حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان كان السينمائي الدولي الرابع والستون

مهرجان كان:

نساء وحروب وربيع مصر وتونس

ابراهيم العريس

... وهذه المرة ايضاً، كما يحدث في كل مرة، بدت السينما العربية وربما ايضاً الشؤون العربية، للوهلة الأولى، غائبة عن الدورة الجديدة لمهرجان «كان» السينمائي، التي ستفتتح نشاطاتها بعد ايام. فلا شيء في المسابقة الرسمية... ولولا فيلم نادين لبكي، اللبنانية، الجديد (وهلق لوين؟) في تظاهرة «نظرة ما»، وفيلم زميلتها المغربية ليلى كيلاني في تظاهرة «اسبوعي المخرجين» لكان الغياب العربي تاماً في التظاهرات الأساسية. والحقيقة أن الأمر بدا مدهشاً في شكل سلبي حين أعلنت قبل أسبوعين اسماء الأفلام المشاركة في هذه التظاهرات. إذ كيف يُعقل ان يكون حجم الغياب العربي ضخماً ولافتاً إلى هذه الدرجة في مهرجان أقل ما يمكن ان يقال عنه انه كان على مدى تاريخه كله المهرجان العالمي الأكثر مواكبة للسينمات العربية والأكثر عرضاً لأفضل أفلامها والأكثر تكريماً لأهلها ونجومها؟ وانطلاقاً من هذا السؤال الاستنكاري، الذي تلى الكشف عن أفلام المهرجان، حل نوع من الحزن والغضب لدى أهل السينما العربية.

غير ان هذا كله لم يكن سوى الوهلة الأولى، وفقط على صعيد المسابقات والتظاهرات. إذ بعد هذا، وفي شكل تدريجي، راحت الأخبار تتوالى، إن لم يكن حول أفلام تضاف هنا أو هناك، أو حول تعديلات (مستحيلة، اصلاً) في البرامج، فعلى الأقل حول نشاطات موازية قد تشكل في مجموعها نشاطاً عربياً... استثنائياً، ولا سيما بالمقارنة مع ما هو حادث في النشاط الإنتاجي العربي، حيث نعرف ان العامين الأخيرين شهدا تراجعاً لافتاً في ظهور الأفلام العربية الجديدة باستثناء الحركة النشطة في المغرب، والتي يمكن ان نشاهد بعض انعكاسات «كانيّة» لها، خلال ايام المهرجان.

حضور سياسي

إذاً، مقابل غياب افلام متنوعة في تظاهرات متنوعة، لن يخلُ «كان» هذا العام، من حضور عربي... لكنه، في حقيقة أمره، سيكون حضوراً مرتبطاً بالظرف السياسي العربي الراهن، أكثر مما هو مرتبط بالظروف السينمائية العربية. ذلك ان مهرجاناً يميل أكثر وأكثر ناحية الرصد السياسي والاجتماعي، ما كان في إمكانه ابداً ان يسمح لنفسه، بأن يحدث كل ما يحدث في العديد من الدول العربية حالياً، من دون ان يلقي نظرة ما عليها. وانطلاقاً من هنا، ولأن مهرجاناً مثل «كان» اهتم أكثر ما اهتم دائماً بالسينما الجديدة (والشابة) إذ أتته في سنواته الأخيرة، وما قبلها من بلدين في شكل خاص، هما مصر وتونس، لن يكون غريباً ان يحتل اسما هذين البلدين، واجهة ما في سياق اهتماماته لهذا العام.

