حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

كانّ من تأسيسه الى أحدث سنواته غداة انطلاق الدورة

السينما ولدت مرتين!

كانّ ـــ هوفيك حبشيان

ولدت السينما مرتين. مرة في مختبر الاخوين لوميير اللذين كانا عاجزين عن ادراك أهمية اكتشافهما، ومرة ثانية عندما اصبح بعض الفرنسيين من اصحاب الرؤية المستقبلية، على يقين من ان ثورة الصورة قريبة، وانه يجدر تنظيم تظاهرة سينمائية قوية، تجمع بين المتعة والثقافة والتجارة.

بعد بدايات صعبة، عانى مهرجان كانّ ظروفاً رقابية وتمويلية، لكنه نجح كما لم ينجح مهرجان من قبله او بعده، في رسم خط مستقيم لاهدافه، وفي صيرورته مساحة للمنافسة، ونقطة انطلاق لكبار الاسماء في الفن السابع، ومكاناً لأشرس المعارك السينمائية، ومنبراً تلتقي فيه الثقافات كافة، ومكاناً يكرَّم فيه السينمائي او يهان.

افتتح مهرجان كانّ دورته الأولى (رسمياً) في 20 أيلول 1946، ويبدو أن أعضاء لجنة التحكيم المؤلفة من أمناء سر أجانب، أحسنوا الاختيار، عندما قرروا منح الممثلة ميشال مورغان جائزة "أفضل أداء نسائي" عن دورها في فيلم "السمفونية الباستورية" لجان دولونوا، وبذلك كرّموا العينين الجميلتين اللتين سحرتا جان غابان في أحد أدواره السينمائية السابقة.

في هذا المهرجان الذي كان يهدف منذ تأسيسه، إلى "التقارب بين الشعوب"، بحسب مدير لجنة التنظيم آنذاك فيليب أرلانجيه، عرض 49 فيلماً طويلاً و86 شريطاً قصيراً من 19 بلداً. اللافت أن هذه الأفلام، كانت بلا ترجمة، وتُعرَض للجمهور والمتخصصين على مدار 16 يوماً، وبـ14 لغة مختلفة! لإرضاء الجميع، منحت لجنة التحكيم جائزة "أفضل فيلم" لكل دولة تمثلت بفيلم أو أكثر. وفي ظل غياب الخبرة والإمكانات، لم تكن الأعطال التقنية غائبة، إذ اوقفت الوثائقي السوفياتي "برلين" 4 مرات في خلال العرض، في حين عُرض "نوتوريوس" لهيتشكوك، بالمقلوب!

في الدورة الثانية (عام 1947)، تقلص عدد أيام المهرجان من 16 إلى 12، وللمرة الأولى منذ تأسيسه، تألفت لجنة التحكيم من مخرجين ونقاد سينمائيين، وكانت هناك جائزة لأفضل فيلم ميوزيكال منحت لـ "زيغفيلد فوليز"، في حين هدمت عاصفة قوية سقف القصر الذي كانت تجري فيه العروض، وكان من البديهي أن يعرقل هذا الأمر إجراء الدورة التالية (1948)، لأن الدولة رفضت منح سلفة قدرها 15 مليون فرنك، لإيمانها بعدم جواز إجراء مهرجان بهذا الحجم إلا مرة كل سنتين، وهذا ما جرى. فبعد سنتين من الغياب، فإن فرنسوا ميتران الذي كان حينذاك نائب سكرتير الدولة لرئاسة المجلس وأصبح لاحقاً رئيس جمهورية فرنسا، افتتح القصر الذي انتهى بناؤه قبيل موعد الافتتاح بساعات، وهناك شهادات من مهتمين ومعنيين تقول "إن روائح الدهان كانت تقطع الأنفاس، ومعدات البناء كانت لا تزال في كل مكان والسجاد الأحمر الشهير لم يكن قد وضع في مكانه بعد". البارز أن هذه التظاهرة، كانت في ذلك الحين، ملتقى للعلاقات الاجتماعية، في حين كانت السينما مجرد "ضيفة". في وسط هذه الهمروجة، لم تعر لجنة التحكيم المؤلفة من 11 شخصاً أي انتباه لـ"ري امير"، ولممثلته الرائعة سيلفانا مانغانو.

