حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

يسري نصرالله:

«المصريون» انتزعوا حريتهم ولن يفقدوا رجولتهم مرة أخري

كتب هالة عبد التواب

أجرت مجلة «لونوفيل أوبزرفاتور» الفرنسية بمناسبة عرض الفيلم المصري «18 يوم» بمهرجان كان السينمائي الدولي حوارا مع المخرج السينمائي يسري نصرالله وقد تطرق خلال الحوار إلي «موقعة الجمل» التي شهد أحداثها ميدان التحرير وكانت تلك الموقعة مدخلا عاما للحديث عن ثورة 25 يناير التي أبهرت العالم.

فيلم 18 يوم عبارة عن 10 أفلام قصيرة لـ10 مخرجين منهم يسري نصرالله شاركوا شباب الثورة أحلامهم في مصر ليسودها العدل والحرية والمساواة.

·         < كيف عشت أحداث الثورة؟

ـ كانت أيام مجيدة، كنا مئات الملايين في ميدان التحرير ،نكتشف بعضنا البعض ونكتشف أنفسنا... لم نكن نظن أننا قادرون علي مثل هذا الانجاز العظيم... لكن اليوم الأمر اختلف.

منذ اليوم الأول للمظاهرات وحتي رحيل مبارك في11 من فبراير ، كنت تدور ليلا ونهارا في فلك الأحداث..

بالتأكيد، فعندما لا أكون في ميدان التحرير، كنت أسهر في اللجان الشعبية لتأمين الحي الذي أسكن فيه. كنا معزولين عن العالم ،بلا تليفون أو انترنت فكنا نتحدث مع جيراننا للمرة الأولي.

كانت المناقشات لا تنتهي بين من يؤمنون بالثورة وحلموا بها منذ وقت طويل وبين من يخافون منها، لكن الكل أجمع علي أننا نعيش حدثا غير مسبوق فآخر ثورة عرفتها مصر كانت عام 1919 .

وبالرغم من سقوط مئات الشهداء في المواجهات مع الشرطة ، لم يلجأ المتظاهرون للعنف.. وهذا شيء عظيم!

·         < هل كان نزولك إلي الشارع كمواطن أم كسينمائي؟

ـ الاثنان معا! لقد قمت بتصوير أحداث الثورة بكاميرا جيب. قد قررت أنا وتسعة من زملائي السينمائيين ابتداء من شهر فبراير بتصوير 10 أفلام قصيرة مستوحاة من الواقع.

فيلمي "داخلي ـ خارجي" يحكي قصة رجل يرفض ان يترك زوجته تغادر بيت الزوجية للمشاركة في المظاهرات.. أما مروان حامد ، مخرج الفيلم الشهير "عمارة يعقوبيان" فقد اختار ان يصور فيلمه في تحقيق يدور في مقر أمن الدولة.

·         < فيلمك يتناول أحد الموضوعات المفضلة لديك : وضع المرأة..

ـ بالطبع ، ففي ميدان التحرير كانت النساء بالآلاف.. محجبات وغير محجبات. ولن أنسي أبدا شابا ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين عندما صعد علي المنصة وقال "أنا اليوم أقدم اعتذاري لكل الأخوات اللاتي لا ترتدين الحجاب لأنني عاملتهن علي أنهن غير محترمات، واليوم أقول لهن: نحن من كنا غير محترمين لنفكر بهذه الطريقة".

·         < لكن مع هذا، ألا تخشي تصاعد التيار الإسلامي؟

ـ ما يخيفني من الإخوان المسلمين ليس الإسلام، لكن الديكتاتورية الجديدة التي قد يتسببون في فرضها. إلا إنني مازلت متفائلا ،فالناس أصبحوا متمسكين بشدة بحرياتهم الفردية ولن يتركوا شيئا مثل هذا يحدث.