ويزيد من تألق هذا الواقع ان ثورتي تونس ومصر، كانتا - حتى الآن على الأقل - الثورتين الأكثر نجاحاً، وربما الأقل دموية والأصدق وعداً. ولعل هذا ما جعل هاوياً سينمائياً وفناناً فرنسياً، كثيراً ما وجد نفسه مرتبطاً بتونس من ناحية وبمصر من ناحية ثانية هو وزير الثقافة الفرنسي الحالي فردريك ميتران، يجد في الأمر مناسبة للاحتفال بهذين البلدين وثورتيهما... ولا سيما بمصر التي ستحل «ضيفاً» على المهرجان طوال يوم 18 أيار (مايو) بحيث يكون هذا اليوم هو يوم مصر في «كان»، وتعرض فيه بالتحديد سلسلة افلام قصيرة تحت عنوان عام هو «18 يوماً» (على عدد الأيام القليلة التي استغرقت شباب ميدان التحرير لإسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك). والسلسلة مؤلفة من عشرة أفلام قصيرة عن الثورة، حققت ميدانياً، ومن المؤكد انها، في «كان» ستعرض مجموعة للمرة الأولى. وتحمل هذه الأفلام تواقيع يسري نصر الله ومريم أبو عوف وشريف عرفة ومروان حامد ومحمد علي وشريف البنداري وخالد مرعي وكاملة أبو ذكرى وأحمد علاء وأحمد عبدالله. غير ان هذا العرض الظرفي والذي سيشكل ذروة اليوم «المصري» في «كان»، لن يكون كل شيء، إذ خلال ذلك اليوم سيتم استذكار يوسف شاهين، أحد كبار اصدقاء مهرجان «كان» - وحائز جائزة الخمسينية من المهرجان في العام 1997، لمناسبة عرض فيلمه «المصير» -، وكذلك سيتم فيه - ضمن إطار «كلاسيكيات كان» - عرض فيلم «البوسطجي» لحسين كمال (وهو عمل رائع من المؤسف انه يبدو منسياً بعض الشيء في أيامنا هذه، على رغم انه مأخوذ عن قصة ليحيى حقي بالعنوان نفسه تعتبر من درر الأدب العربي)، وكذلك عرض شريط «صرخة نملة» لسامح عبدالعزيز. ومن المفترض، مبدئياً، ان تكون مناسبة الاحتفال بالثورة المصرية على هذه الشاكلة، مبرراً لوجود وفد سينمائي مصري كبير في المهرجان.

في المقابل، قد يبدو الاحتفال بثورة تونس (ثورة الياسمين) أكثر تواضعاً، إذ انه سيقتصر على شريط «لا خوف بعد الآن» لمراد بن شيخ. غير ان عرض هذا الفيلم الوثائقي سيكون بدوره مناسبة ليس فقط لاستذكار الثورة الفرنسية، بل ايضاً لاستذكار علاقة السينما التونسية بتاريخ هذا المهرجان السينمائي العالمي، ودائماً عبر أفلام كان بعضها يُمنع في تونس أو يحارب فيها، فيتلقفه مهرجان «كان» ويعرضه. ولأن الشيء بالشيء يُذكر، من المؤكد ان الاحتفال بتونس وثورتها والحديث عن تونس في شكل عام خلال المهرجان، سيشكل مناسبة لإطلاق الإنتاج الجديد للمنتج التونسي طارق بن عمار «الذهب الأسود» وهو من إخراج الفرنسي جان - جاك آنو... وهذا الفيلم الذي يريده منتجه ومخرجه «لورانس العرب» جديداً، كانت مشاهده الضخمة تصوّر في تونس (والفيلم إنتاج فرنسي/ تونسي مشترك)، حين اندلعت ثورة الياسمين وحل نوع من فوضى وفقدان للتواصل، أرغم أصحاب الفيلم على الانتقال الى قطر حيث استكمل التصوير، على ان يُعرض الفيلم في الخريف المقبل. أما في «كان» فإنه سيكون، بالتأكيد، محط حديث وسجال لا ينتهيان على اعتبار أنه واحد من أضخم الإنتاجات الراهنة، خارج إطار السينما الأنغلو- ساكسونية.

نساء الربيع العربي

إذاً... لن يغيب العرب على الحجم الذي كان متوقعاً ومخشياً أول الأمر. والأفضل من هذا ان الحضور العربي الأساسي سيتمثل في الربيع العربي على وجه الخصوص. ولأننا، إذ نتحدث عن ربيع عربي، نجدنا أيضاً في خضم الحديث عن المرأة العربية (علماً أن هذه المرأة لعبت دوراً اساسياً، في ثورتي تونس ومصر، وعلى الأقل خلال مراحل براءتهما الأولى). ومن هنا، لا شك في ان الأمر كله سيكون على ارتباط لافت، على الأقل، بالأفلام الثلاثة التي تؤمن، في شكل أو في آخر، حضور السينما العربية (أو القضايا العربية) في التظاهرات الأكثر رسمياً، كما أشرنا: «وهلق لوين؟» لنادين لبكي و «على الخشبة» لليلى كيلاني... ثم بخاصة فيلم «ينبوع النساء» للروماني/ الفرنسي رادو ميهايليانو. ذلك أن الأفلام الثلاثة معاً، أفلام عن المرأة. وفي كل منها مجموعة من النساء تقود الغضب/ العيش/ الاحتجاج... وإذا كان سبق ان تحدثت الزميلة فيكي حبيب عن فيلم نادين لبكي (في الملحق قبل الماضي)، وإذا كان من المبكر لأوانه، منذ الآن الحديث المسهب عن اي من هذه الأفلام، في انتظار مشاهدتها خلال ايام المهرجان، فإن من اللافت للنظر ان تحمل جميعاً هذه السمات النسوية، في ترابط أكيد مع الواقع الاجتماعي والأحداث السياسية.

