كما هي العادة اليوم، إغلاق
هواتفنا المحمولة، أو إبقائها صامتة، ولم تكن حساسيّتنا الصوتية الزائدة
متضخمة كما هي اليوم.
في هذا العرض الإستثنائيّ، ونحن نتابع البورتريهاتٍ، أتخيل بأننا سوف
نعود إلى زمنٍ مضى، وتتحول المُشاهدة فيه إلى حالةٍ من الفرجة شبيهة بتلك
التي أبهجتنا في طفولتنا، وسنواتنا العمرية الأولى.
سوف نتفرج كما يحلو لنا، نُقرمش قطع البطاطس المقلية،ُ نلتهم
المُسليات، ونشفط المشروبات الغازية.
في تلك اللحظات، سوف تختلطُ المكالمات الهاتفية، الهمساتٍ الأنثوية
الخجولة، الأحاديث الجانبية، التعليقات الطريفة، الضحكات العالية، وخشخشة
المُغلفات البلاستيكيّة، وتشكل فيما بينها بناءً صوتياً لحظياً، ومُرتجلاً،
ولن ينقصها إلاّ موسيقى "فرقة حسب الله" الفرنسية.
الأهمّ، بأنني علمتُ من مصادر موثوقة، ومقرّبة من إدارة المهرجان،
بأنه سوف يُسمح للضيوف بإصطحاب الأطفال، الأصدقاء، المعارف، أفراد العائلة،
والجيران،...
إنه عرضٌ إستثنائيّ، نحن أبطاله، ومتفرجيه.
دعونا إذاً نستعيد طفولتنا، ونشاهد أنفسنا.
الجزيرة الوثائقية في
12/04/2012
تحدثوا في اللقاء الثاني عن أفلامهم
وطموحاتهم
حضور لافت للسينمائيين
البحرينيين
في اللقاء الصحفي الثاني الذي أقيم بعد ظهر يوم أمس في فندق
انتركونتينتينال في فيستيفال سيتي في دبي، التقى الإعلاميون بالمخرجين
البحرينيين المشاركين في الدورة الخامسة للمهرجان للتباحث حول أفلامهم
وحركة السينما البحرينية . وأكد أولهم حسن حداد، ناقد وصاحب الموقع
الإلكتروني (سينماتيك)، أنهم في البحرين يتناولون القضايا كافة، وقال:
التفاوت الذي نجده بين المخرجين البحرينيين عائد لثقافة المخرج نفسه وهناك
تجارب مهمة ولكن ليس هناك صناعة سينما وهي حلم لكل ممارس، هناك تجارب
سينمائية بحرينية .
بدوره، أكد محمد راشد بن علي، مخرج فيلم “هنا لندن” أنه من نوع
الكوميديا السوداء ويتكلم عن قصة رجل وزوجة يمران بتجربة التقاط صورة
لإرسالها إلى ابنهما المسافر للخارج لغرض الدراسة، ولأن الزوجة كبيرة في
السن ورفضت أن تصور اضطر الزوج إلى أن يأتي بأحد أهالي الحي لالتقاط الصورة
.
أما عن المضمون الذي أراد أن يوصله للجمهور فقال ابن علي: لا أستطيع
القول إنني أريد إيصال فكرة معينة، بل الرؤية متاحة للتقييم، وبرأيي الفيلم
بسيط وفيه حالة إنسانية خاصة وهي حالة الفرحة، بالإضافة إلى تناول حالة
الغربة .
وأكد محمد حداد، مؤلف ومشرف الموسيقا في فيلم “هنا لندن” أنه من
الناحية الموسيقية تناول الموضوع من زاوية إظهار الطبقة الغربية الأوربية
في الموسيقا التي تعتبر الهاجس الأكبر للوالدين أثناء غياب ابنهما وصلة
الوصول التي تربطهما به ليضع المشاهد أمام مفارقة بين ما تشاهده العين
وتسمع الأذن ومدى تطابقهما في اللحن والموسيقا .
وتأتي تجربة محمد إبراهيم، مخرج فيلم “صب الملح” لتؤكد قيمة الملح في
الموروث الشعبي عبر سرد قصة شخص يعمل في استخراجه من البحيرة ويفقد ابنته
التي قتلت نتيجة لظروف لم يتم الكشف عنها لتفتح الباب أمام والدها لتذكر
صورة ابنته من خلال الملح الذي يشده إلى الحياة . وأكد إبراهيم أن وجوده في
المهرجان يجسد تجربته السادسة للعمل في الأفلام القصيرة والسابعة في
الإمارات .
محمود الشيخ، مخرج فيلم “301” أكد أن الاسم مقتبس من المكان الذي تدور
فيه أحداث الفيلم بين شخصين متناقضين ما يؤدي إلى نشوب صراع نفسي نتيجة فشل
الشخص الأول في صراعه مع نفسه وتأثير الثاني وفشله نتيجة لفشل صديقه . ومن
الناحية الإخراجية قال: حاولت أن أكثف التفاصيل وأتمنى أن أكون وفقت في
توصيل الفكرة بالشكل السليم إلى الكل .
