حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

لجنة تحكيم برئاسة دي نيرو و٢٠ فيلماً للمسابقة الرسمية وفسحتان لتونس ومصر في مهرجان «كانّ»

مجزرة الرؤساء وسينما المرأة ووودي ألن للافتتاح

زياد الخزاعي

لن يكون اختيار ثنائي مهرجان «كانّ» السينمائي، الرئيس جيل جاكوب ومندوبه العام تيري فريمو، جديد المخرج الأميركي المخضرم وودي آلن، الذي يحمل عنواناً رومانسياً صارخاً هو «منتصف الليل في باريس»، لحفل افتتاح الدورة الرابعة والستين مساء أمس الأربعاء، بريئاً من غرضه السياسي (سيكون الختام من نصيب «الأحبّة» للفرنسي الموهوب كريستوف أونريه). إذ أن حكاية الحب الفرنسية، التي تؤدّي فيها كارلا بروني زوجة الرئيس نيكولا ساركوزي دوراً ثانوياً كمرشدة سياحية في متحف، عزّز اللغط السياسي وألسنته حول فيلم روائي آخر يتصدّى للملابسات التي رافقت صعود السياسي الشاب إلى سُدّة الحكم، قبل أن يُصبح أقلّ رؤساء الجمهورية شعبيةً. ذلك أن فيلم «لا كونكيت» (انتزاع الحكم) لكزافييه دورينجيه، المقرَّر عرضه خارج المسابقة، قسَم الرأي العام بشأن الأسرار التي تسرّبت من النص، ومسّت خفايا انتخابه عام 2007، قبل انهيار زواجه من سيسيليا. يتهكّم العمل على قدرته على الخنوع، وعلى ضعفه وأنفته الهزلية التي تُسهِّل له شتم مساعديه، وشكواه كونه «محاطاً بثلِّة من الأغبياء». حمَل سياسيون ومراقبون فرنسيون على نصّ دورينجيه، الذي قورن بنظيره البريطاني «الأنشوطة» المتهكِّم بدوره على رئيس الوزراء السابق طوني بلير، بأنه استغلّ وضعاً خاصاً بشخصية مسؤولة، قد تُشكِّل سابقة في كشف عورات السياسيين، وتهدِّد خصوصياتهم التي يكفلها لهم القانون، ويُسهِّل النيل منهم لأغراض لا تتعلق بأدائهم ونزاهتهم. أسئلة الحياة والموتعلى المنوال نفسه، استبقت الصحافة البريطانية رحلة المليونير المصري والمالك السابق لمتاجر «هارودز» العريقة محمد الفايد إلى «كانّ»، لعرض فيلم وثائقي قيل إنه ساهم في إنتاجه بعنوان استفزازيّ «قتل غير قانوني»، سيُعرض أمام الموزّعين وروّاد «سوق الفيلم»، في محاولة تسليعه دولياً: تدور فصوله حول ملابسات مقتل الأميرة ديانا وعشيقها دودي الفايد، اللذين كانا يخطّطان لإعلان خطبتهما الرسمية في باريس، في حادث سير غامض في 31 آب 1997، يراها الفايد أنها مدبَّرة من بلاط سانت جيمس. سعى مخرج الفيلم ومنتجه الممثل الكوميدي كيث آلن إلى فتح ملفات، قال إن قيادات استخباراتية عليا لا تريد الاقتراب من حقائقها. يبدأ الفيلم، الذي حذر الإعلام اليميني من أنه سيُشعل نيراناً في الرداء الملكي البريطاني، بمساجلة التحقيقات الرسمية التي شرعت بها السلطات عام 2007، والمعارك التي خاضها الفايد ضد طوني بلير، باعتباره العقل المدبّر لـ«جريمة باريس». وبحسب تعبيره، فـ«إن التحقيقات قتلٌ غير قانوني». وألمح آلن إلى أن هناك تورّطاً حكومياً مقصوداً للتغطية على خفايا قرار التصفية. وذكرت تقارير صحافية أن الفيلم يضمّ تسجيلات صوتية للأميرة الراحلة، تعترف فيها أن «امرأة مثلي تسعى إلى أن تكون قوية في محيطها، تُعدّ مشكلة». وكما هو معروف عن صلابة الفايد وإصراره على كشف الحقيقة، فإن منظّمي مهرجان «كانّ» يتخوّفون من القنابل التي سيُفجّرها المليونير المصري خلال المؤتمر الصحافي، الذي يُمكن أن يستقطب هرجاً إعلاميا وإثارة سياسية.

