حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

"مهرجان كان الرابع والستون" ينطلق خلال أيام

الثورات تعيد السينما العربية إلى المهرجان والمخضرمون يسيطرون على المسابقة

ريما المسمار

قبل أسبوع واحد فقط من انطلاق الدورة الرابعة والستين من مهرجان كان السينمائي، أضافت إدارة المهرجان فيلمين إلى برنامج الإختيار الرسمي، أو قامت بالأحرى بنقل فيلم من برنامج إلى آخر وأضافت ثانياً جديداً إلى التشكيلة. في الحالة الأولى، نقلت الفيلم الفرنسي "الفنان" (The Artist) الناطق بالإنكليزية من "خارج المسابقة" إلى "المسابقة الرسمية"، ليصل عدد أفلام الأخيرة إلى العشرين. والفيلم من إخراج الفرنسي ميشال أزارانافيسيو المعروف بأفلامه ذات الطابع الجاسوسي الساخر مثل "أو أس أس 117: القاهرة" (OSS 117: Cairo) و"عش الجواسيس" (Nest of Spies). أما الفيلم الثاني، الذي أضيف إلى برنامج "نظرة ما"، فهو ""إيلينا" للروسي أندري زفياجينتسيف، المخرج الذي أعطى فيلمين بارزين سابقاً: "العودة" (The Return) حائز "أسد البندقية الذهب" عام 2003 و"الإبعاد" (The Banishment) الذي عرض في كانّ 2007 وحاز جائزة أفضل ممثل (كونستانتن لافرونينكو).
على هذا النحو، يفاجىء "كانّ" جمهوره ومتابعيه المتخصصين في حقل السينما، بإضافات وتعديلات حتى اللحظة الأخيرة. أما لماذا، فلا أحد يمكنه التكهّن. لعلّ ما يضمره المهرجان من ذلك هي المفاجأة وإبقاء متابعيه في حالة ترقّب. وربّما يترك أماكن شاغرة لأفلام يمكن أن تكتمل في الأيام الأخيرة. لايزال المجال مفتوحاً أمام إضافات أخرى لاسيما أن المسابقة اتسعت في سنوات سابقة لثلاثة وعشرين فيلماً. في كلّ الأحوال، وأياً كانت التشكيلة النهائية، يكتسب البرنامج شيئاً من "القدسية"، متّخذاً من تعبير "الأفلام المختارة" بعداً روحياً، إذ يصطفيها المهرجان السينمائي الأشهر من بين آلاف الأعمال المتقدّمة إلى إدارته. ولا يقلّل من شأن ذلك الإكتشافات اللاحقة لمتابعيه إذ يرصدون ضعفاً عاماً في البرنامج أو هنات هنا وهناك. لا شيء يضعضع مكانة كانّ في عيون عشاقه ومريديه وحتى مظاليمه.
المسابقة الرسمية
اللافت في أفلام المسابقة الرسمية العشرين أمران: الأول استناد أكثر من نصف تلك الأفلام إلى أسماء سينمائية محنّكة؛ والثاني انشغال جزء كبير من مواضيع تلك الأفلام بحكايات رجال وحيدين يواجهون أزمات نفسية أو اجتماعية. فإلى الروسي زفياجينتسيف، الذي كان آخر الوافدين إلى المسابقة، هناك أحد عشر مخرجاً آخر شارك في مسابقة المهرجان في الأعوام السابقة ومنهم من سبق له الفوز: الإسباني بيدرو ألمودوفار "الجلد الذي أحيا فيه" (
The Skin I Live In)، التركي نوري بيلج جيلان "كان يا ما كان في أناضوليا" (Once Upon a Time in Anatolia)، الفنلندي آكي كاوريزماكي "المرفأ" (Le Havre)، الأميركي تيرينس ماليك "شجرة الحياة" (The Tree of Life)، اليابانية نايومي كاواسيه HANEZU NO TSUKI، البلجيكيان جان-بيار ولوك داردن "الصبي مع دراجة" (Boy with a Bike)، الإيطالي ناني موريتي "لدينا بابا" (HABEMUS PAPA)، الإيطالي باولو سورينتينو "يجب أن يكون هذا هو المكان" (This Must Be the Place)، الدنماركي لارس فون ترير "سوداوية" (Melancholia)، الفرنسي برتراند بونيللو "بيت التسامح" (The House of Tolerance)، الفرنسي آلان كافالييه Pater.