ولعلنا لن نكون بعيدين من الصواب إن نحن توقعنا ان ينتج من عرض هذه الأفلام (وكذلك من واقع ان المسألة الأنثوية ستكون، على حد علمنا، مطروحة في عدد لا بأس به من افلام سلسلة «18 يوماً» المصرية) استشراء للحديث عن المرأة العربية وأحوالها خلال ندوات المهرجان وأحاديثه. وكذلك ربما لن نكون ايضاً، بعيدين من الصواب، إن نحن استعرنا من بعض المصادر، ومنذ الآن، ان فيلم الروماني رادو ميهاليانو، سيكون بالتحديد فيلماً عن المرأة العربية، وإن في شكل أكثر أسطورية، من فيلم نادين لبكي. وآية ذلك، أن هذا المخرج المعروف اختار لبطولة فيلمه (وهو إنتاج فرنسي/ مغربي/ روماني) ثلاثاً من أبرز الممثلات الشابات (من اصل مغاربي) من العاملات بنجاح في السينما الفرنسية والأوروبية عموماً: ليلى بختي، حفصية حرزي وصابرينا وزاني، اضافة الى الجزائرية بيونا والفلسطينية هيام عباس، تُرى، مع مجموعة مثل هذه، وكذلك مع فتيات «على الخشبة»، وخصوصاً مع مجموعة نساء فيلم نادين لبكي الناقمات على الحرب اللبنانية ورجالها، هل ستكون ثمة فرصة حقيقية للشكوى من «غياب» العرب عن «كان»؟

السينما في عهدة أهلها 

هناك في مهرجان «كان» في كل دورة عدد من لجان التحكيم، حيث من المعروف ان لكل تظاهرة لجنة من هذا النوع تحدد أسماء الأفلام والسينمائيين الفائزين في التظاهرات. وحتى وإن كان قد قيل دائماً ان مجرد اختيار أعضاء اللجنة، وفي شكل أكثر تحديداً: رئيس اللجنة، يمكن النتائج أن تكون معروفة سلفاً، الى حدّ ما، ذلك ان الحساسية السينمائية للرئيس، كما لأعضاء اللجنة، تلعب دوراً رئيساً في الاختيار. وعادة ما تكون للرئيس كلمة الحسم. طبعاً لا يمكن أحداً هنا أن يزعم ان ما نقول هو الممارسة المثالية وأن تدخلات، من كل نوع ومن أي نوع، لا تجري لترجيح اختيار على آخر... غير ان هذا هو السائد، قليلاً أو كثيراً. وإذا نظرنا الى الأمور من هذه «الزاوية البريئة»، بالنسبة الى دورة هذا العام، فسنجدنا ازاء اختيارات، للجان التحكيم وأعضائها، تبدو طليعية الى حد كبير، بل ضامنة للثقة... ثقة ان التدخلات «الخارجية» ستكون عند الحد الأدنى. ذلك أن السينمائيين الأربعة الذين يتولى كل منهم رئاسة إحدى اللجان الرئيسة: لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة، لجنة نظرة ما، لجنة الأفلام القصيرة و«سينيفونداسيون» وأخيراً لجنة تحكيم الكاميرا الذهبية، هم من أبرز سينمائيي اليوم، بمن فيهم طبعاً روبرت دي نيرو، رئيس اللجنة الأساسية الذي ستشرئب له الأنظار بصورة خاصة في حفل الختام حيث توزع الجوائز الكبرى (السعفة الذهبية وأخواتها). ولعل في إمكاننا أن نقول في صدد دي نيرو انه يحضر هنا بصفتيه الأساسيتين: كونه من أكبر النجوم الممثلين الأحياء في السينما الأميركية، والعالمية بالتالي، من ناحية، وكونه مخرجاً قدّم، من ناحية ثانية، عدداً من الأفلام التي لفتت الأنظار حتى وإن عجزت عن وضعه في مصاف كبار المخرجين السينمائيين. دي نيرو، الذي أسس في نيويورك غداة «أيلول 2001» واحداً من المهرجانات السينمائية الطليعية (رداً، بخاصة، على العمليات الإرهابية) معروف بذوقه السينمائي، هو الذي تعود علاقته بمهرجان «كان» الى عام 1976، على الأقل، حين شارك فيلم «سائق التاكسي» من بطولته وإخراج مارتن سكورسيزي، في مسابقة المهرجان ونال السعفة الذهبية. ومن هنا، إذ يعود دي نيرو بعد كل هذه السنوات رئيساً للجنة التحكيم في المهرجان الذي شهد أول انطلاقة عالمية له، من الواضح ان هذا سيعني له الكثير كما للمهرجان.

