حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الخليج السينمائي الرابع ـ 2011

طفل بغداد يفتتح مهرجان الخليج السينمائي الرابع

عدسة ملتاعة تعود الي الجذور

طاهر علوان-دبي

بانعقاده هذا العام يكون مهرجان الخليج السينمائي الرابع قد رسخ مساره في احتضان العديد من التجارب السينمائية في منطقة الخليج وفي استقطابه للطاقات والمواهب السينمائي الواعدة.

ومما لاشك فيه ان طبيعة المنطقة من جهة الأنتاج السينمائي تحتاج الي مزيد من التشجيع والتحفيز لغرض ضخ دماء وروح جديدة في هذا الحقل وذلك مايحرص عليه مهرجان الخليج عبر دوراته المتعددة.

يقدم هذا المهرجان ومن خلال مسابقاته وعروضه المتعددة فرصة طيبة لطلبة السينما وللهواة بموازاة المحترفين وهنالك مسابقة للأفلام الأماراتية ومسابقات للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية تتسابق في الحصول علي علي جوائزها ددالأفلامالمشاركةفيمهرجانالخليجالسينمائيالرابع 153 فيلما

وبحسب الدول : الإمارات 45 فيلماً؛العراق 23 فيلماً،و12 فيلماًمنالسعودية،و11 منالكويتو 8 منقطر: و 7 من سلطنة عمان، و 2 من البحرين...وبلغ عدد الأفلام المشاركة من دول أخري (الولاياتالمتّحدة الأمريكية والمملكة المتّحدة والهند وإسبانيا وفرنسا وألمانيا واليونان وتركيا وكندا وغيرها): 47 فيلما. عدد الأفلام المشاركة ضمن المسابقة الرسمية: الخليجية: 64، مسابقة الطلبة: 30 فيلما وفي خارج المسابقة : "جيراركوران": 48، برنامج "تقاطعات" 17 ..برنامج "أضواء": 16برنامج "سينماللأطفال": 9 برنامج "طرقكياروستامي": 3 .

يحكي فيلم "طفل العراق "قصة شاب عراقي يقرر العودة من منفاه في الدنمارك حيث امضي جزءا من طفولته ومراهقته في تلك البلاد ، ومنذ البداية يعتمد الفيلم طريقة مباشرة في تعريف الشخصية بنفسها من خلال الحديث المباشر امام آلة التصوير ، يتحدث عن جوانب من حياته في المنفي وانه قرر السفر الي العراق بعد ان سبقته امه الي هناك وتركت له تذكرة السفر ، وما يلبث ان يصل الي هناك وحيث يكون عمه في استقباله ليروي له ماذا يعني ان تعيش في بغداد وفي العراق عموما حيث الحياة تفتقر الي ابسط المقومات واولها بالطبع مشكلة عدم توفر امدادات الكهرباء وهي المشكلة الأزلية التي تجدها في اغلب الأفلام الوثائقية العراقية من منطلق انها العلامة المباشرة لمعاناة العراقيين اليومية.

العودة "الي الجذور " الي بغداد والي العراق شكلت مقتربا مهما بل المقترب الأهم علي الأطلاق في موضوعات افلام اكثر من مخرج عراقي ، ووجدناها لدي المخرج طارق هاشم في فيلمه ( 16 في بغداد) وهو الآخر يعيش في الدنمارك ويعود الي بغداد ليعرض ماآلت اليه الحياة هناك بعد العام 2003 ، يفعلها ايضا المخرج قاسم عبد في فيلمه الوثائقي "الحياة بعد السقوط" الذي يقدم فيه جوانب من حياة اسرته :اخوته واخواته وكيف يعيشون في بغداد بعد انهيار النظام السابق وبعد الأحتلال ويفعلها المخرج هادي ماهود في فيلمه ( العراق وطني ) الذي يعرض للموضوع نفسه في اجواء مدينته السماوة.

اذا نحن امام لازمة وثائقية تتكرر بهذا الشكل او ذاك في عدد من الأفلام الوثائقية العراقية.

في هذا الفيلم الذي صنعه هذا الشاب الواعد "علاء محسن" البالغ من العمر 22 عاما بأمكانات بسيطة وبدعم دنماركي من خلال شركة بي يو فيلم وبتكلفة تقدر بمئة الف دولار امريكي، يذهب الي محافظة الديوانية لملاقاة امه واقاربه هناك حيث تكون الحياة مزرية اكثر واكثر ، الطرقات المتربة المحطمة والمباني المتهالكة والمعاناة اليومية للناس في صيف لاهب يكتوي الناس بحرارته في ظل الأنقطاع المستمر للتيار الكهربائي ومايلبث الشاب ان يقطع وتيرة الأحداث ليروي من وجهة نظره مايجري وهو الذي يتحدث الدنماركية بطلاقة.

في مدينة الديوانية تتجسم فواجع اخري ممثلة في عادات زيارة المقابر وتفقد الأحبة من ضحايا العنف المدفونين في مقبرة وادي السلام في النجف حيث اكبر مقبرة في العالم.

وهناك يترحمون علي ارواح اعزائهم ومنهم عم ذلك الشاب الذي يقضي بعد عدم حصوله علي اللجوء في الدنمارك ليعود الي العراق وحيث يجد قدره يتربص به وفي انتظاره حيث يختطف ويقتل.

مايتطلع له الشباب العراقي ومايحلمون به يتجلي في حديث ابن عم الشاب :المخرج ، المصور الراوي الذي يحلم بالهجرة بعد تحطم الآمال في حياة طبيعية في داخل العراق ، وطريفة هي تلك الأحلام فالشاب يروي قصته وهو الشاب اليافع :انه عمل في شتي المهن ، بائعا وجنديا وسائقا وغير ذلك وكلها لم توفر له الحياة التي يحلم بها ولهذا لا يجد بديلا امامه غير الهجرة.

يجري ذلك الحوار كله علي سطح المنزل في عتمة الليل حيث يدفع انقطاع الكهرباء الي لجوء العائلات الي النوم علي سطوح المنازل.