أرض محايدة

مطلع الخمسينات من القرن العشرين، أقدم المهرجان على استبدال توقيته، واختار فصل الربيع موعداً للقاء جديد، لكن أجواء الطقس خارج القصر كانت عكس ما هي في الداخل، حيث تكاثرت الحوادث الديبلوماسية (فيلمان، الأول سويسري والثاني سوفياتي سُحبا من المهرجان)، على الرغم من أن اللجنة كانت لا تزال تعمل بسياسة المراعاة ولا تترك جهة تغادر المهرجان وسلّتها فارغة! في عام 1952، انهالت أمطار غزيرة على الوافدين إلى المهرجان، في الوقت الذي كانت فيه لجنة اختيار الأفلام تعيد النظر في المعايير التي على أساسها يتم الاختيار. من الأسباب التي حملت المهرجان على إعادة طرح مثل هذه المعطيات، وجود فيلمين مهمين في تلك السنة، الأول "قبعة ذهبية" حظي بانتباه شديد من النقاد والرواد، وهؤلاء، للمرة الأولى في تاريخ المهرجان القصير، يعارضون ويقومون بأعمال احتجاج، وهذا التحرك شكّل بداية الولادة لما سوف يسمّى في المهرجانات الآتية بـ"جائزة النقاد".

مع ولادة التلفزيون عام 1954، بدأ المسؤولون في المهرجان بطرح التساؤلات في شأن طريقة تغطية حفل من هذا الحجم عبر الشاشة الصغيرة. من ناحية التنظيم، منحت الإدارة، وللمرة الأولى، الصلاحية لأعضاء لجنة التحكيم بمشاهدة أفلام قبل عرضها في المهرجان، والمخرج الشاعر الفرنسي جان كوكتو الذي ترأس اللجنة، أعلن خلال حفل الافتتاح، "ان هذه الدورة ستعرف بدورة اللطافة"، وبالفعل، كان هناك من شاهده وهو يهدي الى نجوم كانوا إلى جانبه، وروداً رمى بها إليه بعض المعجبين! أما فيلم "مكافأة الخوف" لهنري جورج كلوزو الذي نال الجائزة الكبرى فكان محلاً لانتقادات عنيفة في الصحافة الأميركية، ومنها "نيويورك هيرالد تريبون" التي اعتبرت الفيلم المذكور"معادياً لأميركا"...

في العام 1954 وعلى رغم الأمنيات التي وجهها جان كوكتو (رئيس اللجنة للمرة الثانية) لإبقاء المهرجان "أرضاً محايدة"، حيث لا دور للسياسيين، بدأت ضغوط الرقابة على الإدارة بالظهور، وتمثلت في منع عرض فيلم "قبل الطوفان" للبلجيكي أندره كايات، الأمر الذي أثار سخط الصحافيين والنقاد، فباشروا، وبسرعة، توقيع عريضة تحمل شعار "حماية حرية التعبير". تلك السنة أيضاً شهدت ولادة "جائزة لجنة التحكيم الخاصة" بمبادرة من كوكتو، لتكريم عمل "السيد ريبوا" لرينه كليمان.

عام 1955 اعتُبر تاريخ ولادة "السعفة الذهب" التي منحت بالإجماع لفيلم "مارتي"، من إخراج ديلبر مان، وفي العام نفسه، سجلت المنافسة النسائية بدايتها بين النجمتين الإيطاليتين جينا لولو بريجيدا وصوفيا لورين، بينما مر المتمرد الأسطوري جيمس دين، وفيلمه "شرق إيدن"، مرور الكرام، وسط حشد من الفتيات المثيرات اللواتي بدأن بالوصول إلى الريفييرا الفرنسية لالقاء نظرة اخيرة على هذا النجم الذي سيرحل قريباً في حادث اصطدام. أما أندره كايات، فخطف الأضواء للمرة الثانية، عندما قرر سحب فيلمه "ملف أسود" لأن أعضاء لجنة التحكيم لم يشاهدوه في ظروف طبيعية.

