حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوظبي السينمائي ـ 2011

صدمة الجوائز والأفلام المغربية في مهرجان أبو ظبي السينمائي

بقلم: أمير العمري

صدم زملاؤنا وأصدقاؤنا من السينمائيين والنقاد الحاضرين في مهرجان أبو ظبي السينمائي بعد إعلان نتاج مسابقات الدورة الخامسة من المهرجان التي اختتمت السبت الماضي.

جاءت السينما المغربية إلى أبو ظبي بخمسة من أفلامها الروائية الطويلة معظمها كما نعلم جميعا، من الإنتاج المشترك (مع فرنسا تحديدا) بل ومنها فيلم مثل "رجال أحرار" من الإنتاج الفرنسي بالكامل دون أي مشاركة مغربية، ولكنه لمخرج مغربي متميز هو اسماعيا فروخي صاحب التحفة السابقة "الرحلة الكبرى" قبل سبع سنوات.

من بين كل من فاوزا بالجوائز التي يبلغ عددها 42 جائزة (!) في هذا المهرجان السخي ماليا (يمنح المهرجان مليون دولار بالتمام والكمال للفائزين من صناع الأفلام) أقول من بين الفائزين جميعا لم يحصل سوى اسماعيل فروخي على جائزة أحسن مخرج عربي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومقدارها 50 ألف دولار. ولكن فيلمه "رجال أحرار" لم يفز بالجائزة الكبرى بل فاز بها أجمل وأكمل أفلام المسابقة بالفعل وهو الفيلم الفرنسي "دجاج بالخوخ" لمارجان ساترابي وهو الفيلم الذي كان جديرا بالفوز بالأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا من وجهة نظر كاتب هذه السطور، كما ورد خلال تغطيتنا لمهرجان فينيسيا.

المشكلة أن المغرب حضر بمجموعة متميزة من الأفلام دون أدنى شك، ومنها ما كان جديرا بالفعل بالحصول على جائزة أو أكثر مثل الفيلم البديع "أياد خشنة" لمحمد العسلي. وكان من المتوقع أن يحصل هذا الفيلم نحديدا على جائزة أفضل فيلم في مسابقة "آفاق جديدة" التي نعيب عليها أن تعرض فيلما بهذا المستوى لمخرج كبير مثل العسلي في هذا القسم وليس في المسابقة الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة، والسبب يعود الى أن "آفاق جديدة" مخصص لعرض الأفلام الأولى والثانية للمخرجين.

لكن المهرجان ولجانه المتخصصة ارتبكت خطأ كبيرا عند اختيار فيلم "على الحافة" المغربي أيضا للعرض في المسابقة الرئيسية رغم كونه الفيلم الأول لمخرجته ليلى كيلاني!

هذا التناقض يعكس نوعا من الاضطراب الناتج عن فكرة غير مطبقة في أي مهرجان وهي تخصيص كمسابقة خاصة للأفلام الأولى والثانية للمخرجين، في حين أن من الأفضل ادماج هذا النوع (إذا جاز التعبير) ضمن قائمة أفلام المسابقة الرئيسية لأفلام الروائية الطويلة بغض النظر عن كونها الأولى أو الثانية او لمخرج سبق له اخراج أكثر من ثلاثين فيلما.

في هذه الحالة تمنح لجنة التحكيم جائزة لأفضل فيلم أول لمخرجه. ويعامل الفيلم عادة معاملة أي فيلم آخر، وهو ما يحدث في كبرى المهرجانات السينمائية في العالم.

ومن أسباب غضب الوفد المغربي أيضا ليلة الختام، منح جائزة أحسن ممثلة (بالمناصفة) للممثلة التي قامت بدور البطولة في الفيلم الاسباني "دموع الرمال" وهو الفيلم الذي أثار احتجاج الوفد المغربي على عرضه في المهرجان بسبب تبنيه لفكرة أن اقليم الصحراء الغربية يجب أن ينال الاستقلال عن المغرب وانه ليس جزءا من التراب المغربي (كما تعتبره كل الأحزب والكتل السياسية في المغرب من اليمين إلى اليسار).

