حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوظبي السينمائي ـ 2011

«جوائز اللؤلؤة السوداء» في «مهرجان أبو ظبي السينمائي الخامس»

تصدر الإيراني وإشكال الصحراوي.. والاستياء المغربي في الكواليس

نديم جرجورة

إنها الملاحظة المُساقة دائماً في مناسبات كهذه. لا مفرّ من لعبة المقارنة، عند إعلان النتائج النهائية لمسابقة ما. المهرجانات السينمائية تعاني المأزق نفسه: لجنة التحكيم مُطالبة باختيار ما تراه الأفضل والأنسب لهذه الجائزة أو لتلك. لجنة التحكيم مؤلّفة من عدد قليل جداً من العاملين في صناعة السينما، أو المهتمّين بالفن السابع. هذا يعني أن الجوائز مرتبطة بمزاج شخصي، ورؤية ذاتية، وانفعال خاص. يُضاف إليها كلّها نقاش محصور في أطر ضيّقة للغاية. يُشبه الأمر ما يحدث، عادة، خارج المهرجانات: نادراً ما تلتقي آراء النقّاد والسينمائيين بردود الفعل الجماهيرية. تفاوت واضح بين الأطراف الثلاثة. هذا ما يحصل في المهرجانات الدولية. المأزق الإضافي كامنٌ في أن المهرجانات العربية مكان خصبٌ للنميمة والأحقاد والغيرة، ظنّاً من بعض المنشغلين بها (النميمة والأحقاد والغيرة) أن الجائزة خطوة مطلوبة للتقدّم والتطوّر.

ملاحظات

بعيداً عن هذا كلّه، يُمكن اختزال المناخ العام لحفلة ختام الدورة الخامسة لـ«مهرجان أبو ظبي السينمائي»، المُقامة مساء الجمعة الفائت، بنقاط عدّة: فوز أفلام إيرانية بجوائز أساسية، في مقابل مُطاردة سينمائيين إيرانيين من قبل سلطاتهم، داخل إيران وخارجها. أفلام مغربية عدّة ذات اشتغالات مثيرة للمتع والدهشة والنقاش، لم تنل جوائز «قد» تُعادل بعض إبداعاتها الجميلة. غياب ملحوظ للأفلام المصرية، في مقابل منح الفيلم الروائي الطويل الوحيد المُشارك في المسابقة الرسمية جائزتين اثنتين، بفضل المضمون والقضيّة، فقط لا غير. إثارة قلق «الوفد المغربي» وامتعاضه مرّتين: مرّة أولى باختيار «دموع من الرمال» للإسباني بيدرو بيريز روزادو لتقديمه في «عرض عالمي أول» ضمن مسابقة «آفاق جديدة»، وثانية بمنح ميمونة جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم نفسه.

المأزق الحاصل بسبب «دموع من الرمال»، مردّه المضمون الدرامي للفيلم بحدّ ذاته. أي أن الحبكة المروية فيه مسّت خطّاً أحمر مغربياً، سياسياً وثقافياً وإعلامياً. إنتاج إسباني، بتمويل من «وزارة الثقافة» في «الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية». هذا كاف لإثارة نقمة مغربية. فوز ميمونة بالجائزة سبب ثان: «لإنجازها الماهر، وبساطتها في تقديم أداء مُعقَّد، متقشّف وغير متوقّع». بهذا، اكتفت لجنة التحكيم (المؤلّفة من الإيراني بهمن غوبادي رئيساً، واللبناني بول بابوجيان والمصري مروان حامد والفلسطينية الأميركية آن ماري جاسر والأميركية آيمي مولنز أعضاء) بتبرير «فعلتها». اختارت من اعتبرتها الأفضل أداء. لكن السياسة لاعب أساسي، بالنسبة إلى مُتضرّرين أو منتفعين. ميمونة أدّت دوراً جميلاً ومُقنعاً. سينمائياً، هذا واضح. أما السياسة، فلها مكانٌ آخر (فازت ميمونة بالجائزة هذه مناصفة مع الممثلة البرازيلية سونيا غويديس، عن دورها في «القصص موجودة حين نتذكّرها» للبرازيلية جوليا مورات، الفائز بدوره بجائزة أفضل فيلم لقدرته على «فتح نافذة جديدة تجاه الحياة والموت»، ولرقّته «المفعمة بالأحاسيس» أيضاً).