تشويه بيزيه

أما الفضيحة الكبرى، فأثارها "كارمن جونز" للأميركي أوتو بريمينغر، اذ اعتبر بعض المحافظين والشوفينيين أنه لا يجوز تشويه عمل بيزيه الأوبرالي، وافراغه من الهوية والألوان والأجواء التي تميزت بها المسرحية. في المقابل، وجدت مجلة "دفاتر السينما" أن عمل بريمينغر رائع ومصور بذكاء واحترام. بعد مرور سنة، وتحديداً في العام 1956، أثار كيم نوفاك الدهشة في صفوف الوافدين إلى كانّ... من أصغر مصور وصحافي إلى أكبر عضو في لجنة التحكيم، مروراً بفرنسوا تروفو الذي كتب عنها في مجلة "فن": "انها مزيج من ايروتيكية ماريلين مونرو وبرستيج لورين باكال. إنها ذكية، مثقفة، ومن دون اعطائها التعليمات، يمكنك أخذ 10 لقطات منها في 10 ثوان". هذا الانبهار بالظاهرة النوفاكية انعكست سلباً على النجمات الأوروبيات، وبذلك بدت كلٌّ من ميشيل مورغان وبريجيت باردو وأدويغ فويير كأنهن "خارج الموضة"! من جهة ثانية، أثارت قائمة الجوائز غضب تروفو الذي عنون مقاله النقدي اللاذع بـ"بالماريس مثير للسخرية"، وفيه هاجم لجنة التحكيم لمنحها "عالم الصمت" و"سر بيكاسو" (عملان شبه وثائقيين) جائزة السعفة الذهب، على حساب سينما التأليف الروائي.

صورة وفضيحة

لمناسبة مرور عشر سنين على ولادة المهرجان، واحتفالاً بالمناسبة، دعت الإدارة إليزابيت تايلور لمرافقة زوجها المنتج مايك تود، الآتي إلى كانّ ليعرض إنتاجه الضخم "جولة حول العالم بثمانين يوماً". في ذلك العام، تراجع عدد الحفلات، وأيضاً عدد الأفلام المعروضة، بسبب اندلاع الحرب في الجزائر. أما جان كوكتو الذي ترأس اللجنة للمرة الثالثة، فردّ على الانتقاد الموجه الى المهرجان قائلاً: "إذا أعطينا جائزة لأميركي، فسيقولون إننا بعنا أنفسنا للأميركيين. وإذا منحناها للروس فسيتم اتهامنا بالشيوعية. هناك دائماً من يبحث عن نيات سيئة".

في العام 1958، ولدى وصولها إلى مطار نيس، أحدثت الممثلة جاين منسفيلد التي اشتهرت بصدرها العامر، ازدحاماً كبيراً، مما اضطر السلطات الأمنية إلى تفريق حشد المصورين الذين رافقوا مسار هذه الممثلة الفاتنة من نيس إلى كانّ، على الدراجات النارية، محاولين التقاط الصور لها. من "الخبريات" التي قيلت عنها، أن زوجها الذي كان يرافقها، منعها من شراء اللوحة التي رسمها لها الفنان الإيطالي نينو غيفريدا، وفيها تظهر عارية الصدر، إضافة الى أقاويل أخرى كانت مانسفيلد محورها، ومنها أنها تحب استبدال ملابسها الداخلية والخارجية مرة كل ساعتين. في تلك السنة، كرمت اللجنة جاك تاتي وعبقريته الظاهرة للعيان في شريطه "عمي"، وعنه كتب المؤرخ أندره بازان: "إنها سينما آتية من كوكب آخر". كذلك لم تنس اللجنة توجيه تحية تقدير إلى الممثلات الـ4 اللواتي شاركن في بطولة فيلم انغمار برغمان "على عتبة الحياة"، في حين أن السعفة الذهب كانت من نصيب فيلم "عندما تمر اللقالق" بعد اعتباره عملاً "طريفاً وحاذقاً".

