حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الخامس ـ 2012

اضغط للذهاب إلى الموقع الرسمي للمهرجان

فيلم افتتاح الدورة الخامسة من المهرجــــــــــان

«تورا بورا».. الجـــهاد ضد السينما

زياد عبدالله

يمضي فيلم الكويتي وليد العوضي «تورا بورا»، الذي افتتح أول من أمس، الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي، في ظل عنوانه، والذي يستدعي إليه عناوين كبيرة مثل «الإرهاب» و«الجهاد» والمجاهدين العرب في أفغانستان، والتي يمكن أن تتداخل مع عتاد بصري جاهز في هذا الخصوص، تولت أفلام هوليوودية أو غير هوليوودية رصده والتأسيس لبنيته البصرية التي أصبحت على شيء من «الكليشهات» الجاهزة، التي يمكن الأخذ بها دون تكبد الكثير من العناء.

ينبني الفيلم بالاتكاء على ما تقدم، وأننا كمشاهدين جاهزون لتلقف ما سيرمي به الفيلم، فالقصة بسيطة لا تتطلب من الفيلم أن يخصص ما يؤسس لعلاقة بين المشاهد والشخصيات التي ستطفو وتتناسل، كما أن كون القصة على اتصال بشاب كويتي ينضوي تحت لواء الجهاد «الطالباني» لا يستدعي منا أيضاً أن نعرف لماذا هو كذلك، فمواقع التصوير متنوعة ومتعددة، وكلها موجودة فيما أعيد تأسيسه بوصفه أفغانستان أو وزيرستان، لا بل إن الفيلم في أكثر من ثلاثة أرباعه في مواقع تصوير خارجية، ومهمة حركة طالبان في الفيلم هي أن تقتل وتقتل وبين قتل وآخر ستمارس التعذيب.

مقاربة خاطئة

اعتبار الفيلم مقاربة عربية لمعضلة التضليل الفكري وغواية الأفكار الجهادية التي يخضع لها شبان عرب، مقاربة خاطئة، والأمر لا يتعدى الإدعاء، لا بل إن تحميل الفيلم هذا العبء سيقضي عليه مباشرة، فهو فيلم تلفزيوني له أن يندرج تحت توصيفه بـ«مغامرة في ربوع أفغانستان الجهادية، أو رحلة أب وأم في بحثهما عن ابنهما الذي التحق بحركة طالبان»، مضافاً إليهما الأخ الأكبر الذي يهبط علينا من حيث لا ندري، لكن يمكن قبول كل ذلك في مسعى تشويقي من مخرج وكاتب الفيلم وليد العوضي، دون أن يكون هذا المسعى منجزاً أيضاً، إلا إذا كنا نرى السينما من باب مشهد تخترق الرصاصة فيه الرأس، وأن الهرب المتواصل من براثن الطالبانيين «أكشن» له أن يحفز «الأدرينالين»، مع إضافة أن الممثلين عرب، وأن أبوطارق كويتي مسلم وهو يستغرب طوال الفيلم «كيف لمسلم أن يفعل بمسلم ذلك»، والقصد هو ما تفعله طالبان، من دون أن يكون إيراد اسم «القاعدة» وارداً، إلا إذا اعتبرنا الأمير ومساعده هما القاعدة وعلينا أن نستنتج ذلك.

