حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوظبي السينمائي ـ 2011

مشاريع الصندوق هذا العام بلا عمل محلي

إماراتيون يبحثون عن "سند"

تحقيق: فدوى إبراهيم

تشهد الدورة الخامسة للمهرجان، موسم دعم ثانياً من صندوق “سند” الذي تأسس في العام الماضي تحت مظلة المهرجان، بهدف دعم المشاريع السينمائية في مراحل التطوير والإنتاج النهائية . وتعد المنحة التي يقدمها ب 500 ألف دولار للمشروعات السينمائية المختارة، فرصة للموهوبين في العالم العربي لإنتاج أفلامهم الروائية والوثائقية الطويلة . وقدم الصندوق ضمن المهرجان في العام الماضي دعماً للفيلم الإماراتي “ثوب الشمس” لمخرجه سعيد سالمين، إلا أننا نفتقد هذا العام النكهة الإماراتية ضمن المهرجان بدعم من “سند”، مما أثار تساؤلاً حول سبب عدم وجود فيلم إماراتي ضمن مشاريع هذا العام .

طالب عدد من المخرجين والكتّاب الإماراتيين ، بتخصيص مساحة من صندوق “سند” للمشاريع الإماراتية، ويجد هؤلاء أن السينما الإماراتية، وخاصة في مجال الأفلام الطويلة، بحاجة إلى دعم من الجهات المتخصصة وإحداها صندوق “سند” الذي اعتبروه الفرصة الضائعة هذا العام .

تقول انتشال التميمي، المبرمجة الرئيسة للمهرجان وعضو لجنة اختيار مشاريع “سند” حول مطالب المخرجين، بأن يكون للأعمال الاماراتية مكانة مخصصة في الصندوق: “أن يكون هناك” “سند” إماراتي أو جانب من الصندوق مخصص للأعمال الاماراتية، فكرة تستحق البحث والتفكير على مستوى الافلام القصيرة والطويلة، لكننا الآن نعمل على دعم الأفلام العربية ، ولم نشمل المشاريع الشرق أوسطية منذ العام الماضي وهذا العام، لأن هدفنا هو دعم السينما العربية ومنها بالتأكيد الاماراتية، ودعمنا فيلم “ثوب الشمس” العام الماضي ومشروع فيلم “لا وجهة إلى الوطن” لراشد المري هذا العام يعكس ايماناً من الصندوق بأهمية الاعمال الاماراتية، إلا أننا نواجه مشكلة قلة المشاريع التي تردنا من عدد من الدول ومنها ليبيا والجزائر والسودان وكذلك الامارات، ولعل من أقل الدول التي تقدمت بمشاريعها هي الإمارات ودول الخليج بشكل عام، إلا اننا لا نتعامل بالعدد بقدر ما يتعلق الأمر بالنوع ايضا ، فكلما زاد عدد المشاريع المتقدمة زادت فرصة ان يحظى احدها بالتمويل” .

وعن آلية اختيار مشاريع “سند” تقول التميمي: “نفتح المجال للمتقدمين مرتين في العام، الاولى تنتهي في الأول من مارس/آذار، والثانية في الخامس عشر من يوليو/تموز، ولأفلام “سند” طبيعتها الخاصة التي بدأ المتقدمون التعرف اليها من خلال طبيعة الأفلام التي تم اختيارها العام الفائت، حيث تلقينا حينها 150 مشروعاً ولم تقل عن هذا العدد هذا العام، لكن الاختيار يأتي بحسب منهج الصندوق، ونسعى عادةً الى تقليص عدد الأفلام المختارة قدر الإمكان لكي نميزها بالجودة، ذلك أن ميزانية الصندوق محددة بخمسمئة الف دولار سنوياً، وكلما قل عدد الافلام المختارة كلما استطعنا ان نتميز بها، حيث اخترنا العام الماضي 28 مشروعاً، وقلصنا العدد هذا العام الى ،23 بينما نسعى إلى تخفيض العدد لما يقارب 18 مشروعاً العام المقبل، الذي نتمنى أن نكون استطعنا ان نصل خلاله إلى فكرة ما تدعم السينما الاماراتية بشكل خاص ضمن الصندوق” .

ويقول المخرج سعيد سالمين: “تم تمويل فيلمي” ثوب الشمس “في دورة المهرجان الماضية من قبل صندوق “سند”، ومثّل الفيلم الدولة في مهرجان أبوظبي السينمائي، وطبعامازال الفيلم يشارك بمهرجانات عالمية، ولكن للأسف لم نلاحظ هذا العام وجود أي فيلم إماراتي ضمن الافلام الممولة من “سند”، وهذا الأمر يجعلنا نتساءل عن السبب، حيث دائما ما يكون للفيلم الاماراتي نكهته في المهرجان وسط الحضور العربي والعالمي الكبير، حيث يشكل وجوده خطوة مميزة وتدفع بالسينما الإماراتية، خاصة في مجال الأفلام الطويلة الى الامام”، ويشير سالمين الى ان اهتمام المهرجانات في الدولة غالبا ما ينصب على الأفلام من جميع دول العالم وبشكل عام من دون تمييز للأفلام الإماراتية، وهذا الأمر يجعل حضور الاماراتية منها ضعيفاً في المهرجانات . وأكد ان المهرجانات في الدولة تأخذ صبغة عالمية اكثر منها محلية، ولذلك نجد هذا الضعف، وأضاف: “أقترح أن يكون هنالك مجال خاص من قبل صندوق “سند” مخصص فقط للأعمال الإماراتية، وهذا الأمر سيمنح الكتّاب والمخرجين الفرصة لتقديم أعمالهم إضافة إلى الدعم المعنوي، ويجب في كل عام ان يخصص دعماً من كل مهرجان يقام في الدولة للسينما الإماراتية، لأن هذا الأمر فقط هو الذي سيجعل مكانة حقيقية للسينما الاماراتية بحضورها في المهرجانات وبدعمها لها” . وحول المنافسة بين الأفلام الاماراتية والعربية في صندوق “سند”، أكد سالمين ان المنافسة ستكون غير عادلة، ذلك ان للسينما العربية في كل دولة مكانتها الزمانية، لكن السينما الاماراتية في بداياتها . وأضاف: “نتمنى أن يحمل العام القادم فيلماً اماراتياً مدعوماً من “سند”، وأن يكون هناك حصة مخصصة للأفلام الاماراتية، وأنا واثق ان الصندوق سيتلقى اعمالاً ترتقي إلى مستوى الدعم” .