وقد علمت أن المهرجان استجاب لطلب الوفد المغربي بسحب الفيلم من مسابقة "آفاق جديدة" بعد أن قيل للقائمين على المهرجان هل تقبل دولة الامارات فيلما ايرانيا يدافع عن اعتبار الجزر الثلاث التي استولت عليها ايران في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، جزرا "فارسية" يجب أن تتبع ايران!

غير أن عدم ابلاغ المهرجان للجنة التحكيم بسحب الفيلم أدى على ما يبدو الى حصوله على جائزة أحسن ممثلة. أما اذا كان المهرجان قد اكتفى بتهدئة المغاربة فقط وأبقى على الفيلم في المسابقة فهذا يعد نوعا من الاضطراب المربك حقا، ويصبح من حق المغاربة الاحتجاج على هذا التخبط.

الجوائز عند كاتب هذه السطور، لا قيمة لها ولم تكن أبدا، مقياسيا حقيقيا لقيمة الفيلم الفنية. وبالتالي لا ينبغي البكاء على ضياعها فالفيلم الجيد يبقى شاهدا على نفسه، ويدخل تاريخ السينما في بلاده بقيمته الفنية وليس بما حصل عليه من جوائز في المهرجانات.

عين على السينما في

24/10/2011

 

حول موقف الوفد المغربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي

أمير العمري 

صدم زملاؤنا وأصدقاؤنا من السينمائيين والنقاد الحاضرين في مهرجان أبو ظبي السينمائي بعد إعلان نتاج مسابقات الدورة الخامسة من المهرجان التي اختتمت السبت الماضي.

جاءت السينما المغربية إلى أبو ظبي بخمسة من أفلامها الروائية الطويلة معظمها كما نعلم جميعا، من الإنتاج المشترك (مع فرنسا تحديدا) بل ومنها فيلم مثل "رجال أحرار" من الإنتاج الفرنسي بالكامل دون أي مشاركة مغربية، ولكنه لمخرج مغربي متميز هو اسماعيا فروخي صاحب التحفة السابقة "الرحلة الكبرى" قبل سبع سنوات.

من بين كل من فازوا بالجوائز التي يبلغ عددها 42 جائزة (!) في هذا المهرجان السخي ماليا (يمنح المهرجان مليون دولار بالتمام والكمال للفائزين من صناع الأفلام) أقول من بين الفائزين جميعا لم يحصل سوى اسماعيل فروخي على جائزة أحسن مخرج عربي في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومقدارها 50 ألف دولار. ولكن فيلمه "رجال أحرار" لم يفز بالجائزة الكبرى بل فاز بها أجمل وأكمل أفلام المسابقة بالفعل وهو الفيلم الفرنسي "دجاج بالخوخ" لمارجان ساترابي وهو الفيلم الذي كان جديرا بالفوز بالأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا من وجهة نظر كاتب هذه السطور، كما ورد خلال تغطيتنا لمهرجان فينيسيا.

المشكلة أن المغرب حضر بمجموعة متميزة من الأفلام دون أدنى شك، ومنها ما كان جديرا بالفعل بالحصول على جائزة أو أكثر مثل الفيلم البديع "أياد خشنة" لمحمد العسلي. وكان من المتوقع أن يحصل هذا الفيلم نحديدا على جائزة أفضل فيلم في مسابقة "آفاق جديدة" التي نعيب عليها أن تعرض فيلما بهذا المستوى لمخرج كبير مثل العسلي في هذا القسم وليس في المسابقة الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة، والسبب يعود الى أن "آفاق جديدة" مخصص لعرض الأفلام الأولى والثانية للمخرجين.

لكن المهرجان ولجانه المتخصصة ارتكبت خطأ كبيرا عند اختيار فيلم "على الحافة" المغربي أيضا للعرض في المسابقة الرئيسية رغم كونه الفيلم الأول لمخرجته ليلى كيلاني!

هذا التناقض يعكس نوعا من الاضطراب الناتج عن فكرة غير مطبقة في أي مهرجان وهي تخصيص مسابقة خاصة للأفلام الأولى والثانية للمخرجين، في حين أن من الأفضل ادماج هذا النوع (إذا جاز التعبير) ضمن قائمة أفلام المسابقة الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة بغض النظر عن كونها الأولى أو الثانية او لمخرج سبق له اخراج أكثر من ثلاثين فيلما.

