حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

جوائز الأكاديمية الأمريكية للفيلم (OSCARS 2011)

الفائز بجائزة أوسكار أفضل ممثل عام 2011

كولن فيرث لـ «النهار»: كرم الضيافة عنوان العرب

عبدالستار ناجي

خلق إنساني رفيع واقتدار فني لا يجارى، هكذا هو النجم البريطاني كولن فيرث الذي استطاع أن يحصد جائزة الأوسكار كأفضل ممثل عن دوره في فيلم «خطاب الملك» الذي حصد ايضاً جائزة افضل عمل بالإضافة لجوائز أخرى من بينها افضل مخرج وسيناريو اصلي.

وفي حديث مطول معه في دبي بالذات خلال ايام مهرجان دبي السينمائي في دورته الماضية، وفي مستهل حديثه يقول كولن فيرث:

منذ وصولي الى دبي، وأنا ألمس كرم الضيافة، فهو اليوم بالنسبة لي عنوان حقيقي للعرب، لقد غمروني بكرم ضيافتهم ودقة الجدولة والمواعيد وايضاً المستوى الرفيع في الحوارات والاختيارات السينمائية التي شاهدتها.

·         دور كبير وشخصية ستفتح الطريق أمامك إلى الأوسكار؟

في البداية - عقد أصابعه وكأنما يدعو الى الأمل والتفاؤل ويعقب: الأوسكار.. الحلم.

ويتابع: لقد ترشحت من ذي قبل، ولكنني حينما قرأت الشخصية عرفت مصادر قوتها، وهو البعد الانساني، لقد حرصت على انسنة الشخصية، وتحويلها من ملك الى انسان حقيقي يعيش الألم والمعاناة والمتغيرات التي تحيط به. وأستطيع القول إن الكاتب دايفيد سيدلر استطاع ان يكتب عملاً ثرياً بالأحداث والشخصيات والتفاصيل الدقيقة، التي تمنح الشخصية والفيلم الكثير من الأبعاد.

ويقول النجم الفائز بالأوسكار كولن فيرث:

اختار بعناية.. أعيش الشخصية وأنا ألا أفكر بالجوائز بقدر ما أفكر في تقديم الشخصية بالمواصفات الاحترافية لمهنتي وحرفتي.. وأعتقد بأن الاحتراف هو السبيل الى التجويد والابداع والتميز.

·         كيف ترى مهرجان دبي السينمائي الدولي؟

لقد سمعت الكثير عن هذا المهرجان، ومنذ أن وصلت وأنا أشعر بالدقة المتناهية في التنظيم والاعداد والفريق الفني الرائع وهذا الكم من الشباب المتطوع والذي يعمل بحيوية وانضباط، وفي كل لحظة أشعر ايضاً بروح الحفاوة والكرم الذي أشرت اليه سابقاً.. وأستطيع القول ان مهرجان دبي السينمائي يحقق قفزات كبيرة على جميع المستويات.

ويستطرد:

ما أسعدني ايضاً تلك الحوارات السينمائية المتخصصة التي عشتها، مع ضيوف ونقاد وحضور المهرجان الذين أحاطوني بمحبتهم.. ولو أتيحت لي الفرصة مرة أخرى فإنني سأحرص على أن ترافقني زوجتي في المرة المقبلة.

·         كيف ترى الغد؟

الغد.. أمل.. وهو مزيد من الاشتعال على الاختيار والبحث عن اقصى درجات التميز.. أشعر بأنني أسير في اتجاه يؤكد نضج التجربة ورسوخها.. وهنا حيث المسؤولية بكل أبعادها.. وأتمنى أن أوفق في مسيرتي.

anaji_kuwait@hotmail.com

النهار الكويتية في

02/03/2011

 

نجوم الأوسكار يبوحون بسر القبض على الجائزة الحلم

رشا عبد الحميد 

«إنها بحق أهم لحظة فى حياتهم.. تلك التى يتوجون فيها بجائزة الأوسكار.. حينئذ يشعر النجوم بأنهم فى قلب التاريخ.. ذلك التاريخ الذى يصنعونه عبر أعمال كبيرة القيمة وعظيمة الرؤية ومبهرة الأداء. نجوم أوسكار الـ83 يكشفون هنا سر الفوز ولحظة القبض على أهم أحلام العمر».