المخرج محمد السعدي، الذي انتهى مؤخراً من فيلمه (آفتر بارتي) الذي أنتجه أيضاً، أشار إلى أهمية الدعم المادي والمعنوي الذي ينتظره المخرجون الإماراتيون، موضحاً أن ضعف الدعم يضطرهم إلى الإنتاج على نفقتهم الخاصة مما يعيق الإنتاج المنتظم، ويؤدي الى ضعف الأفلام . ويضيف السعدي: “هناك عدم ثقة من قبل الجهات التي تمول أو تأخذ على عاتقها انتاج افلام في الدولة، حيث نعاني مشكلة الدعم المادي منذ وقت طويل ولم نجد الدعم الحقيقي إلا في تجارب بسيطة قامت بها بعض الجهات”، وحول قلة الكتّاب الإماراتيين ومحدودية المخرجين يقول السعدي: “لدينا عدد من الكتّاب المتميزين والمخرجين الماهرين ومنهم الكتاب علي جمال ومحمد حسن أحمد واحمد سالمين والمخرج المتميز الذي أشهد له بمهارته ماهر الخاجة، كذلك فبإمكاننا الاستعانة بخبرات خليجية وهذه ليست مشكلة، ولعل دعم صندوق “سند” يقدم فرصة ذهبية للمخرجين الاماراتيين الذين يعانون مسألة الإنتاج، وتقدمت بأفكار للصندوق ثلاث مرات، ولكن لم اجد أي رد منهم لا بالقبول ولا الرفض، وهذا الأمر جعلني آسف كثيراً على عدم الثقة بنا، فنحن بحاجة الى من يقدم لنا الثقة لنثبت وجودنا، ولا عيب لو أخطأنا فليوجهونا، ولو تأكد الكاتب، والمخرج الاماراتي من وجود الفرصة سيعمل من دون ان يحمل على عاتقه هم الكادر الفني والتمويل وسيتفرغ لعمله” . وأكد السعدي أن المخرجين الاماراتيين الموجودين على الساحة الآن بدأوا من مسابقة “أفلام من الإمارات” من خلال الافلام القصيرة التي اتاحت لهم ان يثبتوا وجودهم ، الا انهم بحاجة اليوم الى دعم لتقديم أفلام طويلة احترافية لا يحمل فيها المخرج همّ الإنتاج الذي يتكبدونه اليوم.

الكاتب والمخرج عيسى الجناحي، والحائز جائزة عن فيلمه القصير “حبل الغسيل” ضمن المهرجان العام الماضي، يشير إلى مسألة تقييم الأعمال المقدمة إلى صندوق “سند” قائلا: “نتمنى أن يكون هناك لجنة من المقيمين القادرين على فهم قضايانا التي نطرحها، حيث قد يكون اختلاف الثقافات بيننا وبين المقيمين للأعمال له دور في اختيار افلام و ابعاد غيرها، إذ أثار فيلمي الذي قدمته العام الفائت “حبل الغسيل” ضجة بين الكثيرين، حيث تم فهمه بطريقة مختلفة بين المشاهدين، بينما طرحت قضية نعانيها في المجتمع الإماراتي، ولذلك فنحن بحاجة لمن يفهم قضايانا، ومن ناحية أخرى فإنني كاتب ومخرج ولست واضعاً لخطة عمل، حيث يطلب منا ان نضع خطة عمل كاملة حتى تقبل أعمالنا، وهذا الأمر يجعل الكثير منا يفقد فرصته، وأشار الجناحي إلى أن رفض الأعمال يجب أن يفسر، لأن كثيراً من الأعمال يرفض، بينما تقبل وتحصل على جوائز في مهرجانات أخرى .

المخرج ماهر الخاجة، الذي انتهى مؤخراً من فيلم الرعب الطويل “أسرار القبور” وأنتجه على نفقته، يرى أن تبني المواهب الإماراتية يجب أن يكون ضمن أجندة كل مهرجان إماراتي، على اعتبار ان المهرجانات يجب ان تحمل على عاتقها هدف التسويق لتلك المواهب في جميع المجالات . واستفادة المواهب الاماراتية من المهرجانات، بحسب الخاجة، هي النقطة الأضعف فيها حالياً، وحول صندوق “سند” يقول: “لدينا الكثير من المخرجين المتميزين الذي يشاد بهم خارج الدولة ومنهم علي مصطفى، لكن للأسف لا نجد هنا أي دعم يبرز تلك المواهب، فلا يوجد تركيز على الأعمال الإماراتية في المهرجانات أو من خلال منحة “سند”، ولا أعرف السبب، في حين ألاحظ أن الأفلام التي يتم تمويلها هي من خارج الدولة، ولا أعترض على هذا الأمر، لأن الصندوق أنشئ ليقدم الدعم للأفلام من الوطن العربي ، لكن لماذا لا يكون هناك دعم لأبناء الدولة من المتميزين ، فنحن الأكثر حاجة لهذا الدعم كوننا نؤسس لسينما، وأضاف: “ولا نريد اختيار أفلام إماراتية بمستوى رديء، لكن لا بد لنا أن نعرف أن الأعمال الإماراتية لن تنافس المصرية مثلا ذات الباع الطويل سينمائياً، وأشدد على ان تكون الرقابة والتدقيق على الاعمال الإماراتية صارمين، لأننا لسنا بحاجة الى افلام تسيء للسينما الاماراتية بل تدعمها وترتقي بها، لكن يجب ان تكون الرقابة عادلة” .