لكن التحول الجذري في حياة الشاب يقع عندما يفقد والدته التي يفترض انها ستعود معه الي الدنمارك وهو حدث مؤثر للغاية بالنسبة له.

ثم يتبع ذلك تطور تلك التراجيديا الي تأبين الأم ودفنها وسط بكاء وعويل الشاب واقاربه.

مقتربات اخري

يحمل الفيلم شحنة قوية من الشجن الذي يتراكم في عقل المشاهد العراقي والعربي من كثرة المآسي والخراب الذي عاشه ويعيشه المجتمع العراقي في ظل ما صار يعرف عالميا بالدولة الفاشلة.

في هذه الدولة الفاشلة لم يبق من آثار الأحتلال الا خراب متفشي في كل مكان وحزن مقيم وحياة محملة بالمشاق والصعاب.

ولهذا ربما كنت وقائع الفيلم تبدو معتادة بالنسبة لمشاهد غربي وحيث الفيلم من انتاج دنماركي اما بالنسبة للمشاهد العراقي فالمسألة تبدو ثقيلة الوطء من كثرة المشاهد النمطية المنطبعة في عقله المشاهد.ولعل هذا يقودنا الي وجود احساس بالرتابة حاول المونتاج التخلص منها الي اقصي مايستطيع لكن المسألة كانت برسم الأخراج وعمل المخرج الذي اراد لفيلمه ان يكون بهذا الشكل.لكن الملفت للنظر هو ان المخرج الشاب يصرح مرارا ان موضوع فيلمه هو البحث عن الهوية اذ يصرح في احدي المقابلات التي اجريت معه ابان انعقاد المهرجان قائلا :" لقد كنت ابحث عن العراق الذي بداخلي وعن هويتي لأني ظللت بين احاسيس متناقضة واتساءل دائما : من انا؟ ، هل انا دنماركي؟ رغم ان لهجتي ومظهري يعرفان الجميع اني عربي عراقي لذلك قررت الخضوع لرغبة امي في العودة الي العراق للأجابة عن الأسئلة التي حيرتني لسنوات طويلة ".

لايتحمل الفيلم بعد سرد الوقائع من وجهة نظر شاب قادم من الدنمارك كثير من القراءات لاسيما وانه يؤكد مرار وتكرار انه قادم من الدنمارك وانه يعيش في الدنمارك ثم يجعل امه قبل وفاتها ان تردد هي الأخري انها تشكر الدنمارك وحكومة الدنمارك لأن هذا البلد اواهم وساعدهم وقبلهم كلاجئين تحت وطأة الظروف القاسية التي عاشوها.

وكان من نتائج استطرادات المخرج الشاب الذي لما تنضج تجربته وادواته بعد انه شتم العراق اكثر من مرة وتلك الشتيمة لم يكن لها مايبررها لامنطقيا ولا انسانيا ، ومسألة الجرأة علي الناس والأستهانة بمشاعر شعب بكامله لم تكن بالأمر اللائق ولا الصحيح مهما كانت اسبابه التي تبدو ساذجة الي حد كبير وهو مااثار حفيظة الكثيرين. ولاادري ماهي الفائدة التي جناها هذا المخرج الشاب من اطلاقه تلك الشتيمة التي ربما صدرت منه وهو في وضع نفسي مترد ابان وفاة والدته ولكن ذلك لايبرر الأصرار علي ابقاء تلك الشتيمة النابية.

من جهة اخري لاشك ان ثمة اعتبارات مهمة تحسب لهذا الشاب الواعد ومنها بساطة طرح الموضوع وعدم تكرار كليشيها ت الصور والمقابلات الشخصية وترك الشخصيات علي عفويتها من جهة ومن جهة اخري استخدام الحركة المهتزة وعدم ثبات آلة التصور في القسم الأعظم من المشاهد وقد بدا هذا الأستخدام مقنعا تماما بسبب دخول الشخصية ذلك العالم القلق الذي التبست مسبقا معالمه في ذهن ذلك الشاب وهو يزور العراق للمرة الأولي بعد سنوات من الأغترب وحيث لم يبق من العراق في ذهنه الا صور متداخلة شاحبة تعود الي سنوات الطفولة البعيدة.

ويحسب للفيلم المونتاج المتقن واستخدام الموسيقي التصويرية التي جاءت بالتوازي مع السرد المباشر للشخصية وهي تروي يومياتها.

واذا توقفنا عند المونتاج ووجود المشاهد الزائدة ، يمكننا تشخيص بعضها ومنها ثرثرة العجوز اي الجدة ومنها ايضا المشاهد المكررة التي تؤكد عدم وجود الكهرباء وهو ماتشكو منه اغلب الشخصيات بطريقة متكررة.

ربما كان الفيلم في بعض مشاهده اكثر تلبية لدافع الفضول لدي المشاهد الغربي لكنه في الوقت نفسه يكون قد تخطي الي حد ما (الجرعة) المطلوبة والمعقولة من المادة التراجيدية والمحزنة التي طبعت وتطبع الواقع العراقي منذ الأحتلال وحتي اليوم.

وعودا الي تكرار المعالجات في عدد من الأفلام الوثائقية مابين قاسم عبد وهادي ماهود وطارق هاشم وهذا المخرج الشاب والواعد فمن المؤكد ان لكل منهم معالجته الفيلمية المختلفة عن الآخر لكنهم جميعا يلتقون في نقطة مشتركة واحدة ومهمة الا وهي فكرة عودة المغترب الي العراق وكيف آلت اليه احوال الناس والمجتمع وكلهم ايضا وكتحصيل حاصل يكون اقاربهم بانتظارهم لكي يطلعونهم علي متغيرات حياتهم وكلهم ايضا يتم الأحتفاء بعودتهم من قبل الأهل والأقارب وكلهم يبدأون في تفحص الوضع السائد بمساعدة اقاربهم واهلهم اللذين يصحبونهم الي اماكن عدة من بغداد وخارج بغداد في بعض الأحيان.

