حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوظبي السينمائي ـ 2011

فيلم مغربي متميز تنقصه الترجمة إلى الفصحى

"نبع النساء" صرخة سينمائية تفضح اضطهاد المرأة

أبوظبي - فدوى إبراهيم

صورة النساء ومعاناتهن في أجزاء من العالم العربي هي ما يعبر عنه الفيلم المغربي “نبع النساء”، فرغم تجسيد مخرج الفيلم “رادو ميهايليانو” لحال المرأة المغربية في قرية في أحد أطراف المغرب، إلا أنه حال المرأة في الكثير من المدن والدول العربية الأكثر تحضراً، استطاع المخرج أن يوصل صرخة سينمائية ضد الظلم والاضطهاد الذي تعيشه المرأة حتى في عصرنا الحالي لكن من خلال الماء، الماء هو الرمز الذي وفق في استخدامه المخرج، وهو رمز الحياة . الفيلم قصة نسوة يعشن في أحد وديان قرى المغرب، نال الجفاف الذي تعيشه القرية من مظاهر الحياة الطبيعية فيها، فلا زرع لسنوات وبالتالي لا حصاد، الرجال سواء أزواجهن أو أبناؤهن يعيشون في القرية بلا عمل، بينما النساء تقوم بواجباتهن المنزلية والزوجية، تلك الواجبات تؤدى ليس بشكل العصر الحالي إنما العصور القديمة، لا ماء ولا كهرباء ولا وسائل راحة، تحطب تلك النسوة، وتنقلن الماء على ظهورهن من أعلى الجبل .

في ظل تلك المعاناة التي تعيشها نساء القرية، وخاصة نقل الماء الذي كان يستوجب سيرهن على الصخور، كانت الشرارة التي انطلقت منها ثورة النساء، بدأ المخرج الفيلم بمشهد النساء وهن يملأن ما يحملن بالماء من نبع الجبل، وحين هبوطهن سقطت إحداهن فأجهضت، ومن هنا كانت البداية، حيث اعتادت النساء الإجهاض في ظل تلك العملية لأجل توفر الماء لمنازلهن ورغم ذلك كن يسمين “العاقرات”، بينما يصور المخرج الرجال وهم يتسامرون ويحتسون الشاي في أحد المقاهي، وهنا بدا للمشاهد واضحاً مغزى الفيلم، تستمر الأحداث بشخصيات من النساء والرجال، أبدع المخرج في اختيارها، فلكل منها دوره المحوري، ولم يترك المخرج للمشاهد الفرصة لنقده في هذا الجانب، حتى ذلك الشاب الغريب الذي جاء من خارج القرية في عملية بحث عن الحشرات الدقيقة التي بدأت تختفي في ظل الجفاف، فإن دوره جاء ليعزز من نظرية المخرج، وهي الماء، حينما يبدأ ذلك الشاب بالبحث عن تلك الكائنات الدقيقة واصفاً إياه بقدرها الكبير الا انها لا تستطيع العيش من دون الماء، وهي مقاربة للنساء الضعيفات القويات في الآن ذاته .

من الجميل في الفيلم أن لا بطولة مطلقة، بل نسيج متكامل دون أن تطغى شخصية على أخرى، حتى أحد الرجال الذي كان دوره نصيراً لإحدى بطلات الفيلم “زوجته”، أظهر مدى الحب الذي بينهما ودعمه لها، قضايا عدة طرحها الفيلم كتعليم الفتيات الذي كان محظوراً في تلك القرية خوفاً من فتح آفاق التفكير لديهن، واستغلال الدين لتعزيز عادات وتقاليد بعيدة تماماً عنه، الجنس دون حب في قرية يسود فيها الزواج المبكر، واستخدامه كوسيلة لتفريغ رغبة الرجال فقط دونما المرأة، الحب القديم للمرأة، والذي يلازمها كعار رغم أن الغرض منه هو الزواج، وغيرها من القضايا .