كولين فيرث الملك المتوج بأفضل جوائز العام: كان هدفى أن يتعذب المشاهد معى.. وقد نجحت بعد فوزه بجائزة الكرة الذهبية وجائزة البافتا عن دوره فى فيلم «خطاب الملك» تطلع الممثل البريطانى كولين فيرث لجائزة الأوسكار ونالها عن جدارة واستحقاق ليكون بذلك قد استولى على أفضل الجوائز السينمائية لهذا العام وسحب البساط من تحت أقدام أكبر نجوم هوليوود لينافس على القمة ويؤكد أنه يتمتع بإمكانيات وخبرات النجومية الحقيقية وأصبحت خططه القادمة محط أنظار الجميع..

قال كولين فيرث «كل ما أستطيع قوله الآن إن الفوز بالجوائز يعتبر بداية جيدة وإيجابية وكم تمنيت أن تتحقق، فـ«خطاب الملك» فيلم جيد ويستحق بالفعل هذا التقدير، فهو يدور حول الملك جورج السادس العاهل البريطانى وجهوده فى زمن الحرب ومحاولاته للتغلب على التلعثم الشديد الذى كان يعانى منه حتى قبل توليه العرش، فقد كان يحارب ليخرج كل كلمة فى خطاباته بعد أن أصبح الملك ويجب أن يكلم شعبه ويتواصل معه، كان استعدادى للدور قبل بداية التصوير بثلاثة أسابيع على الرغم من أننا لم نكن نخطط سوى لأسبوعين فقط ولكن قررنا البدء مبكرا لإجراء العديد من البروفات وضمان أننا ممسكون بخيوط العمل ككل».

وكشف كولين عن سر أدائه الجيد للدور قائلا: «كنت أعانى من مشكلة فى أحد أوتارى الصوتية وأنا فى العشرينيات واضطررت إلى معالجة ذلك جراحيا ولكنى قضيت فترة لا أستطيع التحدث فيها بشكل جيد للناس بالطريقة التى يتوقعونها وهو ما أفادنى كثيرا فى تجسيد الدور، لأننى اختبرت عدم القدرة على توصيل ما أريده لمن حولى والتعبير عن نفسى وعدم سماع الناس لما أقوله باهتمام، وتحدثنا أيضا مع أشخاص مقربين للعائلة الملكية وأشخاص فى مراكز مهمة لمعرفة الكثير من المعلومات وبعد أن استمعنا وقرأنا استطعنا استخدام خيالنا ليخرج العمل بهذا الشكل الجيد فى النهاية».

وأكد كولين أنه لم يتحدث إلى العائلة الملكية إلا أنه بالتأكيد التقى بهم فى بعض المناسبات التى يجد فيها الشخص نفسه يصافح عضوا منها بعيدا عن العمل.

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يلعب فيها كولين دور رجل يتلعثم بل هى الثالثة وعن اختلاف هذا الدور عن سابقيه يؤكد كولين قائلا: «كل دور قدمته يختلف عن الآخر بشكل كبير فهذا الرجل مختلف فى شخصيته والتعامل معه، فكان على المشاهدين أن يختبروا الألم وعدم الارتياح الذى تشعر به هذه الشخصية وإن كل حلمه أن تصل رسالته لشعبه بشكل لائق وهو ما يميز العمل عن غيره».

وأشار كولين إلى أن العمل مع المخرج توم هوبر وهيلينا بونهام وباقى فريق العمل كان أكثر من رائع وهو سر نجاح الفيلم بهذا الشكل لوجود التفاهم وسرعة الاندماج بينهم.

وعن الجديد صرح كولين قائلا «أصور الآن فيلم متجول، خياط، جندى، جاسوس» وهو عن رواية رائعة للكاتب جون لو كارى قدمت من قبل كمسلسل تليفزيونى فى فترة السبعينيات، وألعب فيها دور الجاسوس وهو من إخراج توماس ألفريدسون وكتب السيناريو بيتر ستراجهان وأتمنى أن يحظى على إعجاب الجمهور».