لست اختلف كثيرا مع هذا النوع من المعالجة الفيلمية الوثائقية بل انني اري ان هنالك مشاريع افلام اخري ستأتي ربما لن تخرج عن هذا الأطار ولكن بشرط ان تحاول التخلص من الكليشيه في المعالجة وان لاتكرر بعضها البعض ولا تردد الأفكار نفسها.

ولعلها مسألة معتادة من وجهة نظر المغتربين انهم يريدون اعادة اكتشاف بلدهم الذي فارقوه لسنوات وماذا جري من احداث ومتغيرات منذ مغادرتهم له وحتي عودتهم اليه ولكن النقطة المهمة سترتبط بمقتربات المعالجة الدرامية للموضوع والتي تعبر عن وجهة نظر كل شخص علي حدة.

من هنا صرنا امام شكل واقعي يحاكي التحولات الدراماتيكية التي طرأت علي الواقع العراقي بعد العام 2003 وتلك مسألة ستحيلنا مباشرة الي فكرة العنف المصاحب للحياة العراقية بعد العودة الي الوطن والعنف يتكرر في ثلاثة افلام عراقية علي الأقل ففي فيلم قاسم عبد يتم اختطاف شقيقه في اثناء توثيقه للأحداث وفي فيلم هادي ماهود يتجلي العنف في نزعات الحركات والأحزاب السياسية التي تحمل السلاح وفي هذا الفيلم يتجلي العنف في اختطاف خال المخرج نفسه والتي تنتهي بتصفيته.

من المؤكد ان ثيمة العنف في الأفلام الوثائقية العراقية تحولت الي لازمة تتكرر لاسبيل لمخرجي هذه الأفلام للتخلص منها او بمعني آخر تجاوزها ، لكن الفارق في المعالجات الفيلمية يكمن في كيفية تقديم صورة العنف وتأثيره والأبتعاد عن البكائيات والرتابة والتكرار التي تقع فيها كثير من الأفلام الوثائقية في كونها تنقل ماتراه وماتعيشه الشخصيات بلا تحريف ولا تعديل لكن المسألة المهمة هنا هي الأجابة عن سؤال : اي واقع نريد ان نقدمه الي المشاهد؟ هل هو الواقع المختزن في الأذهان الذي طالما قدمته الفضائيات؟ ام هو واقع مواز يتم فيه تلمس تلك الحياة التي تدب بصبر واناة ومن دون توقف؟ ام هي تلك التفاصيل غير المرئية التي عجزت الفضائيات ووسائل الأعلام التقليدية من الأقتراب منها او الوصول اليها؟.

مما لاشك فيه ان جدلا كهذا ينبع من طبيعة الفيلم الوثائقي نفسه لحساسيته ولوجود اعتقاد لدي كثير من الذين يخوضون في هذا الحقل ان هذا الفيلم يتطلب نقل الحقيقة كما هي من دون تعديل ولا تغيير والمحافظة علي الوقائع الحقيقية...مما لاشك فيه ان تخريجا كهذا لايخلوم من الصحة ولكن الأغراق في تكرار ماهو معروف ومعلوم سيوقع الفيلم وصانعه او صانعيه في مآزق لأنه في هذه الحالة سيفقد قسما لايستهان به من المشاهدين الذي يضعف لديهم دافع المتابعة والأهتمام بمايشاهدونه.

الزمان العراقية في

20/04/2011

 

من أفلام «المسابقة الدولية» وبرنامج «أضواء»

«إشارة مرور» للفوضى ونهر يحمل الجثث

زياد عبدالله 

عندما يكون الضوء أحمر نقف، عندما يكون أخضر نمضي، هذا بديهي وكارثي في آن معاً، يمكن لذلك أن يخرج عليك من فيلم قصير من بين الأفلام التي حملتها المسابقة الدولية للدورة الرابعة لمهرجان الخليج السينمائي، وهي المرة الأولى التي نشهد فيها هذه المسابقة، والتي تمضي برفقة كل المسابقات الأخرى الخليجية ومعها الطلبة، حيث المشاركات مفتوحة على جهات الأرض الأربع.

أعود إلى فيلم «إشارة مرور» الذي بدأت معه، لأجد في الفيلم مجازاً للحاصل حولنا، حيث الاكتشافات تتوالى بأن الحياة أجمل وأكثر أمنا من دون شرطي متهور أو فاسد أو أي من الصفات التي تجعله خالقاً للمآزق ومتسبباً فيها، ليكون هو الحل، أو على شيء من تبرير وجوده أساساً. هذا الفيلم إنتاج ألماني ومن إخراج الإيطالي جويليو ريكياريلي، وهو ناطق بالانجليزية وربما مدبلج إليها، وهو من بين الأفلام التي استوقفتني في المسابقة الدولية.

يبدأ الفيلم من جنازة وينتهي بها، إنها عن القرية والشرطة، الأولى هادئة وكل شيء فيها يسير بالتفاهم والتراضي غير المتفق عليه، بينما كل ما يحتوي عليه مخفر الشرطة هو شرطي واحد يحيطه الملل من كل جانب، وهناك جسر في القرية لا يتسع إلا لعبور سيارة واحدة، وبالتالي فإن سيارة تنتظر في الجهة المقابلة لعبور السيارة القادمة بالاتجاه المعاكس، وهكذا تمضي الأمور دون أية مشكلات.

تبدأ المشكلات حين يقرر الشرطي وضع إشارة مرور، إنه النظام الذي يفرض نفسه فرضاً، إنه الملل الذي لا يجد إلا الناس ليتسلى بهم، وعليه تتحول إشارة المرور إلى لعنة، لن يذهب ضحيتها في النهاية إلا الشرطي نفسه، إنه نظام يخلق المشكلات ومن ثم يذهب ضحيتها.