·         < هل تعتقد أنه لا يمكن لهذه الثورة أن تعود إلي الخلف..؟

ـ هذه الثورة ليست نظرية، كل المصريين من كل الطبقات الاجتماعية ، رجالا ونساء عاشوها وشعروا بها وجربوها. وأصبحت الآن جزءا من تاريخ كل منهم لا يمكن نسيان ذلك.. لن يسمح الناس بأن "يفقدوا رجولتهم" من جديد.

·         < قلت إن الديكتاتورية تخلق حالة من الكراهية للذات؟

ـ هذا هو شرط وجودها! فالديكتاتورية تحبس الإنسان داخل حدود عجزه: غير قادر علي شيء، لا يحاول فعل شيء ولا يريد أن يعرف شيئا.. إنها نظام يمكن أن يقضي علي روح الشعب.

·         < كيف تري اليوم دورك كمخرج؟

ـ مثل الإيطاليين واليابانيين بعد الحرب العالمية، كان للسينمائيين دور في علاج الأرواح الجريحة، ليس بمحو الأخطاء ولكن علي العكس بمواجهة مسئولياتنا. إن فيلم "احكي يا شهرزاد" دليل علي أننا لم نكن مخدوعين . كانت الأوضاع تغلي منذ وقت طويل.

·         < هل تبلورت لديك فكرة فيلمك القادم؟

ـ أنا مبهور بركاب الجمال الذين هاجموا المتظاهرين في ميدان التحرير، أريد أن أذهب لزيارتهم والاستماع إليهم.. ارفض أن أظل منساقا وراء تلك الصورة الوهمية التي روجتها وسائل الإعلام علي إنها "موقعة الجمل".. إن هذا الحدث يخفي وراءه حقيقة يجب أخذها في الاعتبار: الخوف الذي حرك هؤلاء الأشخاص، خوفهم من ألا يجدوا قوت يومهم . اليوم نحن نلعنهم ونجرح فيهم.. هذا شيء مشين!! نحن لم نقم بالثورة لنقسم الناس إلي أشرار وأخيار.

Ø       هل يمكن لسينما مصرية جديدة أن تزدهر بعد الثورة؟

ـ في الماضي ، كان عندما يخرج فيلم "خارج القطيع" كان علي الفور يتعرض إلي حملة تشويه علي طريقة "هذا فيلم مهرجانات لا يصلح للجمهور".. وهو ما أتضح خطأه.. الآن أفلامي تُعرض في التليفزيون ـ صحيح مع قطع بعض المشاهد، لكن لا بأس- والناس يتحدثون معي عن هذه الأفلام بحماس. لقد أصبح للسينما عليهم نفس التأثير الذي شعرت به وأنا طفل :شباك يسمح بمرور بعض الهواء والنور.

·         < ماذا تتوقع من الانتخابات القادمة في سبتمبر المقبل؟

ـ لن تكون سهلة .. ستكون هذه أول مرة نري أحزابا مستقلة ويجب أن نترك لهم الوقت لينظموا أوراقهم، فكل مؤسسات الدولة منهارة ما عدا الجيش.. ونحن نبدأ فعليا من الصفر وليس لدينا أي خبرة في المواطنة .. إلا أنني مليء بالأمل من أجل مصر.

·         < هل فكرت في يوسف شاهين، الذي توفي قبل أن يري انتصار الحرية؟

ـ أنا متأكد أنه الآن يقفز من السعادة في قبره!

الثورة ، هي أيضا القدرة علي ابتكار شيئ مختلف.. وقد كانت الشعارات المبتكرة خير دليل علي موهبة المصريين في هذا المجال..

نعم وكانت تنطوي أيضا علي الكثير من الفكاهة، فأنا أتذكر ذلك الشاب الذي رفع لافتة مكتوبا عليها "ارحل ! إيدي وجعتني".. إن القدرة علي الفكاهة هي جزء من استعادة الذات.. و يا له من نصر فاستعادة الذات تعطي الثقة والقدرة علي الحب..كم هو جميل هذا الشعب عندما لا يكون خاضعا.