في هذه الحالة تمنح لجنة التحكيم جائزة لأفضل فيلم أول لمخرجه. ويعامل الفيلم الاول عادة معاملة أي فيلم آخر، وهو ما يحدث في كبرى المهرجانات السينمائية في العالم.

ومن أسباب غضب الوفد المغربي أيضا ليلة الختام، منح جائزة أحسن ممثلة (بالمناصفة) للممثلة التي قامت بدور البطولة في الفيلم الاسباني "دموع الرمال" وهو الفيلم الذي أثار احتجاج الوفد المغربي على عرضه في المهرجان بسبب تبنيه لفكرة أن اقليم الصحراء الغربية يجب أن ينال الاستقلال عن المغرب وانه ليس جزءا من التراب المغربي (كما تعتبره كل الأحزب والكتل السياسية في المغرب من اليمين إلى اليسار).

وقد علمت أن المهرجان استجاب لطلب الوفد المغربي بسحب الفيلم من مسابقة "آفاق جديدة" بعد أن قيل للقائمين على المهرجان هل تقبل دولة الامارات فيلما ايرانيا يدافع عن اعتبار الجزر الثلاث التي استولت عليها ايران في أوائل السبعينيات من القرن الماضي، جزرا "فارسية" يجب أن تتبع ايران!

غير أن عدم ابلاغ المهرجان للجنة التحكيم بسحب الفيلم أدى على ما يبدو الى حصوله على جائزة أحسن ممثلة. أما اذا كان المهرجان قد اكتفى بتهدئة المغاربة فقط وأبقى على الفيلم في المسابقة فهذا يعد نوعا من الاضطراب المربك حقا، ويصبح من حق المغاربة الاحتجاج على هذا التخبط.

الجوائز عند كاتب هذه السطور، لا قيمة لها ولم تكن أبدا، مقياسيا حقيقيا لقيمة الفيلم الفنية. وبالتالي لا ينبغي البكاء على ضياعها فالفيلم الجيد يبقى شاهدا على نفسه، ويدخل تاريخ السينما في بلاده بقيمته الفنية وليس بما حصل عليه من جوائز في المهرجانات.

حياة في السينما في

25/10/2011

 

كل من له نبى يصلى عليه!

طارق الشناوي 

ذكرنى ما حدث فى مهرجان «أبو ظبى» قبل أن يبدأ عرض الفيلم المصرى «أسماء» بالنداء الشهير فى الموالد الشعبية «محمد نبى، عيسى نبى، موسى نبى، وكل من له نبى يصلى عليه» إنه يطفئ بهذا الشعار نيران الغيرة الطائفية التى تؤدى إلى نشوب معركة تحرق المولد. كانت هذه هى ملامح المشهد الذى لم يغادر ذاكرتى عندما أمسك المخرج عمرو سلامة بالميكروفون قائلا: تحيا مصر، بعد ذلك قدمت مذيعة الحفل بطلة الفيلم هند صبرى أطالت هند النظر إلى الجمهور وكأنها تخشى أن يقول عنها أحد إنها لم تدافع عن أول ثورة عربية أشعلت حماس الجماهير فى انتزاع الحرية، فقالت تحيا تونس ومصر، بينما المذيعة اللبنانية التى كانت تتولى ترجمة كلمات صناع الفيلم من العربية إلى الإنجليزية قالت تحيا مصر وتونس وسوريا، ولا أدرى لماذا نسيت ليبيا واليمن. ولا أتصور تلك الهفوة فى الترجمة سوى أنها تعبر بأسلوب غير مباشر عن حالة الإحساس العام بالمهرجان الذى أصبح مثل كل المنتديات التى نتابعها فى الأشهر الأخيرة بمذاق وطعم الثورات العربية وتبدد تماما الخط الفاصل بين ما هو سياسى وما هو ثقافى، ورغم ذلك سيطرت النظرة القُطرية الضيقة على الفنانين فأصبح كل منهم يهتف فقط لبلده!!