اللغط أيضاً يُطلّ بلسانه حول العمل الأخير للمخرج الروماني الأصل الفرنسي الهوية رادو ميهائيليو «ينبوع النساء» (المسابقة الرسمية)، الذي اعتبره البعض تجاسراً سينمائياً يمسّ المرأة المغربية، ويلفِّق (بحسب دعاوى هذا البعض) أحداثاً تجري في قرية تابعة لمنطقة واقعة بين الشمال الأفريقي والشرق الأوسط، حيث تنظِّم نساؤها «إضراباً جنسياً» ضد رجالهنّ، بقيادة العروس الشابة ليلى، التي تحرِّضهن على وقف حضنات الحب والمواقعات الجنسية، حتى رضوخ الذكور وإجبارهم على مدّ قناة ماء الى القرية، وإنهاء عذاباتهنّ في الرحلة اليومية المضنية للينبوع البعيد. ورأت أصوات تسبيقية أن الحدث الملفق يعطي انطباعاً أن فكرة من هذا النوع لا تخطر إلاّ على بال نسوة همّهنّ فروجهنّ. ومع أن هذه الحجج تدخل ضمن عصاب إعلامي لم يمتحن العمل ومشاهدته قبل إطلاق لغطهم، الذي ستستفيد منه الجهة المنتجة بالضرورة، وسيكون على حضور «كانّ» الانتظار حتى صبيحة الواحد والعشرين من أيار الجاري للفصل بشأن جدِّيته أو تلفيقه الدرامي. يُذكر أن هناك فيلماً للمخرجة المغربية الشابة ليلى كيلاني بعنوان «على الحافة»، يُعرض في تظاهرة «أسبوعي المخرجين» المعنيّة بالمواهب الواعدة، عن أربع فتيات في العشرينيات من أعمارهنّ، يعملن في مصنع لتعليب السمك في طنجة.مزيد من اللغطهناك عشرون فيلماً في المسابقة الرسمية (إلى تكريمين اثنين للمخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي والممثل الفرنسي جان ـ بول بلومندو) ضمّت، كسابقة نسوية، أفلاماً لأربع مخرجات عالميات، تراوحت نصوصها بين الهمّ الذاتي، كما في باكورة الكاتبة الأسترالية جوليا لي (1970) «الجمال النائم»، الذي يُتوَقّع أن يثير لغطاً إعلامياً، نظراً إلى حكايته الدائرة في ماخور وسط باريس المعاصرة، بطلتها الطالبة الجامعية الشابة لوسي (إيميلي براوننغ) المنغمرة في لعبة طائشة حول مآلات جسدها عندما تغطّ في نومها، تشبّهاً بالحكاية الشعبية للأميرة النائمة، فيما يتفنّن الزبائن الرجال بملذاتهم المحرّمة في تفاصيله الغضّة. الهمّ العائلي، كما في «نحن بحاجة إلى التحدّث عن كيفن» للبريطانية ليني رامسي، المقتبس عن رواية الكاتبة الأميركية ليونيل شريفر (جائزة «أورنج»، 2005)، عن مجزرة يرتكبها الفتى العصابي كيفن بحقّ زملائه في المدرسة، ردّاً على تحقيره وإقصائه، تُسرد تداعياتها على لسان أمه إيفا خادتشادوريان في رسائل إلى والده. هناك أيضاً الهمّ الإيمانيّ في «هانيزو» لليابانية ناوامي كاواسي، المأخوذ عن رواية الكاتب باندو ماساكو، عن يوميات الشابين تاكومي وكايوكو وامتحاناتهما لأعراف الأجداد بشأن الإيمان والموت والحب والعشرة والعائلة والموت. أما الفيلم الرابع، فهو للممثلة والمخرجة الفرنسية مايون لو بيسكو «تلميع»، الساعي إلى همّ الالتزام، وفيه نظرة قاسية على العالم الداخلي للبطلة الشابة ميليسيا البرجوازية، التي تُكلفها وزارة الداخلية إنجاز شريط وثائقي عن سجن للأحداث، وتَولُّه الشاب فْرِد بها، على الرغم من معاناته الانكسار الفاجع في كيانه.