بصرف النظر عن التفاوت الحاصل بين الفيلمين الإيرانيين «دجاج بالبرقوق» (بحسب العنوان الرسمي المعتمد في المهرجان، علماً أنه يُمكن للترجمة العربية تقديم عنوان آخر هو «دجاج بالخوخ») لمرجان ساترابي وفانسان بارانو و«انفصال نادر وسيمين» لأصغر فرهادي، المُشاركَين في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة (السوري نبيل المالح رئيساً، والفرنسية ماري دونيكور والمصرية ليلى علوي والفرنسية الإنكليزية لوسيندا إنغلهارت والهولندي جورج سلاوزر أعضاء)، إلاّ أن فوزهما بالجائزتين الأساسيتين (أفضل فيلم للأول، وجائزة لجنة التحكيم الخاصّة للثاني) أعاد طرح سؤال الفيلم الإيراني في علاقته بالسلطة الحاكمة في إيران. هناك، تعاني السينما مآزق شتّى. يُعاني السينمائيون تسلّطاً وملاحقة ومنعاً. الصالات السينمائية بدورها تواجه مشاكل مالية ورقابية. لكن هذا كلّه لم يمنع الإبداع الإيراني من ابتكار أفلام ساحرة ومُدهشة. أفلام مثيرة للجدل أيضاً. وصفت لجنة التحكيم الفيلم الأول بأنه ذو «ثراء بصري». بأنه «رحلة مذهلة». بأنه «سرد موح ومختلف». بأنه جمع العناصر هذه «في عرض سينمائي بديع». قالت في الثاني إن مخرجه «كبير». إنه «استطاع، من خلال قصّة مؤثّرة عن عائلة، مع فريق ممثلين متميّزين، فتح نافذة على مجتمع».

تفاوت

الملاحظة الأخيرة مزدوجة: في مقابل الثراء السينمائي البديع والمتفاوت في آن واحد، الذي تضمّنته خمسة أفلام مغربية حديثة الإنتاج، بتفاوت ملحوظ في مستويات الاشتغال (مسابقتا «الأفلام الروائية الطويلة» و«آفاق جديدة»)، والذي أثار دهشة ومتعة وقدرة على مناقشة الشكل والمضمون في غالبيتها، «حُجبت» الجوائز كلّها عنها لأسباب غير معلومة. فباستثناء شهادة تنويه مُنحت للممثلات الأربع صوفيا عصامي ومنى بحمد ونزهة عاقل وسارة بيتاوي، لأنهنّ «استطعن تقديم أداء مؤثّر وحقيقي» في «على الحافة» لليلى كيلاني، بدا المشهد النهائي فارغاً من أي حضور مغربي. لا علاقة لهذا بالتوزيع الجغرافي. الجماليات المصنوعة في غالبية الأفلام المغربية الخمسة هذه، والتمايز الواضح في الاشتغال الفني والدرامي والجمالي لـ«النهاية» لهشام لعسري تحديداً، دفعت إلى القول إن «غبناً» لحق بها، خصوصاً أن المقارنة بينها وبين أفلام أخرى شاركت في المسابقتين وفاز بعضها بجوائز، لن تكون في مصلحة الفائزين أبداً. مثلٌ على ذلك: مُنح المصري عمرو سلامة جائزة أفضل مخرج من العالم العربي عن «أسماء» (آفاق جديدة) «لاختياره الجريء والمهمّ موضوعاً مثيراً للنقاش حول أهمية السينما في تحريك الوعي». الفيلم مستلّ من قصّة حقيقية، عن امرأة مُصابة بمرض «فقدان المناعة المكتسبة»، تعاني انفضاض الأطباء عن معالجتها وإجراء عملية جراحية لها لاستئصال المرارة. إذاً، تمّ تغليب الموضوع على الشكل. أُعيدت السينما إلى زاوية ضيّقة: دورها في تحريك الوعي. الجانب البصري مُلغى. الفيلم أشبه بتقرير صحافي توثيقي. ميزته، إلى جانب الموضوع، براعة الممثل ماجد الكدواني في التمثيل. ربما لهذا، مُنح جائزة أفضل ممثل: «لأدائه الطبيعي والمكبوح في تجسيد شخصية مبنية على التعقيد والصراع العاطفي».