فيلم ألمودوفار الجديد "الجلد الذي أحيا فيه" سيعيد السينمائي إلى الكروازيت مرة جديدة بعد مشاركته الأخيرة عام 2008 بفيلم "عناقات متكسّرة" (
Broken Embraces). أما جديده فيعيده إلى البدايات من خلال تعاونه للمرة الأولى منذ 21 عاماً مع ممثله الأثير أنتونيو بانديراس الذي لعب بطولة بعض أفضل أفلامه الأولى. العنصر الثاني المرتقب في تجربة ألمودوفار هذه تحوّله إلى ما يشبه الرعب من خلال قصة جراح يبحث عن وسيلة لإعادة إحياء جلد زوجته المتوفاة في حادث سيارة. السيناريو مقتبس عن رواية الكاتب الفرنسي الراحل تييري جونكيه "تارانتولا".
ليس ألمودوفار وحده من قرّر تحوير أسلوبه قليلاً، ذلك أن "سوداوية" فون ترير محورها خيال علمي! صاحب "الأمواج المتكسرة" و"راقصة في الظلام" و"دوغفيل" التي عرضت جميعها في كان بالإضافة إلى فيلمه الأخير "المسيح الدجال" (
Antichrist) عام 2009 جالباً لبطلته تشارلوت غاينسبور جائزة أفضل ممثلة، يجدد في "سوداوية" تعاونه مع الأخيرة ضمن طاقم تمثيلي يضم أيضاً الأب والإبن ألكسندر وستيلين سكارسغارد وكيفر ساذلاند وكيرستن دانست. أما الحكاية فعن صراع بين أختين فيما يتهدد جسم غريب الأرض بالزوال.
ويشكّل "لدينا البابا" (
We Have a Pope) عودة موريتي إلى السينما بعد عمله الأخير الفاضح لسيلفيو برلوسكوني "التمساح" (The Caiman) الذي شارك في كان عام 2006. يلعب بطولة الفيلم الجديد الممثل الفرنسي ميشال بيكولي في شخصية البابا الذي يقرّر الإعتذار عن تأدية مهامه بعيد انتخابه. ويجسد موريتي في الفيلم دور طبيب نفسي يستدعيه الفاتيكان لحل المشكلة. تجدر الإشارة إلى أن موريتي حاز "سعفة كان الذهب" في العام 2001 عن فيلمه "غرفة الإبن" (The Sons Room). أما مواطنه باولو سورينتينو فيقدم في جديده "يجب أن يكون هذا هو المكان" حكاية رجل آخر، نجم روك، يملّ من حياته فيقرر الإنسحاب من عالم الموسيقى للبحث عن قاتل والده النازي السابق. يلعب بطولة الفيلم الممثل والمخرج شون بن. والحكاية الطريفة التي تروى في هذا الصدد هي أن بن الذي كان رئيس لجنة تحكيم مهرجان كان في العام 2008، منح فيلم سورينتينو السابق Il Divo جائزة لجنة التحكيم الكبرى وهنأه قائلاً: "إبقني في ذاكرتك لمشروعك القادم". وهكذا استجاب سورينتينو لطلب بن فمنحه بطولة الفيلم إلى جانب فرانسيس ماكدورماند. شون بن هو أيضاً نجم فيلم آخر مشارك في المسابقة الرسمية، "شجرة الحياة" لتيرينس ماليك إلى جانب براد بيت. بعرضه، ينهي المهرجان الجدل الطويل المعقود حول آخر أفلام المخرج المتميز والمقل. فالمشروع الموضوع على سكة الإنتاج منذ العام 2005 كان من المفترض أن يعرض في الدورة الماضية من مهرجان كان ولكن المخرج شعر بأنه غير جاهز بعد. المشروع برمّته يحوطه الغموض والحكاية يقال انها من نوع الخيال العلمي. ماليك نفسه ليس غريباً عن المهرجان الذي عرض ثاني أفلامه "أيام الجنة" (Days of Heaven) عام 1979 ومنحه جائزة الإخراج.