ثورات الربيع العربى تجاوزت الحدود الجغرافية ليصبح لها مكانتها فى العالم كله، حتى المهرجانات العالمية الكبرى مثل «كان» و«فينسيا» لم تعتبر أن الثورة ظرف إقليمى وقضية عربية فقط، ولكنها تعاملت معها باعتبارها شأنا عالميا ومنحت مساحات للأفلام التى عاشت بلادها ثورات، وانتقل الأمر إلى المهرجانات العربية التى وُجدت على خريطتها وفى مساحات متميزة أفلام مصرية وتونسية وسورية تناولت الثورة ويجب أن لا نفرط فى الإعجاب بمستوى هذه الأفلام والتى أراها فى جانب منها تُقدم الثورة ولكن تغيب عنها السينما ويجب أن نتذكر أن اهتمام المهرجانات الكبرى العالمية بهذه الأفلام ليس شهادة للسينما العربية على إنجازها، ولكنها شهادة أولا للثورات العربية التى غيرت خريطة العالم السياسية!!

كان أسبق مهرجان عربى كبير وضع على أجندته الثورة العربية هو «أبو ظبى». تاريخيا سبقه ببضعة أيام مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى ولكنه أصبح بمثابة فضيحة مدوية حتى العنوان الذى رفعه فى ندوته الرئيسية وهو «السينما وثورات الربيع» لم يزد عن كونه تضييعا للوقت فلم نر أو نسمع فى الحقيقة شيئا له علاقة بالثورة أو السينما، بينما الندوة التى تناولت هذه القضية هى تلك التى شاهدتها فى «أبو ظبى» حيث كان عدد من فنانين لديهم مواقف ثابتة موجودين على المنصة مثل عمرو واكد وخالد أبو النجا من مصر والكاتبة هالة العبد الله والمخرج نبيل المالح من سوريا والمنتج الحبيب عطية فكان للثورة وللسينما حضورهما!!

الثورات العربية عنوان رئيسى، ولكن السينما أيضا ينبغى أن تجد مكانتها لنسأل بالضبط: ما السينما القادمة بعد أن تغير المزاج النفسى للجمهور؟ قد يعتقد البعض بالمناسبة أن الأفلام التى تناولت مباشرة الثورة هى التى تعبر عن روحها، ولكن الحقيقة أثبتت أن تلك الأفلام، خصوصا الروائية منها كانت تسعى لاستثمار الحدث الثورى والضحك على الجمهور، بينما ما نصبو إليه وننتظره هو أن نشاهد سينما أخرى تتعانق فيها الأفكار الجديدة التى طرحتها الثورة لا تحكى بالضرورة عن الثورة، ولكنها تمتلك صدقا فى التعبير وحسا عربيا مثلما شاهدناه على أرض الواقع، لأن الثورة فى كل بلد عربى انتقلت وهى تحمل جينات من الثورة التى سبقتها زمنيا، فى الثورة المصرية شىء من التونسية وفى السورية شىء من المصرية وهكذا!!

هذا هو ما أتمنى أن أراه قريبا حتى أمحو تلك الصورة من الذاكرة عندما هتف كل فنان على المسرح لبلده فقط، بدلا من أن نقول تحيا الثورات العربية. أنتظر رؤية ثورات الربيع العربى وهى قادرة على تحريرنا من تلك النظرة الضيقة. ولكن أغلب نجومنا أعينهم على الجمهور الذى يتابعهم وهم يهتفون فقط لبلده. نعم «محمد نبى وعيسى نبى وموسى نبى وكل من له نبى يصلى عليه» وكل من له ثورة يفخر بها ويتباهى فى نفس الوقت بكل الثورات العربية!!

التحرير المصرية في

25/10/2011

 

ماجد الكدوانى فنان لا يعرف الكاتشب!

طارق الشناوي

فى كل مرة أرى فيها ماجد الكدوانى على الشاشة أشعر كأننى أراه لأول مرة.. دائما ما يمتلك الكدوانى القدرة على أن يثير دهشتى بتلك اللمحات الخاصة التى يلتقطها ويمنحها لشخصياته التى يبثها خصوصية وحياة ونبضا، وهكذا فإن الجائزة التى حصل عليها مؤخرا من مهرجان أبو ظبى كأفضل ممثل كان من المستحيل أن تخطئه، فلقد جاءت لمن استحقها وعن جدارة.