تكمن قوة الدورة الجديدة هذه، التي يرأس لجنة تحكيمها الممثل الأميركي القدير روبرت دي نيرو، في حضور جمهرة صنّاع سينما من المتمرّسين في مسابقته الرسمية، الأمر الذي يجعلها «مضمونة النجاح»، ما يعزّز قوّة المهرجان، الذي يمكن القول أن لا منافس له في قوّة استقطاباته، ووسع جماهيريته، وقوة مؤسسته الإعلامية، وتعاظم حصانته المالية. من هنا، يُفهم لماذا تعمّد الأميركي تيرنس ماليك التريّث في عرض «شجرة الحياة»، جديده الذي ينتظره الجميع، في «كانّ»، من دون المهرجانات الأخرى» يؤدّي شون بن فيه شخصية جاك، الذي نتابع صيرورته في ربوع تكساس، ما يحقّق شعيرة الموت لـ«الروح الهائمة في العالم المعاصر». ومثله في التريّث، يعود الدانماركي لارس فون تراير ليثير لغطاً سينمائياً مع «كآبة»، بعد أن أثار حفيظة الجميع قبل عامين بدموية عمله «المسيح الدجّال»: حكاية الخصام الدائم بين الشقيقتين جستين وكلير (الممثلتان الأميركية كريستين دانس والفرنسية شارلوت غيسنبور). مع وقوع الأولى بُعيد زفافها في حالة قاسية من الكآبة، تحافظ الأخرى على قوّتها الداخلية كإيمان مطلق بالقدر المقبل، مع اقتراب كوكب غامض ليصطدم بكرتنا الأرضية ويمحقها. زميلهما الإسباني بيدرو (المظفر) ألمودوفار يسعى إلى مفهوم الظفر الشخصي بالعقاب في جديده «الجلد الذي أسكنه»، مع أنتونيو بانديراس الذي يؤدّي دور جرّاح يطارد مغتصب ابنته. أما الإيطالي ناني موريتي، فيعرض كوميدياه الجديدة «عندنا حبر أعظم»، عن العلاقة الهزلية بين بابا الفاتيكان المنتخَب القس الفرنسي ميلفل (ميشال بيكولي) وطبيب نفسيّ (موريتي)، فيبلغ الفيلم قمّة تهكّمه على مكائد قساوسة المؤسسة الدينية النافذة. على منواله، يقدّم الفنلندي آكي كاوريسماكي عمله «لوهافر»، بعد غياب استمر منذ عام 2006 (أضواء في الغسق)، عن ملمّع أحذية يحاول جهده لإنقاذ طفل أفريقي مهاجر في المدينة البحرية الفرنسية لوهافر. التركي نوري بيلجي جيلان يعرض «كان يا ما كان في الأناضول» حول يوميات طبيب يعيش في العمق الجبلي، ويعود الأخوان البلجيكيان جان بيار ولوك داردن إلى الكروازيت، بعد السعفتين الذهبيتين («روزيتا» عام 1999 و«الإبن» عام 2005) بفيلمهما «الصبي مع