معالجة بمستويين

يمكن لمقاربة فيلم «تورا بورا» أن تتم على مستويين، المستوى الأول يأتي من خارج كوادر الفيلم، وهنا أيضاً يمكن الحديث فكرياً وتقنياً، ففكرياً ليس الجهاد على اتصال بأفغانستان وطالبان، إنهما نتيجـة وجـزء من الإشكالية، وإن كانت مقولة الفيلم حريصة على تسجيل شيء في خصوص المجاهدين العرب أو الشباب الذين يغرر بهم بعملية مسح مخ، كما يرد في الفيلم، فإن الأمر لا يتطلب الذهاب إلى أفغانستان لاكتشاف ذلك، فالتضليل ومسح المخ حصل في بلد المنشأ، وهو حاصل في البلدان العربية، لا بل إن مفهوم الجهاد ليس أفغانياً فقط بل انه عربي أيضاً وبامتياز، لا بل إن أبطال «السلفية الجهاديـة» العرب أسسوا لكل هذا الفكر في بلدان عربية كثيرة منها الكويت ومن ثم وجدوا في أفغانستان مساحـة جغرافية لتنفيذ تلك الأفكار، كما هي الحال في العراق لاحقاً، مروراً بالصومال، وصولاً إلى مالي، وبين كل ذلك خلايا نائمة في كل بلد عربي.

أما ما يحضر تقنياً فهو تغييب كل الأسباب التـي تفضي إلى نتائـج، وتعرفنا عـلى النتائـج معزولة عن أسبابها، فالفيلم ومن اللقطة الأولى يضعنا أمام أبوطارق (سعد الفرج) وأم طارق (أسمهان توفيق) وهما في أفغانستان، وفي لقطات سريعة لدرجة نشعر بأننا حيال كاميرا محمولة وهي ليست كذلك، لقطات سريعة لكن المونتاج لا يتخلى عن ما يشاهده أبوطارق في السوق على اعتباره جوهرياً، أو تلك النزاعات السخيفـة بينه وبين زوجتـه، ومن ثم يبدآن رحلة المتاعب في الطريق إلى «تورا بورا»لاستعادة ابنهما، والذي تهبط عليه صحوة ضمير مفاجئة ويعدل عن تفجير نفسه وهو يكتشف زيف الجهاد وأميره، بعد اكتشافه أن ما سيقدم عليه ليس إلا تفجير مدرسة بدل ثكنة عسكرية.

مأزق الفيلم

يضاف إلى رحلة ومعاناة أبو وأم طارق المزيد من الميلودراما مع حضور طارق الابن الأكبر ومسعاه للبحث عن والديه، إضافة إلى صحافي فلسطيني (قيس ناشف) يساعد طارق في ملاقاة والديه وهو الوحيد الذي لا يرتدي ثياباً أفغانية، ويتنقل من مكان إلى آخر في حماية الأولاد الأفغان الذين يساعدونه.

مع التلخيص السريع لأحداث الفيلم فإنني انتقل إلى المستوى الثاني المتمثل بأن مأزق الفيلم الرئيس يتمثل بالورق أي بالسيناريو، ومن ثم الرهان على عالم أفغانستان طالبان المصادق عليه سلفاً وليأتي الفيلم ويعيد تشكيله تماماً كما نعرفه، وعليه فإن تفريغ السيناريو إلا من حالات متعاقبة من المآزق التي تنتهي بنهاية سعيدة بالضرورة، مضافاً إليها البيئة المصادق عليه سلفاً، يجعلنا نشعر بأننا حيال شيء يخرج على الشاشة ثم يختفي والسلام، بما يجعل تلقي هذا الفيلم عملية تستدعي الكثير من الصبر، أو التعامل معه بوصفه مسلسلاً تلفزيونياً مضغوطاً في فيلم على طريقة المسلسل التركي «وادي الذئاب»، الذي كان فيلماً فصار مسلسلاً، من دون أن يستدعي الأمر سوى رمي المزيد من الصعاب وتذليلها في كل حلقة، ووفق سياق واحد.

الإمارات اليوم في

12/04/2012

 

«في أحضان أمي»..

البحث عن حقيقة أيتام العراق

زياد عبدالله 

ينبني الفيلم الوثائقي على حقيقة مفادها أن الأحداث المسجلة في فيلم وثائقي، ما عدا ربما المقابلات، لها حياتها الخاصة التي كانت ستقع بشكل طبيعي بغض النظر عن حضور طاقم الفيلم أو غيابه، وهذا ما يمكن من خلاله مقاربة فيلم الأخوين العراقيين محمد وعطية الدراجي، المعروض في الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي ضمن برنامج «أضواء».