من بلجيكا، يعود الأخوان جان-بيار ولوك داردن، صاحبا السعفتين الذهب، بجديدهما "الصبي مع الدراجة" حول صبي يتركه والده فيرمي نفسه في أحضان امرأة غريبة تلعب دورها سيسيل دو فرانس. والمعروف ان الأخوين داردن ينتميان إلى "نادي المفضّلين" في كان، إذ انهما منذ فوز فيلمهما "روزيتا" بالسعفة الذهب عام 1999، لم يغب فيلم لهما عن المهرجان والفوز بأحد جوائزه. ففيلمهما الأخير "صمت لورنا" (
The Silence of Lorna) فاز بجائزة افضل سيناريو في كان 2008.
ينضم إلى هؤلاء السينمائي الفنلندي آكي كاوريزماكي الذي يروي في جيده "المرفأ" حكاية ماسح أحذية يحاول إنقاذ طفل لاجىء. عرض المخرج فيلمه السابق "أضواء في الغسق" (
Lights in the Dusk) في كانّ عام 2006، وقبله نال جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلمه "رجل بلا ماضي" (The Man Without a Past) عام 2001.
في المسابقة ايضاًً السينمائي التركي نوري بيلج جيلان، ضيف كان شبه الدائم منذ فيلمه القصير الأول "شرنقة" (
Cocoon) وحتى أخيره "ثلاثة قرود" (Three Monkeys) الذي حاز جائزة الإخراج في كان 2008، مروراً بفيلم "بعيد" (Distant) حائز جائزة لجنة التحكيم الكبرى وجائزة التمثيل عام 2002. فيلمه الجديد في عنوان "كان يا ما كان في الأناضول" عن طبيب يعيش في سهوب الأناضول.
وللسينما الفرنسية حصة كبيرة في الدورة الرابعة والستين. فمع إعلان شريط كريستوف أونوريه "المحبوب" (
The Beloved) فيلم الختام، يرتفع عدد الأفلام الفرنسية ضارباً رقماً قياسياً، وتسجّل المسابقة وحدها عرض ثلاثة أفلام فرنسية: Pater للمخرج المخضرم آلان كافالييه يعيد الأخير إلى المسابقة الرسمية للمرة الأولى منذ العام 1993، علماً بأن فيلميه السابقين (Le Filmeur وIrene) عرضا في برنامج "نظرة ما"؛ "منزل التسامح" لبرتران بونيللو الذي جاء كانّ آخر مرة في العام 2003 بفيلمه "تيريزيا"؛ مايوين لو بيسكو التي تسجّل دخولها الأول إلى كان من خلال "بوليس" (Polisse) ممثلة معروفة اتجهت إلى الإخراج منذ العام 2004 وقدّمت قبل جديدها "اعذرني" (Pardonnez-moi) و"حفلة الممثلات" (Le Bal des Actrices). وثمة فيلم رابع في المسابقة يحسب على فرنسا هو "المصدر" (The Source) للمخرج الفرنسي من أصل روماني رادو مياليانو مشاركاً للمرة الأولى في المهرجان من خلال كوميديا تدور حول حرب بين الجنسين في قرية نائية. اللافت في الشريط ارتكازه على ممثلين معظمهم من أصل مغاربي وفي مقدّمهم حفظية حرصي التي اشتهرت بدورها في فيلم عبد اللطيف كشيش "اسرار الكسكس". وينظم إلى نادي "مخرجون للمرة الأولى في كانّ": النمسوي ماركوس شلاينزر بباكورته "مايكل" عن علاقة إشكالية بين صبي في العاشرة ورجل ثلاثيني؛ الأوسترالية جوليا لاي، الكاتبة الروائية في الأصل، بباكورتها "الجميلة النائمة" (Sleeping Beauty) مع أميلي براونينغ في دور طالبة جامعية تنجذب إلى عالم الرغبة السري؛ الإسرائيلي جوزيف سيدر بفيلمه "هامش" (Footnote)؛ الدنماركي نيكولاس وايندينغ ريفن بشريطه "رحلة" (Drive) الذي يشكل تجربته الأولى الناطقة بالإنكليزية والفيلم الأميركي الإنتاج الأوحد في المسابقة.
في المسابقة مخرجان يابانيان من خلفيتين مختلفتين تماماً. نايومي كاواسيه تعود بجديدها