للأفلام المغربية حيّز آخر. مبنية هي على اشتغالات سينمائية متفاوتة الجمال، لكنها متشابهة في قدرتها على إثارة المتعة والنقاش. المغربيّ إسماعيل فرّوخي انتزع جائزة أفضل مخرج من العالم العربي (مسابقة الأفلام الروائية الطويلة)، عن فيلم مثير للحساسية والجدل: «رجال أحرار». السبب: «قدرته الممتازة على سرد حكاية مجهولة ومهمّة من التاريخ الحديث». إمام جامع باريسي يحمي يهوداً ومقاومين من بطش الاحتلال النازي في الحرب العالمية الثانية». النقاش النقدي يأتي لاحقاً. الأفلام الخمسة هذه مثيرة لقراءة مبتعدة عن انفعال اللحظة، المتمثّلة بإعلان النتائج ومنح الجوائز.

في مسابقة «الأفلام الروائية الطويلة»، هناك جوائز أخرى أيضاً: أفضل منتج من العالم العربي، مناصفة بين زياد حمزة ورضا الباهي عن «ديما براندو» للتونسي الباهي. أفضل ممثل للأميركي وودي هارلسون عن دوره في «المتراس» (أو «رامبارت») لأورين موفرمان. أفضل ممثلة للهندية جايشري بسّافراج عن دورها في «لاكي» لآفي لوثرا. في مسابقة «آفاق جديدة»، مُنحت جائزة أفضل منتج من العالم العربي للّبناني الأصل سوني قدوح عن فيلمه الطويل «هذا المكان الضيّق».

السفير اللبنانية في

24/10/2011

 

السينما الإيرانيّة متوّجة في «أبوظبي»

من ساترابي إلى قبادي مروراً بأصغر فرهادي

زياد عبد الله  

المجتمع الإيراني بتناقضاته وطبقاته، عرب فرنسا أيّام النازية، يهود وبربر عبر «الشعبي» الجزائري، وطيف مارلون براندو مخيّماً على الهامش التونسي... مواضيع احتضنها المهرجان الإماراتي الذي دخل في دورته الخامسة مرحلة النضج

أبوظبي | في توزيع الجوائز الكثيرة والمتشعبة للدورة الخامسة من «مهرجان أبوظبي السينمائي»، انحازت لجان التحكيم إلى السرد. جائزة أفضل فيلم روائي طويل كانت من نصيب مرجان ساترابي وفنسان بارونو عن فيلمهما «دجاج بالخوخ» (أو بالبرقوق). تنويعات السرد ـــــ قصصياً وبصرياً ـــــ تخبرنا قصة عازف الكمان ناصر علي (ماتيو أمالريك) في طهران الخمسينيات.