روز اليوسف اليومية في

22/05/2011

 

من سرق روح مصر في مهرجان كان؟

رسالة كان‏:‏ أحمد عاطف 

في الساعة الواحدة صباحا بعد يوم تكريم مصر بمهرجان كان‏.‏ وقفت ومجموعة من الفنانين علي بداية الشاطئ الرملي الملاصق لصالة أجورا التي أقيم بها حفل العشاء الرسمي الذي غنت فيه فرقة وسط البلد‏.

وقال المصريون إنه حفل العشاء الرسمي الخاص بمصر‏.‏ لكن الدعوة التي وصلتني ووصلت آخرين مكتوب عليها‏(‏ حفل القسم الرسمي‏)‏ طبعا تجاهلني المسئولون المصريون عن توزيع الدعوات من الدعوة ـ لانتقاداتي الكبيرة السياسية والفنية أيضا لطريقة وشكل وضيوف المشاركة المصرية في المهرجان‏.‏ لكن ادارة المهرجان حادثتني تليفونيا وقامت هي نفسها بدعوتي‏.‏ وسألت باسكال ماركيزي مسئولة البروتوكول بالمهرجان‏:‏ هل هو حفل مصر؟ قالت لي لا‏,‏ فمعلوماتها انه حفل القسم الرسمي للمهرجان فهل بعد الاعتراضات الكثيرة التي أعلنها الكثيرون ألغي مهرجان كان العشاء الرسمي باسم مصر كما أعلن في بيانه الأول وصنع بدلا منه حفلا آخر؟

علي أرض الواقع كان الحفل هو حفل مصر بعد تغيير الاسم أغلب الحاضرين هم المصريون أو أصدقاؤهم الأجانب‏.‏ أما أصحاب الأفلام الأخري في القسم الرسمي فلم يحضروا ولا أية شخصيات معروفة أو أحد من العرب طبعا أول فضيحة في غياب المهمين عن حفلنا في الأيام التي سبق الحفل اشتكي لي أصدقاء من بلدان عربية‏,‏ منهم شخصيات رفيعة بحق‏,‏ من تجاهلهم من دعوة حضور الحفل من قبل السيدة ماجدة واصف مسئولة المشاركة المصرية بالمهرجان‏,‏ وهي التي سببت الكثير من المشاكل بسوء تصرفاتها في هذا الموضوع من بدايته‏.‏ عن نفسي ذهبت للحفل وأنا شبه متيقن أنه‏(‏ حفل القسم الرسمي للمهرجان‏)‏ ولو كان حفل مصر لذهبت أيضا رغم أنني اعلنت مقاطعتي لعرض فيلم‏(18‏ يوم‏)‏ بالمهرجان لأسبابي السياسية بل الفنية التي ذكرت في تقرير نشر في‏(‏ المسائي‏)‏ منذ أكثر من اسبوعين‏.‏

وبعدما تحادثت مع الفنان عمرو واكد الذي قاطع أيضا عرض‏(18‏ يوم‏)‏ لنفس الأسباب‏,‏ اتفقنا ان زيارة جناح مصر بسوق المهرجان الذي تقيمه وزارة السياحة المصرية‏,‏ وحفل مصر الذي ادارته سوق المهرجان‏,‏ يختلف عن مقاطعة فيلم‏(18‏ يوم‏)‏ الذي نأخذ موقفا سياسيا واضحا لا لبس فيه من منتجه الشاب مروان حامد‏,‏ ومن بعض صانعيه كشريف عرفة‏,‏ وبعض ممثليه مثل يسرا‏,‏ وكانوا من أهم داعمي النظام السابق والمروجين له ومخرجي حملاته التليفزيونية‏.‏ وكذلك قاطع الاحتفالية السفير المصري بباريس وخالد النبوي وواكد اللذان حضرا المهرجان‏,‏ ولم يحضرا الفيلم‏,‏ ولم يصعدا السجادة الحمراء التي احتلتها يسرا‏,‏ وبعض صغار الممثلين مثل محمد كريم‏.‏