مسافة بين أن تمثل وأن تتعايش وتتقمص، والكدوانى صار يقطع بسهولة هذه الرحلة، فهو لا يحتفظ أبدا بأى تفاصيل سابقة التجهيز مما أصبح يمثل حالة من الاستسهال دأب عليها قسط وافر من النجوم تستطيع أن تراهم كأنهم يضيفون لمحات يجيدون رشها على الدور مثلما يضيف صانع الأطعمة الكاتشب والمايونيز على أطباقه فتتشابه فى مذاقها، بينما الكدوانى يترك دائما الشخصية الدرامية ترسم خطوطها وظلالها على مشاعره ويصبح هو منفذا لأوامرها، هى التى تحرك بداخله ومضات الإبداع، ولهذا ينتقل من شخصية درامية إلى أخرى وهو موقن أنه لا يكرر لازمة أو حركة، فكل دور يؤديه يملك مقوماته الخاصة التى لا يمكن أن تتطابق مع أى شخصية أخرى سبق له أداؤها، ولهذا رأيته فى مهرجان دبى وهو يحصل على جائزة أفضل ممثل عن دور ضابط الشرطة فى فيلم «678»، وبعد أقل من عام يقتنصها من أبو ظبى عن أدائه دور المذيع فى «أسماء».

ماجد لم يحقق فى الشارع حتى الآن جماهيرية ضخمة تتوافق مع تفرد موهبته، إنه ينتمى إلى قبيلة من المبدعين الكبار الذين رحلوا عن عالمنا ولكن تظل بصماتهم فى وجداننا مثل زكى رستم ومحمود المليجى وصلاح منصور وسناء جميل، ليسوا نجوما للشباك ولكنهم نجوم فى الوجدان.. إلا أن هذا لا ينفى أبدا أنهم فى علاقة حميمية مع الشارع. أتذكر قبل نحو أكثر من عام انتشرت هذه النكتة فى رمضان بعد إعلانين قدم الأول محمد منير والثانى ماجد الكدوانى، وتردد وقتها أن منير حصل على 7 ملايين جنيه مقابل الإعلان، بينما الكدوانى حصل على بضعة آلاف، فكان باقى النكتة يضيف أن ماجد الكدوانى كان أجره البطيخة كاملة!

كان حضوره لافتا من خلال إعلان لا يتجاوز زمنه دقيقة وكان المشاهدون ينتظرونه بشغف.. الفكرة قائمة على اللعب بالمستحيلات، شراء نصف بطيخة، نصف رغيف، صفحة الرياضة من الجريدة، نصف حذاء، قميص من غير بنطلون، إنه يقع فى إطار الإعلانات منخفضة التكاليف، ورغم ذلك فإنه حقق شعبية فى البيت أكثر من ذلك الذى تكلف الملايين، وهكذا منحوه بحب «البطيخة كاملة»!

أتابع خُطَى ماجد الكدوانى بقدر لا يُنكَر من الاهتمام، فهو أحد النجوم الذين يشعّون دفئا فى الأدوار التى يؤديها مهما صغر حجمها.. رحلة ماجد مع الفن تقترب من عشرين عاما، وكالعادة جاءت البداية فى أدوار صغيرة ثم قدم دور صديق البطل فى فيلمَى «حرامية فى كى جى تو» و«حرامية فى تايلاند»، وكان بينه وبين كريم عبد العزيز قدر ملحوظ من الكيميائية، وعزفت المخرجة ساندرا نشأت بمهارة على هذا الوتر… جاءته البطولة قبل ستة أعوام فى فيلم «جاى فى السريع»، وغادر الفيلم دور العرض سريعا أيضا.. كان من الممكن أن يقضى عليه الفشل الذى مُنِى به الفيلم، ومهما كان ما بالشريط السينمائى من قصور فإن البطل فى العادة يتحمل بمفرده المسؤولية.. الموهبة الحقيقية تستطيع أن تتأكد من صدقها وعمقها، لا عند معانقة النجاح ولكن فى أسلوب مواجهة الفشل.. لم يترك ماجد الميدان ولم يكتئب أو لعله فعلها بضعة أيام أو أسابيع، إلا أنه قفز بعيدا عن هذه البئر السحيقة وعاد فى فيلم «الرهينة» أيضا للمخرجة ساندرا نشأت وقدم واحدا من أروع الأدوار أمام بطل الفيلم أحمد عز.. وانتقل إلى البطولة الجماعية فى فيلمَى «كباريه» و«الفرح»، وكالعادة سرق الكاميرا واستحوذ على مشاعرنا.. ماجد يتعامل على أرض الواقع، ولهذا قد يقبل دورا صغيرا فى مساحته ولكنه يضيف إليه من مشاعره فنراه وقد احتل الشاشة كلها، فهو ينفذ إلى الناس لأنه لا يضع على أدواره «الكاتشب»!