عيسى المزروعي: الدعم متاح للجميع

أكد عيسى سيف المزروعي، أن صندوق “سند” يعد تجربة ناجحة لدعم السينما العربية، خاصة أن الأفلام التي دعمت العام الماضي شاركت في مهرجانات عالمية، وهذا، بحسب المزروعي، يعد فخراً لأبوظبي كمكان لصناعة سينمائية . وأضاف: “نتمنى أن نزيد من المبلغ المخصص وهو نصف مليون دولار للارتقاء بجودة الأفلام المقدمة من “سند”، وبذلك نسعى الى مشاركة القطاع الخاص لزيادة المخصص المادي للصندوق، والأهم لدينا أن يكون نتاج “سند” أفلاماً تصل للعالمية بجودتها، وحول دعم المواهب الإماراتية من خلال الصندوق أكد المزروعي أن “سند” مفتوح لجميع المواهب العربية ومنها الإماراتية، إلا أن شركة “إيميج نيشن”، التي تعمل على دعم المواهب الإماراتية بشكل خاص لها دور واضح في هذا المجال، خاصة أن فيلم المخرج الإماراتي نواف الجناحي “ظل البحر” سيكون ضمن أفلام المهرجان، وسيمثل السينما الإماراتية . واعتبر المزروعي شركة “ايميج نيشن” أكبر دعم للمواهب الاماراتية خاصة أنها متخصصة في هذا المجال .

الخليج الإماراتية في

16/10/2011

 

"رحلة إلى القمر" إنجازه الأهم

سيرج برومبيرغ: أرمم 26 فيلماً مجهولاً لشارلي شابلن

أبوظبي - مصطفى جندي:  

عندما عمد جورج ميليس إلى حرق 500 من أفلامه التي أنتجها على مر حياته السينمائية، لم يعرف حينها أنه يحرق ما سيكون  بمثابة كنز في أيامنا هذه، هذا الكنز الذي عمد كثير من مرممي الأفلام السينمائية في عصرنا الحالي إلى البحث عنه وترميم ما يمكن ترميمه منه، ومن هؤلاء الباحثين سيرج برومبيرغ وهو مؤرخ سينمائي وفنان استعراض عمل جاهداً على ترميم كل ما وقع بين يديه من أفلام قديمة، وها هو اليوم وللمرة الأولى في الشرق الأوسط يقدم برنامجه المشهور “أنقذ من النيران”، ويتضمن عرض أفلام نجت في اللحظة الأخيرة من الدمار، قدم برومبيرغ إلى مهرجان أبوظبي السينمائي حاملاً معه تحفته “رحلة إلى القمر” والتي صنعها جورج ميليس عام 1902 .

وقد أكد برومبيرغ في جلسة حوارية مصغرة في فندق فيرمونت باب البحر على أن شركته (لوبيستر) بدأت البحث عن الأفلام الضائعة منذ 26 سنة في المخازن والمستودعات القديمة علها تجد شيئاً من تلك الكمية الهائلة من الأفلام التي اختفت لسبب من الأسباب ويقول برومبيرغ: “نصف كمية الأفلام التي تم تصويرها في عالم السينما فقدت وذلك لعدد من الأسباب، فقد يكون المنتج قد أخفاها ولم يظهرها للعلن، أو بسبب الحروب أو الكوارث الطبيعية التي أدت إلى اندثار بعض منها، كما أن غياب عملية الأرشفة في ثلاثينات القرن الماضي جعلنا نجهل عدد الأفلام المفقودة، وتعتبر المأساة الحقيقية في عالم السينما هي الحادثة التي حصلت مع جورج ميليس هذا المبدع الذي توفي عام 1938 بعدما أنتج أكثر من 500 فيلم، إلا أنه وفي عام 1923 أفلس مما اضطره إلى بيع جميع ممتلكاته ومنها بيته، فما كان منه إلا أن حفر حفرة في فناء البيت ووضع فيها كل ما أبدعه من أفلام وأحرقها، فلم يتبق أمامنا سوى البحث عن الافلام التي قام هو ببيعها، سواء عند بعض الأشخاص المهتمين أو دور السينما القديمة” .

واشار برومبيرغ إلى أن فيلم “رحلة إلى القمر” يماثل فيلم أفاتار في وقتنا الحالي، ويضيف بالقول: “في ذلك الوقت كانت الأفلام لا تتعدى 3 دقائق إلا أن ميليس صنع فيلماً تجاوز ال15 دقيقة، ودعمه بمؤثرات خاصة مميزة جداً، إذ استطاع أن يستفيد من كونه يملك مسرحاً يقدم فيه عروض السحر، لقد كان هذا الفيلم بمثابة أفاتار عصره، وحقق نجاحاً منقطع النظير، لكنه لم يسلم من القرصنة، وقام بعض المنتجين بسرقة نسخة عنه وعرضها محققين أرباحاً طائلة، فيما قضى جورج في فقر مدقع، كما أن هذا الفيلم سابق لعصره، ففي الوقت الذي كانت الأفلام كلها تعرض باللونين الأبيض والأسود تمكن ميليس من تقديم فيلم بالألوان، إذ قام وبمساعدة فريق متخصص في التلوين، بتلوين كل لقطات الفيلم صورة صورة بواسطة فرشاة يدوية، وعدد اللقطات التي قام جورج بتلوينها هو 13795 لقطة” .