أعلنت إحدى بطلات الفيلم “ليلى” عن فكرة الاضراب بطريقة هجر الرجال، والتي تسمى بالمغربية “النعاس”، باعتبارها الوسيلة الوحيدة التي تمتلكها المرأة في تلك القرية، فلم تستجب لها كثير من النسوة، بقيت “ليلى” تعزز الفكرة حتى قبلت النساء في ظل ما يتعرضن له من اضطهاد، وبدأت الأحداث لتصور الرجل وهو محروم من تفريغ رغباته، فمنهم من ضرب زوجته ومنهم من ترك المنزل، وفي تلك الأثناء كان رجل واحد يساند زوجته بطلة الفيلم المعلنة لفكرة الإضراب، ليس بالإضراب بل بالتعليم، فكان معلماً في القرية يجلب لزوجته الكتب لتتعلم القراءة والكتابة، تزوجها بعد حب وهو الأمر الذي كان نادراً في تلك القرية في ظل الزواج التقليدي والمبكر، وهي أي ليلى تلك المستنيرة نسبة لبقية نسوة القرية، وهذا ما كان يخافه رجال القرية في أن تتعلم المرأة فتعرف حقوقها، واستمر الإضراب حتى استطاع أحدهم أن يقدم طلباً للحكومة بمد أنبوب للمياه من أعالي الجبل حتى الوادي، وهنا انتصرت المرأة، فصور المخرج أهازيج الفرح والرقص والضحك والحياة بعودة الماء .

رغم الجفاف الذي عاشته القرية ووسط إضراب النساء عن جلب المياه من أعالي الجبل وتوكيل المهمة للرجال، أبدع المخرج في ارواء المشاهد ببعض من الاهازيج المغربية والرقصات الفلكلورية، بينما رسم الابتسامة والضحكة أحياناً كثيرة ليرطب أجواء الجفاف، وهنا أظهر المخرج قدرته على ايصال الفكرة وانتصر للمرأة دون أن يثقل على المشاهد بهمومها، ومن جانب آخر وفق المخرج في اختيار الممثلين، الذين عاشوا أدوارهم بكل احترافية ونقلت الواقع للمشاهد، بينما أدخل الكثير من الأجواء العصرية كالهاتف النقال والمسلسلات المكسيكية، ليقول للمشاهد إن ما يعشنه النساء ليس في العصور القديمة إنما في عصرنا الحالي، ورغم أن الفيلم مترجم للإنجليزية، إلا انه كان من الجيد لو ترجم للغة العربية الفصحى، ذلك أن المشاهد من غير دول المغرب، وجد صعوبة بالغة في أن يفهم لهجة الفيلم المغربية، الفيلم إنتاج فرنسا، المغرب، بلجيكا، إيطاليا، وقد عرض الفيلم في مهرجان كان السينمائي .

الخليج الإماراتية في

17/10/2011

 

"في أحضان أمي" رسالة أطفال العراق إلى العالم

أبوظبي - مصطفى جندي:  

يقتلنا الإحساس بألم أحدهم، فكيف به لو كان طفلاً؟ وكيف لو كان هذا الطفل يتيماً؟ وكيف لو كان هذا اليتيم عراقياً عربياً؟

من هناك، من العراق يأتي إلينا الأخوان محمد وعطية دراجي حاملين في جعبتهما الصغيرة جراح العراق، ليشهد عليها العالم علهما يجدان لما في جعبتهما دواء .

“في أحضان أمي” محاولة سينمائية جريئة، تنقل لنا صورة عن تلك العائلة الكبيرة التي أوجدها الدمار، مصاعب جمة تلك التي واجهها هشام في بلد يعرف مسؤولوه جيداً كيفية الوصول إلى الكراسي والالتصاق بها، لكنهم لا يعرفون ما عمل تلك المناصب . يحاول هشام جاهداً أن يغطي احتياجات أطفاله الذين عجزت الحكومة عن مساعدتهم في بلد يحوي آبار نفط أكثر من آبار الماء، في بلد كهذا وجد هشام نفسه في مواجهة مباشرة مع ضميره لينتصر الضمير، وتكون هذه الملحمة التي وبالرغم من كل الانكسارات لم تخل من لحظات فرح .

منذ ما يزيد على السنتين دخل عطية الدراجي البيت الآمن للأيتام، الذي يتألف من غرفتين، لكنه كان بمثابة جنة لقاطنيه، من هذه الدار كانت بداية الحكاية . .

يروي لنا الأخوان الدراجي قصة هشام الذهبي، ذلك الشاب العراقي الذي استأجر شقة صغيرة لتكون داراً للايتام، ليبدأ بعدها في البحث عن الأطفال الذين فقدوا آباءهم في محاولة لإنقاذهم من مستقبل أسود، ندخل الدار لنجد عائلة كبيرة تجتمع على مائدة واحدة، شيئاً فشيئاً نبدأ بالتعرف على أفراد هذه العائلة، أغلبهم عرفناهم من وجوههم . إلا أن سيف ومحمد هما اللذان كانا أكثر حضوراً نظراً لخصوصية حالتهما . محمد ترعرع عند عائلة غريبة، لا يعرف شيئاً عن ماضيه، وأسئلة تكاد تقتله لا تبارح تفكيره، من أنا؟ من هم أهلي؟ من إخوتي؟ هل أشبه أبي أم أني أشبه أمي أكثر؟ هذه الأسئلة الغامضة جعلت منه شخصاً في ظاهره عدوانياً، لكنه من الداخل مرهف الحس، يحب العزف، وتبقى ألحان نشيد “موطني” هي الأحب بالنسبة له، محمد هو الأكبر بين أفراد هذه الأسرة، وأحد أبطال العراق في رياضة الغوص .