الحياة الخاصة السابقة لتصوير هذا الفيلم الوثائقي تتمثل بدار أيتام في بغداد، له أن يكون معبر المخرجين لتوثيق عراق اليوم، لكن عبر تتبع مصير هذه الدار، والتمركز حول قضية الأيتام المتنامية بقوة في بلد لم يعرف الاستقرار، ويمكن للموت أن يكون حاضراً على الدوام، وبالتالي فإن نمواً مطرداً في أعداد الأيتام العراقيين سيكون أمراً وارداً بقوة.

يبدأ الفيلم مع الاستاذ هشام صاحب دار الأيتام الخاصة سابقة الذكر، وهو في سيارة سرعان ما تتوقف وينزل منها ليحادث طفلين مشردين محاولاً إقناعهما بالذهاب معه إلى دار الأيتام، على اعتبار الدار أفضل لهما من الشارع.

سيسعى الفيلم إلى التركيز على طفل من الأطفال الـ32 المكدسين في دار الأيتام الخاصة بالاستاذ هشام، هذا الطفل اسمه سيف، لا يعرف أباه ولا أمه، لكن يصبح عدائياً حين ينادي زملاءه باسم «مجودة» على اعتباره اسم أمه، كما يحضر في الوقت نفسه فتى اسمه محمد وائل يكون بطلاً في الغطس يعيش في المأتم، لكن ومع إيلاء هذين الشخصين مساحة من الفيلم، يبقى الاستاذ هشام الشخصية الرئيسة في هذا الفيلم، والذي سيكون متمركزاً أولاً وأخيراً حول معاناته في مواصلة ما قام ويقوم به في دار الأيتام الخاصة به، والتي يعيش من خلالها مآزق مالية نتعرف إليها من البداية وهو لا يملك إلا 200 دولار، ويدور على المحال التجارية ليجمع تبرعات، وصولاً إلى مأزق الفيلم المتمثل بعدم تمكن هشام من سداد إيجار العقار الذي تشغله دار الأيتام.

يستنطق الفيلم الواقع من خلال معاناة هشام قبل أي شيء آخر، وتأتي بنيته المونتاجية مرتبكة تأخذ المادة التسجيلية وتمضي به نحو تكرار المأزق نفسه، فنحن حيال رجل مساعيه نبيلة لكنه يجابه بواقـع مرير يتحالف كل شيء ضده، فهو مُصرّ على مواصلة مساعيه ولا يقبل بأن يؤخذ الأولاد إلى دار الأيتام الحكومية التي يصفها بالكارثة من دون أن نطل عليها.

الفيلم مؤسس على بنية درامية، أي أننا نعيش مع هشام معاناته، فدار الأيتام نفسها لا تحمل أي شرط من شروط وصفها بذلك، سوى أنها تحمي الأطفال من التشرد وتؤمن لهم الطعام، فهو في ورطة مالية تتصاعد وتصل الذروة الدرامية مع طلب صاحب العقار الإخلاء، وانعكاس ذلك على سيف والأطفال، مع تخلل ذلك لحظات سعادة مثل اللعب والمسرحية التي يتدرب عليها الأطفال، ولنكون في النهاية مع تعزيز كل ذلك بمشاهد ولقطات مركبة لها أن تكون شديدة الوطأة حين يكون الفيلم وثيقة، لا بل إن تقطيع اللقطات في كثير من الأحيان يقول لنا إن اللقطة أو المشهد مصنوعان، واضرب مثلاً، فحين يأتي صاحب العقار يسأل الاستاذ هشام أن يخلي خلال أسبوع، تصور الكاميرا ما يجري أمامنا من خلف نافذة ذات قضبان يقف عليها سيف، ومن ثم قطع إلى لقطة من تحت تصور سيف وهو مازال واقفاً على النافذة، ومن ولد يركض يقول «سيف يتعارك» قطع فإذا بمشهد عراك وهكذا، والذي لا أجد إلا إعادة بناء للأحداث وفق توجيهات المخرج ونحن نتكلم عن وثائقي أي ما ينتمي إلى سينما الحقيقة، الحقيقة التي يجب أن تظهر علينا من دون أن نشعر بأن ما نشاهده يكون مفتعلاً، ثم إن أسوأ ما يمكن أن يلحق بالوثائقي هو ألا نتمكن من التقاط البشر كما هم من دون كاميرا، بمعنى أن البشر دائماً سيمثلون متى شعروا بتواجد الكاميرا، وهنا يحضر دور المخرج الذي يسجل إلى ما لا نهاية للوصول إلى حقيقة ما نراه، وليس افتعاله، كما ثلاثة أرباع فيلم في «أحضان أمي».