ناتالى بورتمان: «البجعة السوداء» كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لى «تعلمت الكثير من الأعمال التى اشتركت بها فقد كانت التجربة مثيرة» ــ هكذا قالت النجمة ناتالى بورتمان بعد تسلمها جائزة أوسكار أحسن ممثلة عن دورها فى فيلم «البجعة السوداء» الذى وضعها فى الصفوف الأولى بين نجمات هوليوود بعد مسيرة فنية بدأتها منذ الطفولة قدمت خلالها العديد من الأعمال المتميزة التى كشفت عن مواهبها الحقيقية وأدائها الرائع. ثم أضافت «ولكنى أخشى أن يمل منى الجمهور لوجودى فى عدة أعمال وأشعر بالسعادة الآن لأن الأمر فى النهاية خرج فى أفضل صوره وحاز على إعجاب الجمهور».

وعلى الرغم من أنها ستبلغ الثلاثين عاما فى يونيو القادم وتنتظر طفلها الأول إلا أنها تؤكد أن هذا الحدث جعل منها إنسانة جديدة تفكر بشكل مختلف لتكمل مشوارها الفنى بعد قدوم طفلها. وصرحت ناتالى عن دورها فى «البجعة السوداء» قائلة: «لم أكن أتخيل أن أحقق هذا النجاح وان هذه الباليرينا (نينا) التى جسدتها ستعلق مع الجمهور ويحبها ويرتبط بأحلامها وطموحها فى أن تصبح راقصة شهيرة، فمنذ أن كنت طفلة رغبت فى أن تسعد أدوارى كل شخص وكنت أبحث عن مباركة الجميع، والآن سأحاول أن اسعد نفسى أيضا وأن اعبر عما بداخلى و«نينا مثلى وقريبة منى فقد حاولت أن تسعد كل من حولها.. والدتها ومعلمها والمخرج، إلا أنها فى النهاية تكتشف أنها يجب أن تبحث عن سعادتها أيضا فى ما تفعله».

وعن رقصتها الرائعة كراقصة باليه محترفة فى العمل كشفت ناتالى عن سر أدائها قائلة «كنت أرقص منذ أن كان عمرى خمس سنوات إلى أن بلغت الثالثة عشرة لذا كنت أعرف بعض الحركات إلى جانب معرفتى بالموسيقى الكلاسيكية وهو كل ما تسلحت به قبل بدء العمل والباقى جاء بالتدريب ولمدة عام قبل بدء التصوير وكنت أرقص وأمارس رياضة السباحة لمسافة ميل تقريبا كل يوم وغيرها من التدريبات واتبع رجيما معينا وهو ما كان تحديا كبيرا بالنسبة لى».

وأضافت ناتالى قائلة «أصبح هذا العمل هو أهم أدوار حياتى، فقد كنت أحلم والحلم تحقق الآن وساعدنى على ذلك خطيبى بنجامين الذى اعشقه وأتمنى أن نعيش سويا فى سعادة واستقرار مع طفلنا». وبالفعل أشعر الآن أن حياتى اختلفت بعد أن وجدت ما أفعله لإسعاد غيرى.

فوز «فى عالم أفضل» بأفضل فيلم أجنبى يفتح آفاقًا جديدة للدنمارك

عمت فرحة كبيرة عمت الدنمارك عقب الإعلان عن فوز فيلم «فى عالم أفضل» بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى لهذا العام.

ويدور الفيلم حول قصة أسرة تنقسم بين بلدة صغيرة فى الدنمارك ومعسكر للاجئين فى السودان وهو يعد ثالث فيلم من الدنمارك التى يبلغ تعداد سكانها 5.5 مليون نسمة يحصل على جائزة أوسكار.

وقد وجه وزير الثقافة الدنماركى بير ستيى مولر الشكر لمخرجة الفيلم سوزانى بير قائلا: «إن الجائزة تظهر إنه على الرغم من الحجم الصغير للدنمارك استطاعت «أن تقدم إسهامات فنية حققت نتائج كبيرة».