سيف لم يتجاوز السابعة من العمر يعاني مشاكل نفسية أثرت في تحصيله العلمي، كثير الصمت، لكن إذا تكلم يعبر عن نفسه بعنف، هذه المشاكل وغيرها كان على هشام وفريقه أن يتحملوها، وأن يتعاملوا معها بدقة بحيث لا يزيدون الطين بلة، وتستمر رحلة هشام الطويلة في البحث عن تمويل، ليجد اليسير منه مع السكان وصغار التجار، في حين أوصد المسؤولون أبوابهم في وجهه، وكان حلهم الوحيد هو الاستغناء عن الأطفال، وارسال قسم منهم إلى دور الأيتام، والقسم الثاني إلى دار رعاية الأحداث . وهذا ما رفضه هشام رفضاً قاطعاً، وتزداد الضغوط على هشام جراء موقف أفراد أسرته الذين يرونه وقد نذر نفسه للأطفال دون أن يلتفت لمستقبله الذي صار على المحك نتيجة تراجع مستواه الجامعي، ولتكون الضربة القاصمة بالنسبة له هي مطالبة صاحب العقار الذي توجد فيه الدار بإخلائه لأنه يحتاجه، فيكثف هشام جهوده ليحصل على الدعم اللازم من قبل الوقف السني العراقي الذي أمن لهم مسكنا بديلاً . عكس لنا الفيلم الفكر العميق الذي تمتع به هذا الشاب، فهو لم يكن يسعى لإنشاء مأوى للأيتام، بل كان سعيه نحو تكوين أسرة تتمتع بكافة مقومات الأسرة المثالية، واستطاع التغلب على غياب العنصر النسائي في الأسرة من خلال التركيز على الجانب الإبداعي الذي يمتلكه الأطفال، وهو الأمر الذي أنتج ستة أبطال في منتخب العراق للغوص، وأدى إلى تشكيل فرقة مسرحية تقدم أعمالها في الساحات والمهرجانات الشعبية، ويبدو أن هذه التركيز آتى أكله من خلال التقدم الملحوظ الذي أبداه الأطفال على المستويات جميعها .

“في أحضان أمي” هو اسم العمل المسرحي الذي قام الأطفال بتمثيله، والذي يعكس حياتهم التي يعيشونها ومن هذا العمل اقتبس المخرج اسم فيلمه .

فعاليات اليوم

ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي في دورته الخامسة، يقدم المخرج الأمريكي تود سولوندز حلقة تخصّصية عند الساعة 11 صباح اليوم في فيرمونت باب البحر، قاعة الصقر أ، دأب تود سولوندز منذ أكثر من خمسة عشر عاماً على تجاوز المألوف في أفلامه الكوميدية السوداء، وفي عام ،1995 حصل فيلمه “مرحباً في بيت الدمى” على تقدير نقدي كبير، وفي عام ،1998 تسبّب فيلمه “السعادة”، الحائز على جوائز عدّة، بإثارة سجالات صاخبة، واصل سولوندز كتابة الأفلام المستقلة وإخراجها، مُنجزاً في مراحل لاحقة “سرد القصص” (2001) و”باليندرومز” (2004) و”الحياة في زمن الحرب” (2009) . بعد عرضه في مهرجان البندقية، يعرض “مهرجان أبوظبي السينمائي” فيلمه الأخير “الحصان الأسود”، الذي قدّم سولوندز فيه آخر ملاحظاته حول الصراع العائلي والحبّ المعذّب . بهذه المناسبة، يلتقي المخرج المهتمّين بالسينما وبأفلامه وقضاياه في نقاش حميم حول نتاجاته وحياته السينمائية، في لقاء يُنظّم بمشاركة السفارة الأمريكية في أبوظبي .