درّاجته الهوائية»، الذي تؤدّي الممثلة الفرنسية سيسيل دو فرانس فيه دور شابة يتولّه بها صبي تخلّى عنه والده. ويعود الإيطالي باولو سورينتينو بفيلمه الجديد «هذا المكان على ما يبدو»، الذي يؤدّي الأميركي شون بن فيه دور موسيقيّ ثري ضاق ذرعاً بتقاعده المبكر، فيقرِّر فكّ لغز سعي والده إلى الاقتصاص من معذّبه النازيّ. اقتباساتبالإضافة إلى هؤلاء، هناك الياباني تاكاشي ميكي، الذي يستكمل نشاطه في سرد حكايات محاربي الساموراي، بفيلمه «هاراكيري: موت محارب ساموراي»، مصوِّراً إياه بنظام «الأبعاد الثلاثة»: حكاية تحدث في القرن السابع عشر، بطلها مقاتل شاب من النبلاء يدعى هانشيرو، يُرغم على أداء طقوس الانتحار الياباني المعروف بالـ«هاراكيري» في باحة قصر الإقطاعي الظالم كاغاتشيو، مستعيداً حكاية المقاتل موتومي الذي فضّل الموت على الإهانة، فتدفعه إلى القصاص من الأخير ومحاربيه في معركة ملحمية يكثر فيها الدم. من ناحيته، بدا النمسوي ماركوس شلاينزير أكثر المشاركين نزوعاً نحو الغموض بشأن باكورته «مايكل»: العلاقة الملتبسة بين صبي في العاشرة من عمره ورجل في الخامسة والثلاثين (إسقاط سينمائي لظاهرة الاختفاءات الغامضة للأطفال في أوروبا). إسرائيلياً، يشارك جوزيف سيدار (1968) بـ«حاشية»، حول صدام عائلي بين أب أكاديمي عصامي وابنه الذي يمزّق دواخله حسده الأعمى. ويعزّز الدانماركي نيكولاس ويندينغ ريفن (1970) شهرته الدولية التي بدأت منذ عمله العنيف «برونسون» (2008) ولاحقاً بفيلمه الفلسفي «بعث فيلهالا» (فينيسيا 2009)، بنصه التشويقي «سياقة»، الذي اقتبسه حسين أميني عن كتاب لجيمس ساليس عن بديل مَشَاهد خطرة يعمل في هوليوود (رايان غوسلين)، يجد نفسه مُطَارَداً بعد سرقة كبرى لمصرف، فشلت في ظروف غامضة، وهو داخل سيارة مع شريكة شابة (كاري موليغن). ويقدّم المخرج المخضرم آلان كافيليه (1930) عمله الذي يحمل الرقم عشرين في مسيرته الطويلة، بعنوان «أبانا» مع الممثل فنسنت ليندون. أما ميشيل هزانوفيك، فقد فاجأته إدارة المهرجان بإدراج فيلمه «الفنانة» في المسابقة الرسمية في اللحظات الأخيرة: يرصد فيه صعود ممثلة شابة مع بداية السينما الناطقة، وتشظّي رعيل الفيلم الصامت.