HANEZU NO TSUKI بعد فوزها في العام 2007 بالجائزة الكبرى عن "الغابة المنتحبة" (The Mourning Forest) وقبله بعشر سنوات بجائزة الكاميرا الذهب عن باكورتها Moe no Suzaku. أما المخرج الثاني فهو ميك تاكيشي المعروف بغزارة إنتاجه الفيلمي وتنوعه بين الموسيقى والتلفزيون. "هارا-كيري: موت ساموراي" هو عنوان الفيلم الذي سيشارك في مسابقة كانّ، علماً يأن فيلمه السابق "13 قاتلاً" (13 assassins) عرض في الدورة الأخيرة لمهرجان البندقية السينمائي.
أخيراً على اللائحة فيلم "نحتاج إلى التحدّث عن كيفن" (
We need to talk about Kevin) للاسكتلتندية لين رامساي، التي تكمّل عدد المخرجات النساء في المسابقة إلى أربع، وسبق لها أن شاركت في "نظرة خاصة" بفيلمها "مصيدة الفئران" (Ratcatcher) في العام 1999. يدور فيلمها الجديد حول أم تستعيد الأحداث التي أدت إلى ارتكاب ابنها مجزرة في مدرسته الثانوية.
السينما العربية
بعيداً من فيلم ندين لبكي "لوين هلّق؟" المشارك في برنامج "نظرة ما"، تحضر السينما العربية في مهرجان كانّ بفضل ثورات بلدانها. فثورة 25 يناير المصرية دفعت بإدارة المهرجان إلى استحداث تقليد جديد، يقوم على تسمية دولة ما ضيفة شرف لكل دورة مقبلة. مصر هي ضيفة شرف الدورة الرابعة والستين، حيث سيخصص يوم 18 أيار/مايو بالإحتفال بمصر من خلال أكثر من عرض سينمائي ونشاط. وجاء في البيان الصحفي الذي أصدره المهرجان قبل يومين أن دعوة مصر لتكون ضيفة شرف دورة 2011 ليست "مجرد استقبال بلد أعلن للعالم عن حاجته إلى تغيير التاريخ، حاجته إلى الحرية، وقوته الجماعية ورغبته في الديمقراطية من خلال ثورة 25 كانون الثاني/يناير، بل إن الأمر يتعلق باستقبال بلد رائد في الميدان السينمائي لم يغب يوماً عن مهرجان كان السينمائي."
كما أعلن المهرجان أن هذا اليوم التكريمي سينطلق باستذكار المخرج الراحل يوسف شاهين، من دون تحديد الكيفية، علماً بأنه كانت للمخرج مشاركات عديدة في كانّ كان أبرزها نيله سعفة كان الذهب التكريمية عن مجمل مشواره الفني في العام 1997. إلا أن الحدث الإحتفالي الأبرز بمصر سيتمثل بعرض الفيلم الجماعي "18 يوماً" الذي يضم عشرة أفلام قصيرة لعشرة مخرجين. يقود المجموعة اسم المخرج المعروف يسري نصر الله الذي قدّم آخر أفلامه في العام 2009 بعنوان "إحكي يا شهرزاد". أما مشاركته في "18 يوماً فقد اثمرت شريطاً قصيراً في عنوان "داخلي-خارجي"، يلعب بطولته كل من يسرا ومنى زكي وآسر ياسين، في أدوار أبناء اسرة واحدة، تتباين ردود فعلهم تجاه الثورة. يشارك في المشروع ايضاً، الذي يرمز عنوانه إلى الأيام الثمانية العشر الأولى من الثورة، المخرج شريف عرفة بفيلم في عنوان "احتباس". ومن جيل أصغر، ينضم إلى اللائحة مروان حامد (19-19)، كاملة أبو ذكري (خلقة ربّنا) وخالد مرعي (كعك التحرير). وهناك ايضاً محمد علي بفيلم في عنوان "لما يجيك الطوفان" علماً بأن علي معروف بتجربته في الدراما التلفزيونية من خلال "مجنون ليلى" و"اهل كايرو". ومثله تأتي مريم ابو عوف من تجربة "هالة والمستخبي" في الدراما التلفزيونية لتقدم في "18 يوماً" فيلماً قصيراً بعنوان "تحرير2/2". ويشارك أحمد علاء بفيلمه "حلاق الثورة"، هو الآتي من تجربة طويلة مع عرفة حيث عمل معه مساعد مخرج على العديد من أفلامه قبل أن يقدم باكورته في "بدل فاقد". أما شريف البنداري فيستكمل من خلال "حظر تجول" تجربته في الفيلم القصير التي أثمرت فيلمين مميزين هما "صباح الفل" و"ساعة عصاري". ويطل المخرج الشاب أحمد عبدالله صاحب "هليوبوليس" و"ميكروفون" بفيلم "شباك".