امير كوستوريتسا، المخرج «اليوغوسلافي» (كما يصر هو على أن يُسمى!)، والذي يرأس هذه المرة لجنة تحكيم ثاني تظاهرات المهرجان «نظرة ما...»، يرتبط بمهرجان «كان» أكثر، كثيراً، من ارتباط دي نيرو به، فهو، وعلى مدى تاريخه السينمائي، الطويل زمنياً، إنما المقل نسبياً من الناحية الإنتاجية، عرض في «كان» معظم أفلامه الرئيسة، كما انه نال من السعف الذهبية والجوائز الأخرى، ما يجعله صاحب رقم قياسي في هذا المجال. نقول هذا ونفكر، على الأقل، بسعفتيه لـ «بابا في رحلة عمل» (1985) و «اندر غراوند» (1995)... ناهيك بأن كوستوريتسا، سبق له أن كان محكماً في دورة سابقة لـ «كان»، هو الذي من المعروف أنه لا يفوّت دورة من المهرجان حتى وإن لم يكن لديه فيلم معروض. ولعل من الطريف أن نذكر هنا انه إذا كان روبرت دي نيرو ممثلاً، يجرب حظه في الإخراج بين الحين والآخر، فإن كوستوريتسا مخرج، يجب أن يجرب حظه في التمثيل بين الحين والآخر. ولئن كان البعض يميل الى ان يقول لدي نيرو بعد كل فيلم يخرجه: من الأفضل لك أن تكون ملكاً في التمثيل من أن تكون مجرد سيداً مهذباً في الإخراج، فإن كثراً يبدون بدورهم مستعدين لأن يقولوا لكوستوريتسا، بعد كل فيلم يمثل فيه: من الأفضل لك أن تكون ملكاً في الإخراج من ان تكون مجرد سيد مهذب في التمثيل. مهما يكن، لا بد من الإشارة هنا الى ان حضور كوستوريتسا في التمثيل، أكثر كثافة وبروزاً من حضور دي نيرو في الإخراج.

من ناحيته يعتبر الفرنسي - العامل في السينما الأميركية في شكل شبه متواصل - ميشال غودري، ممثلاً ومخرجاً في الوقت نفسه. وهذا المخرج الذي يقترب الآن من الخمسين من عمره (ولد عام 1964 في فرساي) يعتبر حالياً من الشباب الطليعي في السينما الأميركية والأوروبية. وهو، بهذه الصفة - لا لكونه ممثلاً - اختير هذا العام ليرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، هو الذي، أصلاً، كان فرض حضوره كمخرج عبر الكثير من الأفلام القصيرة و «كليبات الأغاني» (رولنغ ستون، بيورك، كميكال براذرز، كايلي مينوغ...)، ثم توالت أفلامه، ذات النزعة السوريالية والشديدة الحداثة من ناحية الأسلوب، والغرابة من ناحية المواضيع، بدءاً من «الطبيعة البشرية» الذي أطلقه في «كان» 2001، مؤكداً «نزعته» الأميركية مروراً بأعمال مثل «شمس مشرقة أبدية على عقل لا يركز» من بطولة جيم كاري، وعن سيناريو لتشارلز كوفمان (أوسكارات 2005) و «علم الأحلام» و «عبئ من فضلك» وأخيراً «ذي غرين هورنت».