وعن الطريقة التي تمكنت من خلالها شركة لوبيستر من الحصول على هذه النسخة النادرة يقول برومبيرغ: “المعجزة حصلت عندما جاء شخص مجهول إلى مكتبة الأفلام في مقاطعة كاتالونيا الإسبانية وقدم لهم مجموعة من الأفلام هي عبارة عن 150 فيلماً نادراً تم إنتاجها في مطلع القرن العشرين، ومن بينها كانت نسخة ملونة لفيلم رحلة على القمر، لقد كانت هذه النسخة بمعظمها تالفة فلم يستطيعوا في برشلونة ترميمها، فقامت شركتي بمقايضتهم عليها مقابل فيلم أنتجه مخرج كاتالوني، لم نعرف وقتها معنى اليأس فكيف نملك كل هذه التقنيات ولا نستطيع أن ننقذ تحفة فنية قديمة كهذا الفيلم، فقمنا باتباع طريقة جديدة تقوم على وضع الفيلم ضمن خليط كيماوي يسرع تحلل الفيلم إلا أنه وفي لحظة معينة يمكن أن نرى فيها الصورة بوضوح والاحتفاظ باللقطة، وخلال مدة 3 سنوات كان فريق العمل يقوم بإخراج الفيلم ومحاولة استخراج لقطات منه، وأحياناً يستطيع أن يخرج بصورة أو أكثر وأحياناً لا يحالفه الحظ بذلك، بعد انتهاء هذه العملية تمت مقارنة النتيجة مع نسخة للفيلم باللونين الأسود والأبيض وكنا نحدد اللقطة الضائعة ونقوم بتعويضها من خلال تلوين نفس اللقطة من نسخة الأبيض والأسود، 12 سنة كاملة هي المدة التي احتاجتها عملية ترميم الفيلم وأكثر من نصف مليون دولار هي تكاليف عملية الترميم .

وأشار برومبيرغ إلى أن شركته تملك أكثر من 100 ألف فيلم بكرة تحتاج إلى ترميم، وقد تم ترميم بضعة آلاف منها، ويضيف قائلاً: “كل ستة أشهر لدينا رحلة حول العالم نعرض فيها هذه الأفلام، حتى يتعرف الناس عليها، وقد أكملت في الفترة الأخيرة ترميم فيلم بعنوان (أطفال الجنة)، ومشروعي المقبل هو ترميم 26 فيلماً لشارلي شابلن لم تشاهد من قبل” .

الخليج الإماراتية في

16/10/2011

 

يوثق للثورة المصرية من خلال رؤى 3 مخرجين

تحرير 2011” ثلاثة أفلام في فيلم واحد

أبوظبي - فدوى إبراهيم:  

من فئة الأفلام الوثائقية الطويلة ومن منحة “سند”، يأتي فيلم “تحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي” من مصر ليقدم صورة عن واقع ما قبل ثورة 25 يناير وما بعدها، من خلال سرد شخوص عاشوا الفترتين، الفيلم تقدم اضلاع الثورة الثلاث من خلال ثلاثة أجزاء متسلسلة، لتظهر للمشاهد وكأنها فيلم واحد برغم عدم تراتبيتها الزمنية، ويبدو ان روح الدعابة ترافق المصريين حتى حينما يتحدثون عن ثورة، فالفيلم برغم انه يوثق لثورة شعب من خلال شخوص عاشوها، فإنه في كل لحظة تأثر وحزن وألم من المشاهد على دماء الجرحى والشهداء، تأتي لحظة من الطرافة بكل عفوية، فما جسده شعب الثورة المصرية جسده الفيلم بحق، فهو توثيق لكل لحظة ألم وحزن وفرح مر بها المصريون، وبرغم ان الفيلم قدم على انه فيلم واحد يجسد ثورة واحدة، فإنه حمل صبغة ثلاثة مخرجين، لكل منهم روحه الفنية التي انعكست على فيلمه، وهذا ما جعل المشاهد يعيش ثلاثة أفلام تتحدث عن ثورة واحدة وليس فيلماً واحداً .

يبدأ الفيلم بجزء “الطيب” الذي أخرجه تامر عزت، ليقدم صورة عن شعب خاض ثورة ضد رئيس حكم شعبه على مدى 30 عاماً انتشر فيها الفساد، الطيب هو الشعب الذي قدمه المخرج بحالات ثورته، فثورته ليست حالة واحدة انما حالات، فقد قدم المخرج حياة شعب منتفض عاش في ساحة التحرير، أكل ونام وتزوج وغنى وصدح صوته بالشعارات وجرح واستشهد ولم يكل، قدم المخرج جزأه من الفيلم مستندا الى بداية صورية، شاب يتجول في معرض صور الثورة وشعاراتها، ومنه تنطلق الحكاية أي من آخر جزء في الثورة وبه أيضاً ينتهي الفيلم، ومنذ صباح 25 يناير يشخص المخرج وجوه  المتظاهرين وتعابيرهم وهتافاتهم، وبتسلسل زمني يعيش المشاهد مع شخوص الفيلم الذين اختارهم المخرج من بين شباب الثورة، فيسردون كل ما عاشوه ورأوه وصوروه توثيقاً للأحداث، مصور، ممرضة، فتاة، شاب من الاخوان المسلمين، مسيحي، مسلم، وغيرهم، بحيث يشكل الصورة كاملة لكافة الاطياف، بينما ختمها بفرحة الشعب في 11 فبراير يوم التنحي .