يستضيف المهرجان كذلك ضمن الإحتفالية بثورة مصر فيلم "صرخة نملة" لسامح عبد العزيز الذي كان شبه مكتمل قبل قيام الثورة، وهو يتناول في إطار كوميدي الظروف المعيشية الصعبة التي تثقل كاهل المواطن المصري. وقد تردّد أن عبد العزيز، صاحب "كباريه" و"الفرح"، قام بتعديل الأحداث ليضمّن فيلمه أحداث الثورة.
وبمحاذاة ذلك الإحتفاء بالحاضر، يستعيد المهرجان في قسم "كلاسيكيات كانّ" فيلماً مصرياً آخر من كلاسيكيات السينما المصرية هو "البوسطجي" (1968) لحسين كمال، ومن بطولة شكري سرحان وزيزي مصطفى وصلاح منصور. تدور أحداث الفيلم الذي سيعرض بنسخة جديدة مرمّمة حول موظف بريد في قرية نائية، يكتشف من خلال تلصصه على الرسائل، علاقة بين فتاة وشاب. إلا أن اضطراره إلى حرق الرسالة سيلحق مأساة بالفتاة.
وبحضور عدد كبير من المخرجين والممثلين والمنتجين المصريين فإنه من المتوقّع أن يحوز الإحتفال باهتمام إعلامي كبير.
للثورة التونسية مكانها أيضاً في البرنامج الرسمي، في فئة "عروض خاصة"، من خلال الفيلم الوثائقي "لا خوف بعد اليوم"، للمخرج مراد بن شيخ والمنتج حبيب عطية. الفيلم هو الأول عن "ثورة الياسمين"، ويتناول في 73 دقيقة يوميات شخصيات وطنية وحقوقية وإعلامية وناشطين سياسيين ومواطنين عاديين خلال الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس اعتباراً من منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي، والتي أدت الى الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير. من بين هذه الشخصيات راضية النصراوي المحامية والناشطة في مجال حقوق الانسان، والمدونة لينا بن مهني، والصحافي كارم شريف وأفراد عائلته.
تأتي هذه المشاركة بعد غياب طويل للسينما التونسية عن المهرجان، حيث كانت مشاركتها الأخيرة في العام 2000 من خلال "موسم الرجال" لمفيدة تلاتلي الذي عرض في برنامج "نظرة ما".
يزخر برنامج المهرجان بعناوين كبيرة أخرى في أقسامه المختلفة. فمن وودي آلن الذي سيفتتح فيلمه "منتصف الليل في باريس" المهرجان صحبة السيدة الفرنسية الأولى كارلا بروني المضطلعة بدور تمثيلي في الشريط، إلى غاس فان سانت الذي سيطلق جديده "قلق" (
Restless) قسم "نظرة ما"، مروراً بالفرنسي برونو دومون المشارك في القسم الأخير بجديده "خارج الشيطان" مع مواطنه روبير غيديغيان (ثلوج كاليمنجارو)، ووصولاً إلى أسماء خارج المسابقة على الضفة الأكثر جماهيرية وشعبية من أمثال جودي فوستر(بفيلم من إخراجها في عنوان The Beaver
مع مل غيبسن في دور البطولة) وروب مارشل (بالجزء الأخير من "قراصنة الكاريبي") ومايكل رادفورد (بالوثائقي "ميشال بتروشياني). كما ستضيء المهرجان نجوم ليسوا فقط ضيوفاً وإنما أيضاً أعضاء لجان تحكيم، حيث سيقود روبرت دينيرو لجنة تحكيم تضم في عضويتها الممثلان أوما ثورمن وجود لو والمخرجان الفرنسي أوليفييه أساياس والتشادي محمد صالح هارون. بينما سيرأس إمير كوستوريتسا لجنة تحكيم "نظرة ما" والكوري الجنوبي بونغ جون-هو لجنة تحكيم الكاميرا الذهب التي تمنح مخرجين في تجاربهم الأولى.