في رفقة هذا الثلاثي الصاخب من المحكمين، قد يبدو رئيس لجنة تحكيم «الكاميرا الذهبية» بونغ جون هو، مجهولاً للجمهور العريض. ولكن ليس، بالطبع، لأهل السينما ولا - بالتأكيد - لأهل مهرجان «كان». ذلك ان هذا المخرج الكوري الجنوبي الشاب (42 سنة)، بدأ حضوره السينمائي يشع منذ نحو عقد من السنين، ولا سيما في المهرجانات، ومنها مهرجان «كان» حيث كانت انطلاقته الأولى الكبرى مع فيلم «الضيف»، بعد فيلم «ذكريات جريمة» الذي كان أول عمل له يعرف على نطاق واسع. وهو إذ برز لاحقاً كواحد من ثلاثة مخرجين حققوا ثلاثية «طوكيو» (الى جانب الفرنسيين ميشال غودري وليو كاراس - 2008)، فإنه وصل الى الذروة - حتى الآن - بفضل فيلمه الأشهر «أم»، الذي إذ عرض عام 2009 في تظاهرة «نظرة ما» في «كان» وحقق من الإقبال الجماهيري والتقريظ النقدي ما أهّل بونغ ليعتبر واحداً من أكبر المخرجين الطليعيين في سينما اليوم، ودفعه في اتجاه مشروعه الذي يعمل عليه اليوم، انطلاقاً من إبداع في الشرائط المصورة للفرنسيين جاك لوب وجان - مارك روشيت، بعنوان «لاترانسبيرس نيج». ومن المتوقع أن يكون هذا المشروع الجديد، والذي سيكون الأضخم إنتاجياً في مسار هذا المخرج، حتى اليوم، حديث أهل «كان» لهذه الدورة.

الحياة اللندنية في

06/05/2011

 

السينمائيون انقسموا بين الاحتفاء بالتكريم والاعتراض علي شريف عرفة ومروان حامد

كتب rosadaily 

بدلا من الالتفاف حوله والتباهي بتكريم السينما المصرية في مهرجان «كان» العالمي وعرض فيلم «18 يوم» في إطار فعالياته، خرج عدد من السينمائيين للاعتراض علي مشاركة المخرجين شريف عرفة ومروان حامد ضمن صناع الفيلم لأنهما حسب المعترضين ينتميان للنظام السابق، وقاما بعمل الحملة الانتخابية للرئيس السابق «المخلوع» ولم يكتفوا بذلك بل أصدروا بيانًا علي الفيس بوك ويستعدون لإصدار بيان آخر وإرساله لإدارة المهرجان للتعبير عن رفضهم لاختيار الفيلم وفي مقابل هؤلاء هناك جانب آخر من السينمائيين يرفض مثل هذا الموقف لأنه.

لا يصح لأنه ليس من المشرف أن نصدر للعالم صورة مصر بهذه الطريقة ويكفي أننا سيتم تكريمنا في مهرجان عالمي احتفاء بثورة 25 يناير ويجب أن نقف إلي جانب ونلتف حول هذا التكريم.

المخرج خالد الحجر أحد المعترضين علي عرض «18 يوم» في «كان» وأحد الموقعين علي البيان أكد أن موقفه غير مبني علي محاكمة أحد بعينه عن موقفه قبل الثورة وبعدها ولكن الفكرة تكمن في سؤال من الذي وافق علي أن يكون هؤلاء العشرة مخرجين هم الذين يمثلون مصر لا يصح أن يقوم عشرة مخرجين أصحاب باختيار بعضهم للمشاركة في المهرجان بشكل غير علني، أخلاق المهنة تحتم عليهم أنهم يعلنون عن أفلامهم ليعطوا الفرصة لغيرهم أيضًا يقدمون أفلامهم والأحق بالعرض يأخذ فرصته لأن أفلامًا مصرية عن الثورة تشارك في كان لابد أن تكون أفلامًا مشرفة، لذا قررنا إرسال بيان إلي إدارة مهرجان كان نوضح خلاله أن ما حدث غير شرعي وأن هذا الفيلم لا يمثل مصر حتي يصبح موقفنا معلنًا للجميع هناك.