وتجعل الأيّام الثمانية الباقية من حياته مساحةً لتقديم الزمن وتأخيره، والتنقل بين «الأنيماشن» (التحريك)، والفيلم الصامت، والتقطيع المونتاجي الذي يجعل الزمن لعبة تدوير بين الماضي والحاضر والمستقبل. ناصر يتزوج امرأة لا يحبها، تهشّم كمانه، بينما حياته معلّقة بامرأة تُدعى «إيران» تتزوّج بدورها رجلاً لا تحبّه. هنا، المجازات تتكلم، وكل ما في الفيلم يضعنا أمام حياة كاملة غير معنية بأي تفاصيل تاريخية طالما أن الرمز واضح في هذا الخصوص. هذا السياق يحمل بعض ملامح «برسيبوليس»، إذ يلتقي الشريطان على حيوية السرد وجمالياته. وتجدر الإشارة إلى أن فيلم ساترابي الأوّل الذي وثّق من وجهة نظر ذاتيّة لإيران قبل الثورة وبعدها، ما زال يثير الصخب و«الحرائق» في العالم العربي، انتهاءً بتونس قبل أيّام.

أما الجائزة الخاصة للجنة التحكيم (ترأسها المخرج السوري نبيل المالح)، فكانت من نصيب إيراني آخر، هو أصغر فرهادي، صاحب «انفصال نادر وسيمين»، الذي سبق أن توّج في «برلين». هنا لن تكون إيران اليوم في ملامح امرأة، كما في «دجاج بالبرقوق». انفصال نادر عن زوجته سيكون منصة عبور نحو كل ما يحمله المجتمع الإيراني الراهن من تناقضات. يبدأ ذلك منذ اللقطة الأولى التي نرى فيها نادر وسيمين في المحكمة الشرعية. سيمسي نادر وحيداً يرعى والده المصاب بالألزهايمر، ويلجأ إلى خادمة ستنقل الشريط إلى مستوى آخر من الصراع الدرامي. الاتصال هنا سيكون بين ما يجسّده نادر، ابن الطبقة الوسطى، من أفكار ليبرالية، وإصراره على البقاء في طهران، بينما تتطلّع سيمين إلى مغادرتها. وسيصبح الصراع مزدوجاً مع إقدام نادر على طرد الخادمة واتهامها بالسرقة، ما يضعه أمام تهمة التسبب بإجهاض جنينها. وينتقل الفيلم إلى المشاكل والمآزق مع دخول زوج الخادمة على خط الأحداث، وهو عاطل من العمل بينما زوجته تعمل لكن في بيت رجل مطلّق. وهنا يحضر المحرّم، وتوضع كل الشخصيات في اختبار مع قيمها وأخلاقياتها. عربياً، فإنّ جائزة هذا العام انقسمت إلى جائزتين خاصتين بأفضل مخرج ومنتج عربيين، بعدما كانت جائزة واحدة تحت مسمى «أفضل فيلم عربي». نال جائزة الإنتاج زياد حمزة ورضا الباهي عن «دايما براندو»، الذي كان يُفترض أن يشارك فيه مارلون براندو، الذي توفي قبل أن يشرع الباهي في تصويره. هكذا، احتاج الباهي إلى سبع سنوات لتجاوز محنة موت براندو، ثم خرج بهذا الفيلم الذي يسرد وقائع ما حصل معه، بشيء من التباكي، مقدماً قصة شاب (أنيس الرعاش) يشبه براندو، يعيش في قرية تونسية يجري فيها تصوير فيلم هوليوودي. نكون هنا حيال فيلم مليء بالافتعال والكليشيهات التي تحمل منطق إدانة المقاربة الاستشراقية للعرب والمسلمين، فيما تمضي أحداث الفيلم ـــــ للمفارقة ـــــ في سياق يؤكد صوابية تلك المقاربة الاستشراقية.

أما جائزة أفضل مخرج عربي، فجاءت من نصيب المغربي إسماعيل فروخي عن «الرجال الأحرار»، الذي فتح فيلمه ملفاً جديداً يخصّ عرب فرنسا إبان الاحتلال النازي. إنّه الدور الذي أدّاه جامع باريس الكبير في حماية اليهود من النازيين، عبر استصدار شهادات ولادة إسلامية لهؤلاء. نرى ذلك عبر قصة المغني الجزائري اليهودي الراحل سليم هلالي (1920 ـــــ 2005) الذي جسّد دوره محمود شلبي، وعلاقته بيونس (طاهر رحيم) الذي سيتنقل من تجارة السوق السوداء إلى العمل مخبراً، وصولاً إلى انخراطه في المقاومة الفرنسية، حيث سيشارك هذا العربي في النضال لإسقاط الفاشية والاحتلال.