فيلم التونسي يوسف الشابي «للشمال» مدعاة للتوقف أمام ما يقدمه من درامية عالية مشدودة ومتحفزة من اللحظة الأولى وصولاً إلى التصوير الليلي، والقتل الذي يحدث في حلكة الظلام، والشابي يقدم في 17 دقيقة سرداً مكثفاً للاتجار بالبشر، حيث «الحراقة» أو المهاجرون غير الشرعيين لن يكونوا إلا ضحايا من يتربص بهم، بهدف الاستيلاء على أعضائهم، وتحديداً المافيا الالبانية وصولاً إلى المأساة حين يكتشف مهدي المتعامل مع تلك المافيا أن أخاه الصغير من بين الذين سيمضون إلى ذلك المصير.

بالانتقال إلى برنامج «أضواء» في «الخليج السينمائي» أتوقف لدى فيلم العراقي عدي رشيد «كرانتينه»، حيث الفيلم ومن اللقطة الأولى يضيء ما نحن ماضون في مشاهدته، فالنهر الذي تطفو عليه الأوساخ والمخلفات، ليس إلا معبرا إلى حكاية نجد في أحداثها مجازاً لوطن يحيط به القتل من كل جانب، والقاتل في الطابق الثاني يطل من عائلة سيكون تفككها وتصارعها المشهد الأهم الذي يطل عليه هذا القاتل المأجور، والذي سينتقل من جريمة إلى أخرى وهو يقتل الاساتذة الجامعيين في العراق، وصولا إلى ممارسة القتل وفقاً لأجندته الشخصية، بعيداً عن من يستخدمونه، الذين يجدون فيه شرط استمرارهم في الهيمنة، لكن وفي النهاية فإن هناك أيضاً كثيرين يقومون بعمله، والقتلة ما أكثرهم، فالنهر سيحمل جثث الضحايا والقتلة أيضاً.

السرد البصري لدى عدي رشيد حاضر بقوة، الشخصيات تعيش سجنها اليومي، وفي اللقطات الخارجية لبغداد نقع على المدينة من على مدفع رشاش هو يقود زاوية الرؤية، كما يتكرر الأمر حين تأتي اللقطات من زجاج سيارة عسكرية يستند إليها رشاش أميركي، وفي الوقت نفسه يقع رشيد في غوايات بصرية كثيرة، تقول ما تقول في خصوص ما يحمله الفيلم، والبناء الدارمي للفيلم يلتقي ويفترق مع تلك الغوايات.

فيلم «كرنتينه» يعبر بالدراما التي يقدمها إلى المجاز، الذي يريد الاكثار منه، مثل تلك المرأة التي تأتي كل يوم لتبيع ما تطبخه على الرضيف دون أن تنطق حرفاً واحداً من أول الفيلم إلى آخره، كما هو شرطي الأمن المركزي في فيلم أحمد عبدالله «هليوبوليس»، ولنكون في النهاية أمام فيلم يقول الكثير وبما يعدنا بمخرج عراقي متمكن من أدواته، يقول لنا إن كل شيء مشوه وشيطاني في عراق اليوم.

أواصل مع «أضواء»، لكن هذه المرة مع فيلم «المتصل» الذي تورطت وشاهدته، ولأقول في الوقت نفسه: لا بأس! فإنني تعرفت من خلاله إلى أن التشويق والإثارة درجات، وهذا تصنيف جديد يتمثل بأنه، أي التشويق الذي نشاهده في دور العرض التجارية، يتحلى بقدرة ما على مواراة ما يسعى إليه من إثارة الإدرينالين ساعتين ومن ثم السلام، لكن مع «المتصل» هناك إثارة قصرية للإدرينالين، ليس له أن يستجيب لما يقدمه، كونه مصوغاً بركاكة ومجانية فاقعة، والمؤثرات الصوتية تأتينا من كل حدب وصوب بمناسبة أو من غير مناسبة، وحياة ماري معلقة بالهاتف الذي تخاطبها فيه روز التي فجأة نراه موجودة في كل صور طفولتها دون أن تدري.

فيلم «المتصل» من إنتاج بورتريكو وأميركا والإمارات، ومن اخراج ماثيو باركهيل، وهنا أنقل المكتوب عنه في دليل المهرجان دون أن أعرف الجهة الإماراتية المنتجة، لكن الفيلم له أن ينتمي إلى أفلام التشويق والإثارة من الدرجة الثالثة، لا بل إن تركيبة الفيلم أساساً مصوغة حول تجميع كل ما يدفع للمفاجأة، بما في ذلك بأن شيئاً لن يفاجئنا فيه.

الإمارات اليوم في

20/04/2011

 

مخرجتان وثّقتا لــ «الكندورة» وثالثة تعقبت اللهجة المحلية في فيلمين

سينما الطالبات.. لا حدود لـ «الجرأة المبدعة»

محمد عبدالمقصود- دبي 

يمكن أن يكون عنوان اليوم قبل الأخير في الليالي السبع لمهرجان الخليج السينمائي الذي شهدت فعالياته في فندق انتر كونتننتال صالات سينما غراند في فيستفال سيتي في دبي هو الإبداعات الطلابية الشابة التي تم عرضها بكثافة، أمس، ودارت حولها نقاشات في أروقة المهرجان.

وفي حين بدت الطالبات مهتمات بالتطرق إلى قضايا تتعلق بالهوية، سواء في ما يتعلق بإطار الممارسة، كما هو الحال في فيلم «لهجتنا»، أو المظهر على نحو ما يرصده الوثائقي «الكندورة»، فإن غياب قضايا يمكن أن توصف بالجريئة والمباشرة في التصدي لبعض الظواهر والممارسات السلبية الدخيلة، لا يترجم قناعات المخرجات الشابات، خصوصاً اللائي أكدن أنهن مع «الجرأة المبدعة».