في آخر مهرجان أقيم في الخمسينات، طفت على السطح حادثة اخلاقية تعرضت لها إحدى الممثلات، والفاعل مصوّر أراد التقاط صورة "غير شكل" ما أثار ردود فعل في الأوساط...

1960 كانت سنة المخرج الإيطالي فيديريكو فيلليني بامتياز، إذ نال فيلمه "الحياة العذبة" السعفة الذهب، على الرغم من الاستقبال السيئ الذي حظي به، كونه شكل انتقاداً "لاذعاً ومهيناً" لتصرف الصحافيين ــ البابارازو (عُرض الفيلم في بيروت بعدما حذف ما يقارب ربع مدته).

"الفضيحة الدينية" كان العنوان الأبرز للدورة 14 من مهرجان كانّ ـ1961، لوجود فيلمين معاديين للكنيسة (بحسب رأي الجهات الدينية المعنية)، الأول "فيريديانا" للأسباني لويس بونويل والثاني "سيدة جان الملائكة" للبولوني يرزي كاواليرويتش، إلا أن الأصوات الفاتيكانية المطالبة بمنع فيلم بونويل (الزنديق) لم تستطع تعديل قرار اللجنة بمنحه السعفة الذهب، ولم تستطع أيضاً التأثير في رغبة اللجنة في منح الفيلم الآخر، البولوني، جائزتها الخاصة، على رغم التضارب في وجهات النظر، إذ اعتبره بعضهم (أي الفيلم البولوني) مهيناً في حق رجال الدين، بينما وجد فيه البعض الآخر شريطاً راقياً يشهد لولادة سينمائي كبير. بعد مرور سنة على هذه الاحداث، ترأس سفير ياباني سابق في باريس لجنة التحكيم للمهرجان الذي افتتح دورته بفيلم "اكسودوس". خلال حفل الافتتاح والكوكتيل، المخصصين لهذا الفيلم قدّم الكافيار (40 كلغ بالتحديد)، وعشرات الليترات من الشمبانيا للمدعوين.

اما على الصعيد السينمائي، فلم تسلم الدورة من بعض الفضائح، بعدما قررت الهيئة المنظمة حذف بعض المشاهد "الطويلة" من اسكتش ماريو مونيتشيللي في فيلم "بوكاس 70" (اخرجه بالاشتراك مع فيسكونتي، وفيلليني ودو سيكا). اعتراضاً على ما جرى، ألغى روسيلليني ماستروياني وانطونيوني رحلتيهما الى كانّ، في حين قدّم ماريو سولداتي استقالته من لجنة التحكيم.

في الدورة التي اعقبت اعمال الاستنكار هذه، اعلن المخرج والكاتب الفرنسي مارسيل بانيول ان "السينما ماتت ليعيش التلفزيون".

ايطاليا الرابحة

اثار الفيلم اليوناني "ابيس" حماسة كتّاب وفلاسفة من امثال سارتر، جينيه، ودو بوفوار... اما فيلم "الطيور" لهيتشكوك، فبعث الخوف والقلق في قلوب المشاهدين، والسعفة الذهب التي منحت لفيلم "الفهد" من اخراج فيسكونتي لم تفاجئ احداً، ونالت مارينا فلادي جائزة "افضل اداء" عن دورها في "السرير الزوجي".

هكذا، ومع شريط "الثامنة والنصف" لفيلليني الذي اختتم به مهرجان كانّ دورة العام 1963، اصبحت ايطاليا الرابح الاكبر.