الإمارات اليوم في

12/04/2012

 

«قلب أحمر».. العشق جريمة لا تغتفر

دبي ــ الإمارات اليوم 

يأتي فيلم المخرج الكردي العراقي هلكوت مصطفى، «قلب أحمر»، المعروض ضمن أفلام مسابقة الخليج للفيلم الروائي الطويل من القلب تماماً، وهو يسرد قصة حب بين شيرين وسوران، والمصائر التي تنفتح عليهما عندما يهربان من هدوء وسكينة قريتهما إلى جحيم مدينة أربيل التي لن تعرف الرأفة بهما.

سيسعى سوران بكل قوة إلى الزواج من شيرين، لكن ستكون سلطة والد شيرين طاغية على ما عداها ضاربة عرض الحائط بكل شيء، فهو وبعد وفاة أم شيرين ينوي الزواج من امرأة لن تقبل بزواجـه ما لم يزوج شيريـن لأخيها، الذي يكون مختلاً عقلياً ومحتكماً على شتـى الخصال التـي تجعله عصياً على نيل أدنـى إعجاب من أي امـرأة على سطح هذا الكوكب.

وعليه فإن سوران سيخلص شيرين من هذا المصير ويهرب بها إلى أربيل، وهناك سيدخلان في نفق لا ينتهي من المشكلات، التي تودع سوران خلف القضبان وكل ذنبه أنه عاشق، بينما تترك شيرين تحت رحمة من في الشوارع الذين يستغلونها إلى حد تعرضها للاغتصاب.

فيلم «قلب أحمر» عن الحب المحرّم، الذي لا يجابه إلا بقسوة ووحشية، إنه عن الذكورة التي تتسيد كل شيء، وعن الفساد أيضاً، المتحالف مع العادات والتقاليد البالية التي يروح ضحيتها من هم ببراءة ونقاء شيرين وسوران، فمع قسوة الشارع في أربيل تأتي الشرطة بوصفها عنصراً مباركاً ومتواطئاً مع من فيه من نصابين ومحتالين ومغتصبين، كما أن عدم احتكام شيرين وسوران على عقد زواج سيكون كارثة الكوارث، بينما زواج شيرين من ذاك المختل عقلياً فإنه أمر مبارك ومصادق عليه.

يقدم الفيلم من خلال قصته معاينة لتسيد الأعراف لكل شيء في المجتمع الكردي، خصوصاً والشرقي بشكل عام، طالما أن ما نشاهده صالح تماماً للعالم العربي والبلدان المحيطة بكردستان العراق، وتحالف كل شيء لتغليبها على ما عداها من مشاعر إنسانية بريئة وجميلة ستكون علاقة شيرين بسوران التجسيد الأكبر لها وكل ما حولهما يقف ضدهما، وهكذا يمسي البريء خلف القضبان، والمجرم طليقاً في الشوارع.

الإمارات اليوم في

12/04/2012

 

انطلق أمس في «فيستيفال سيتي».. ويستمر حتى 16 أبريل الجاري

نجوم شباب على سجادة «الخليج السينمائي»

محمد عبدالمقصود - دبي 

انطلقت، أمس، في دبي «فيستيفال سيتي»، فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان الخليج السينمائي، الذي يقام برعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، الذي حضر حفل افتتاح المهرجان، وكرّم عدداً من الشخصيات السينمائية الخليجية.