“الربيع العربي وتأثيره على السينما” هو عنوان الجلسة النقاشية الثانية والتي تعقد عن الساعة 30 .2 عصراً، في فيرمونت باب البحر، قاعة الصقر أ، ففي أعقاب الربيع العربي، الذي اكتسح المنطقة العربية منذ أواخر العام الماضي، طُرحت أسئلة عدّة: كيف تعامل ويتعامل صناّع السينما العرب مع المتغيّرات والاضطرابات السياسية والاجتماعية؟ هل كانت السينما أكثر انخراطاً في الأحداث مما هي عليه اليوم؟ هل تغيّرت قواعد الإنتاج؟ هل يُتوقَّع إنجاز نماذج فنية جديدة؟، لمناقشة الأسئلة هذه، ينظّم هذا اللقاء، الذي يضمّ مخرجين معروفين من دول شرق أوسطية وشمال إفريقيا، في قراءة تأثير الربيع العربي في صناعة السينما .

الخليج الإماراتية في

17/10/2011

 

ندوة تناقش مستقبلها

العرض التلفزيوني أفضل الطرق لدعم السينما المستقلة في المنطقة

أبوظبي - مصطفى جندي:  

أكد فريدريك سيشلر رئيس “باشا بيكتشرز” أن صناعة السينما في الشرق الأوسط تواجه عدداً من التحديات، ولا بد من اتخاذ كل التدابير اللازمة إن كنا نريد لهذه الصناعة أن تتطور وتتقدم، وأشار سيشلر إلى أنه على الجميع أن يدركوا أن السوق السينمائية في الشرق الأوسط تختلف عن نظيراتها من الأسواق حول العالم، نظراً للظروف السياسية التي عاشتها المنطقة منذ بداية هذا القرن وما زالت تعيشها إلى الوقت الراهن . جاء ذلك خلال ندوة صحفية بعنوان “أبعد من هوليوود وبوليوود . . مستقبل السينما المستقلة في المنطقة” ضمن فعاليات مهرجان أبوظبي السينمائي الخامس في فندق فيرمونت باب البحر، وقد شارك في الندوة بالإضافة إلى سيشلر كل من جيان لوكا شقرا رئيس مجلس إدارة “فرونت رو فيلمد إنترتينمنت”، ومايكل ورنر، رئيس “فورتيسيمو فيلمز”، وما هي جولتشن ديبالا المديرة التنفيذية في “فارز فيلم”، وهشام الغانم المديرالعام لشركة الكويت الوطنية للسينما .

وأضاف سيشلر : “من الصعب أن يكون لدينا فكرة واحدة أو طريقة واحدة لتحقيق النجاح في مجال صناعة السينما في الشرق الأوسط، ففي هذه المنطقة لدينا سينما واحدة وهي السينما المصرية، والتي نجحت بفضل الإيطاليين الذين ساعدوا هذه الصناعة حينها على الظهور والاستمرار، فقدت بدأت السينما المصرية انتاجاتها عام ،1927 في حين لم تعرف باقي الدول أي انتاج سينمائي قبل نهاية الحرب العالمية الثانية، ولو نظرنا في الاحصائيات لوجدنا أن هناك أكثر من 5000 فيلم تنتج كل عام، وحصة الدول الأكثر انتاجاً كالولايات المتحدة وفرنسا لا تتعدى ال 700 فيلم، فهذه الأرقام والمؤشرات تأخذنا إلى نتيجة مفادها أن هناك عدداً كبيراً من الأفلام تحتاج إلى من يسوقها ويعرضها على الجمهور”، وأكد سيشلر أن أحد أفضل الطرق لدعم الإنتاج السينمائي هو التركيز على عرضها تلفزيونياً، وأوضح أن “عدد الأفلام التي تعرض على شاشات السينما قليل، والسوق بإمكانها أن تتوسع في العالم العربي إذا حصلت على دعم من شاشات التلفزة، وخير مثال على ذلك المبادرة التي طرحت في المغرب، فقد أوعز ملك المغرب بأنه ينبغي على التلفزيون المغربي شراء أي إنتاج سينمائي مغربي بسعر جوهري يبلغ 100 ألف يورو، كما أن هيكلة السوق تعد خطوة أساسية نحو تحقيق هذا الهدف، فعلى العاملين في العالم العربي أن يعرفوا كيف يبنون سوقاً عائلياً ترفيهياً في منطقة الشرق الأوسط، وعلينا أن نفصل بين الإنتاج وهيكيلة السوق” .

وبدورها أشارت ماهي جولتشن إلى أنه يجب الفصل ما بين أفلام الصالات وأفلام العرض التلفزيوني، وأضافت: “في الهند تغطي السينما عدداً كبيراً من المواضيع التي قد لا تصلح للعرض العائلي، إلا أنهم في نفس الوقت ينتجون أفلاماً للعائلة، تواجهنا مشكلة في العروض السينمائية نبدأ بعرض الفيلم يوم الخميس والجمعة ونحظى بنجاح كبيرو لنفاجأ بأغلب الأحيان أن الفيلم تمت قرصنته، ليأتي لنا على أقراص مدمجة من باكستان فتقوم العائلات بمشاهدته في منازلهم، ولنحل هذه المشكلة وجدنا أنه من الأفضل أن ننتج افلاماً مخصصة للعرض المنزلي التلفزيوني مباشرة” .