وعن واقع السينما البحرينية، قال الشيخ: نشهد حراكاً سينمائياً غير
مسبوق وهو أمر إيجابي ولكننا بحاجة إلى شيء من الدعم المعنوي والمادي كي
تتبلور الفكرة .
وقال أسامة آل سيف، مخرج فيلم “كن رجلاً”: الفيلم قصير ومدته 9 دقائق
يتكلم عن الأحداث التي نعيشها كل يوم وتطرح تساؤلاً وهو أنه كيف للإنسان أن
يتخذ قراراً تجاه وضع لا يعجبه في الواقع الذي يعيشه والأحلام والطموح التي
نعيشها؟ وأضاف: كتب النص كريستن بول فيتشه وهو كاتب روماني تعرفت إليه عن
طريق الانترنت وعرض علي عدة نصوص وأعجبت بها كلها واخترت هذا النص لارتباطه
بالبيئة والزمن والمكان الذي نعيشه وأفكاره معاصرة، والشيء غير المألوف في
الفيلم أن الهدف غير مرتبط بصوت البطل الذي يعلق على الأحداث، وأردت من ذلك
أن أوصل للجمهور أنه بإمكان أي إنسان اتخاذ قرار بسير يخص نمط حياته مثلما
فعل بطل الفيلم ليعيش حالة هدوء وطمأنينة .
وتأتي مشاركة أحمد الفردان في الدورة الخامسة للمهرجان بثلاثة أعمال،
فهو مخرج فيلم “لايك” واشترك مع عبدالله السعداوي في إخراج فيلم “خسوف”
وقام بالتمثيل في فيلم “كن رجلاً” . وقال: المشاركة بثلاثة أفلام جاءت
لمحاولة اختبار نفسي لتقديم آراء مختلفة خاصة في “لايك” الذي تعمدت أن تظهر
فيه المشاهد هادئة بعكس أعمالي السابقة، والفيلم يروي قصة الكثير من الناس
الذين يعبرون عن أنفسهم عبر موقعي “التويتر” و”فيسبوك” ولا يهتمون بما يدور
من حولهم من أحداث يومية بل بقدر ما يهتمون بإبداء الإعجاب بالمشاركات التي
يتم تناولها في تلك المواقع التي كانت سبباً في خسارة أحد الأبطال عمله .
بدوره، أكد عمار الكوهجي، مخرج فيلم “سكون” أنه يتطرق لقصة فتاتين،
واحدة ابنة تاجر ثري والثانية بنت خادمة تعمل في بيت والد الفتاة الأولى،
الأولى تعاني اعتداء والثانية يتم إجبارها على الزواج بابن عمها وقال: أردت
أن أمرر عبر هذه القصة أن المرأة دائماً مغتصبة الحق والإرادة .
وعن العلاقة التي ربطته بالمهرجان قال: في السنة الماضية خضعت لورشة
في المهرجان للمخرج عباس كرستامي، وهو يعد من المخرجين الكبار ولديه تجربة
إخراجية استفدت منها الكثير، ولعبت في هذا الفيلم على الصمت والرموز في
توصيل الفكرة واسميت فيلمي “سكون” لأن هناك أشياء كثيرة تمر علينا في
الحياة بهدوء ولكنها في الحقيقة بركان من الغضب .
وأخيراً كان اللقاء بالثنائي عائشة المقلة ونورة كمال، مخرجتي فيلم
“تحريك” وهو فيلم روائي قصير كوميدي يجسد كيفية تحكم الأسرة والمجتمع في
اتخاذ قرارات الفرد ما يمنعه من أن يحقق أحلامه .
وقالت المقلة: أردنا أن نوعي الجمهور بأن هناك قضية مهمة في المجتمع
وهي عدم الإصغاء للفرد وأن العائلة والمجتمع يتدخلان في الشخصية والملبس
والوظيفة والمواهب التي يمكنها أن تشكل سنداً للعمل في المستقبل، لذا لا بد
من عدم الاستخفاف بها .
وعن سبب تناول مثل هذه الفكرة الجادة بطريقة كوميدية قالت نورة كمال:
كي يكون العمل مفهوماً من قبل الناس، يجب أن يصلهم بطريقة سلسة وسهلة،
ووجدنا أن الكوميديا أفضل الطرق للوصول إليهم .
الخليج الإماراتية في
12/04/2012
السينما العراقية تفضح الواقع وتلوم الحرب
والاحتلال
متابعة: أيهم اليوسف
أقيم صباح أمس في فندق انتركونينتينال دبي فيستيفال، لقاء صحفي مع
المخرجين العراقيين المشاركين بأفلام في الدورة الخامسة لمهرجان الخليج
السينمائي، وخلاله أكد أكرم حيدو، مخرج فيلم “حلبجة” أن فيلمه جال في 13
مهرجاناً سينمائياً ونال 4 جوائز عالمية، منها جائزة لجنة التحكيم في
مهرجان دبي السينمائي في الدورة الماضية، والفيلم يحكي قصة حياة أهل حلبجة،
وهي مدينة في كردستان العراق .