في العام 1964، وفيما افتتحت الدورة 17 بفيلم "سقوط الامبراطورية الرومانية"، وبطلته صوفيا لورين التي وصلت الى كانّ وسط زحام كبير احدثه المصورون والعدد الكبير من المعجبين الذين اتوا لاستقبال النجمة الايطالية، خاب امل الادارة، عندما رفضت لورين الصعود الى العربة الرومانية التي صنعت خصيصاً، لاعطاء زخم اكبر للمناسبة. وللمرة الأولى في تلك الدورة، "عُيّن" رئيس اللجنة، و"لم يُنتخب"، فتسلم بذلك المهمة الالماني فريتس لانغ الذي اعطى السعفة الى الفيلم الميوزيكال الرائع،"مظلات شربور"، من اخراج جاك ديمي. في موازاة ذلك، دارت جلسة ساخنة خلال احدى الندوات المتعلقة بـ"الموجة الجديدة"، لم تخل من السجالات الحادة بين من يدافعون عن اسلوب اعمال هذه الموجة، ومن يخالفهم الرأي. اثناء ذلك، أعلن ديلبر مان "ان السينما التي يصنعها مان هي تحديداً السينما التي تمنعه من العمل". ودخل لولوش على الخط مشيراً الى ان غودار يكره كل افلامه، لكنه لا يستطيع الا ان يشكره كونه فتح لجيله الطريق، قبل ان ينتهز روبير بريسون الفرصة للتعليق "ان سينما لولوش نقيض الحقيقة، وان لا شيء اكثر بعداً عن الحقيقة من ان يتم تصوير شخص متروك له مجال القيام بما يريده". الا ان نهاية هذا الجدال كانت "مسكاً" مع ديفيد لين، الذي حسم الموقف، بعدما طالب بأن يفسر له احد "هذه الاساليب الجديدة التي تروى من دون ان تروي"، والتي، كما قال، لا يفهم منها شيئاً.

في 1967 كانت الانظار في ذلك الحين كانت نحو بريجيت باردو التي عادت لتزور كانّ محدثة ازدحاما خانقاً على شاطئ الريفييرا الفرنسية، في الوقت الذي احرز انطونيوني نصرا نقديا مهما مع تحفته "بلو اب" الحائز الجائزة الكبرى. ومع بدء ايار 1968، انعكست الاجواء المهيمنة في باريس على المهرجان، وحدثت حالة من الهلع، ما أدى الى استقالة لجنة التحكيم، فتحول المهرجان منبراً لمواقف المخرجين السياسية، انتهت احيانا بمواجهات حادة.

تجارب حربية

بعد مرور سنة على اعتبار النقاد "ايطاليا ابن كانّ المدلل"، عاد ماركو فيريري، لكن مع شريط La Grande Bouffe، وأحدث الصدمة الأهم في تاريخ المهرجان. وعلى غرار شريط الفرنسي جان اوستاش "الأم والعاهرة"، حظي فيريري بانتقادات لاذعة من الصحافة، حتى ان انغريد برغمان التي ترأست لجنة التحكيم، اعلنت انها تأسف لخيار ادارة المهرجان عند انتقائها افلاما كهذه.

لدورتها الثامنة والعشرين، اختارت ادارة كانّ عرض فيلم "قصص أ" لكن موضوع الإجهاض الذي تطرق اليه الفيلم أطلق العنان لاستهجان المشاهدين، في حين ان اللجنة وقعت تحت سحر "الف ليلة وليلة" لبيار باولو باسوليني الذي صودف عرضه مع عرض اول فيلم لمخرج مبتدئ اسمه مارتن سكورسيزي. في 1975 حققت الجزائر عبر المخرج محمد الأخضر حمينة نصراً بنيلها السعفة الذهب، لكن اللجنة أصرت على تكريم فيتوريو غاسمان المذهل في "عطر امرأة"، وتميزت تلك السنة ايضا بقدوم انغمار برغمان ومرغريت دورا.

احتفالا بعيد المهرجان الـ 30، وجهت ادارته دعوة الى رواد السينما الهوليوودية: فريد استير، كاري غرانت، جين كيلي، فأتوا الى كانّ لإضافة بعض الجمال هنا وهناك، الا ان الحدث الأبرز بقي فيلم "سائق التاكسي" الذي نال عنه سكورسيزي السعفة الذهب.