ورأى مايكل ورنز أن أحد أهم التحديات التي تواجهها صناعة السينما في العالم العربي هو النظرة السلبية التي ينظر بها سكان باقي الدول إلى هذا الجزء من العالم، يقول مايكل: “لقد كانت السينما الصينية هي الوحيدة التي تعرض خارج هذه المنطقة، وليست كل الأفلام، بل تلك الأفلام التي تعتمد على الحركة والإثارة، وأعتقد أن ذلك عائد إلى عدم الإلمام بالسينما العربية وثقافات هذه المنطقة، والتأثير الكبير الذي خلفته المقالات السلبية التي تناولت هذه المنطقة الغنية بثقافاتها، ومن هنا كان علينا أن نلجأ إلى السينما لنعرف العالم إلى منطقة الشرق الأوسط ونسلط الضوء على الغنى الحضاري والبشري والطبيعي الذي يتمتع به العالم العربي، لكن هذا لا يحصل بين ليلة وضحاها، بل يتعين تعيينه عبر خطة عمل طويلة تحتاج إلى وقت وصبر” .وأشار مايكل إلى أن دفع صناعة السينما في العالم العربي يحتاج إلى تطوير في البنى التحتية لهذه الصناعة، كبناء الصالات السينمائية التي تعطي فرصة أكبر لمحبي هذا الفن بمشاهدة آخر الإنتاجات السينمائية .

أما جيان لوكا شقرا فيرى أن نجاح الفيلم وحده لا يكفي، بل يجب أن يحظى هذا الفيلم بتوزيع جيد كي ينال حصته من الشهرة، يقول جيان: “لقد قامت شركتي بتوزيع فيلم لنادين لبكي بعنوان “وهلأ لوين” وهو مثال جيد لأفلام الشرق الأوسط، فهو حاز عدداً من الجوائز في مهرجان تورنتو، وقد قامت نادين بدورها من خلال إخراج هذا الفيلم ليأتي دور التوزيع الذي يجب أن يكون ذكياً، فتوزيع مثل هذه النوعية من الأفلام صعب في منطقة الخليج العربي لأنه لا يحاكي ثقافة هذه المنطقة، فالواجب على الموزع أن يعرف ماهية الفيلم وما هي الأماكن التي يستطيع أن يسوّقه فيها بشكل ناجح، وتجدر الإشارة هنا إلى الدور الذي يلعبه الموزعون في دعم صناعة السينما، فنحن الموزعين نحاول دعم المنتجين السينمائيين من خلال التقليل من المخاطر المحتملة، والبحث عن أكثر من جهة لنبيعها الأفلام كالتلفزيون المجاني منه أو المدفوع” .

وأشار هشام الغانم إلى أن التقلبات السياسية التي تشهدها المنطقة قد أثرت في عملية توزيع الأفلام وتحتاج إلى وقت لتتعافى وتعود كسابق عهدها ويضيف: “95% من الانتاجات السينمائية العربية هي انتاجات مصرية، وقد اتخذنا قراراً لتشجيع المنتجين المصريين من خلال التقليل من مخاطرهم، وشراء الأفلام وعرضها حتى لو كنا متأكدين بأنها لن يكون لها ذلك العائد المادي الكبير، ويؤكد الغانم أن شركة الكويت قامت بعدد من المبادرات لدعم السينما المستقلة، وفي السنوات الأخيرة تعاونا مع عدد من السفارات كالسفارة الإسبانية والكورية، وتوصلنا إلى فكرة نعرض فيها انتاجات بلدانهم في الكويت، ثم نطلقها فيما بعد للعرض المنزلي، ونحن نعرف أننا لن نحصل على شيء في المقابل، ولكن الأمر لا يتعلق دائماً بتحقيق الأرباح، بل يتعلق بالعمل في حد ذاته، نحن نعمل على عرض الأفلام على جمهورنا، ونركز على التوعية البيئية والاجتماعية وتثقيف الجمهور ورفع سويته الفكرية” .

الخليج الإماراتية في

17/10/2011

 

الأفلام المغربية شاعرية في عالم شائك 

خمسة أفلام روائية مغربية تشارك في مسابقتي المهرجان وتعكس حيوية الإنتاج السينمائي المغربي المتنامية والتي تسهم فيها السياسة الإنتاجية في مجال الفن السابع في المغرب وتبرزها مواهب جديدة تتواكب مع أخرى سبق وذاع صيتها .