التحرير المصرية في

24/10/2011

 

انتصار كبير للسينما المصرية

بقلم   سمير فريد 

حققت السينما المصرية انتصاراً كبيراً فى مهرجان أبوظبى مع إعلان جوائز دورته الخامسة. عرض من مصر ثلاثة أفلام طويلة هى «أسماء» إخراج عمرو سلامة فى مسابقة آفاق جديدة للمخرجين الجدد، و«تحرير ٢٠١١» إخراج تامر عزت وآيتن أمين وعمرو سلامة فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، و«١٨ يوماً» لمخرجيه العشرة فى برنامج السينما العالمية خارج المسابقة، وفازت السينما المصرية بثلاث جوائز عن الفيلمين المتسابقين، وهو أكبر عدد من الجوائز لسينما واحدة، وهى جائزة أحسن مخرج عمرو سلامة (٥٠ ألف دولار أمريكى)، وأحسن ممثل ماجد الكدوانى عن دوره فى «أسماء» (٢٠ ألف دولار) وأحسن منتج محمد حفظى عن «تحرير ٢٠١١».. (٢٥ ألف دولار).

وبهذا يكون «أسماء» الفيلم العربى الوحيد الذى فاز بجائزتين من الجوائز الرسمية للمهرجان، ويكون عمرو سلامة الذى أخرج «أسماء» واشترك فى إخراج «تحرير ٢٠١١» العنصر المشترك بين الجوائز الثلاث. ويحق للسينما المصرية أن تفرح بفوز اثنين من ألمع شبابها الذين يصنعون حاضرها ومستقبلها، وهما المخرج عمرو سلامة والمنتج محمد حفظى، وكذلك بفوز ماجد الكدوانى الذى أصبح راسخاً كالطود فى أدائه الذى يذكر بعملاق مصرى مثل حسين رياض، أو بريطانى مثل شارلز لوتون. لقد جعل من دوره البسيط دوراً مركباً يعبر بحركته السلسة وإلقائه الحاد والساخر معاً عن كل الواقع المصرى اليوم.

فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فاز عن جدارة الفيلم الفرنسى «دجاج بالبرقوق» إخراج مارجان ساترابى وفينسنت بارونو بجائزة أحسن فيلم، والفيلم الإيرانى «انفصال» إخراج أصغر فرهادى بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وإن كان فوزه فى أبوظبى بعد فوزه بالدب الذهبى فى برلين كما لو أن نادى القصة منح جائزته لنجيب محفوظ بعد فوزه بجائزة نوبل، وفاز المغربى إسماعيل فروخى بجائزة أحسن مخرج عربى عن فيلمه الفرنسى «رجال أحرار» والتونسى رضا الباهى مع زياد حمزة

بجائزة أحسن منتج عن فيلمه «ديما براندو»، وفاز الأمريكى وودى هارلسون بجائزة أحسن ممثل عن دوره فى «المتراس» إخراج أورين موفرمان، والجنوب أفريقية جايشرى بسافراح بجائزة أحسن ممثلة عن دورها فى «لاكى» إخراج آفى لوثر.

وفى مسابقة آفاق جديدة فاز الفيلم البرازيلى «القصص حين نتذكرها» إخراج جوليا مولاتشى بجائزة أحسن فيلم وجائزة أحسن ممثلة سونيا جويديس مناصفة مع ميمونة فى الفيلم الإسبانى «ولاية» إخراج بيدرو روزادو، وفاز الفيلم الهندى «صدقة الحصان الأعمى» إخراج جورفيند سينج بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، واللبنانى سونى قدوح بجائزة أحسن منتج عن فيلم «هذا المكان الضيق»، وفاز الفيلم الهندى أيضاً بجائزة أحسن فيلم آسيوى التى منحتها لجنة تحكيم خاصة.