عودة لمشهد بداية المقال علي البحر في الحفل‏,‏ فكان الحوار يدور عن المستوي الفني لفيلم‏(18‏ يوم‏)‏ والانطباعات عنه‏,‏ كنت طوال الساعة التي سبقتها قد سألت ما لا يقل عن عشرين شخصا منهم الفنانة مني زكي والناقدان طارق الشناوي وياسر محب والمذيعة انجي أنور وعدد من العاملين بالفيلم بالإضافة لنقاد عرب كبار منهم انتشال التميمي مسئول البرنامج العربي في مهرجان أبوظبي‏,‏ كما استطلعت آراء بعض التقنيين العاملين في الفيلم من مديري التصوير‏,‏ واجمعوا علي أن الأفلام العشرة القصيرة التي تكون منها فيلم‏(18‏ يوم‏)‏ ليسا إلا فيلمان جيدان‏,‏ هما‏(‏ سبرتو‏)‏ لأحمد علاء و‏(‏خلقة ربنا‏)‏ لبلال فضل وكاملة أبوذكري‏,‏ والباقي دون المتوسط وهناك اجماع علي أن أسوأ الأفلام هو‏(‏ احتباس‏)‏ لشريف عرفة يليه‏(19‏ ـ‏19)‏ لمروان حامد‏,‏ وهذا ليس مبالغة مرتبطة بالاعتراض عليهما منذ البداية‏,‏ لكنها آراء مشاهدي الفيلم‏.‏

وبينما نحن علي البحر نتحادث عن الموضوع بهدوء اقترب منا المخرج سامح عبدالعزيز‏(‏ مخرج فيلمي الفرح وكباريه‏)‏ وفيلم‏(‏ صرخة نملة‏)‏ الذي يعرضه المهرجان أيضا في التكريم‏,‏ وقد اشتعل غضبا وبدأ يصرخ بكل معني الكلمة‏(‏ اللي أنا شفته النهاردة دا‏,‏ دا بيزنس عالي‏.‏ فيلم‏18‏ يوم دا مش سينما دا تظبيط عالي قوي مع فرنسا وأوروبا‏.‏ لكن دي مش مصر اللي في الفيلم ولا دي السينما المصرية‏.‏ أنا رعلان قوي علي مصر وان دي تكون الأفلام اللي بتعبر عنها‏.‏ فين الثورة في الأفلام دي‏.‏ فين الناس اللي ماتت في الثورة‏.‏ فين روح مصر‏.‏ مين سرقها في الفيلم دا؟‏)‏ كنا نحاول أن نهدئ من روع سامح أنا والفنانون رانيا يوسف وعمرو عبدالجليل وخالد بو النجا والسيناريست طارق عبدالجليل ومدير التصوير أحمد يوسف والمستشار الثقافي المصري بباريس‏,‏ لكننا خلال ساعة كاملة لم نستطع ايقاف طوفان الصراحة الذي انطلق علي لسانه‏,‏ واعتقد أنه الحق‏,‏ وأنا اعتقدت ذلك معه أيضا‏.‏