وتضمن حفل الافتتاح لمسة وفاء لعدد من الشخصيات منها الشاعر الإماراتي الذي رحل أخيرا أحمد راشد ثاني.

بدأ حفل الافتتاح يسير على إيقاع خطوات شابة، في مشهد شهد اقتصاداً ملحوظاً في حضور النجوم الخليجيين، باستثناءات قليلة، منها فنانون مرتبطون بتصوير أعمال إماراتية، أو مقيمون في الدولة، مثل الفنانة البحرينية هيفاء حسين.

لم يوافق الاسم المسمى بالنسبة للقريبين من أوساط الدراما الخليجية، الذين توقعوا حضوراً طاغياً لنجومها في الوقت الذي رأى فيه البعض أن المهرجان نافذة لاستعراض مواهب شابة يراهن عليها في صياغة سينما خليجية، بينما فسر مراقبون المشهد بأن عطاء المخضرمين انحاز للدراما التلفزيونية والمسرحية، فعاقبتهم الشاشة السينمائية، بمشهد يتصدره الشباب.

الجدل حول مسمى المهرجان ذاته، وفكرة أن يقصر دوراته المقبلة تماماً على نتاجات الشباب بعد الإعلان أن المهرجان منصة حصرية لهم، في ظل وجود مهرجانات خليجية أخرى فرض ذاته ايضاً على همسات الحضور، لكن المفارقة أن فيلم الافتتاح تحديداً يشارك في بطولته الفنانان المخضرمان سعد الفرج، وأسمهان توفيق، بل إن «تورا بورا» للمخرج الكويتي وليد العوضي هو بمثابة عودة مهمة للفرج بعد توقف طال لسنوات خمس.

الاقتصاد في النجوم، رغم ذلك، لم يقصِ ألق السجادة الحمراء بعد أن تعلم الشباب والشابات سريعاً إيقاع النجوم، رغم أنهم كانوا بحاجة للإفصاح عن شخصياتهم للمصورين الذين اصطفوا بكثافة على جانبي السجادة، قبيل حضور عرض الفيلم الافتتاحي «تورا بورا»، وذهب بعضهم إلى التقاط صور تذكارية خاصة بواسطة أصدقائهم، لمزيد من توثيق تلك المناسبة، في مشهد عنوانه احتفاء المهرجان في دورته الخامسة بالمواهب الشابة.

500 ألف درهم تقريباً مجموع جوائز المهرجان هذا العام، ليست هي كل ما يتنافس عليه الشباب هنا، فالعشرات منهم يظل مسكوناً طوال العام بفكرة التجهيز لعمل، يكون قادراً أولاً على المرور من قبل لجنة اختيار العروض المشاركة، ويكون قادراً بعد ذلك على التعريف الجيد بمخرجه.

الممثلون لأول مرة يتراجعون هنا إلى المربع الثاني في دائرة الضوء، بل إن معظمهم ليسوا ممثلين بالدرجة الأولى بقدر ما هم مشجعون وداعمون لفكرة العمل الفني، وهو أمر ينطبق حتى بالنسبة لمن اعتاد منهم الوقوف أمام الكاميرا التلفزيونية، باستثناء الأعمال الروائية، التي يتنافس منها تسعة أفلام في المسابقة الرئيسة للمهرجان، لأن مساندة المخرج هي دافع الأغلبية منهم للمشاركة في فيلم قصير، من اجل المشاركة في «الخليج السينمائي».

تخصيص مسابقات بالسينمائيين الشباب أسهم في تشجيع المزيد منهم على الانضمام للحدث هذا العام، إذ يشارك عشرات المخرجين ضمن المسابقات الأخرىأللمهرجان التي تعرض أفلاماً قصيرة روائية ووثائقية من الخليج، ومسابقة لأفلام الإمارات القصيرة في المجالين أيضا، ويشجع المهرجان من خلال كل هذه التظاهرات الأعمال الجريئة والتجريبية التي تضخ الجديد في التجارب السينمائية الخليجية، فيما تقدم تظاهرة «كرز كياروستامي» التي تقدم ما يزيد على 40 فيلما تدور حول موضوع «الوحدة والعزلة»، أنجزت خلال وبعد ورشة عمل مع المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي.