وقال هينريك بو نيلسين مدير معهد الأفلام الدنماركية إن جائزة الاوسكار من المرجح أن تجعل السوق الأمريكية أكثر اهتماما بالأفلام والأعمال الفنية الدنماركية الأخرى.

وأضاف لوكالة الأنباء الدنماركية «إن توقيت الحصول على الجائزة رائع فهناك العديد من الأفلام الدنماركية التى يمكن عرضها.

وقال بيتر شيليبرن الباحث فى مجال الأفلام بجامعة كوبنهاجن إن الجائزة «سوف تعزز صناعة السينما الدنماركية».

وأضاف لشبكة «دى آر» «الجائزة سوف توجد اهتماما جديدا بالدنمارك».

الأوسكار ولكن برأس فرعونى

ظهر غلاف مجلة «ذا نيويوركر» الأخير وهو يحمل صورة تمثال جائزة الأوسكار ولكن بوجه فرعونى وهو ما لفت الأنظار إليها، فقد حاولت الجمع بين أهم حدثين فى وقت واحد الأول هو جوائز الأوسكار التى أعلنت يوم الأحد والثانى ما يدور فى مصر من أحداث سياسية واجتماعية مهمة بعد ثورة 25 يناير، ربما احتفاء كبير بما احدثته الثورة التى هزت أرجاء العالم التى أسفرت عن تنحى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك.

وتعرض المجلة على موقعها الإلكترونى ضمن موضوعاتها صورا لميدان التحرير وقت إعلان خبر التنحى وموضوعات تتناول الأزمة الحالية ففى الصفحة الاقتصادية موضوع بعنوان «ضريبة المستبد» يتحدث عن المتظاهرين وقائمة مطالبهم وقمع التطلعات الديمقراطية من قبل الأنظمة الاستبدادية، كما تتحدث عن نمو الدخل واقتصاديات المنطقة وإنتاجية الأعمال المنخفضة والنمو الاقتصادى وخلق فرص عمل والتى يجب أن تكون أسرع من ذلك لمواكبة التوسع وللقضاء على البطالة.

ولكن فى النهاية وعلى الرغم من أن فكرة الغلاف ظهرت غريبة إلا أنها حققت غرضها من لفت أنظار القراء.

توم هوبر أفضل مخرج ينصح الجميع.. «اسمع كلام والدتك»

فاز المخرج البريطانى توم هوبر الفائز بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «خطاب الملك» كان من أقوى المرشحين للجائزة حيث إن الفيلم أشاد به كل من شاهده من جمهور ونقاد وهو يتناول قصة حياة الملك جورج السادس الذى يجد صعوبة فى الكلام حيث انه كان يعانى من التلعثم ولكن تجبره الظروف بعد تنازل أخيه عن العرش أن يصبح هو الملك فى ظل حربه مع ألمانيا وعدم وجود مفر من إلقاء الخطابات على الجمهور.

بدأ توم حديثه قائلا «لم أكن سأقبل الجلوس على كرسى المخرج فى هذا العمل إلى ان قالت والدتى لى «توم لقد وجدت عملك القادم»، وبعد هذا فكرت مرة أخرى وقبلت الفيلم، لذا أنصح الجميع واقول لكل شخص «استمع إلى والدتك.. لأنه لولا هذه النصيحة ما كنت سأحمل هذه الجائزة الآن أحظى بهذا التكريم الذى أسعدنى كثيرا».

وعن سبب اهتمام والدته بهذا العمل قال «شاهدت والدتى مسرحية بنفس الاسم هى ومجموعة من أصدقائها فى لندن ولم يكن أحد يعرفها وأعجبت بها كثيرا حتى إنها علقت معها حتى الآن».

كما أكد توم أن سعادته لها جانب آخر غير فوزه بالجائزة وكشف عن ذلك قائلا «سعادتى بدأت منذ تم ترشيحى إلى جانب هؤلاء المخرجين المبدعين «دارين ارونفسكى» و«دافيد فينشر» وأقول لهم قدمتم أعمالا رائعة هذا العام وكان شرفا لى أن يذكر اسمى بجانبكم.