منذ البداية وأنا لا ارتاح لتجرية فيلم انتاج فيلم‏(18‏ يوم‏)‏ وبقدر ما أنا متيقن من النية النقية والحماسة النظيفة لأغلب الفنيين بالفيلم وبعض ممثليه كالمونتيرة مني ربيع ومدير التصوير أحمد المرسي والممثلين عمرو واكد ومني زكي والكثير الكثير غيرهم‏,‏ فإنني لم أكن واثقا من الدوافع النبيلة لمبادرة مروان حامد في انتاج الفيلم ليس لانحياز مروان للنظام السابق‏,‏ ولكني لأنني لم أر مروان ينحاز لأية أنشطة أو أبعاد فنية أو ثقافية من قبل‏.‏ انه مجرد شاب يتمتع ببعض الموهبة في الاخراج وبرغبة محمومة فقط في النجاح‏,‏ ليس صاحب فكر عظيم أو صاحب هم ظاهر ومسبق بالشأن العام‏.‏ فليس هو الذي أثق في نواياه عندما ينتج هذا الفيلم الجماعي عن الثورة‏,‏ حتي لو شارك هو فيها‏.‏ ونفس الرأي ينطبق علي يسري نصر الله الذي شاركه مبادرة دعوة الفنانين للمشاركة في فيلم‏(18‏ يوم‏)‏ فهو بالنسبة لي مخرج مهم‏,‏ وإنسان احترمه لكن آراءه دائما متأثرة بأهوائه الشخصية‏,‏ وليست موضوعية بالقدر الكافي‏.‏ وهو الذي جاء بيسرا للعمل في الجزء الخاص به من هذا الفيلم وكان الأولي به أن يجيء بأحد ليس محل جدال من الثورة‏.‏

أري أن مروان ويسري خدعا أغلب المشاركين في الفيلم‏,‏ واستغلا حماسهم الكبير للثورة وورطوهم في عمل مسلوق غير ناضج متهافت فنيا‏,‏ كما أجمع الناس علي وصفه وكانت النتيجة ان الفيلم لم يعط أية صورة جيدة لا عن الثورة المصرية‏,‏ ولا السينما المصرية‏.‏ ولا أري اعلان شركة مروان حامد المنتجة للفيلم ان الايرادات المزمعة له ستوجه إلي أهالي الضحايا أو لحملات توعية سياسية بالأرياف الا ضربا من المزايدة المقيتة‏.‏ فما حاجتنا نحن كمصريين بمعرفة ذلك‏.‏ وهل سنراقب حسابات الشركة لنتأكد ولماذا تحاولون التأكيد أن ما تفعلونه نقي رغم أن رائحته تزكم الأنوف‏.‏

إن عملية صناعة فيلم‏18‏ يوم واختياره بمهرجان كان درس كبير لابد ان نتوقف عنده‏:‏ خداع باسم الثورة‏.‏ استغلال لحماس فنانين‏,‏ جلب فنانين لغسل سمعتهم‏.‏ ركوب الموجة الجديدة‏,‏ والاقتتال لتصدر المشهد من أصحاب النظام السابق‏.‏ أو كما قالت لي مديرة قسم السينما بمنظمة الفرانكفونية‏(‏ عملية اعادة العذرية‏)‏ إننا جميعا نحلم بتنظيف هذا الوطن ممن أفسدوه ونحن أيضا ضد أن يخون بعضنا البعض‏,‏ أو أن ننصب المحاكم لكننا نقول لمن يكررون ما فعلوه في الأزمة السابقة من خداع براق وادعاء النقاء رغم ظهور النوايا‏:‏ توقفوا وتغيروا فقد تغير الزمن‏..‏ ألا تفيقون؟ لن تكون مصر‏(‏ بيزنسكم‏)‏ الخاص الشهي‏.‏ ابتعدوا عنها‏.‏

أما ماجدة واصف التي اختارها مهرجان كان لاختيار الأفلام المصرية المشاركة في التكريم واختيار الفنانين المشاركين‏,‏ بل اختيار ضيوف الحفل‏.‏ طبعا من يوكل له أمر كهذا لابد أن يتحلي بمسئولية اخلاقية فوق العادة تجعله يصنع مايشرف ويتجاهل ما يشين ويبعد أية جدل محتمل في مناسبة مهمة كهذه‏,‏ لكن نتحدث عن سيدة تنتفض غضبا من مجرد حوار عادي ورد به ما يعارض رأيها‏,‏ وغالبا ما يتحكم مزاجها الشخصي أو مصالحها في اختياراتها‏.‏ وطوال مسئولياتها عن مهرجان السينما العربية بباريس لأكثر من‏15‏ عاما كان دينها وديدنها حب هذا الشخص وكره ذاك ولهذه السيدة ابنة شابة هي ميريت ميخائيل جعلتها معها عند تكريم مصر تتحكم وتنهي وتأمر وتدعو ذاك وتتجاهل الآخر‏.‏