المهرجان الذي يختتم اليوم فعالياته بالإعلان عن نتائجه، قَبِل بمشاركات 15 طالباً وطالبة، واستبعد عدداً كبيراً من الأفلام في المقابل، لأسباب بعضها فني يتعلق بمعايير الجودة، وبعضها الآخر من قبيل صد انتقادات تتعلق بطبيعة الموضوعات المثارة في الأفلام نفسها، وبدت الحملة عبر منتديات الإنترنت التي واجهها الفيلم الوثائقي «إش» الذي تطرقت عبره ثلاث طالبات من كلية التقنية بدبي لظاهرة «البويات»، بمثابة فزاعة ليس لإدارة المهرجان فقط، رغم أن الفيلم حصد جائزتين مهمتين، أولاهما في مهرجان الخليج السينمائي وثانيتهما في مهرجان أبوظبي السينمائي، بل أيضاً للطالبات أنفسهن اللائي تحاشين التطرق إلى موضوعات إشكالية تماماً في دورة هذا العام.

تحديات

جاءت الإبداعات الطلابية واعية ومعبرة عن إدراك مبدعيها لعدد من التحديات المجتمعية، وعلى رأسها قضية الهوية التي استأثرت بمفردها بإبداع عدد من طالبات كلية التقنية للطالبات خصوصاً، التي رشحت ستة أفلام للمشاركة في «الخليج السينمائي»، لم يقبل منها سوى فيلمين اثنين فقط، بخلاف العام الماضي الذي سمحت فيه إدارة المهرجان بمزيد من المشاركة للطالبات، ما أثر بالسلب حتى في كثافة حضور الطالبات كمتابعات لـ«الخليج السينمائي» وورشه المتعددة.

«لهجتنا» اسم لفيلم لا يمكن إلا أن تبني معه جسوراً من التواصل، بفضل ذكاء مخرجته ومنتجته ومؤلفته مريم النعيمي، بداية في صيغته التي نسبت مفردة لهجة بكامل دلالتها إلى المتكلمين، وكأنها أحد الأعضاء الذين يستحيل من دونهم أن يصح الجسد المجتمعي، موضحة من الإشارات الأولى للمفردة الغيرة على اللهجة، وعدم وجود مسافات تفصلها عن جوهر الهوية، وهو الأمر الذي ينسجم مع طبيعة تكوين النعيمي التي أشارت إلى معاناتها في طفولتها من تعلم اللهجة المحلية التي لم تستقها إلا من جدتها. وقالت لـ«الإمارات اليوم» عن ذلك «واجهت صعوبات كثيرة في تعلم لهجة بلدي، كون والدتي بريطانية، وكانت خصائصها الصوتية ومفرداتها تصلني دائماً مشوهة، إلا من جدتي التي كانت ملجأي ومعلمي لصحيح لهجتنا، وهذه التحديات الأولى جعلتني أكثر معرفة بقيمة أن يتمسك الإماراتي بلهجته، كأحد مقومات هويته الأصيلة».

وأضافت النعيمي «رغم ذلك لم يكن مشروعي بالأساس سوى فيلم بعنوان (خبايا البشتختة) الذي هو صندوق معروف في البيئة الإماراتية التقليدية، يوازي الخزانة التي يوضع فيها كل شيء، بدءاً من المصوغات الذهبية والحلي، مروراً بالتوابل والعطور، وسائر الأغراض، التي كادت مسمياتها تندثر، وسعيت حسب المشروع في صيغته الأولى لتوثيقها، قبل أن تُعدل خبراتي القديمة تماماً وجهتي إلى (لهجتنا)».

لا ترفض النعيمي التي وثقت في فيلمها مقابلات مع بعض وجوه المجتمع المحلي المنشغلين بسيادة اللهجة المحلية، صناعة أفلام جريئة، وترى أن السقف لا حدود له، بشرط استخدام أدوات الإبداع بدقة وحرفية وعناية، واللجوء أحياناً إلى الترميز، وربما الكوميديا لتجنب الصدمة الاجتماعية، مضيفة، «لا يمكن التخلي عن الجرأة في العمل الإعلامي والسينمائي، لكن الأمر تحسمه هنا الأدوات وحرفية تطويعها، وهو أمر لا تكفيه الموهبة في التعاطي مع وسائل الإنتاج، بل أيضاً الوعي بقيم المجتمع وعاداته وثوابته».

النعيمي التي تحظى بدعم اسري لالتحاقها بتخصص إعلامي أولاً في كلية دبي للطالبات، تنوي استكمال المسيرة مع العمل الإخراجي، لذلك فهي تجهز لتصوير ثلاثة إعلانات للتوعية بمخاطر جريمة الاتجار في البشر، وفيلم يتناول قضية شائكة وذات صلة مباشرة بالكثير من الشرائح المجتمعية، وهي تلك الصدمة الثقافية والحضارية التي يتعرض لها الآلاف من الإماراتيين الذين يقضون فترات طويلة من الإقامة في الخارج، خصوصاً لأسباب تتعلق بالدراسة، ثم يعودون للاستقرار في الدولة، متأثرين بأنماط حياتية في البلدان التي عادوا منها، لكنها في الوقت ذاته رهنت الاستمرار بتوافر المظلة الإنتاجية والفنية، التي تظل كنظيراتها من المخرجات الشابات بحاجة إليها.

الزي الإماراتي

في المقابل، يمثل فيلم من إخراج الطالبتين الشيخة لمياء المعلا وميثاء الحداد بعنوان «الكندورة» إغواءً آخر للمشاهدة، والوصول إلى الرسالة التي توجهانها من خلال عنوانه، ليبقى السؤال الأول الذي يوجه إليهما دائماً حسب تصريحاتهما لـ«الإمارات اليوم»، هو: لماذا التوثيق لـ«الكندورة» تحديداً، وماذا كان خيار «العباءة» في حال الرغبة في الإشارة إلى الزي الوطني بالنسبة لهما أكثر مناسبة لأنوثتهما؟ السؤال الافتراضي الذي ساقتاه حمل إجابة متطابقة لكليهما، وهي أن «هناك تحدياً حقيقياً يتعلق بالهوية الوطنية، يمثله تآكل حضور هذا الزي الإماراتي، خصوصاً في أوساط الشباب في دبي، والميل إلى ارتداء (الكاجوال، والجينز، والبرمودا)، فضلاً عن أن الإخراج سيبدو أكثر حيادية في حال تم الأمر برؤية أنثوية، وليست ذكورية».