وبات طبيعياً أن تحضر السينما المغربية أكثر من نظيراتها العربية في المهرجانات الدولية والعربية، فمتوسط عدد الأفلام الروائية الطويلة المنتجة سنوياً في المغرب يصل إلى 15 وسط تشجيع رسمي لهذه الصناعة التي تطورت في السنوات الأخيرة ويقام لها مهرجان وطني خاص منذ 9 سنوات .

وتبدو السينما المغربية في شقها الروائي بصدد احتلال المكانة التي تركتها فارغة السينما المصرية في التظاهرات الخاصة بهذه الصناعة .

وسجلت الأفلام المغربية المعروضة في المهرجان قوة حضور وخصوصية برزت بشكل لافت في أعمال الشباب .

ولعل من أبرز المواهب الجديدة التي يمكن التوقف عندها، هشام العسري الذي يشارك عبر فيلمه الثاني “النهاية” في عرض عالمي أول في أبوظبي . وكان فاز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان الفيلم الوطني في طنجة هذا العام .

“النهاية” يشارك في أبوظبي في تظاهرة “آفاق جديدة” التي تبرز الأسماء الشابة والواعدة في أعمال أولى أو ثانية من العالم .

ويقدم الفيلم بصيغة جديدة نابضة ونوعاً ما ثائرة في شكلها وصيغتها، مضموناً ينم عن جرأة وتمكن ويعد بلغة سينمائية واثقة لمخرج شارك في كتابة عدد من السيناريوهات المغربية .

وتتبدى خصوصية الفيلم وحداثته في هذا المزج القائم بين سيريالية اللحظة وغموضها وقساوتها وكثافة حركتها في مدينة شبه خاوية صورت بالأبيض والأسود .

هذا المستوى الرفيع من العمل السينمائي الفني أدته بأسلوب مختلف ليلى كيلاني في أول عمل لها “على الحافة” الذي صور بالكاميرا المحمولة واستعار الكثير من مفردات سينما الواقع ليرسم مأساة فتيات يحاولن الحياة ما استطعن في مدينة طنجة التي تبدو من خلال عدسة كيلاني لاهثة كما شخصياتها التي لا مجال لهن فيها للراحة ولا باب يفتح على الأمل .

وكانت ليلى كيلاني التي يشارك فيلمها في المسابقة الرسمية قالت في تصريحات سابقة لوكالة “فرانس برس” أثناء عرض فيلمها في تظاهرة “أسبوع المخرجين” في مهرجان كان “السينما لدي ليس فيها طقوس والواقعية التي أنتهجها أسلوب يتطلب الاحترام، يتطلب أن نخوض التحدي وألا نبحث عن النفعية من خلال العمل السينمائي” .

ورغم واقعيته القاسية، يتضمن فيلم ليلى كيلاني شاعرية خاصة حاضرة أيضاً في الفيلم الروائي الرابع لفوزي بن سعيدي المشارك أيضاً في المسابقة الرسمية ويحمل عنوان “بيع الموت” .

صور الفيلم في مدينة تطوان شمال المغرب ليتناول سيرة ثلاثة شبان من الرفاق المهمشين الذين يعانون الفقر والبطالة ويحاولون بشتى السبل التغلب على ظرفهم ناقلين عبر الفيلم نبض واقعهم الهش.

يصنع ابن سعيدي صور فيلمه بدقة ويسن لغة سينمائية ترتكز إلى النظرة والإحساس أكثر مما ترتكز إلى الكلمة راسماً عبر حركة شخصياته مصائر يضيع أصحابها في محاولتهم إيجاد ذاتهم ليتراوحوا بين الانجذاب للإسلاميين وأعمال السرقة والضلوع في فساد الشرطة .

ويعد فوزي بن سعيدي الأكثر حداثة بين سينمائيي جيله في المغرب وتعود تجربته الروائية الأولى إلى ما قبل 15 عاماً . وعرض فيلمه هذا للمرة الأولى في مهرجان تورونتو السينمائي الشهر الماضي وهو حاصل على منحة “سند” للإنتاج من مهرجان أبوظبي . وضمن تظاهرة “آفاق جديدة”، قدم محمد العسري العائد إلى السينما بعد أكثر من سبع سنوات من الغياب فيلمه الثاني “أياد خشنة” الذي يتناول بلغة بسيطة متقنة وشاعرية أيضاً يوميات أشخاص عاديين وإيجابيين قادرين على العيش في المدينة كما في القرية باستقامة وتضامن .