أضف إلي كل ذلك المأساة التي صنعها وزير الثقافة الذي اعتذر عن عدم حضور تكريم مصر بالمهرجان‏,‏ وأناب عنه خالد عبدالجليل رئيس المركز القومي للسينما‏.‏ هذا الاخير الذي كان من أساطين أمانة العضوية بالحزب الوطني ومن أوائل من خرجوا في مظاهرات مصطفي محمود المهاجمة للثورة حتي إن‏42‏ فنانا من المركز القومي للسينما منهم السيناريست زينب عزيز و‏55‏ سينمائيا منهم داود عبدالسيد ومحمد خان وقعوا بيانين للمطالبة برحيل عبدالجليل عن منصبه ومحاسبته‏,‏ فكيف يجيء عماد أبو غازي ليختاره ممثلا رسميا لمصر في احتفالية كان؟‏!.‏ السنا بالفعل أمامنا طريق طويل لتنظيف البيت؟ ماذا أنتم فاعلون أيها الثوار في ملف الثقافة والسينما في مصر؟

الأهرام المسائي في

22/05/2011

 

اليوم جوائز كــــــان ‏64‏

بقلم‏:‏ سعيد عبد الغني 

مساء اليوم‏,‏ هو مساء القلق‏,‏ ودقات قلوب النجوم‏,‏ والأمل في الحصول علي جائزة السعفة الذهبية‏,‏ عندما يفتح الظرف ويعلن مقدم أو مقدمة اسم الفائزة بالسعفة‏,‏ ولكن هناك حيرة تفرض مفاجآت جوائز السعفة الذهبية هذا العام‏.‏

فلجان التحكيم في حيرة حول اتخاذ قرارات الفوز بالسعفة‏,‏ فهناك أفلام ليست علي مستوي المسابقات الرسمية‏,‏ وهناك أفلام خارج المسابقات الرسمية أقوي وعلي مستوي يرشحها لجوائز كان وسعفته الذهبية‏.‏

وهذه الحيرة تنظر إلي ترشيحات بعض الأفلام للفوز‏,‏ منها فيلم شجرة الحياة وهو دراما أسرية حول المعني الحقيقي للحياة‏,‏ وهو بطولة شون بن وبراد بيت واخراج تيراس ماليك‏,‏ وهو الفيلم الأمريكي الوحيد المشارك في كان هذا العام وفي المسابقة الرسمية‏,‏ والفيلم الثاني ميلانكوليا مناخوليا للمخرج الدنماركي لارس فون ترير‏,‏ بطولة الفرنسية شارلوت ويحكي تاريخ سيدتين تتأملان النهاية المحتملة للكون‏,‏ والثالث هو فيلم الصبي ذو الدراجة اخراج الاخوين دراديني الفائزين بالسعفة اخراجا العام الماضي‏,‏ والفيلم الأخير أصبح لدينا بابا اخراج ناني مدريتي الايطالي‏,‏ وأحداثه حول علاقة البابا المنتخب حديثا وطبيبه‏.‏

وهناك ترشيحات المخرجين للفوز منهم الاسباني بيدرو والدنماركي لارس ترير والبلجيكيين باراديني والايطالي ناني موريني‏,‏ وهناك مخرجان مرشحان لأول مرة هما النمساوي ماركوس شلينزر والاسترالية جوليالي‏.‏