المصرية في

06/05/2011

 

عرس فني أبطاله نجوم السينما العالمية

كان في انتظار «كان»

كان (فرنسا): «الشرق الأوسط»  

شون بن ورايان غوسلنغ وكاري موليغان وجوني ديب وجودي فوستر وبراد بيت وشريكته أنجلينا جولي وودي آلن، ثلة من نجوم هوليوود، من ممثلين ومخرجين، سيكونون موجودين خلال العرس الفني السينمائي الذي تستضيفه مدينة كان الساحلية الفرنسية خلال هذا الشهر. وبالطبع لن يكون الحدث مقصورا على صناعة السينما الأميركية، وسيكون حاضرا في هذا التجمع الفني العاملون في هذا المجال من جميع أنحاء العالم.

إن توافد باقة من نجوم الصف الأول والعروض الأولى، وبالطبع أحدث صيحات الموضة، والحفلات البراقة واليخوت التي تتمايل على صفحة البحر المتوسط المتلألئة، هو ما يجعل من «كان» واحدا من أعظم الفعاليات الفنية العالمية.

وكان المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو قد قال ذات مرة «هذه هي الأولمبياد السينمائية.. إذا ما كنت أخرجت فيلما تفخر به، فالحلم بالنسبة لي لا يتمثل في أن يرشح (هذا الفيلم) لجائزة الأوسكار.. هذا رائع.. لكن حلمي دائما هو أن أذهب لمهرجان (كان) وأن أعرض الفيلم هناك».

ولهذا فسيكون السباق محموما بين العشرات من نجوم صناعة السينما من فنانين ومخرجين فوق سجادة مهرجان «كان» الحمراء الشهيرة، مع انطلاق فعاليات أكبر مهرجانات السينما في العالم في وقت لاحق هذا الشهر.

وسيعرض المهرجان أعمالا جديدة لجودي فوستر ولارس فون تيير وآكي كاوريسمكي، وأخيرا وليس آخرا، وودي آلن.

تضم قائمة الأفلام المقرر أن يكشف عنها النقاب في نسخة المهرجان الرابعة والستين، أفلاما تشمل حكايات حول طبيب البابا، ونجم روك عجوز يطارد أحد رجال النازية، وأم يجن طفلها ويطلق النيران دون تمييز داخل مدرسته، وحفل زفاف في وقت يواجه فيه العالم نهاية كارثية، وكذلك فيلم ثلاثي الأبعاد عن الساموراي.