“الشرس” هو الجزء الثاني من الفيلم، إخراج آيتن أمين، قدمت فيه المخرجة وجهاً آخر من أوجه الثورة، هو وجه القمع، الذي تجسد بالشرطة والأمن، بدأته المخرجة بصورة تجسد ماهية ما يقدمه أو ما لا يقدمه أفراد الشرطة والأمن للمواطن خلال حكم مبارك، لتضع يدها على أحد اسباب الثورة، بينما جسدت فيه صورة أخرى هي دورهم في قمع الثورة من خلال عدد من أفراد الأمن الذين شهدوا الثورة، تحاورت معهم فقدموا مبررات لما فعل “الشرس” أثناء الثورة، وبرغم دفاعهم عن موقفهم قدمت المخرجة من خلال احاديثم دليل ادانتهم، حتى إن بعضهم لم يظهر ملامحه، وتقول المخرجة بهذا الصدد: “استعنت خلال عملي على الفيلم ب 12 ضابطاً منذ مارس/ آذار الماضي، ولذلك تخوف عدد كبير منهم الظهور والتصوير لأن الخوف كان مايزال يرافقهم، وهذا الأمر جعلني في تحدي ان استطيع ان أقدم فيلما يدينهم من أفواههم، بينما ارتأى عدد منهم الظهور من دون إبراز شخصياتهم بشكل واضح” . وحول عدم استعانتها بشخصيات اعلى مرتبة ممن ظهروا في الفيلم اشارت أمين: “لم ارغب في اشراك شخصية على مستوى عالٍ، حيث أردت ان أقدم الضباط الذين شاركوا وعاشوا الأحداث في الثورة بأدوارهم الحقيقية فيها، وأردت حواراً عفوياً غير معد له كالذي تظهره به الشخصيات العالية المستوى” .

“السياسي” الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، هو ختام الفيلم وختام الثورة، بدأ المخرج عمرو سلامة سرده لهذا الجزء منذ تولي مبارك الحكم إثر اغتيال الرئيس أنور السادات، أي قبل 30 عاما، واستعان فيه بعدد من الشخصيات الراوية لفترة حكمه، منهم محمد البرادعي، د . حسام بدراوي، مصطفى الفقي، يسري فودة، واستطاع المخرج بأدواته الفنية ورؤيته ان يقدم شمولية لفترة الحكم في جوانبها، وذلك من خلال استعانته بخطوات جسدها بطريقة كرتونية بعنوان “كيف تصبح ديكتاتورا” من خلال 10 خطوات، جعل كل واحدة منها تقدم جانبا من جوانب حكم مبارك، الأمن، الفن، الصور، الشكل، التوريث، وغيرها، إلا أن كل خطوة من الخطوات العشر تميزت بطرافة عالية جعلت من الختام مسكاً، ليس بشخص مبارك إنما بطريقة تشكيل المخرج بمهارة هذا الجزء من الفيلم، ويقول سلامة عن ذلك: “كثير من المشاعر السلبية والخوف من عدم الاستقرار والخوف من المستقبل كانت ترافقنا خلال الثورة، هذا ما جعلني أقدم هذا الجزء من الفيلم بطريقة تحمل الكثير من الطرفة، حيث وددت أن يكون متنفس الفيلم، وكونه أيضاً ختامه احببت ان يرسم الابتسامة على وجوه مشاهديه” .

الخليج الإماراتية في

16/10/2011

 

قراءة في 8 منها تطرح أفكاراً شابة لقضايا متنوعة

الأفلام الإماراتية الروائية القصيرة رؤى مكتملة في دقائق معدودة

أبوظبي - مصطفى جندي:  

ضمن مسابقة الإمارات التي تعنى بأعمال المخرجين الشباب من الخليج العربي، شاهد الجمهور الجزء الأول من الأفلام المشاركة في فئة الأفلام الروائية القصيرة في سينما المارينا مول أمس الأول، والتي طرحت رؤى مختلفة لأفكار شابة في دقائق معدودة، وجاء معظمها مكتمل الملامح والمعاني .

كانت البداية من خلال فيلم “الحياة تحتاج إلى رفيق” للمخرج عبدالله النيادي، وبالرغم من أن مدة الفيلم لم تتجاوز الدقيقتين، إلا أن المخرج وبفيلمه القصير الصامت وشخوصه المؤلفة من وردتين ويدين بشريتين، أظهر لنا أن الحياة ومهما كنا نملك من مقوماتها فهي لا تستحق أن تعاش إن لم يشاركنا في أوقاتها من نحبهم، فنحن لو كنا بجمال الأزهار ونعيش ضمن بيئة توفر لنا ارقى أساليب الرفاهية، إلا أن برد الوحدة سيصيبنا، وسيحيطنا السواد، وسيتغلغل في داخلنا، لكن هذا السواد قابل للزوال بمجرد أن نجد الرفقة التي تسير معنا على درب الحياة الطويل، “الحياة تحتاج إلى رفيق” تجربة سينمائية قصيرة لكنها تعد بموهبة سيكون لها شأن لو كتب لها الاستمرار .

أما “البعد” للمخرج ذياب الدوسري فحاول أن يطرح السمة المادية التي يتسم بها هذا العصر، فالناس تركوا جمال البساطة واتجهوا نحو المظاهر، باتت الأرقام بالنسبة لهم هي الأهم، وباتت السيارة واللباس والمنازل الفارهة هي المقياس على إنسانية الإنسان، لم يعد لذلك القلب الطيب أو الروح الجميلة أي أهمية، (البعد) محاولة جيدة للمخرج الدوسري إلا أنه لم يوفق في اختيار الصوت المرافق للفيلم، فقد عابه ضعف في اللفظ وفي مخارج الحروف، كما أن المخرج لم يوفق بإدخال التصاميم الفنية المرسومة على الحاسب إلى الفيلم فابتعدت بذلك عن جمال الصورة التي كنا نبحث عنها .