وكان العسري بعد نجاح فيلمه “فوق الدار البيضاء، الملائكة لا تحلق” (2003) الذي نال جوائز عدة عبر العالم، انصرف إلى مشروعات أخرى مثل إنشائه لصحيفة “المساء” في المغرب ومتابعته لأنشطة تعليم السينما عبر مدرسة أسسها وتوقفت .

وقدم هذا الفيلم أولاً في مهرجان تورونتو ليبرز، كما في فيلمه الأول، شخصيات تنطوي على شيء من طبائع الملائكة وفي أجواء شاعرية وبسيطة لأشخاص يحاولون بكرامة وأخلاقية الارتقاء بوضعهم الاجتماعي .

وقال محمد العسري لوكالة “فرانس برس” عقب عرض فيلمه إن كلفة إنتاجه لم تتخط 750 ألف يورو، مؤكداً أنه يختفي وراء كل من شخصياته الروائية وأنه على هذا الصعيد يمتلك أيضاً حساسية المرأة “شخصيتي في بعدها الإنساني لا تختلف عن أي من الشخصيات . أنا كل هؤلاء، أقدم في السينما المغربية رؤية أكثر انتماء للهوية وأقدم في أعمالي شيئاً آخر  .لا أريد أن أكون مستهلكاً” .

وحول المضامين السياسية المتوارية في فليمه قال “إن الرائحة النتنة للوزير السابق العاجز الذي تضع له زوجته الحفاضات هي رائحة بعض الأنظمة العربية التي فاحت ولم يعد أحد يحتملها” .

ويكشف المخرج أنه يريد التطرق لقصة تدور أحداثها في العراق ما بعد الاجتياح عام 2003 وضع السيناريو لها قبل فيلمه الراهن لكن تنفيذها يحتاج إمكانات ضخمة “احتاج لدبابات وطائرات الجيش في المغرب ولم أحصل بعد على الموافقة لتصوير هذا الفيلم” .

ويشارك أخيراً في المسابقة الرسمية العمل الجديد لإسماعيل فروخي بعنوان “رجال أحرار” يتناول قصة فرنسية على علاقة بالإسلام يعود تاريخها إلى الحرب العالمية الثانية، إذ عمل إمام مسجد باريس على إنقاذ عدد من اليهود . وأثار الفيلم الذي عرض أخيراً في الصالات الفرنسية جدلاً لناحية عدد من تم إنقاذهم، لكن هذا الفيلم وإن كان مهماً لناحية موضوعه بدا بحسب أكثر من متابع أقل فنية من بقية الأعمال التي تمثل المغرب .

الخليج الإماراتية في

17/10/2011

 

نجيب محفوظ الحاضر الغائب 

أعاد مهرجان أبوظبي السينمائي الحياة إلى أفلام الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ، في ذكرى مرور مئة عام على ميلاده .

ففي طرقات المهرجان وعلى أبواب قاعاته الرئيسية تنتشر ملصقات و”أفيشات” أفلام محفوظ التي تعد من جواهر السينما المصرية والعربية، ومنها “ثرثرة فوق النيل” و”خان الخليلي” و”الحب تحت المطر”، وهي الملصقات التي كانت تغطي دور السينما المصرية وقت عرض تلك الأفلام قبل عشرات الأعوام .

وقال انتشال التميمي مبرمج الأفلام في المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية (د .ب .أ): “يحتفي أبوظبي السينمائي بنجيب محفوظ باعتباره العربي الأول الذي ينال جائزة نوبل للآداب، وقد عمل سنوات طويلة في صناعة الفيلم، وعمل في رقابة الأفلام المصرية لفترة، ووثق محفوظ تاريخ أمته في كتبه الكثيرة”، مضيفاً: “هذا احتفاء متواضع باسم كبير” .

وأوضح أن المهرجان يعرض ستة أفلام مصرية لأديب نوبل منها “بداية ونهاية” و”زقاق المدق” و”اللص والكلاب” و”بين القصرين” .

وكشف التميمي عن وجود فيلمين مكسيكيين، صنعا من روايتين لمحفوظ، الأول فيلم “حارة المعجزات” للمخرج جورج فونس المأخوذ عن رواية “زقاق المدق” والثاني “بداية ونهاية” للمخرج المكسيكي ارتورو روبنيستين، وهما يجسدان أدب الكاتب المصري في صورة بديعة، ويتم عرضهما لجمهور المهرجان .