يهود الجزائر سيحضرون في وثائقي الجزائرية صافيناز بوصبايا «إل غوستو» الجميل، الذي نالت عليه جائزة أفضل مخرج عربي في مسابقة الوثائقي. وقد قدمت وثيقة جمالية لموسيقى «الشعبي» الجزائرية وروادها وعازفيها ومغنيها من عرب وبربر ويهود جزائريين، ترك بعضهم الجزائر بعد الاستقلال. الجانب الديني في هذه الموسيقى سيكون مزيجاً من الإسلامي واليهودي، فيما تاريخ الجزائر يمضي برفقة الموسيقى وصولاً إلى إعادة اجتماع من بقي من الموسيقيين ليكوّنوا فرقة «إل غوستو».

في مسابقة «آفاق جديدة» التي ترأس لجنة تحكيمها الإيراني بهمان قبادي، ذهبت جائزة أفضل فيلم للبرازيلي «القصص موجودة حين نتذكرها» لجوليا مراد، الذي حوى جماليات لا ترقى إلى مستوى الآفاق الجديدة التي قدّمها مثلاً فيلم المغربي هشام العسري «النهاية»، الذي خرج خالي الوفاض من المسابقة.

قدّم العسري مقترحاً جمالياً لافتاً، لم نقع عليه مثلاً في «أسماء» للمصري عمرو سلامة، الذي نال جائزة أفضل مخرج عربي في «آفاق جديدة». إلا أنّ موضوع «أسماء» أعجب لجنة التحكيم لكونه يحكي قصة حقيقية لمصابة بالإيدز (هند صبري). وينتهي الشريط بعكس ما حدث في الواقع. أسماء لم تظهر وجهها على التلفزيون، ولم تنل أي تبرعات، وماتت لأنها لم تتمكن من إجراء عملية المرارة، كما سنقرأ في نهاية الفيلم.

الأخبار اللبنانية في

24/10/2011

 

في مهرجان أبوظبي السينمائي...

«دجاج بالبرقوق» يحصد اللؤلؤة السوداء

كتب نسرين الزيات 

رغم سنواته الخمس، إلا أن مهرجان أبوظبي السينمائي استطاع ان يجد لنفسه مكاناً وسط عدد من مهرجانات السينما في المنطقة العربية.. ليس لكونه واحداً من مهرجانات منطقة الخليج الثلاثة - الخليج والدوحة ترابيكا ودبي- بل لأنه خلق منافسة أخري متمثلة في اختيار أفلام مهمة وجيدة للعرض في المهرجان.

فالمهرجان في دورته الخامسة، والتي أقيمت فاعلياته علي مدار عشرة أيام في الفترة من 13 إلي 22 أكتوبر الجاري، عرض كما هائلا من الأفلام والتي صنفت ضمن قائمة عرض أول في الشرق الأوسط.

جوائز المهرجان والتي وزعت مساء الجمعة الماضي بالقاعة الكبري من فندق فيرمونت باب البحر وبحضور مدير المهرجان بيتر سكارليت، جاءت علي النحو التالي، فقد حصل الفيلم الفرنسي"دجاج بالبرقوق" إخراج مرجان ساترابي، فنسان بارانو، والذي حصد جائزة اللؤلؤة السوداء وقدرها 100 ألف دولار وذلك في جوائز مسابقة الأفلام الروائية الطويلة ( والتي عرض فيها 16 فيلما من 11 دولة)، وفيلم دجاج بالبرقوق، كان قد عرض للمرة الأولي في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي في سبتمبر الماضي، وقد توقع الناقد السينمائي سمير فريد عقب عرضه في فينسيا ان هناك احتمالية من عدم فوزه، لكنه وصفه في مقال سابق بأنه تجربة فنية شائقة تعرض في مسابقة فينسيا عن جدارة.