أما بالنسبة للمخرج عبد العزيز البطاشي، فاستطاع أن ينقلنا ومن خلال عمله القصير (دوائر) إلى طبيعة ساحرة، حيث الماء والنخيل وأصوات الكائنات المتمازجة بإبداع رباني لتكون كسمفونية تهفو إليها النفس وتدخل البهجة إلى القلب، “دوائر” عمل ينقلنا إلى واحات الإمارات الرائعة، تتبع فيه عدسة المخرج رحلة ثلاثة أطفال يجولون في هذا العالم الساحر على انفراد، ليتوقفوا عند مظهر واحد وهو الدوائر التي يرسمها سقوط حجر في ماء، تلك الدوائر التي تتوسع وكأنها الحياة بدوائرها، تكون في البداية حلقة صغيرة قوية، لا تلبث أن تتسع لكن اتساعها يضعفها، إلى أن تتلاشى في النهاية .

ويقدم لنا عيسى الصبحي في (قبل الغروب) صورة لفئة مهمة في مجتمعنا، كانت في وقت ما تعاني من العزلة، وهي فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، ففي متنزه للأطفال تنتقل عدسة المخرج بين مجموعات منفصلة لأطفال يلهون معاً، وطفل وحيد جالس على الأرض يلهو ببناء منزل من طين، وعندما ينتهي يضع فيه خنفساء صغيرة، ضحكات الأطفال الآخرين وأصواتهم كانت تملأ المكان، لكن طفلنا الوحيد هذا تبدو على ملامحه آثار حزن لم نعرف سببها إلى أن يحين الغروب فتأتي والدته بكرسيه المتحرك لتصحبه إلى المنزل .

أما أحمد الزين فقد حاول أن يدعم فيلمه “عتمة” بأحد الوجوه الفنية الإماراتية المعروفة وهو الممثل القدير حبيب غلوم الذي قام بدور ساعي البريد، ذلك الإنسان الذي يحمل الفرح بكل سرور لكنه مجبر بأن يحمل الحزن للبعض، تدور أحداث هذا الفيلم في خمسينيات القرن الماضي، عندما كانت الرسالة هي وسيلة الاتصال بين الناس، وكان طرق ساعي البريد على باب أحدهم يعني أن هناك خبراً قد وصل، فيدعو الله أن يكون خيرا، تمضي بنا أحداث هذا الفيلم لتقص لنا قصة شاب صغير فقد أمه منذ سنين ويعيش مع أبيه الذي يعمل ساعي بريد، في بيت بسيط نال منه الفقر فبدا ذلك على جدرانه وأثاثه، ويقع هذا الشاب بين حزنين الأول حزنه على أبيه الذي راح نور عينيه يخبو شيئاً فشيئاً دون أن يستطيع له مساعدة، والثاني هو ابنة الجيران التي كانت تنتظر أن يأتي والدها من الحج حاملاً لها ثوب العيد الأحمر، لكن العيد أتى والوالد لم يأت، لترفع على عتبة البيت راية سوداء تعلن عن غياب دائم لراعي هذه الدار، وفي نهاية الفيلم يسترجع هذا الساعي العجوز حياته مع حقيبة الرسائل التي رافقته سنين طويلة بكل ما تحمله من أخبار، ليعرف أن وقته قد انتهى وقد جاء وقت جيل آخر ليكمل المشوار، بينما يكون ابنه ذلك الشاب الأمل يبحث عن وسيلة لمساعدة أبيه، وعند فشله في شراء نظارات يقرر أن يصنعها .

أما الفيلم الأطول لهذه السهرة بين الأفلام القصيرة المشاركة فهو فيلم “لولوة” للمخرج أسامة سيف، ويتميز بتعدد شخصياته، وحواراته الكثيرة التي لا تخلو من الطرافة، وتعود أحداث الفيلم إلى عقود مضت ليناقش عدداً من القصص التي يعيشها أبطال الفيلم، الشخصية الرئيسة هي لولوة (فاطمة عبد الرحيم) التي تعيش في منزل والدها تعاني من مضايقات عمها الذي يتظاهر بأنه مختل عقلياً، وهي الشاهد على قصة حب عاشها أخوها رشيد العاطل عن العمل مع سارة أعز صديقاتها؟ تلك القصة انتهت بانتحار سارة لأسباب غامضة، فانتشرت الشائعات عن علاقة محرمة كانت بين الحبيبين أدت إلى هذه النهاية المأساوية، يسجن رشيد ولا يلبث أن يهرب من سجنه، ليوصل العم المختل سارة إلى مكان يقول إنه مكان اختباء رشيد، لتكتشف لولوة أنها وقعت في شرك عمها الذي باعها إلى رجل عجوز يبحث عن إرواء شهوة قذرة، حبكة درامية مميزة، زاد من متعتها تلك الحوارات الظريفة التي تدور بين عجائز تلك القرية .

ونختم بفيلم “روح” للمخرجة فاطمة عبد الله وهي المحاولة الأنثوية اليتيمة في هذه الفئة، ومن خلاله تذهب إلى عالم روحاني، يتجرد فيه الإنسان من تكوينه المادي، ليبقى روحاً هائمة تبحث لها عن مكان ترتاح فيه، فبطل الفيلم يذهب إلى أحد الفنانين يخبره بأنه يريد تمثالاً يشبهه، بالشكل والوزن، وبعد تسع شهور وهي مدة التكوين يتسلم البطل تمثاله فيقوم بتكفينه وحمله إلى القبر حيث يدفنه، ويدفن معه كل ما يمكن أن يربطه بالعالم المادي كالعقل والقلب وأعضاء من جسمه طلب صاحب التمثال من الفنان أن يرفقها مع التمثال .