وتشمل مسابقة الطلبة الخليجيين 14 فيلما قصيرا من الإمارات، تتطرق بحداثة وجدية لواقع الحياة، وتقدم تظاهرة «تقاطعات» أ71 فيلما قصيرا، تبرز التميز في الصناعة السينمائية على مستوى العالم في تظاهرة موازية لا تدخل ضمن المسابقة.

أما تظاهرة «أضواء»، فتقدم خارج التنافس 21 فيلما، معظمها من البلدان العربية، وبينهاأ ستة أفلام من الإمارات وخمسة من السعودية.

اعتباراً من اليوم يعرض المهرجان أكثر من 155 فيلما من 40 دولة، من ضمنها الأردن التي يحتفي المهرجان بنتاجها السينمائي هذا العام، من خلال برنامج الأردن في دائرة الضوء من خلال خمسة أفلام، منها «أكرم» للمخرج أنس البلوي، و«حالة نفسية» للمخرجة سارة قصقص.

ويحكي الفيلم الأول قصة طفل في الـ11 من العمر، يُحاول أن يحقق حلمه بأن يصبح المدرب الأكثر شهرة في العالم في سباقات الجمال. أما الفيلم الثاني، فهو قصة درامية نفسية، عن شاب اسمه فادي، يبحث عن والده رغم معاناته حالة غير اعتيادية من فقدان الذاكرة.

واستلهاماً من اسم الفيلم المصري المأخوذ عن القصة الشعبية «بهية وياسين»، يعرض البرنامج نفسه الفيلم الأردني «بهية ومحمود» للمخرج زيد أبوحمدان، وهو فيلم حائز جوائز، ويحكي عن الحبّ وكيف يأخذ صيغاً وأشكالاً متعدّدة مع التقدّم بالعمر؛ وفيلم «عبور» للمخرجين ثريا حمدة ومحمد الحشكي، عن ليث الذي يبلغ من العمر ثماني سنوات، ويبدأ التساؤل حول قضايا متعلّقة بالموت والوجود؛ وفيلم «انبثاق» للمخرجة كاتيا التلّ، وهو يحكي عن القوانين التي تحكم حياة الإنسان، ويتساءل عما سيحدث في حال تمّ انتهاك هذه القوانين.

قاعات «غراند سينما» في دبي «فيستيفال سنتر» المستضيفة للحدث مرشحة لأن تكون كاملة العدد في كثير من العروض المحلية والخليجية، ويغدو تأمين تذاكر قبل موعد كاف من العرض مهمة أساسية بالنسبة للجمهور لضمان الحصول على مقعد، اعتباراً من اليوم الذي سيشهد ايضاً عرض فيلم يعرض للمرة الأولى عالميا هو «غبار برّاق.. العثور على الفن في دبي» للمخرجة كيتي تشانغ، التي تستكشف عبره الفنانين الحقيقيين في خضم الساحة الفنية البرّاقة في دبي، كما يعرض أيضاً ضمن مسابقة الأفلام الروائية الخليجية فيلم «شجرة أكرم» وفيلم الخيال العلمي «عالقون» للمخرجين محمد الإبراهيم وأحمد الباكر من قطر.

أفلام للأطفال

دبي - الإمارات اليوم

أعلنت اللجنة المنظمة للمهرجان عن انضمام عدد من الأفلام الجديدة إلى قائمة الأعمال المشاركة في برنامج «سينما للأطفال» الذي يعرض على الجمهور المحلي نخبة مميزة من أفلام الأطفال التي تعود لثقافات مختلفة حول العالم.