أما المخرج محمد خان فقال أنه أول من لفت الأنظار إلي هذه المسألة ولكنه قام بالتراجع عن المشاركة في البيان وأكد خان بمجرد توقيعي علي البيان اتهمني البعض بأن هذا موقف شخصي مني تجاه صناع الأفلام وشعرت أن الموقف تضخم ووصفوني بالمنافق لأنني سبق وأن قدمت «أيام السادات» و«زوجة رجل مهم» رغم أن في أيام السادات الشكر للرئيس المخلوع جاء من الإنتاج و«زوجة رجل مهم» أوضحت خلاله استعمال وتجاوزات السلطة في مصر ولكني أري أن هذه الأفلام وصلت إلي «كان» بشكل غير قانوني وكان يجب أن نراها أولاً في مصر ونقيمها لنري إن كانت تصلح أم لا ولكن يسري نصر الله أعلن أن الأفلام شاركت في «كان» عن طريق مقابلته لشخص فرنسي في ميدان التحرير علي علاقة مع رئيس المهرجان فرشحه، أشعر أن هذه التصريحات تشبه «حواديت ألف ليلة وليلة» ولا تدخل عقلاً ولكني غير موافق علي ما يحدث بالمرة وهذا مجرد انتقاد لكن لن أحجر علي أحد.

أما المخرج نادر جلال فهو أحد الرافضين للاعتراض جملة وتفصيلا وقال مهزلة أن يكون هناك مهرجان عالمي يكرمنا واحنا بنختلف مع بعض ونتبادل الاتهامات وعن طريق وصول الفيلم للمهرجان قال حتي لو كانت غير قانونية فالبلد كله لايزال به بعض الأخطاء لا يمكن أن ينصلح كل شيء في يوم وليلة وعبر عن رفضه للرأيين لأنه من المفترض أن نبدأ بداية جديدة وكل ما يهمني أن هناك مهرجانًا عالميا يسمي «كان» بيكرم السينما المصرية ونحن نلقي بالطين علي هذا التكريم بمعاركنا.

نجوم العالم سيشاركوننا الاحتفال

كتب rosadaily 

ماجدة واصف المستشار الفني للسينما العربية بمهرجان كان والمنظمة قالت في تصريحات خاصة عن شكل الاحتفال المصري في كان لليوم المصري: يبدأ اليوم في الثامنة والنصف مساء يوم 18 مايو حتي يصعد فريق عمل فيلم «18 يوم» علي السجادة الحمراء للمهرجان ويدخلون قاعة «لوثبيان» الذي يعرض فيها الفيلم بحضور وزير الثقافة المصري عماد أبوغازي وعدد كبير من النجوم المشاركين في المهرجان يليه عشاء رسمي علي شرف مصر وبعدها يحيي فريق «وسط البلد» حفلاً غنائيا يضم الأغاني التي تم غناؤها عن ثورة 25 يناير وفي اليوم الثاني وهو يوم 19 مايو يعرض فيلم «البوسطجي» بقاعة سينما كلاسيك في السادسة مساء ويليه في التاسعة والنصف فيلم «صرخة نملة» علي البلاج بحضور أبطال العمل ومخرجه حيث يعرض ضمن برنامج سينما بلاج وتضيف: تحملت إدارة المهرجان تكاليف الصالات التي تعرض فيها الأفلام المصرية أما تكلفة الاقامة والسفر فيتحملها أصحابها خاصة أن فريق عمل الأفلام المشاركة سواء «18يوم» أو «صرخة نملة» لن يسافروا فمنهم من يريد متابعة فعاليات المهرجان من بدايته ومنهم من سيسافر قبل اليوم المصري مباشرة وجار الآن إعداد نسخ الأفلام الثلاثة استعدادًا لتسليمها لإدارة المهرجان قبل بدايته وقد تم تخصيص اليومين لتكريم مصر بعيدًا عن التكريم التونسي أو الياباني وعن كيف جاء هذا التكريم تقول واصف: اقترحت علي إدارة المهرجان في أواخر فبراير الماضي موضوع اليوم المصري خاصة بعد نجاح الثورة المصرية وانتشار صداها علي مستوي العالم وبالفعل بدأنا نبحث عن أفلام تم انتاجها عن الثورة وبالصدفة سمعت حوارا للمخرج يسري نصرالله لإحدي الإذاعات الفرنسية يتحدث فيه عن فيلم «18 يوم» وعلاقته بالثورة ووجدت أن هذا الفيلم مناسب خاصة أنه الوحيد عن الثورة الذي كان جاهزًا وتم ترشيحه لإدارة المهرجان وشاهدته واعجبت به وبالفعل وقع الاختيار عليه وعن اختيار «صرخة نملة» قالت: كانت هناك أفلام روائية طويلة مرشحة بخلاف هذا الفيلم ولكن تم استبعادها لأنها لم تكن جاهزة مثل فيلم «الفاجومي» حيث تم استبعاده لأنه لم يتم مونتاجه وطبعه وتحميضه وترجمته وكل هذا يحتاج وقتًا فتم اختيار «صرخة نملة» الذي ترتبط أحداثه بثورة 25 يناير.