وقال حيدو: الفيلم وثائقي مدته 72 دقيقة يتناول المآسي التي مرّ بها
أهل المنطقة بطريقة إنسانية، ولم أرغب في إيذاء مشاعر الجمهور بعرض المقاطع
المروعة التي تعرضوا لها أثناء الحملة الكيماوية بل التركيز على حياتهم
الحالية وما بقي في ذهنهم من أحداث .
ومن جهته أكد طه كريمي مخرج فيلم “أنا مرتزق أبيض” أنه يتعرض لقصة
سعيد جاف، وهو مستشار سابق في حزب البعث في العراق وبعد سقوطه تعرض وآخرون
للمحاكمة، ويحاول جاف وبمساعدة المخرج أن يثبتا براءته عبر التجول خلال 20
يوماً في كردستان العراق وأخذ شهادات مصورة من الأهالي يؤكدون فيها أن جاف
أنقذهم من الموت خلال حملة الأنفال التي تعرضوا لها على يد قوات حزب البعث،
وفي النهاية يكون الحكم للجمهور .
أما خالد البياتي مخرج فيلم “عمري 31” فقد أشار أنه يتناول قصة الشاب
العراقي من مواليد 1980 وما فوق على أنه شخص غير فعال في المجتمع ويجلس في
البيت أسوة بابنه الصغير ويسمع ويشاهد الانفجارات التي تحصل من حوله قبل
وبعد الاحتلال .
وقال البياتي: أريد أن أوصل للقارئ رسالة عبر فيلمي أن الشاب العراقي
مظلوم ولم يشاهد الفرح في حياته .
ومن جهته أشار بلال شاكر، مخرج فيلم “في خارج المسابقة” أنه يشارك في
المهرجان بفيلم قصير يتضمن ثلاثة أجزاء يتناول فيها قضايا تمس الحياة
والشباب والغرائز التي تحكمه من شهوات وجوع وينتهي بفكرة الموت .
وبدوره أشار هالكوت مصطفى، مخرج فيلم “القلب الأحمر” أنه يتناول قصة
عشق تدور بين شاب وفتاة عمرها 19 سنة ويقف والدها أمام زواجها من حبيبها
فتضطر للقبول بالهروب معه ومواجهة ظروف صعبة، مؤكداً أن فكرة الفيلم تدور
على قضية حقوق الإنسان، وتساءل: ماذا كان سيحدث لو أن هذه الفتاة قررت
مصيرها، ماذا كان سيحصل لو قتلنا كل المعتقدات السابقة التي تحد من حريتنا؟
وخلال حديثه عن إنتاج الفيلم قال مصطفى: انتجنا العمل بتكلفة مليون
ونصف المليون دولار وهو عمل مشترك بين العراق والنرويج وإيران وكوريا وتم
تصويره في كردستان العراق، والفيلم حصل على جائزتتن في مهرجان في فرنسا .
أما هادي ماهود، مخرج فيلم “العربانة” قال: الفيلم روائي قصير وهو
رؤية بصرية لواقع العراق عبر مرور عربة في أماكن حدثت فيها مآس نتيجة
الحروب التي مرت بها العراق وأن الأطفال يحملون بالونات ملونة إيحاءً بأنهم
سيخترقون ويتجاوزون ما اقترفه الكبار بفعل انقساماتهم وعلاقاتهم .
وأكد ماهود أنه أخرج العديد من الأفلام خلال إقامته في استراليا وبعد
سقوط النظام عاد للوطن وكرس نفسه لإخراج أفلام تتناول قضاياه .
وقال صدام هاشم، مخرج ومؤلف وممثل فيلم “ما في راس”: الفيلم يحوي ثلاث
قصص تتطرق للعمالة السوداوية والحب، حيث يكتشف البطل أن من يحبها تحب شخصاً
آخر، ورسالتي من الفيلم هو أننا يجب أن نعرف لماذا نضحي ولماذا نلوم
الآخرين .
وأكد ياسر حميد، مخرج فيلم “واو سلبي” أنه يتناول قصة شاب عراقي بحاجة
إلى دم من زمرة “واو سلبي” ويشغل وقته ببيع أوراق اليانصيب .
وأخيراً قال ملاك عبدالعليم، مخرج فيلم “كاسيت” الذي تدور أحداثه عن
الجنود العراقيين في حرب الكويت: أتناول فكرة مجنونة وهي تأثير أشرطة
“الكاسيت” التي سجلها الجنود بأصواتهم على أحد الشباب، وعثرت على الأشرطة
من والدي الذي شارك في الحرب، وما أريد أن أوصله للمشاهد أن الحروب هي
قاهرة وقاتلة لكل ما هو جميل .
الخليج الإماراتية في
12/04/2012 |