الأمر بالنسبة لميثاء الحداد يتعلق بشكل مباشر بالهوية، لكن الطالبة التي أوشكت على التخرج في قسم الإعلام، قالت إن المشروع يأتي ضمن مساق دراسي تعرض لمشكلات بيروقراطية كثيرة، مضيفة «كان مشروعنا في البداية حول تأهيل قدرات الأطفال في ما يسمى (مدينة كيدزينيا) في دبي، لكن تأخرت كثيراً موافقة إدارة كيدزينيا على التصوير، وخسرنا أسبوعاً كاملاً في الانتظار، ثم كان الاقتراح فيلماً توثيقياً حول المحميات الطبيعية في الإمارات، ومرت ثلاثة ايام أخرى دون أن نتلقى الموافقة، ما جعل الكثير من الطالبات ينسحبن من المجموعة، يأساً»، مضيفة «لكن بقيت الثلاث اللائي شاركن في هذا الفيلم، الذي أوحت به التفاتي إلى حقيقة ارتداء معظم الشباب الإماراتيين الذين كانوا موجودين أثناء تصوير بعض زميلاتنا لفيلم وثائقي، ملابس مختلفة، باستثناء الكندورة».

وأضافت الحداد «رغم أن البعض قد يتعامل مع مسألة ارتداء الكندورة من عدمه على أنه أمر شكلي، لكن من المؤكد أن هذا الأمر في ظل التنوع الهائل في الثقافات بالإمارات، يغدو شديد الأهمية للتمسك بالهوية، لاسيما أن الفيلم ذهب إلى أماكن لا يوجد بها سوى طلبة مواطنين مثل كلية دبي للطلاب، فوجد أن الأغلبية لا يرتدونها، وكانت الإجابة الأكثر تكراراً عبارة عن سؤال معكوس، لسؤالنا عن غيابها، وهو: لماذا أصلاً نرتديها؟ فيما حمل العمل بعض المفاجآت أيضاً، وهو أنه في عام ،2015 إذا استمرت وتيرة إقصاء الكندورة، قد يختفي هذا الزي الوطني في أوساط الشباب، ومنها أن سعر بعض الكنادير يصل إلى 16 ألف درهم، لكن من المؤكد أن الرسالة الأشمل للعمل الإبداعي، هي رسالة مجتمعية تتجاوز فئة الشباب تتعلق بضرورة المحافظة على الهوية».

سقف الإبداع

الشيخة لمياء المعلا التي شاركت الحداد في إخراج «الكندورة»، وافقت زميلتها أيضاً في وجود الكثير من القضايا التي تتطلب الجرأة في تناولها، قالت إن «تجربة الفيلم (اش) لم تشهد تجاوزاً، وان سقف الإبداع ينبغي أن يظل عالياً»، لكنها أشارت إلى وجوب تحلي المخرجة خصوصاً بحرفية تمكنها، عبر الاسلوب والطريقة والرمز والبعد عن اللغة المباشرة، من معالجة الكثير من الظواهر المجتمعية السلبية، مضيفة أن «حساسية التعامل مع الإبداع الأنثوي تجعله بحاجة إلى الكثير من عوامل الدفع، واعتقد أن قضية فيلم (إش) كانت بحاجة إلى إعداد الرأي العام لمناقشة موضوعه المثار من قبل وسائل الإعلام الرسمية على الأقل».

وأكدت المعلا أن «الإبداع السينمائي عموماً سيفقد أهم أدواته إذا لم تتوافر له صفة الجرأة المسؤولة والحميدة التي تجعله قادراً على المساهمة البناءة في المجتمع»، لكنها استدركت «رغم ذلك لا أعتقد أن العمل الإخراجي بالسهولة التي يتم التعامل بها مع تلك المهنة، لذلك فضّلت، قبل أن اخوض تلك التجربة، المرور بتجربتين ممهدتين، أولهما الإنتاج عبر فيلم (الزوجة الثانية) الوثائقي، والمساعدة في إخراج فيلم (رحلة قصيرة)، وكلاهما شارك في النسخة الماضية من الخليج السينمائي».

رؤية مختلفة

طالبت مخرجات شابات المؤسسات الثقافية والاقتصادية بالمساهمة في دعم مشروعات الشباب في مجالات السينما عموماً، والمخرجات منهن خصوصاً، مشيرات إلى أن المرأة الإماراتية بمقدورها أن تقدم الكثير في هذا المجال، في حال توافر القبول المجتمعي أولاً، والدعم المادي والفني ثانياً.

وقالت الطالبة في كلية التقنية الشيخة لمياء المعلا «سأكمل العمل في مجال الإخراج بعد التخرج الذي يفصلنا عنه نحو شهر، لأن هناك الكثير مما ينتظر المرأة الإماراتية خصوصاً للمساهمة به في هذا المجال الذي يبقى دائماً على تماس مع قضايا المجتمع». مخرجة فيلم «الكندورة» لمياء الحداد، أشارت الى أن مجال الإخراج لديها لن يغلقه تسليم مشروع التخرج، لكنه قد يظل مفتوحاً بعد ذلك في حال توافر الدعم المادي والتقني، في ظل انفتاح الدولة عبر مهرجانات رئيسة ثلاثة على الإنتاج السينمائي. مريم النعيمي مخرجة فيلم «لهجتنا» أكدت استمرار مشروعاتها الإخراجية بعد التخرج، لكنها توقفت بعلامة استفهام عريضة حول قبول المجتمع للفتاة الإماراتية في مهنة الإخراج التي رأتها «لاتزال ذكورية».