السفير اللبنانية في

12/05/2011

 

«18 يوماً» عمر الثورة المصرية لعشرة مخرجين

نديم جرجورة 

يُمكن القول، ببساطة، إن الآثار الفنية الأولى، التي أنتجتها «ثورة 25 يناير» في مصر، بدأت تظهر للعيان. يُمكن القول إن البذور الفنية المتأتية من هذا الحراك الشعبي العفوي باتت جاهزة لتوليد عناوين متفرّقة، لا شكّ في أن قراءتها النقدية الهادئة مقبلة لاحقاً. تزامن هذا كلّه وظهور نتاجات بصرية متعدّدة من تونس، البلد العربي الأول الذي أطلق «ربيع العرب» مطيحاً بنظاميّ زين العابدين بن علي وحسني مبارك، وهازّاً عروش أنظمة أخرى كليبيا واليمن وسوريا. هذا ما تتيحه الدورة الرابعة والستين لمهرجان «كانّ» السينمائي، التي انطلقت مساء أمس (وتنتهي مساء الثاني والعشرين من أيار الجاري): قبل أيام قليلة، أعلنت إدارة المهرجان السينمائي الأعرق والأهمّ تخصيص حيّز ما بدولتي تونس ومصر، احتفاءً بالانجاز الشعبي الثوريّ، بعرض أفلام مختارة من الإنتاجات الأخيرة.«لا خوف بعد اليوم»أولاً، هناك تونس. فقد ذكرت معلومات صحافية أن «الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام»، بالتنسيق مع «جمعية السينمائيين (المكتب المؤقّت)» وبإشراف «وزارة الثقافة»، أعـدّت برنامجاً خاصّاً بالمُشاركة التونسية في المهرجان، اختير فيه «لا خوف بعد اليوم» لمراد الشــيخ لعرضه في قسم «عروض خاصّة». وسيُكرَّم الراحل الطاهر شريعة في احتفال ساهمت في ترتيبه «المنظّمة الدولية للفرنكوفونية»، في إطار مسعاها إلى «فتح آفاق جديدة للسينما التونسية، وجيل الشبّان من المنتجين والمخرجين، (خصوصاً) في ما يتعلّق بالإنتاج المشترك. وذلك في إطار لقاء تُنظّمه «الغرفة الوطنية...» و«جمعية المنتجين الفرنسيين» و«المركز الوطني السينمائي الفرنسي» في السابع عشر من أيار الجاري. كما دعت «الغرفة» نفسها خمسة سينمائيين شباب لمتابعة الدورة الرابعة والستين هذه، كي «يتسنّى لهم تعريف إنتاجاتهم، والبحث عن فرص إنتاج وتوزيع لأعمالهم». وفي المناسبة، تُعرض خمسة أفلام في إطار «ركن الأفلام القصيرة» في «سوق الفيلم»، اختارها «المعهد الفرنسي للتعاون بتونس»، أنجزها معزّ بن حسن ومحمد بن عطية ومليك عمارة وأمان الغربي ونصر الدين معاطي، بالإضافة إلى «ماء الورد» للمنتج غانم غوار. أضافت المعلومات الصحافية أن خالد البرصاوي ومحمد علي بن حمراء يُشاركان في ورشة المنتجين: «سيكون الجناح 107 في «القرية الدولية» الفضاء الأمثل للسينمائيين التونسيين للتلاقي مع زملائهم العرب والأجانب، ومنصّة لإطلاق مشاريع سينمائية واعدة»، كما سيكون الجناح نفسه «في حلّة متميّزة تُعبّر عن ثورة الحرية، بعرض فيلم وثائقي قصير رَصَد يوميات الثورة، أنجزه إلياس بكار، وصوَر تُخلّد مشاهد من الثورة. فضلاً عن سلسلة عروض لأفلام متفرّقة وثّقت الحدث». أما داخل «سوق الفيلم»، وبحسب المعطيات الصحافية نفسها، فستعمل «الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام» على تسويق «تونس الجديدة»، باعتبارها «وجهة نموذجية للتصوير والسياحة»، بعرض ملصقات عدّة في أروقة السوق، وصفحات دعائية في المجلاّت السينمائية المتخصّصة.

أما بالنسبة إلى مصر، فهناك مشروع وحيد استطاع أن يبصر النور في الفترة القياسية الممتدّة من انتهاء الحراك الشعبي وانطلاق الدورة الجديدة لمهرجان «كانّ»، وهو «18 يوماً»: عنوان فيلم جماعي مؤلَّف من عشرة أفلام قصيرة، بتوقيع عشرة مخرجين مصريين مُكرَّسين وصاعدين. اللافت للانتباه في هذه التجربة، وبحسب تعليقات صحافية ونقدية متفرّقة، كامنٌ في أنها جمعت مخرجين معروفين بآخرين شباب، وبعاملين في صناعة أنماط شتـّى من الفن البصري: منهم من اشتهر بالكوميـديا، ومنهم من عُرِف بفضل التلفـزيون، وذلك بقــيادة المخرج المعروف يسري نصر الله، الذي قدّم آخر أفلامه عام 2009 بعنوان «إحكي يا شهرزاد»، المستلّة مادته الدرامية من واقع الحال المأزوم في المجتمع المصري، على مستوى العلاقة الصدامية القائمة بين هذا المجتمع ونسائه، اللواتي وجدن أنفسهنّ في مواجهة عنيفة ضد سلطة الرجل، وضد الأحكام المسبقة، وضد القمع المبطّن والفقر والآلام والتمزّقات. في الإطار نفسه، يُذكر أن مشاركة نصر الله في «18 يوماً» لم تقف عند حدّ الإشراف العام على المشروع، لأنها أثمرت فيلماً قصيراً بعنوان «داخلي- خارجي»، دارت أحداثه في شقّة أسرة مصرية، راصداً ردود فعل أفرادها إزاء اندلاع الثورة. وقد احتاج تصوير الفيلم، كما قال المخرج، إلى يوم ونصف اليوم فقط.