وعن الهجوم الذي تعرض له مخرجو فيلم «18 يوم» بسبب مساندتهم للنظام السابق قالت واصف: حدث تراجع من جانب السينمائيين الموقعين علي البيان وغيروا موقفهم وحدث تراجع لأن الذين أثاروا الموضوع كان هدفهم المزايدة.

مخرج «صرخة نملة» يسابق الزمن للانتهاء من المراحل النهائية

كتب rosadaily 

ما زال فريق عمل فيلم «صرخة نملة» حتي هذه اللحظات يقوم بعمل التجهيزات النهائية حتي يتمكن المخرج سامح عبدالعزيز من الانتهاء من المراحل الأخيرة ليصبح الفيلم جاهزًا للعرض في المهرجان.

حيث أكد مخرج الفيلم سامح عبدالعزيز أنه يجري حاليا عملية المونتاج وتركيب الصوت لمشاهد الفيلم النهائية، وأضاف أن فريق العمل سيسافر يوم 17 مايو الجاري، استعدادا لعرض الفيلم في ركن سينما بلاج في التاسعة مساء يوم 19، أما بطلته رانيا يوسف فأعربت عن سعادتها عن المشاركة في كان، خاصة أن هذه المشاركة جاءت للاحتفاء بالشعب المصري وتكريمه علي نجاح ثورته.. وتقوم رانيا في أحداث الفيلم بدور زوجة مصرية بسيطة تعاني من ظروف الحياة اليومية والاقتصادية الخانقة في مصر.. لذلك تضطر للعمل كراقصة في أحد الملاهي الليلية بعد أن يضطر زوجها للسفر للعمل في الخارج بعد أن يشعر في بلده أنه مثل النملة.

الفيلم تأليف طارق عبدالجليل ويشارك في بطولته عمرو عبدالجليل وحمدي أحمد وأحمد وفيق.

صناع «18 يوم»: «الثورة» أوصلتنا إلي «كان»

كتب rosadaily 

«18 يوم» هو عنوان الفيلم الذي تم اختياره لتمثيل مصر في اليوم المصري الذي خصصته إدارة مهرجان «كان» في دورته الـ46 لتكريم السينما المصرية وثورة 25 يناير ويضم الفيلم 10 أفلام روائية قصيرة كل فيلم فيها يتناول الثورة بوجهة نظر مختلفة والأفلام هي «احتباس»، و«داخلي خارجي» و«تحرير 2002» و«19-19» و«لما يجيك الطوفان» و«خلقة ربنا» و«حظر تجول» و«كعك التحرير» و«شباك» و«حلاق الثورة» ولكل فيلم من هذه الأفلام حكاية مع الثورة جعلته يشارك في كان يرويها لنا مخرجو «18 يوم».

بداية تقول كاملة أبوذكري «مخرجة» «خلقة ربنا» مدة الفيلم عشر دقائق وتم تصويره بعد تنحي حسني مبارك مباشرة واستغرق يومين ونصف اليوم وشارك في بطولته ناهد السباعي وسلوي محمد علي وأحمد داود وبلال فضل، وأضافت إن مروان حامد حدثها تليفونيا يوم 29 يناير عن فكرة فيلم «18 يوم» وأن شركة «لايت هاوس» مسئولة عن الإنتاج فوافقت وبدأنا في التنفيذ وبالفعل بدأت في «خلقة ربنا».

وأضافت: ليس شرطا أن يكون السينمائيون المشاركون في الفيلم هم أفضل السينمائيين لكن شرط أن يعرض فيلم مصري في كان أن يكون فيلمًا مشرفًا لثورتنا، وأشعر بفخر باختيار الفيلم للمشاركة لأننا بذلنا مجهودًا هائلاً ليظهر بشكل لائق.