المصري اليوم في

25/10/2011

 

«ظل البحر» وهؤلاء الرواد الشباب

بقلم   سمير فريد 

السينما هى فن الحداثة دون منازع، ولذلك كان من مظاهر التخلف الثقافى أن تظل السينما فى الخليج مجرد استهلاك لأفلام الآخرين، وألا يكون هناك أكثر من عشرة أفلام أو نحوها فى كل دول الخليج حتى نهاية القرن العشرين، قرن السينما. ومع بداية القرن الميلادى الجديد بدأ الموقف يتغير، وكانت البداية فى المجمع الثقافى فى أبوظبى تحت إدارة الشاعر محمد أحمد السويدى عندما تم إنشاء مسابقة أفلام من الإمارات بمبادرة من السينمائى الإماراتى مسعود أمرالله، وأعتز كثيراً بأننى كنت «الناقد الرسمى» للدورة الأولى، وهو تعبير يقصد به التقليد الذى وضعته هذه المسابقة، باستضافة ناقد يحلل الأفلام ويناقشها مع صناعها، فى كل دورة، كما أعتز كثيراً بأننى كنت من اقترح أن تقام فى إطار مهرجان أبوظبى الدولى، عندما عملت مستشاراً للمهرجان عند تأسيسه عام ٢٠٠٧.

وفى دورة هذا العام من المهرجان الدولى أقيمت الدورة العاشرة لمسابقة أفلام من الإمارات، والتى كانت منذ بدايتها لأفلام الإمارات وكل دول مجلس التعاون الخليجى، وكان من أحداث المهرجان الفيلم الإماراتى الروائى الطويل «ظل البحر» إخراج نواف الجناحى، وهو من أهم هؤلاء الرواد الشباب الذين يصنعون السينما على الصعيدين الإماراتى والخليجى بصفة عامة، فهم فى العشرينيات من العمر، ولكنهم رواد بكل معنى هذه الكلمة، ويقتحمون الصعاب لصنع الأفلام فى هذه المنطقة الحيوية من العالم، وربما يرى البعض وما هى هذه الصعاب مع توفر المال، وأحدث آلات ومعدات صناعة الأفلام، ولكن الصعوبات هنا أكثر من صعوبات يواجهها أى مخرج فى أى مكان، وهى التقاليد الاجتماعية الموروثة والراسخة فى المجتمع، والتى تحد من حرية الفنان.

«ظل البحر» الذى يعرض تجارياً فى الإمارات ودول الخليج يوم ١٧ نوفمبر القادم هو الفيلم الروائى الطويل الثانى لمخرجه الموهوب الذى درس فى سان فرانسيسكو بعد «الدائرة» عام ٢٠٠٩، وجاء الفيلم خطوة إلى الأمام بالنسبة إلى مخرجه وكاتب السيناريو محمد حسن أحمد، ومؤلف الموسيقى إبراهيم الأميرى نحو مزيد من النضج، وهم العناصر الإماراتية فى الفيلم إلى جانب مجموعة الممثلين والممثلات الذين نجح المخرج فى اختيارهم وإدارتهم، ورغم ما يؤخذ على الفيلم من تبسيط وأى ملاحظات على التصوير والمونتاج والمكساج ترجع إلى «غربة» الفنيين عن المكان والزمان، فنحن أمام فيلم عن حى فقير فى رأس الخيمة، لا نرى فيه ناطحات سحاب، ولا رجالاً بالأبيض ونساء بالأسود، ولا مولات للتسوق، وإنما شخصيات إنسانية حية فى حياة يومية قاسية.

ومن الصعاب الاجتماعية التى أشرنا إليها أن إحدى شخصيات الفيلم فتاة تتعرض للاغتصاب، ولكننا لا نرى هذا المشهد المحورى، بل ندرك ما حدث لها بصعوبة شديدة، ولكن أكبر مشاكل الفيلم أن المغتصب حلاق آسيوى مما يجعل «الأجانب» مصدر الشر، وهم ليسوا كذلك بالطبع، وربما يكون ذلك بسبب صعوبة أن يكون المغتصب إماراتياً أيضاً، أكثر منه موقفاً فاشياً ضد الأجانب.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

24/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)