شارك في المشروع أيضاً، الذي يرمز عنوانه إلى الأيام الثمانية عشر الأولى من الثورة، المخرج شريف عرفة بفيلم «احتــباس». ومن سيـنمائيي الجيل الأصغر، انضمّ إلى اللائحة مروان حامد (صاحب «عمارة يعقوبيان») بفيلم «19-19» وكاملة أبو ذكري (مخرجة «واحد ـ صفر» و«ملك وكتابة») بفيلم «خلقة ربّنا»، وخالد مرعي، المعروف بإخراج أفلام كوميدية للممثل أحمد حلمي مثل «عــسل إسود» و«بــلبل حيران»، بفيلم «كعك التحرير». هناك أيضاً محمد علي وفيلمه «لما يجـيك الطوفان»، علماً أن علي معروف بتجربته في الدراما التلفزيونية من خلال «مجنون ليلى» و«أهل كايرو». مثله، جاءت مريم أبو عوف من تجربة «هالة والمستخبي» في الدراما التلـفزيونية، لتقدّم في «18 يوماً» فيلماً قصيراً بعنـوان «تحرير 2/ 2». هناك أيضاً أحمد علاء في «حلاّق الثورة»، هو الآتي من تجربة طويلة مع شريف عرفة، الذي عمل معه مساعد مخرج في أفلام عدّة، قبل أن يقدّم باكورته في «بدل فاقد». أما شريف البنداري، فاستكمل من خلال «حظر تجول» تجربته في الفيلم القصير، التي أثمرت لغاية اليوم فيلمين مميزين هما «صباح الفل» و«ساعة عصاري». ويطلّ المخرج الشاب أحمد عبد الله، صاحب الفيلمين الروائيين الطويلين الجميلين والمهمّين «هليوبوليس» و«ميكروفون»، بفيلم «شباك»، علماً أن «ميكروفون»، الذي أُنجز العام الفائت، غاص في مآزق الحياة اليومية لمجموعة من الشباب المصريين في الإسكندرية، متوغّلاً في تفاصيل عيشهم وآفاق أحلامهم المنغلقة والمسحوقة والمختنقة وسط الانهيارات كلّها. «ميادين» التحريربعيداً من يُسري نصر الله، الذي كشف عن فكرة فيلمه في تصريحات صحافية عدّة، لم يتحدّث المخرجون الآخرون عن مواضيع أفلامهم. لكن نصر الله صـرّح أن الأفلام لا تدور بالــضرورة حول أحداث ميدان التحرير فقط، «بل تمتدّ أيضاً إلى جوانب الثــورة كافة وتأثيرها على شرائح المجتمع». هناك، بحسب نصر الله، فيلم يتناول التحقيق مع أحـد الثوّار في أحد مباني جهاز أمن الدولة، وآخر عن مجموعة من الثوّار أثناء وجودهم في الشارع خلال الثورة. ولا تقتصر الجهود في «18 يوماً» على المخرجين فقط، إذ شارك فيه كتّاب سيناريو أيضاً، أمثال تامر حبيب («سهر الليالي» لهاني سلامة) وبلال فضل (مسلسل «أهل كايرو») وعباس أبو الحسن («إبراهيم الأبيض» لحسام علي)، بالإضافة إلى الممثلين يسرا اللوزي وهند صبري ومنى زكي وعمرو واكد (أحد أوائل الفنانين المصريين الذين افترشوا أرض ميدان التحرير منذ اللحظات الأولى لاندلاع الثورة) وإياد نصّار وأحمد حلمي (الذي استُقبل في ميدان التحرير استقبال الأبطال من قبل الثوّار الشباب) وباسم سمرة وآخرون.

يُذكر أن رئيس المهرجان جيل جاكوب أعلن أن «18 يوماً» سيُعرض في التاسع عشر من أيار الجاري، بحضور مخرجيه وكتّابه وممثليه، «من دون توضيح الإطار الذي سيُعرض فيه». . 