أما المخرج محمد علي فقال: إن العامل الأساسي لاختيار فيلم «18 يوم» للمشاركة في كان هو فضول العالم لمعرفة تفاصيل الثورة المصرية التي شهدتها مصر وبهرت العالم، وأضاف أن فيلمه: «لما يجيك الطوفان» كان نتاج حالة من الحماس لأننا كسينمائيين زي كل اللحظات التي مرت بنا ونعبر عنها بالكاميرا التي صورنا بها أعظم لحظات مرت بها مصر.

وأوضح علي أن الفيلم إنتاج شخصي بتكاليف زهيدة ويشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم ماهر عصام وآسر ياسين وعمرو واكد ولم يتقاضوا أجرًا مقابل المشاركة، وتم التصوير بكاميراتFD وسعدنا بشدة عندما عرفنا أن فيلم «18 يوم» سيعرض قبل ختام المهرجان بيوم وهو وقت مميز لأن يكتمل فيه الحضور مما يعطي فرصة كبيرة لمشاهدة الفيلم المصري.

أما المخرج أحمد علاء فعبر عن سعادته البالغة لمشاركة فيلم «حلاق الثورة» بمهرجان كان لأنها بمثابة رد اعتبار للفن المصري في الأوساط العالمية.

وأضاف فيلم «18 يوم» يعرض تفاصيل أيام الثورة وموافقة إدارة المهرجان علي عرض الفيلم ليس بمنطلق الشكل التكتيكي للعمل، لكن بهدف تكريم صناع الثورة، ورفض أحمد علاء الحديث عن تفاصيل فيلمه، لكنه أشار إلي أنه يلقي الضوء علي بعض الشخصيات المتواجدة في ميدان التحرير لخدمة الثوار، وفي الوقت نفسه بحثا عن الرزق ومنهم «حلاق الثورة».

شريف البنداري مخرج فيلم «حظر تجول» تحدث عنه قائلاً: هذا الفيلم مدته 15 دقيقة اشتركت أنا والسيناريست عاطف ناشد في كتابته وقام ببطولته الفنان أحمد فؤاد سليم والطفل علي رزيق وقام بتصويره مدير التصوير فيكتور تالني الذي قام أيضا بتصوير فيلم «داخلي خارجي» للمخرج يسري نصرالله وقد اخترت فكرة إنسانية تماما عن ثورة 25 يناير بعيدا عن السياسة، وتدور الأحداث حول جد وحفيده من السويس وجاءا للقاهرة يوم 11 فبراير وهو نفس يوم تنحي مبارك عن الحكم ومن كثرة الزحام في القاهرة في هذا اليوم لم يستطيعا الرجوع لمنزلهما بسبب حظر التجول وقد استغرق تصوير الفيلم يومين وبدون ميزانية.

وأضاف البنداري كان هدفي من الفيلم بالإضافة لتوثيق لحظات ومشاعر مهمة في تاريخنا أن أحقق أي دخل مادي أتبرع به لصالح جرحي الثورة من خلال جوائز أو مشاركة في مهرجانات. أما أحمد عبدالله مخرج فيلم «شباك» فأكد أنه لن يستطيع السفر مع مخرجي «18 يوم» للمهرجان بسبب ظروف خاصة، لكنه يتوقع نجاح فيلمه وتحقيقه صدي مع جمهور المهرجان، ولا يعتبر فيلم «شباك» فيلمًا منفصلاً عن الأفلام التسعة الأخري ويراها فيلما واحدا تم نسجه في خط درامي واحد وتسلسل ليشتمل انفعالات الثورة من اعتراض وغضب وانفجار وتصميم وحزن وفرح.

وأضاف عبدالله قائلاً: تدور أحداث الفيلم في إحدي الشقق السكنية يعيش فيها شاب ويحاول متابعة أحداث الثورة من خلال شباك شقته، ويقوم ببطولته أحمد الفيشاوي، وأنتجه المنتج محمد حفظي وقد قمت بتصويره الأسبوع الماضي واستغرق التصوير يومين فقط ومدته 10 دقائق ونعمل الآن أنا وزملائي علي الانتهاء من النسخة الأخيرة من الفيلم استعدادا لإرسالها لإدارة المهرجان.

روز اليوسف اليومية في

06/05/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)