وعن قصة الفيلم وكيفية إخراجها بهذا الشكل الرائع صرح توم قائلا «كان يجب أن يحب المشاهد الشخصية ولا يشعر بالشفقة عليها حتى لا نخرج الملك من الإطار الذى يجب أن يكون فيه وهو ما وضعنا فى موقف صعب، فمشكلة عدم قدرته على التعبير عن نفسه كانت تسبب له أزمة حقيقية ولكنه كان يحتفظ بعلوه ومكانته حتى مع معالجه برغم الألم والإحراج الذى كان يشعر به لتبقى فى النهاية صورة الملك كما هى أمام الجميع، وأعتقد أننا نجحنا فى ذلك».

وعن المشاكل التى واجهته أثناء التصوير قال «كانت النهاية فى البداية هوليوودية فالخطاب الأخير كان يظهر أن الملك قد شفى ولكن عندما تستمع للخطاب الحقيقى للملك تجد أنه تحسن وأصبح مسيطرا على الوضع ولكنه لم يشف وهو ما يعرفه كل من يعانى من تلك المشكلة فهم يتعلمون التعايش معها وهو ما قدمته فى النهاية بالفعل».

ولم تكن جائزة أفضل إخراج هى الوحيدة التى حصل عليها الفيلم ولكنه حصل أيضا على ثلاث جوائز أخرى وهى أفضل فيلم، أفضل نص سينمائى، أفضل ممثل وعن شعور توم بعد هذا النجاح أوضح قائلا: «أشعر انه انتصار كبير، فقد بذل كل منا ما يستطيع لإنجاح هذا العمل مستغلين فى ذلك كل الإمكانيات التى توافرت حتى تجاربنا الشخصية وما سمعناه وما ذكره التاريخ حتى نستحق فى النهاية هذا الفوز العظيم».

وفى النهاية قال توم «أحب أن اهدى هذا الفوز لجدى لأنه توفى فى الحرب العالمية الثانية بعد سقوط طائرته بعد عودته من مهمة حربية وبالطبع إلى والدتى وفريق العمل كله».

الشروق المصرية في

02/03/2011

 

مقعد بين الشاتين

خطاب الملك

بقلم : ماجدة موريس 

* فاز فيلم "خطاب الملك" بعدد من أهم جوائز الأوسكار. في عامها رقم ..83 الأوسكار هي أهم مسابقة للسينما في العالم ليس لكونها المسابقة التي تقيمها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية في أمريكا ولكن لأنها المسابقة التي جعلت من "فن السينما" قيمة توازي "تجارة السينما" بمعني أنه في عز سطوة الطابع التجاري لمسألة شباك التذاكر ورواج أفلام الموضات. بقيت للأفلام ذات القيمة الفكرية والفنية أهميتها الكبيرة من خلال تصفيات الأوسكار. ثم الجوائز.. وبرغم حصول بعض الأفلام أحياناً علي أكثر مما تستحقه مقارنة بأفلام عظيمة تخرج خالية الوفاض. إلا أنها ليست القاعدة. وهي القاعدة التي أوصلت فيلم "خطاب الملك" إلي الحصول علي جائزة أفضل أفلام عام 2010. أي جائزة لإنتاجه ومنتجيه الذين صعدوا ونادوا علي بقية العاملين في الفيلم ليشاركوهم هذا النجاح العظيم في ختام حفل توزيع الجوائز السنوي في تمام الساعة السادسة والربع صباح الاثنين الماضي بتوقيت القاهرة..الفيلم رشح لإحدي عشرة جائزة عن كل عناصره تقريباً ولكنه فاز بأربعة منها الثلاثة الأكثر أهمية في اعتقادي وهي أفضل فيلم عن كل العناصر الإنتاجية وأفضل سيناريو وأفضل إخراج.