(روح) وبالرغم من بعض الأخطاء اللغوية التي حدثت بين شخصيتي الفيلم اللتين تحدثتا باللغة العربية الفصحى، إلا أنه حمل في طياته عبرة إنسانية رائعة، وبعداً روحانياً يستحق التقدير .

وكان ختام الأمسية بعرض فيلم “سبيل” للمخرج الإماراتي خالد المحمود والذي حاز على عدد من الجوائز في مهرجانات محلية وعالمية، وكان ذلك العرض بمناسبة الدورة العاشرة من مسابقة الإمارات للأفلام القصيرة .

الخليج الإماراتية في

16/10/2011

 

 

"ارتجال موزون" طريق لصناعة الأفلام المتميزة

أبوظبي - “الخليج”:  

بحضور المنتج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، والفنان المصري عمرو واكد، ومن الفعاليات الخاصة في مهرجان أبوظبي السينمائي، عقدت أمس جلسة نقاشية خاصة بعنوان “إرتجال موزون” في فندق فيرمونت باب البحر، تحدث فيها سيساكو وواكد حول أهمية الارتجال في الصناعة السينمائية، على اعتباره عنصراً مهماً من عناصر النجاح للفيلم، وأكد سيساكو أن الارتجال لا يقتصر على الأداء التمثيلي، إنما يجب أن نسعى ليكون حاضرا لدى المخرج والمنتج وكل فرد يمكن ان يؤثر في صناعة الفيلم، وتحدث سيساكو عن بدايته في عالم السينما قائلاً: “في عمر 19 عاماً قررت ان أكون شخصاً مؤثراً في صناعة الأفلام وأن أدرس السينما، وحينها لم يكن لدي أي معلومات عن الثقافة السينمائية ولم أكن اعرف ما يعرفه غيري، لكنني كنت مدركاً أن باستطاعتي أن أتعلم، ولعل ما جعلني أتشجع لدخول هذا المجال هو مشاهدتي لثلاثة أفلام (ويسترن سباغيتي) و(عودة ويسترن سباغيتي) والجزء الثالث منه”، وحول أهمية الارتجال، قال سيساكو: “أرى أن من المهم جدا أن يكون لدينا ارتجال في صناعة الافلام، والارتجال ينتج حينما نكون قريبين من الناس نتشارك معهم المشاعر، فالاقتراب من حياة الناس وتقاسمي معهم حياتهم فتح لي المجال لصناعة الافلام”، وحول الشأن ذاته قال عمرو واكد: “حينما اتحدث عن الارتجال أتحدث من وجهة نظر الممثل، الا أنني مدرك تماماً ان على المخرج والمنتج وصناع الأفلام أن يؤمنوا بأهمية الارتجال، فقد تعلمت خلال دراستي معنى الارتجال أكاديميا، والذي يتلخص بثلاث كلمات (الاقتراح قبوله فورا)، وهذا الأمر نعيشه في حياتنا اليومية، ولم يتح لي الارتجال عندما بدأت مشواري الفني، حيث كان أول عمل لي عبارة عن حفظ للسيناريو وتجسيده حرفياً من دون أي تغيير بأي حرف، وهذا هو أبعد ما يكون عن الارتجال حين يكون دور الممثل مؤدياً فقط من دون اضفاء اي لمسة شخصية فنية منه، ولكن بعدها استطعت بالمشاركة مع منتجين ومخرجين أن أجسد الارتجال لأن من تعاملت معهم كانوا قادرين على تقبل الفكرة، وأذكر أن المنتج إبراهيم البطوطي سألني خلال الثورة إذا ما كنت راغبا في المشاركة بفيلم عن الثورة، فأجبته فورا بنعم، فكنت حينها الممثل والمخرج، وبمشاركة فرح يوسف وعدد من الممثلين، قمنا جميعنا بالتمثيل دون الاستعانة بأي نص، فكان أداء ارتجالياً عبر كل منا من خلاله عن أفكاره، فخرج الفيلم بمئة دقيقة هي نتاج 10 صفحات مكتوبة، وعنوان “الشعب يريد” أو “ث كما الثورة” الأسماء المقترحة للفيلم، وكان الفيلم مثالاً حقيقيا للارتجال، فنحن في الحقيقة بحاجة الى من يستمع للفكرة ويقبلها ويعدل عليها ومن يجسدون الفكرة”، وأشار واكد إلى اعتقاده أن الوضع الحالي خاصة بعد الثورة المصرية سيسمح بتقديم الفن الحقيقي على الشاشات .

وفي اطار أهمية الارتجال، أكد سيساكو، أن الارتجال هو روح وجوهر العمل الفني، حيث تعد المشاهد الحقيقية هي اساس نجاح أي فيلم، لأن الواقع أقوى بكثير من الخيال، واشار قائلاً “ليس هناك فيلم سينمائي حصد الجوائز بفضل السيناريو الجيد أو الاخراج أو غيره، بل تجسيده للواقع وقربه من المشاهد هو الذي يصل به الى النجاح، فيجب لكي نصل الى افلام مقنعة وجميلة أن نمنح الفسحة لنستمع إلى أفكار بعضنا، ونقلل من التعقيد، وأن نحث الآخرين على التفكير وأن نستمع لأفكارنا جيداً، وأن نختلط بالمجتمع جيداً ونتعرف إلى أحاديثهم ومشكلاتهم، ولذلك فأنا اعتبر الأفلام الوثائقية بعيدة عن الارتجال” .

بينما أكد واكد، أن صناعة الأفلام في الشرق الأوسط بحاجة إلى الارتجال، وبهذا الشأن قال: “يجب أن نصغي إلى أفكارنا، حيث من الصعب جداً أن نجد منتج أفلام يستمع لأفكارنا وأن ينفذها على الفور . وعدد هؤلاء المنتجين قليل جداً، ولذلك يجب علينا أن نفكر بالإنتاج المشترك، ونشجع بعضنا على الاستماع إلى الأفكار وتنفيذها وهذا ما ينقصنا، أن نركز على المشاعر البشرية من خلالها، وأن نغير نظرتنا لصناعة الأفلام، فجميع الأفلام يجب أن تحمل النسيج القائم على الارتجال، حيث أفضل أن يقول المخرج لي ماذا لديك” .