في العام 1977 سلم روبرتو روسيليني السعفة لمواطنيه الاخوين تافياني عن فيلمهما "بادري بادروني"، اما الايطالي الآخر ايتوري سكولا فغادر كانّ من دون ان يحصل على اي جائزة عن فيلمه "يوم استثنائي" الذي جمع صوفيا لورين ومارسيلو ماستروياني. بعد سنين من المعاناة التصويرية كادت تقضي عليه، وصل كوبولا الى كانّ حاملا تحت ابطه بكرات فيلمه الاسطورة "القيامة الآن" ليتقاسم السعفة عام 1979 مع فولكر شلوندورف الذي أبهر العالم بفيلمه "الطبل"، المستوحى من التجارب الحربية. مع بداية الثمانينات من القرن العشرين، أطلت السينما الروسية من جديد ممثلة بأحد مبدعيها الكبار اندره تاركوفسكي، من خلال شريط "ستالكر". كيرك دوغلاس الذي ترأس لجنة التحكيم في الدورة المذكورة، منح ميشال بيكولي وانوك ايمي جائزتي "افضل ممثل"، وذلك فاجأ الكثيرين، كون الممثلين لم يمثلا بلغتهما الأم، ولا حتى بصوتيهما، خصوصاً ان العمل خضع للدوبلاج. فيلم ـــ اسطورة آخر افتتح مهرجان 1981: "باب الجنة" لمايكل تشيمينو. هذا العمل الضخم الذي ادى بشركة "يونايتد ارتيستس" الى الافلاس، لم يستطع الفوز بالسعفة التي كانت من نصيب فيلم "الرجل الحديدي" لاندره فايدا.

في عيده الاربعين، وللمرة الأولى في تاريخه سلّم المهرجان رئاسة لجنة التحكيم الى ممثل. هكذا اغتنم ايف مونتان الفرصة لمنح "تحت شمس ابليس" السعفة الذهب على رغم الاحتجاجات والاصوات التي وصفت الامر بـ"الهرطقة". هناك حكاية تؤكد ان مخرجه موريس بيالا وجّه الى الجمهور الاهانة من خلال حركة منافية للاداب بإصبعه قائلاً له: "اذا لم تحبوني فأنا ايضاً لا احبكم.

 ( hauvick.habechian@annahar.com.lb)

النهار اللبنانية في

12/05/2011

 

فيلم رومانسي في افتتاح «كان» السينمائي

كان ــ د.ب.أ 

انطلقت، أمس، فعاليات مهرجان كان السينمائي، التي تستمر لمدة 12 يوماً، بعرض فيلم رومانسي كوميدي للمخرج الأميركي وودى آلن (75 عاماً) حول زيارة لباريس تغير حياة البطل.

وبعد عرض فيلم «ميدنايت إن باريس» (منتصف الليل في باريس)، يعرض المهرجان الأكبر في العالم فيلماً أكثر جدية للمخرجة الاسكتلندية ليني رامساي، يدور حول أم تفقد ابنها في حادث إطلاق نار بمدرسة. تبدأ المسابقة الرسمية للمهرجان وسباق الحصول على جائزة «السعفة الذهبية» بهذا الفيلم، إذ إن فيلم آلن ليس مشاركاً رسمياً.

تتنوع قصص الأفلام التي تنافس فيأأالنسخة 64 للمهرجان، إذ تتضمن: قصة مغني روك يطارد حارسا نازيا عذب والده، واحتفالات زفاف في الوقت الذي يوشك فيه العالم على الفناء، أوجراحة تجميلية لزراعة جلد بشري جديد، إضافة لفيلم ثلاثي الأبعاد حول الساموراي.

وتعرض بعض الأفلام الخفيفة خلال المهرجان، وبينها «هيبيموس بابام» وهي كلمات لاتينية بالعربية «أصبح لنا بابا»، للمخرج الإيطالي ناني موريتي يحكي قصة بين بابا للفاتيكان منتخب حديثاً وطبيبه المعالج.

يحضرأأنجوم مثل براد بيت وشريكته إنجلينا جولي وشون بين وريان جوسلينغ وكاري مولجان وجوني ديب، المهرجان لمشاهـدة أفلام لجودي فوستر وأالمخرج الدنماركي لارس فون ترايير وكاتب السيناريو والمخرج آكي كاوريسمكي.

تقوم لجنة التحكيم التي تضم ثمانية أعضاء، يترأسهم الممثل روبرت دي نيرو، باختيار الأفلام التي ستحصل على أفضل جوائز المهرجان من بين 20 فيلماً.

الإمارات اليوم في

12/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)