كلاكيت

السينمائي الذي لا يهدأ

نديم جرجوره

لا يهدأ السينمائيّ. عشقُه الفن السابع قَدَرٌ. مُحرِّكٌ إياه في اتجاهات عدّة. منقذه من جدران السجون، وعتمة الأزقّة. خلاصه من جنون سلطات. لا يهدأ السينمائيّ. أحكام الأرض كلّها لا تُبعده عن الكاميرا، وإن أُغلقت أبواب استديوهات في وجهه. أو مُنعت عنه بلاتوهات. الحيلة أسلوبه، خصوصاً إذا عاش في بلد يفرض على مواطنيه تنبّهاً دائماً لآليات الاحتيال، إبداعياً وحياتياً. الحيلة أداته، فالسينما وُلدت من رحم الحيل الكبيرة التي صنعت الحياة والموت معاً. لا يهدأ السينمائيّ. السجن مؤقّت. لكن الكاميرا دائمة الحضور. قادرٌ هو على بلوغها. قادرٌ هو على استخدامها بشتّى الطرق والوسائل. التقنيات مفيدة جداً في حالات كهذه. لذا، تراه لا يهدأ، هذا السينمائيّ المعجون بالسينما.

لم تُثنه عن العمل أحكام قضائية صدرت بحقّه مانعة إياه من الاشتغال السينمائي. مانعة إياه من الكلام أيضاً. مُدركٌ هو أن لا شيء يحول دون استمراره في العيش على التخوم الأجمل للمواجهة. ممسكٌ هو بكاميراه، سرّاً أو علناً. فالأهمّ كامنٌ في نتيجة اشتغاله، واشتغالاته السابقة دليلٌ على براعته الفائقة في استدراج المُشاهدين إلى ملاعبه الكبيرة، وحكاياته التي لا تنتهي. حاضرٌ هو. الزنزانة عاجزة عن استيعابه. فاشلة في خنقه. جدرانها مرتعدة لانغلاقها القسري عليه. لأنه بارعٌ في اختراق الممنوع، وفي كشف المسكوت عنه أيضاً. لا يأبه بشيء، إلاّ بذاته المبدعة. وذاته المبدعة محرّض دؤوب على الخروج من أي قمقم يوضع فيه، إلى رحاب عالم أوسع، لا يُمكن لمن حكم عليه ولأسيادهم أن يبلغوه. لا يأبه بشيء. لديه مخيّلة خصبة وثقافة واسعة، تمنحانه قوة هائلة لمواجهة السجّان، وللاستمرار في اشتغال اعتاد عليه.

أُريدَ له أن يسكت. أُريدَ له أن يكون درساً لآخرين لا يقلّون شغفاً بالفن السابع عنه. لا يقلّون براعة في الاحتيالات السينمائية والحياتية عنه. أُريدَ له أن يقبع في السجن ستة أعوام. في الصمت عشرين عاماً. الصوت أقوى. الكاميرا أخطر. الإبداع أجمل. لم يرضخ. لم ينزو. لم يُعلن اعتزالاً. لم يشعر بضيق. الكاميرا خلاصه. الإبداع طريقه إلى إعلاء الصوت مجدّداً، بل دائماً. لم يسمح لحكم أن يوهنه. لم يسمح لضيق الأمكنة أن يمنع عنه هواء أطيب، ونفساً أفضل. إنه السينمائي الذي لا يهدأ. والسينمائيون أمثاله في عالم موبوء بالقهر والألم والخيبات والتمزّق، قادرون على تحطيم القيود، لأنهم اعتادوا تحطيمها طوال أعمارهم المشغولة بسحر الصورة، وجمال الناس الطالعين منهم، والعائدين إليهم.

لا يهدأ السينمائيّ. ذاهبٌ هو إلى المهرجان الأعرق والأهمّ في العالم «كانّ». حاضرٌ فيه أساساً. الأحبّة كثر. عشّاق إنجازاته لا يُعَدّون. سيطلّ عليهم من أي مكان فُرضت عليه الإقامة فيه، لأنه أقدر على أن يكون موجوداً في الأمكنة التي يريد، وفي الأزمنة التي يرغب.