الإمارات اليوم في

20/04/2011

 

زياد السنعوسي ينوب عن والده في التكريم

حبشيان: السينما الخليجية بحاجة إلى رؤية

دبي - أحمد ناصر 

يمثل مهرجان الخليج بالنسبة للسينمائيين مكانا لعرض أفلامهم الحديثة سواء التجربة الأولى أم الثانية أم بعد عدة تجارب، قال هذا الرأي العديد من المخرجين الشباب الخليجيين والعرب الذين ظلوا يبحثون عن مكان لعرض أفلامهم، وباب يفتح لهم ويعطيهم المجال لكي يشاهد الجمهور تجاربهم وأفكارهم السينمائية، وقالوا إن كل مخرج منهم يحمل مجموعة من الأفكار يحتاج إلى تطويرها بطريقته الخاصة، ولكنهم في السابق لم يكونوا يملكون المكان المناسب، أما اليوم ففي المهرجانات السينمائية فرصة ليلتقوا مع جمهورهم.

تمنى عضو لجنة التحكيم في مهرجان الخليج السينمائي 4 هوفيك حبشيان أن تكون هناك مدارس خاصة لتدريس السينما في منطقة الخليج كلها، وقال في حديثه إلى الصحافيين إن الأعمال التي تشارك حاليا في المهرجان هي تجارب سينمائية تحتاج إلى ثقافة سينمائية بالدرجة الأولى قبل أن تدخل مجال السينما، وأشار إلى أن المنطقة العربية كلها وليس في الخليج فقط بحاجة إلى سينمائيين وليس إلى تجارب سينمائية، لأن المنطقة كما قال تفتقر إلى وجود هؤلاء السينمائيين الذين يصنعون السينما العربية واستثنى مصر من ذلك.

رؤية موضوعية

وفي ما يخص الأعمال الخليجية المشاركة قال حبشيان إنها بحاجة إلى رؤية موضوعية أكثر من رؤيتها الفنية، وتمنى لو أن السينمائيين الخليجيين يتناولون مواضيع تمثل بالنسبة للخليجيين هموما شبابية مثل هموم الاستثمار وبناء بلدهم والدعوة إلى السياحة وبحث سبل تطوير أنفسهم في مستوى الحياة الاجتماعية على المستوى الوظيفي.. وأشار الى أن هذه هي الهموم الخليجية التي يمكن أن تصنع سينما خليجية، فالأوضاع هنا ليست مثل العراق أو فلسطين أو لبنان.. هناك في كل مكان تجد موضوعا سينمائيا.. لو وضعت كاميرتك- وفق ما قال- في أي مكان والتقطت فيلما سيكون فيلما سينمائيا.

عروض اليوم الخامس

وفي مسابقة الأفلام عرض في اليوم الخامس من المهرجان الفيلم الكويتي «ماي الجنة» إخراج عبدالله بوشهري وإنتاجه وبطولة خالد أمين وهيا عبدالسلام، حقق هذا الفيلم نجاحا كبيرا في عرضه الأول فاق ما توقعه المخرج، ونجحت هيا في جذب الأنظار إليها في أدائها الرائع غير المتوقع مع أن السيناريو والحوار كانا بسيطين والفيلم قصيرا، وخالد أمين لم يقل نجاحا عنها. لفت الأنظار وشد الانتباه إلى أدائه المهني البسيط الجميل، وصفق الجمهور لهما كثيرا عندما انتهى عرضه.

«عطسة» الكوت

وعرض في المجموعة نفسها فيلم «عطسة» للمخرج مقداد الكوت، يحكي الفيلم قصة مستخدم من الجالية البنغالية عطس في وجه مدير إدارة العلاقات العامة بعد الصلاة مباشرة، فانشغل طوال يومين بكيفية الاعتذار إليه، بدأ الكوت بهذا الفيلم يتمكن من أدواته كمخرج ويحسن تحريك الكاميرا والشخصيات بالطريقة التي تحقق له الهدف من الفيلم، كان الفيلم كوميديا تراجيديا. وهذا صعب في منطقة الخليج ربما يكون في مصر سهلا لأن المخرجين هناك نجحوا فيه، أما في الخليج فهو من الطرق الإخراجية التي لا تزال صعبة على المخرجين والكتاب في المنطقة، كما نجح الفنان الشاب نزار القندي في تقديم شخصية المدير بطريقته الخاصة بعيدا عن أي تكلف.

لؤلؤة فاطمة

أما فيلم «لولوة» بطولة فاطمة عبدالرحيم فكانت تدور أثناء عرضه همهمات كثيرة، كان البعض يقول إنه حلقة من مسلسل، وبعض آخر يقول إن فاطمة قدمت أدوارا كثيرة مشابهة له فما الجديد فيه، ورأي ثالث يقول إن القصة غير مترابطة وتحتاج إلى ربط بين الحوادث، تحكي قصة الفيلم عن فتاة جميلة جذابة اسمها لولوة يحاول عمها المعاق الذي يعيش معها في البيت نفسه أن يعتدي عليها مع أنه لم يبد منه ما يثير غريزته، وصديقتها سارة تحب أخاها ولكنها تنتحر بشنق نفسها من غير أن يخبرنا الكاتب سبب انتحارها، وهناك شابان يتاجران بالمخدرات وليس في الفيلم ما يدل على أنهما يقومان بذلك، وفجأة تتحول الأحداث إلى القبض على أخ لولوة من دون أي سبب، ثم يستدرج العم لولوة إلى مكان مظلم ولكنه لم يعتد عليها بل تركها لرجل ثري اعتدى عليها.. علامات تعجب كثيرة حول الفيلم وقصة مترهلة ليس لها معنى.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية قدمت الإمارات فيلم «حمامة» إخراج نجوم الغانم كان من مفاجآت المهرجان من حيث جودة الإنتاج والسيناريو والإعداد، يحكي الفيلم قصة امرأة إماراتية تجاوز عمرها الثمانين تعيش لوحدها وتنجز أعمالها بالكامل لوحدها، كما أنها طبيبة تعالج الناس بالأعشاب والكي، الفيلم من الوهلة الأولى يعتبر نموذجا عاديا.. ولكن بمتابعة أحداثه وطريقة إخراجه وطريقة حياة حمامة هذه المرأة العجوز التي لا تزال تطبخ لنفسها وتحلب شاتها وبقرتها وتعجن خبزها وتنتظر بناتها ليزرنها في منزلها وتجلس وقت العصر أمام بيتها تحتسي القهوة العربية وتستضيف الناس، هذه المرأة كانت قصة جميلة لفيلم وثائقي جميل استحق أن تمتلئ القاعة في عرضه الثاني، لأن العرض الأول فات الكثيرين ولم يتوقعوه بهذه الروعة، قالت الغانم مخرجة الفيلم: قضينا أربعة أشهر ونحن نتابع حياتها لنكتب نص الفيلم.