وجاءت جائزة لجنة التحكيم (50 ألف دولار) الخاصة التي حصل عليها الفيلم الروائي "انفصال" للمخرج الإيراني أصغر فرهادي، محبطة للكثيرين، والسبب الاهم والرئيسي وهو أن هذا الفيلم كان قد حصل علي جائزة الدب الذهبي في الدورة الماضية من مهرجان برلين السينمائي الدولي في فبراير الماضي، وهي جائزة كبيرة لفيلم كبير أيضاً، فقد كان من عدم الإنصاف أن يتنافس هذا الفيلم علي جوائز المهرجان، وهذا لا يعني تقليلا من حجم وأهمية الأفلام الأخري المشاركة في مسابقة الأفلام الطويلة، بل لكون المنافسة قد تكون ظالمة لباقي الأفلام.. وقد كان من الأفضل أن يعرض كفيلم افتتاح، أو يقام له عرض احتفاء به. فالفيلم الذي تصل مدته إلي ساعتين تقريباً 123 دقيقة، تجعلنا نظل مراقبين للعبة الاجتماعية والنفسية والإنسانية التي يقودها بطلا الفيلم الرئيسيان بيمان موادي وليلي هاتمي، واللذان يقومان بدور زوجين من الطبقة الوسطي في إيران، يقرران في الفيلم الانفصال (الطلاق)، فالزوجة "سيمين" ترغب السفر ومعها ابنتها، لأنها تري أن ايران لم تعد بلدا آمناً، بينما الزوج "نادر" يرغب في العيش في بلده، فهو يعيل والده والذي يعاني من أمراض الشيخوخة. وفيلم "انفصال" يمثل واحداً من الأفلام القليلة التي تنفذ في ايران، وسط نظام صارم يتمتع بكبت الحريات، فمخرجه أصغر فرهادي يعتبر واحداً من صناع السينما المعارضيين للسياسة والحكومة الإيرانية.

وقد حصل المخرج المغربي "إسماعيل فروخي" علي جائزة أفضل مخرج في العالم العربي عن فيلمه "الرجال أحرار" (إنتاج مغربي فرنسي) والذي وصفه أعضاء لجنة التحكيم بأن لديه قدرة ممتازة علي سرد حكاية مجهولة ومهمة من التاريخ الحديث..

أما فيلم "ديما براندو" للمخرج التونسي "رضا الباهي" فقد حصل علي جائزة أفضل منتج في العالم العربي بمشاركة المنتج زياد حمزة، وذلك عن المجهود المبذول لخروج مشروع فيلم براندو، بعد عزوف المنتجين عنه بسبب وفاة الممثل الامريكي الشهير مارلون براندو.

وحصل الممثل الشهير وودي هارلسون علي جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "المتراس- RAMPART" إخراج أورين موفرمان/ الولايات المتحدة الأمريكية، بينما حصلت "جايشري بسّافراج" علي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "لاكي- LUCKY" إخراج آفي لوثرا/ جنوب إفريقيا.

وفي مسابقة آفاق جديدة والتي عرض فيها 11 فيلماً من 11 دولة، حصل فيلم "القصص موجودة حين نتذكرها" إخراج جوليا مورات/ البرازيل، الأرجنتين، فرنسا، علي جائزة أفضل فيلم عربي وقدرها مائة ألف دولار، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للفيلم الهندي "صدقة الحصان الأعمي" إخراج جورفندر سينج.