وتتناول الأفلام الجديدة المشاركة في البرنامج موضوعات متنوعة مثل المزارع الذي يواجه إنساناً آلياً، والظاهرة الغريبة التي تصيب مزرعة نائية، والقصة الغامضة لضوضاء تثير ذعر الحيوانات في الغابة، وحكاية فتاة تولد دائرية في قرية يقطنها أشخاص مربعو الشكل وغيرها.

ويستضيف برنامج «سينما للأطفال» العرض العالمي الأول للفيلم الفرنسي «منفوخ» من إخراج سيباستيان دي أوليفييرا بيسبو، وجاري فوشي، ويوهان أورو برنارد، وتدور أحداث هذا الفيلم الخالي من الحوارات في مزرعة معزولة تصاب بظاهرة غريبة تغير مجرى حياة المزارع وتضطره إلى التكيف مع العالم الجديد.

ويتم عرض الإنتاج الفرنسي ـ البلجيكي المشترك «إشاعات» للمخرج فريتس ستاندرات، للمرة الأولى في المهرجان وهو أيضاً فيلم خالٍ من الحوارات يدور حول صوت غريب يخيف حيوانات الغابة في وضح النهار، وسرعان ما تسري شائعة الصوت المخيف بين الحيوانات واحداً تلو الآخر لتغلب على سلوكها تصرفات غير منطقية.

ويشارك من إيران فيلم «المزارع والروبوت» للمخرج عبدالله علي مراد، الذي يعرض للمرة الأولى على الساحة الخليجية وتدور أحداث الفيلم حول المواجهة بين مزارع وإنسان آلي يترجل من سفينة فضائية تحطمت في مزرعته، وقد سبق أن تم عرض هذا الفيلم في عدد من مهرجانات الأفلام القصيرة العالمية الأخرى. ويتناول فيلم «أنا دائرية» للمخرج السويدي ماريو أدامسون معضلة ماتيلدا التي ولدت مدورة في قرية الكل فيها مربع الشكل، فتحاول أن تتأقلم مع معايير «المربع» دونما طائل، وسرعان ما تتبدل حياتها حين تلتقي أليكس المُدوّر مثلها، وفاز بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة ضمن مسابقة الأفلام القصيرة الأوروبية في مهرجان «نيوهورايزنز الدولي للأفلام السينمائية 2011»، إلى جانب فوزه بالعديد من الجوائز التقديرية.

ومن الأفلام الأخرى المشاركة في برنامج «سينما للأطفال» الفيلم التايواني «عناية إلهية» للمخرج يان تشي تسينغ، والذي يتحدث عن سلحفاتين تكسبان رزقهما من تأدية العروض البهلوانية في الشارع؛ وفيلم الرسوم المتحركة القصير «البقرة التي تحاول البحث عن بقعها» للمخرج الفرنسي تريستان فرانسيا، والذي يتحدث عن البقرة «في» التي تحب مراقبة القطارات أثناء وجودها في المرعى؛ والفيلم القصير «الغسالة» للمخرج الكندي داني لينش، الذي يتناول قصة صبي حزين في السابعة من عمره وتجربته مع آلة الغسيل التي تسافر عبر الزمن؛ وفيلم «النجمة الألمع» للمخرجين البرتغاليين خوانا سانتوس وأندريه ماتوس، والذي يتناول محاولة صبي للوصول إلى والدته الميتة بواسطة سفينة فضائية؛ وفيلم الرسوم المتحركة القصير «ظل من الأزرق» للمخرج الفرنسي كارلوس لسكانو، والذي يتحدث عن فتاة صغيرة تسمو فوق عالم الواقع الذي تعيشه لتجد حرية غير متوقعة في عالم الخيال.

يُذكر أن الدورة الخامسة للمهرجان تستمر حتى 16 أبريل الجاري في فندق «إنتركونتيننتال» و«كراون بلازا»، وصالات «غراند سينما» في «دبي فيستيفال سيتي».

الإمارات اليوم في

11/04/2012

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)