قيادة عناصر العمل للرؤية والصورة الأخيرة. والتي حصل عليها مخرجه الإنجليزي توم هدير. والفيلم أساساً إنجليزي وقد انتزع انتصاراته من بلده بريطانيا أولاً حين حصل علي جوائز سابقة "البافتا" للسينما البريطانية. قبل أن يأتي دور جوائز النقاد "الجولدن جلوب" ثم الأوسكار.. وقد أهدي المخرج جائزته إلي أمه وقال مشيراً إليها في القاعة وأنه شعر بأنها الأحق بحضور حفل الأوسكار من غيرها. فلولا دعمها الدائم له لما قدم هذا الفيلم. وفي تيترات الفيلم الأخيرة إهداء من الابن المخرج لأبويه علي تداخلهما في عمل الفيلم. وهو ما يعني تقديم استشارات هامة له. خاصة حين يعقب هذا إهداء الفيلم نفسه - من قبل مخرجه أيضاً - إلي ذكري جده "أدوين موريس هوبر" ضابط السلاح البحري الذي قتل أثناء خدمته العسكرية عام 1942 وكان عمره ثلاثين عاماً.. أي اننا أمام فيلم مأخوذ عن أحداث حقيقية مع إضافات في التفاصيل وبعض ما تتضمنه الدراما من إضافات. ولكن تبقي القصة هي الأهم في هذا كله. قصة الملك جورج السادس ورسائله الإذاعية إلي شعبه والتي جعلته رمزاً للمقاومة الوطنية قبيل أحداث الحرب العالمية الثانية.

الملك حين يعالجه الشعب

* الخطوط العريضة للفيلم لا تعني الكثير وانما كيف تمت صياغتها وصناعتها ليصل إلينا هذا الفيلم الممتع والذي تقدم لنا ما وراء الملكية والقومية والعظمة ولتكتشف من خلال السيناريو الرائع قصة أمير وجد نفسه في ورطة عقب وفاة والده وخزلان شقيقه الأكبر للأسرة والعرش والبلد كله حين صمم علي الزواج من امرأة أمريكية مطلقة. ضد قوانين الكنيسة التي كانت تعتبر الملك رأسها وبالتالي لا يحق له الزواج من امرأة تزوجت من قبل. يتنازل الأخ الأكبر عن العرش ليصبح من حق الأصغر. والمصاب منذ صغره بداء "التهتهة" وبالتالي يستحيل عليه أن يخطب في شعبه إلا حين يبرأ من علته. وهنا يتحول الفيلم إلي رسالة طويلة مؤثرة حول العلاقة بين الأمير والغفير. أو الملك والطبيب الذي لجأت إليه زوجة الأمير أخيراً بعد أن مر علي كل أطباء المملكة.. وهذا الجزء أو الرسالة يطرح بدون أي مباشرة قضية حقوق الإنسان واحترام حرية المواطن في أعتي الملكيات من خلال ذلك الطبيب "قام بدوره الممثل الكبير جيفري راش" الذي رفض أن يعالج الأمير في القصر وطلب حضوره إلي عيادته المتواضعة. وصمم علي علاجه بالأسلوب الذي يراه صحيحاً مهما برم وأبدي غضبه. ومشاهد الأمير "الذي أصبح ملكاً أثناء العلاج" مع الطبيب من أجمل مشاهد الفيلم وأعلاها أداء لقدرتها علي تحليل علاقة شائكة محفوفة بالمحاذير في أسلوب بسيط لا يخلو من السخرية وخفة الظل. خاصة مع وجود هام للممثلة الإنجليزية القديرة هيلينا ونهام في دور الأميرة وتداخل المصالح ما بين اللهفة علي نجاح العلاج وارتباطه بالبيان الأول للأمير بعد تنصيبه. وكيفية إلقائه بواسطة أجهزة "الإذاعة" التي كانت اختراعاً جديداً وقتها. حيث أخذت من الطبيب المعالج جهداً حتي يضع لمريضه طريقة للتعامل مع "سماعات الميكروفون" انه فيلم يعبر الوجه الرسمي المتجهم للملكية وقصصها التي علمناها من كتب التاريخ مراراً ليقدم لنا الجانب الأكثر إنسانية وعمقاً وتأثيراً. وهو أن لكل حاكم عيبا ونقطة ضعف. وهذه لا يعالجها إلا حسن انصياعه واحترامه للمعالج الذي هو أحد أفراد الشعب. وبدون هذه المساحة من الفهم والاحترام والتقدير تستحيل الحياة.. أو تتحول إلي أزمات مستمرة.

magdamaurice1@yahoo.com

الجمهورية المصرية في

03/03/2011

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2011)