وقد كان لمصر حظ وافر من الجوائز، فقد حصل المخرج الشاب عمرو سلامة علي جائزة أفضل مخرج في العالم العربي عن فيلمه الروائي الطويل "أسماء" والذي يعتبر ثاني أفلامه الروائية الطويلة بعد فيلم "زي النهارده".. والمحبط هو ان تتجاهل لجنة التحكيم الممثلة الموهوبة هند صبري عن فيلم "أسماء" فقد كانت صبري تستحق وبجدارة أفضل ممثلة، فقد تخطت بثقتها واتقانها عتبة التمثيل ووصلت به إلي الحقيقة، من خلال تجسيدها دور سيدة في الاربعينات تعاني من مرض الإيدز... بينما حصل ماجد الكدواني علي جائزة افضل ممثل عن دوره في فيلم أسماء.

في حين حصلت ميمونة محمد علي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم "ولاية (دموع من رمال) إخراج بيدرو بيريز روسادو/ إسبانيا، وحصل سوني قدوح علي افضل منتج من العالم العربي عن فيلم "هذا المكان الضيق إخراج سوني قدّوح/ لبنان، الولايات المتحدة، مصر.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، حصل محمد حفظي علي جائزة أفضل منتج في العالم العربي عن الفيلم الوثائقي "التحرير 2011 : الطيب - الشرس - المشاكس" وهو الفيلم الذي سبق إن حصل علي جائزة اليونسكو في الدورة الماضية من مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، وقام بإخراجه ثلاثة مخرجين وهما: تامر عزت، وآيتن أمين، وعمرو سلامة.

في حين حصل فيلم "مكان بين النجوم" إخراج ليونارد ريتيل هلمريتش/ هولندا، علي جائزة أفضل وثائقي لمقاربته لحياة عائلة بأسلوب يجعلنا ندخل إلي عوالم أفرادها، لنعيش معهم تعقيدات المجتمع الذي يحيون فيه، مع حس دعابة يحوّل مآسيها في النهاية إلي لحظات فرح بالحياة... أما جائزة لجنة التحكيم فقد منحت للفيلم المكسيكي "المكان الأصغر" إخراج تاتيانا هويزو، بينما جائزة أفضل مخرج جديد للمخرج غيما أتوال عن فيلم "صبي المارثون".. بينما جائزة أفضل مخرج في العالم العربي فقد حصلت عليها المخرجة الجزائرية صافيناز بوصبايا عن فيلم "إل غوستو (المزاج).

15دقيقة تصفيقاً لهند صبري من جمهور أبوظبي ..ولم تحصل علي جائزة!

أربع ساعات كل يوم كانت تخضع فيهما هند صبري ليد الماكيير ليتم تحويلها إلي «أسماء» المرأة المصابة بالإيدز.. وهو الفيلم الذي كان ينافس علي جوائز مهرجان أبوظبي طوال الأسبوع الماضي وحصد فيه المخرج عمرو سلامة علي جائزة أفضل إخراج ولم تحصل «هند» علي جائزة تستحقها فعلاً وقد حملت كل أركان الفيلم فوق أدائها المبهر: امرأة في الأربعين متزوجة من رجل مصاب بالإيدز يرغب في الإنجاب فتقرر أن تعاشره وهي السليمة من أي مرض رغم علمها بمرض زوجها فينتقل إليها المرض فوراً.

قصة «أسماء» حقيقية حدثت لسيدة مصرية توفيت قبل عرض الفيلم.

علي خشبة مسرح أبو ظبي وحين صعدت هند صبري بفستانها الأحمر الجميل بكت عندما سمعت تصفيق الجمهور لها لمدة خمس عشرة دقيقة دون انقطاع مثلما فعلت الفنانة بشري وهي المنتج المنفذ للفيلم.

ومهما قيل عن تقليدية السيناريو الذي كتبه محمد حفظي فسوف تبقي فرضية أنه خطا لأول مرة بقدمه خطوة في طريق كان شائكاً ومعتماً ومخيفاً لم يسبقه الدخول إليه أحد.

روز اليوسف اليومية في

24/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)