الخليج الإماراتية في

16/10/2011

 

مستقبل السينما المستقلة في حلقة نقاشية اليوم 

تواصل الدورة الخامسة من مهرجان أبوظبي السينمائي عروضها وفعالياتها اليوم بحلقة نقاشية يستضيفها فندق فيرمونت تحت عنوان “أبعد من هوليوود وبوليوود/ مستقبل السينما المستقلة في المنطقة” .

ويشارك فيها خبراء من عدد من شركات المبيعات العالمية والموزعين الاقليميين . . وتناقش أنواع الأفلام التي تثير اهتمامهم وعلاقتهم بالمهرجانات السينمائية وعملية صنع القرار التي تقف وراء الصفقات السينمائية في هذه المنطقة .

وتتضمن فعاليات اليوم حوارا صريحا مع مايكل براندت وديريك هاس بفندق فيرمونت أيضا تحت عنوان “من النص إلى الشاشة . . عن الكتابة والإخراج” يناقش فيه الكاتبان اللذان يشكلان معا فريق الكتابة الذي يقف وراء أعمال مثل “المطلوب” ومشروعهما الأخير معا “الدوبلير” الذي هو في الوقت نفسه بداية براندت كمخرج سينمائي من بطولة ريتشارد جير وتوفر جرايس ومارتن شين والذي عرض يوم أمس الأول للمرة الأولى عالميا في مهرجان أبوظبي السينمائي .

ويتحدث الكاتبان عن دخولهما مجال السينما وثمار وتحديات الكتابة مع شريك ويقدمان النصائح حول كتابة الأفلام الروائية وإخراجها . . ويدير الحوار جايسون مارش مدير التطوير في “إيمج نيشن” .

ومن المغرب يقدم العرض الدولي الأول لفيلم “النهاية” إخراج هشام لعسري ضمن مسابقة “آفاق جديدة” والذي يتميز بلغته السينمائية الرفيعة والجريئة على صعيد الموضوع والشكل والمعالجة .

وتدور أحداث الفيلم في أجواء ضبابية بالأبيض والأسود في مدينة شبه فارغة “الدار البيضاء” تتحرك في شوارعها شخصيات الفيلم العنيفة والرقيقة في آن معا .

وضمن مسابقة “آفاق جديدة” أيضا يقدم اليوم الفيلم السويدي “بهلوانيات فتاة” إخراج ليزا آشان التي تختبر في فيلمها الروائي الأول فترة المراهقة بأقل قدر من الكلام وأكبر قدر من الإيماءات وتوظيف الحركة والصورة .

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة ومن المكسيك يشارك فيلم “المكان الأصغر” لتاتيانا هيوزو كأحد أجمل الأفلام التي تناولت الحرب الأهلية في السلفادور والأثر الذي تركته في حياة من نجا منها ومعجزة محاولة استعادة الحياة من الصفر .

وتضمنت عروض المسابقة أمس الفيلم السويدي “الفصل الأخير - وداعا نيكاراغوا” إخراج بيتر توربينشون والذي تعود أحداثه إلى عام 1984 أحداثه حين انفجرت قنبلة خلال المؤتمر الصحفي مع القائد الثوري إيدن باستورا في أحد معاقل الثوار على الحدود بين نيكاراغوا وكوستاريكا . . وكان أحد الناجين من هذه العملية الصحافي السويدي بيتر توربيورنسون .

وفي متاهات الحب تمضي بنا عروض “السينما العالمية” مع الفيلم الإيطالي “أزمنة الحب” للمخرج المميز جيوفاني فيرونيسي .

وفي تعليقه على اختيار الفيلم لعرضه في المهرجان قال البروفيسور أليساندرا بريانتي الملحق الثقافي لمنطقة الخليج في السفارة الإيطالية في أبوظبي “نحن فخورون جدا لالتفات مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام لأفضل ما أنتج من السينما الإيطالية لهذا العام هذا الفيلم الذي يجمع شهرة الأفلام الايطالية وجودتها العالية . وفيرونيسى ربما يكون المخرج الإيطالي المعاصر الأكثر شعبية وهو قادر على تصوير عناصر من المجتمع الإيطالي ضمن أفلام ممتازة يتألق فيها أبرز النجوم” .

ويعرض اليوم الفيلم الأمريكي “محارب” الذي يدور حول محارب مارينز سابق وأخيه المدرس المفلس ووالدهما المدمن على الكحول وكيف تضعهم بطولة في الفنون القتالية المتعددة في مسار اصطدامي سيجبرهم على مواجهة خرابهم العائلي .

وتواصل مسابقة “عالمنا” عروضها مع فيلم “مشروع نيم” لجيمس مارش الذي يأخذنا في رحلة استثنائية امتدت 26 عاما هي حياة الشمبانزي الذكر “نيم” والمحطات الكثيرة التي مر بها .

وتتابع مسابقة أفلام الإمارات مع مجموعة من الأفلام الروائية القصيرة والأفلام الروائية القصيرة للطلاب .

ويحمل لنا برنامج “خرائط الذات” الفيلم المغربي المميز “ليام أليام” لأحمد المعنوني في تحر لقضية الهجرة من بلدان الجنوب الفقير إلى الشمال الغني . . ونكمل في أجواء أفلام نجيب محفوظ الساحرة مع فيلم “درب المهابيل” للمخرج الكبير توفيق صالح .  (وام)

الخليج الإماراتية في

16/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)