ديوانية المنيع

على هامش المهرجان هناك فعاليات تستحق تسليط الضوء عليها، فديوانية المنيع أصبحت من الفعاليات المهمة التي يحرص كثير من فناني الخليج على الوجود فيها، فمنذ اليوم الأول اتخذ الفنان الكبير محمد المنيع مجلسا له في أحد جوانب لوب الفندق، وتحول هذا المجلس إلى ديوانية رسمية بالنسبة للفنانين الخليجيين، يستقبلون فيها من وصل منهم للتو، ويناقشون فيها مستوى الأفلام التي تعرض وما فيها من سلبيات وإيجابيات، وتطورت الديوانية لتجذب إليها الصحافة الكويتية والخليجية الموجودة في المهرجان، كما أجرت بعض المحطات التلفزيونية تغطيات لها ولقاءات مع روادها.

سعادة السنعوسي

وتحدثت «القبس» مع محمد ناصر السنعوسي الذي سيكرم ضمن باقة من نجوم الفن الخليجي، وهو يخضع حاليا لإشراف طبي خاص في المستشفى، وقال إنه سعيد بهذا التكريم ولكنه اعتذر عن الحضور لعدم قدرته على مغادرة المستشفى وعدم سماح طبيبه المعالج له بالسفر إلى الإمارات، وسيصل اليوم ابنه زياد ليكون في مكانه، وتمنى السنعوسي للمهرجان مزيدا من التقدم واعتبره متنفسا مناسبا وجيدا للسينمائيين العرب الذين ظلوا يبحثون فترة طويلة عن مكان مناسب لهم ليعرضوا أعمالهم السينمائية، وأبدى السنعوسي إعجابه الشديد بالشباب المغامرين – كما وصفهم- الذين لا يزالون مؤمنين بالسينما ويعملون من أجل إبراز دورها في المجتمع.

القبس الكويتية في

20/04/2011

 

بعد مشاركته في فيلم «محطة رقم 1» بمسابقة الأفلام القصيرة في «الخليج السينمائي»

المنصور: تجربة صادق بهبهاني تستحق الإشادة والثناء

بهبهاني: فكرة الفيلم تتناول نبذ الإرهاب الفكري والتطرف الديني

دبي ـ مفرح الشمري 

أكد الفنان القدير منصور المنصور أهمية التجربة السينمائية التي قدمها مع المخرج السينمائي الشاب صادق بهبهانـــي في فيلــم «محطـــة رقم 1» التي يشارك به في المسابقة الخليجية للأفلام القصيرة في مهرجان الخليج السينمائي الرابع الذي تنتهي أنشطته اليوم في فستيفال دبي سنتر، وذلك بعد مشاركة الفيلم الايجابية في ملتقى الكويت السينمائي الاول، مؤكدا انها تجربة تستحق الاشادة لانها تناولت موضوعا حساسا نعاني منه حاليا في معظم مجتمعاتنا الخليجية والعربية، مبديا سعادته بالحفاوة الكبيرة التي استقبل بها الفيلم من قبل عدد من النقاد السينمائيين وإشادتهم بهذه التجربة الشبابية التي تحمل بين طياتها الكثير من الوعي الفكري لما يحتاجه الوطن في هذه المرحلة.

ورحب المنصور بالتعاون مع الكوادر السينمائية الشابة في الكويت ودول المنطقة، وذلك من منطلق دعم جيل الرواد والنجوم الكبار للجيل الجديد من خلال مشاركتهم في أعمالهم الفنية التي تقدم قضايا اجتماعية هادفة لتوعية أبناء المجتمع من مخاطرها.

ومن جانبه شكر المخرج الشاب صادق بهبهاني فريق العمل وعلى رأسه الفنان منصور المنصور الذي أعطى فيلمه ثقلا كبيرا، متمنيا له طول العمر والصحة والعافيـــة ومؤكـــدا لـ «الأنباء» انه استفاد كثيرا من نصائحه في تنفيذ فيلمه «محطة رقم 1».

واضاف بهبهاني: الفكرة الرئيسية للفيلم تتناول التطرف والمغالاة في التشدد ونبذ الارهاب الفكري والتطرف الديني والطائفية حفاظا على وحدة الصف العربي.

يذكر أن فيلم «محطة رقم 1» تأليف واخراج صادق بهبهاني ومن تمثيل الفنان القدير منصور المنصور وحمد العماني وعبدالله العابر وعبدالعزيز صفر ونوار القريني ورازي الشطي وعبدالله الرميان وعلي ششتري وغيرهم وهو من انتاج مؤسسة «ارتست» للانتاج الفني.  

بدرية أحمد: المهرجان مفيد للشباب السينمائي

عبرت النجمة الإماراتية بدرية احمد لـ «الأنباء» عن سعادتها بما شاهدته من أفلام سينمائية خليجية سواء قصيرة او أفلام الطلبة، شاكرة إدارة المهرجان على التنظيم الرائع الذي لاقى استحسان الجميع.

ووصفت بدرية مهرجان الخليج السينمائي بأنه تجمع جميل لنجوم العرب والعالم السينمائيين، حيث يستفيد الشباب من هذا التجمع للتعرف على الخبرات الفنية في هذا المجال، متمنية لجميع المشاركين التوفيق في هذه الدورة.

الأنباء الكويتية في

20/04/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)