وتمتد الحيرة إلي أفلام المخرجات بعد أن وصل عددهن هذا العام إلي‏4‏ مخرجات‏,‏ بعد الاحتجاج الذي قدمته‏200‏ مخرجة العام الماضي لكان بعدم وجود مخرجات في دورته العام الماضي‏,‏ فوصلن هذا العام إلي هذا العدد‏,‏ وقدمت منهن أفلام عن الأطفال لتزداد حيرة اللجان حول امكانية منح الأطفال لجوائز السعفة الذهبية عن أدوارهم في الأفلام‏,‏ منها فيلم بوليس للمخرجة الفرنسية والممثلة مايوين وهو عن رعاية البوليس للأطفال‏,‏ وفيلم يجب أن نتحدث عن كيفين للمخرجة الاسكتلندية ليني رامساي‏,‏ ويحكي العلاقة المرتبكة بين أم وطفلها‏,‏ بطولة تيلدا سونيتني الأم وطفلها والمخرجة الثالثة الاسترالية جوليا لي‏,‏ وقدمت فيلم الجمال النائم ثم تأتي الرابعة المخرجة اليابانية نعومي كاوسي‏,‏ تقدم فيلم ظلال اللون الأحمر وهو أحد الأفلام المرشحة بقوة لنيل جائزة السعفة الذهبية‏.‏

والحيرة أيضا بسبب هذا العدد الكبير الذي يتسابق علي الجوائز في الأقسام المتعددة الذي وصل إلي‏6‏ أقسام بها‏74‏ فيلما طويلا و‏270‏ فيلما قصيرا‏,‏ هذا غير الفيلم المفاجأة الذي عرض أمس قبل الختام‏.

ونحن نعيش مع النجوم لحظات الحيرة والقلق انتظارا لاعلان الفوز بجوائز السعفة الذهبية ونشاهد رد فعل النجوم والنجمات ولكل فائز بالجائزة تعبير عن الفوز بالدموع والصراخ‏,‏ والصمت الرهيب‏.‏ 

جائزة النقاد لفيلم فنلندي وتنويه بفيلم اللبنانية نادين لبكي

أعلنت أولي جوائز لجان تحكيم مهرجان كان مساء أمس السبت بتوزيع جوائز لجنة تحكيم النقاد الدولية ولجنة تحكيم الكنائس العالمية حيث منحت لجنة الاتحاد الدولي للنقاد.

التي يشارك في عضويتها هذا العام المخرج والناقد المصري أحمد عاطف جوائزها لثلاثة أفلام في الاقسام المختلفة فمنحت الفيلم الفنلندي المرفأ اخراج أكي كارزوماكي جائزتها عن المسابقة الرسمية والفيلم الفرنسي‏(‏ تجربة الدولة أو الوزير‏)‏ جائزتها عن قسم نظرة خاص والفيلم الامريكي‏(‏ اتخذ مأوي‏)‏ اخراج جيف نيكولز عن الأقسام الموازية‏(‏ نصف شهر المخرجين واسبوع النقاد‏)‏ ويظهر بالصورة أحمد عاطف مع رئيس اللجنة الناقد البرازيلي خوسيه كارلوس افيلار أثناء تسليم المخرج الفرنسي بيير شولر جائزته عن فيلم الوزير‏.‏

في الحفل نفسه توزيع جائزة لجنة تحكيم الكنائس الدولية وفاز بها الفيلم الايطالي‏(‏ لابد أن يكون هذا هو المكان‏)‏ لباولو سورنتينو بينما فاز بتنويه خاص الفيلم الفنلندي المرفأ وكذلك تنويه اخر لفيلم‏(‏ هلق لوين‏)‏ للمخرجة اللبنانية نادين لبكي التي تظهر بالصورة أيضا مع رئيس لجنة تحكيم الكنائس الذي تلي نص استحقاقها لرسالة فيلمها المتسامحة‏.‏

الأهرام المسائي في

22/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)