يلعب شون بن وبراد بيت دوري أب وابنه في رائعة المخرج الأميركي ماليك تيرنس التي طال انتظارها «ذا تري أوف لايف» (شجرة الحياة)، والتي تدور حول تطورات حياة مراهق من تكساس حتى فترة البلوغ، خلال خمسينات القرن الماضي. ويستخدم شون بن، الفائز بالأوسكار، أحمر الشفاه والكحل والشعر المستعار ليتحول إلى أحد نجوم الروك في الثمانينات من عمره يحاول تعقب حارس نازي عذب والده، في رائعة المخرج الأميركي - إيطالي المولد - باولو سورينيتينو «ذيس ماست بي ذي بليس» (يجب أن يكون هذا هو المكان). ويحضر جوني ديب المهرجان لحضور العرض الأول عالميا للجزء الرابع من سلسلة أفلام «قراصنة الكاريبي»، من إخراج روب مارشال، وتشاركه البطولة الممثلة الإسبانية بينلوبي كروز.

كما سيكون لقرينة الرئيس الفرنسي، كارلا بروني، نصيب في المشاركة بالمهرجان، وذلك في كوميديا وودي آلن الرومانسية «ميدنايت إن باريس» (منتصف الليل في باريس)، والتي يفتتح بها «كان» فعالياته الأربعاء المقبل. يعني هذا أن ليلة الافتتاح قد تتحول إلى شأن سياسي إذا ما قررت بروني وزوجها نيكولا ساركوزي تشريف ساحة الكروازيت على شواطئ مدينة كان حيث يقام المهرجان. غير أنه مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في باريس، يتهامس البعض بأنها قد لا تكون لحظة سياسية مناسبة لساركوزي كي يظهر في حدث بمثل هذا الترف.

بالإضافة إلى أن المهرجان قرر عرض فيلم المخرج الفرنسي زافيير ديرينجيه «لاكونكيه» (الفتح)، والذي يصور في إطار ناقد كيف وصل ساركوزي لسدة الحكم. ولن يشارك العملان في المسابقة الرسمية.

ويبقى هناك تساؤل حول احتمال ظهور النجم الأميركي ميل غيبسون في منتجع الريفييرا الفرنسي. ويلعب غيبسون دور رئيس تنفيذي يمر بمرحلة اكتئاب ويشرف على الانتحار، إلى أن يجد دمية على شكل حيوان قندس، فيتواصل مع البشر من خلالها وذلك في فيلم «ذا بيفر» (القندس)، من إخراج جودي فوستر التي تشاركه أيضا البطولة.

ويشهد «كان» في نسخته هذا العام مشاركة 49 فيلما روائيا طويلا من 33 دولة، منها 44 تعرض للمرة الأولى، في أقسامه الرئيسية، مع منافسة غير مسبوقة بين أربع مخرجات دفعة واحدة على السعفة الذهبية، بينهن الأسترالية جوليا لي بفيلمها «الجمال النائم» عن طالبة تحولت لمومس.

بعد عامين من ظهور فيلمه الذي أثار كثيرا من الجدل «أنتي كرايست» (ضد المسيح)، تلك القصة التي هزت مهرجان «كان» في نسخته السابقة، يعود المخرج الدنماركي لارس فون تيير للمهرجان نفسه هذا العام بعمل معقد آخر هو «ميلانكوليا» (كآبة)، وهو عبارة عن ميلودراما أسرية علمية تتحدث عن كوكب على وشك الاصطدام بكوكب الأرض.

ويبدو أن المخرج الإسباني بيدرو ألمودوفار قرر عدم التوقف في أي احتفالية سينمائية، حيث سيشارك بآخر أعماله «ذا سكين آي ليف إن» (الجلد الذي أسكنه) في نسخة هذا العام من «كان». ويقوم النجم الإسباني أنطونيو بانديراس في هذا الفيلم بدور جراح تجميل يعتزم الانتقام لمقتل زوجته في حادث سيارة، حيث يرتدي الزوج وجها جديدا عليه.

الشرق الأوسط في

07/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)