وأشار إلى أن احتفاء المهرجان بمحفوظ يتم عبر برنامج خاص يتضمن إلى جانب عرض الأفلام نشر دراسة عن الأديب المصري، ومعرضاً لملصقات الأفلام المأخوذة عن أعماله، فضلاً عن تنظيم طاولة مستديرة لمناقشة عناوين بارزة تخص علاقته بالسينما .

وأشار إلى أن برنامج نجيب محفوظ يشهد حضور نجوم ممن شاركوا في أعماله وفي مقدمتهم محمود عبدالعزيز ويسرا اللذان سيتحدثان عن تجربة فيلمها “الجوع”، إضافة إلى نقاد وسينمائيين مصريين وعرب منهم كمال رمزي وسمير فريد وهالة عبدالفتاح وعبود أبو جودة، لافتاً إلى أن المرض منع حضور المخرجين المصريين توفيق صالح وعلي بدرخان اللذين قدما أعمالا من إبداعات أديب نوبل .

وأضاف التميمي :”أدركنا استحالة تقديم منجز محفوظ السينمائي كاملاً في المهرجان، لكننا نأمل بأن نسلط الضوء على العلامات الفارقة في المسيرة الإبداعية للأديب الراحل” .

من جانبه، قال عيسى المزروعي، مدير المشاريع الخاصة في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، المنظمة للمهرجان :”يغتنم المهرجان هذه الفرصة للاحتفاء بسينما نجيب محفوظ وتقديم بعض إبداعاته التي أثرت التاريخ السينمائي، ودعم الحفاظ عليها وترميمها ووضعها في متناول مشاهد اليوم” .

وأضاف :”تعاونت وزارة الثقافة المصرية والمركز القومي للسينما في مصر مع المهرجان، على تقديم أفلام مختارة للاحتفالية بنسخ جديدة، أعيد طبعها خصيصاً لبرنامج محفوظ” .

وتابع: “تقدم احتفالية نجيب محفوظ فرصة استثنائية لعشاق الأفلام والكتب في الإمارات والعالم، للتمتع بأعمال واحد من أعظم كتاب القرن العشرين، استطاع أن يترك أثرا أدبيا وسينمائيا لا مثيل له” .

الخليج الإماراتية في

17/10/2011

 

نضال الأشقر تصل اليوم 

تصل إلى الإمارات مساء اليوم الفنانة الكبيرة نضال الأشقر قادمة من سلطنة عمان للمشاركة في مهرجان أبوظبي السينمائي . وكانت نضال الأشقر قد حلّت ضيفة على السلطنة بمناسبة افتتاح دار الأوبرا الأسبوع الماضي، .

يذكر أن نضال الأشقر إحدى رائدات الفن المسرحي العربي، والتي تميزت منذ إطلالتها الأولى على الجمهور ستينات القرن الماضي بعطاءات وإبداعات متواصلة في المسرح والسينما والتلفزيون ومن أشهر أعمالها فيلم “الأجنحة المتكسرة” وفيلم “سيدة فرنسية” من إنتاج عالمي وإخراج ريجيس فارنييه، و”ساحة الفاندوم” وهو أيضاً إنتاج عالمي وإخراج نيكول غارسيا، وكذلك فيلم “Hors De La Vie” أو “خارج الحياة” لمارون بغدادي . ومن أهم أعمالها التلفزيونية نذكر تمارا وشجرة الدار وزنوبيا، وملكة تدمر . وقد اشتركت نضال الأشقر كممثلة بالعديد من المسرحيات .

وكانت نضال الأشقر أول فنانة عربية تنظم قراءات شعرية على خشبات المسارح . ومن ذلك أنها ألقت في عام 1987 قراءات متعددة في كل من مهرجان لندن، باريس، جامعة كولومبيا في أمريكا، أوتاوا، بغداد، دمشق، عمان، عُمان، بغداد، تونس، الجزائر، المغرب، اليمن . . إلخ . وفي عام 2006 نظمت قراءة شعرية احتفاءً بغونتر غراس (جائزة نوبل للآداب 1998) في اليمن، وكذلك الأمر مع وولي سوينكا في عام 2009 مهرجان دبي العالمي قراءات الشعر مع وولي سوينكا (الحائز على جائزة نوبل للآداب 1996) باللعربية والإنجليزية . وما زالت نضال الأشقر تقدم برنامجاً فنياً وفكرياً حافلاً كل سنة، وذلك من خلال “مسرح المدينة” الذي أسسته في بيروت بعد عودتها من عمَان .

ويوافق هذا العام احتفال الأشقر بيوبيلها الذهبي لدخول عالم الفكر والثقافة والمسرح، وقد تم تكريمها في احتفال خاص على هامش مهرجان الكتاب .

الخليج الإماراتية في

17/10/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)