إنه جعفر باناهي. اسمه يكفي. اليس كذلك؟

السفير اللبنانية في

12/05/2011

 

فيلم يطرح تساؤلات عن تأخير إيصال الأميرة للمستشفى

بالصور.. لحظة قتل ديانا تثير جدلا بوثائقي في مهرجان "كان"

القاهرة - mbc.net 

أثار فيلم وثائقي يعرض صورة للأميرة ديانا لحظة مقتلها في حادث سيارة في باريس عام 1997 التقطها مصور يلاحق المشاهير الجدلَ قبل أيام من عرضه على وسائل الإعلام ومشترين محتملين في مهرجان كان.

والفيلم "قتل غير مشروع Unlawful Killing" من إخراج الممثل البريطاني كيث ألان، وإنتاج رجل الأعمال محمد الفايد الذي قُتل ابنه عماد (دودي) مع ديانا، ومن المقرر أن يُعرض في مهرجان كان السينمائي يوم الجمعة المقبل.

وسعى متحدث باسم مساندي الفيلم إلى التهوين من شأن عرض الصورة المثيرة للجدل، بعد أن أبدت صديقة للأميرة ديانا -مطلقة الأمير تشارلز، ولي العهد البريطاني- غضبها من الفيلم.

وقال المتحدث في رسالة بالبريد الإلكتروني لرويترز: "الصورة نُشرت بالكامل من قبل في العديد من أرجاء العالم".

وأضاف "حصلنا على الصورة من مجلة إيطالية نشرتها بالفعل بالكامل. كما أنها متاحة على نطاق واسع على الإنترنت. فقط في بريطانيا اختارت الصحف حجب وجهها".

"فيلمنا لم يُعرض في بريطانيا، ولقطات الدعاية التجارية للفيلم لا تُشاهد داخل بريطانيا إلا على الموقع الرسمي للفيلم. لذلك نحن لا ننشر شيئا لم يشاهده باقي العالم من قبل".

وأفاد بيان لصُنّاع الفيلم الوثائقي أنه يهدف إلى إثبات أن التحقيق الذي أُجري عامي 2007 و2008 في مقتل ديانا كان مجرد تستر من جانب "المؤسسة" و"قوى الظلام".

وظل الفايد يردد طويلا أن ابنه والأميرة قُتلا بناء على أوامر من الأمير فيليب زوج الملكة إليزابيث.

ويعتقد الفايد أن الأسرة المالكة لم تكن تتحمل فكرة أن تتزوج ديانا من مسلم، وخلصت تحقيقات موسعة أجرتها الشرطة الفرنسية والبريطانية إلى أن الوفاة نجمت عن حادث مؤسف تسببت فيه سرعة السائق الذي ثبت أنه كان مخمورا، ورفض الجهازان نظرية المؤامرة التي يرددها الفايد.

تجربة مرعبة

من جانبه؛ قال ألان مخرج الفيلم في بيان: "عرض هذا الفيلم في (كان) أمام وسائل الإعلام العالمية سيكون مبهجا ومرعبا في آن واحد بالنسبة لي".

وأضاف أنه اضطر "للتخفي" لإعداد الفيلم، ووصف التجربة بأنها مرعبة.

وأوضح "الأمر لا يتعلق بمؤامرة قبل الحادث، بل عن تستر مثبت بعد الحادث". وتابع "أنه أعد الفيلم بهدف طرح هذه الأسئلة على الملأ، وليس بهدف الربح المادي".

وطرح المخرج في الفيلم عدة أسئلة تتمحور حول أسباب تأخير إيصال الأميرة إلى مستشفى تبعد دقائق عن مكان الحادث.

وقال متحدث باسم الفايد للديلي ميل البريطانية: "لم يكن يعلم بوجود أي صورة لأي من الذين كانوا يستقلون السيارة في هذا الفيلم. لقد روعه ذلك، وسيتخذ كل الخطوات اللازمة لضمان ألا تظهر في الفيلم".

غضب أصدقاء الأميرة

لكن رد فعل أصدقاء الأميرة جاء غاضبا، وقالت روزا مونكتون التي قضت عطلة مع ديانا قبل أسابيع من وفاتها: "إذا كان ذلك حقيقيا فهو أمر مقزز".

وأضافت لصحيفة ديلي ميل البريطانية "حقيقة أن الناس يحاولون كسب المال من وفاتها -وهو كل ما يفعلونه الآن- هذا بصراحة.. الكلمات لا تسعفني".

الـ mbc.net في

12/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)