حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان الدوحة ـ ترابيكا السينمائي ـ 2010

«حاوى» حدث كبير فى السينما المصرية يشرق فى مهرجان «الدوحة - ترايبكا»

بقلم   سمير فريد

شاهدت فى مهرجان الدوحة - ترايبكا السينمائى الدولى الثانى يوم الخميس الماضى الفيلم المصرى القطرى المشترك «حاوى»، أحدث أفلام فنان السينما إبراهيم البطوط فى عرضه العالمى الأول، وقد كنت أتوقع فيلماً جيداً من المخرج والكاتب والمصور والممثل والمنتج، الذى يعتبر الأب الروحى للسينما المصرية المستقلة، ومن النماذج المصرية والعربية القليلة لمؤلف السينما أو فنان السينما، خاصة بعد فيلمه الروائى الطويل الثانى «عين شمس» عام ٢٠٠٨، الذى حقق نجاحاً لافتاً كعمل فنى متميز فى مصر والعالم العربى والعالم، ولكن فيلمه الثالث لم يأت جيداً فحسب، وإنما حدث كبير فى السينما المصرية هذا العام، بل وفى كل تاريخها الحافل.

«حاوى» أحسن أفلام مسابقة المهرجان المخصصة للأفلام العربية، التى شاهدتها كلها من صباح الأربعاء وحتى مساء الجمعة، وعددها عشرة أفلام، ولن يغير من قيمته أن يفوز أو لا يفوز بجائزة المهرجان التى تعلن مساء السبت، ففوزه فوز للمهرجان ولجنة التحكيم، وعدم فوزه خسارة لهما. والجوائز ليست المقياس الوحيد ولا حتى الأهم لتقييم الأفلام، وإنما هى تقييم لأعضاء لجنة التحكيم ولإدارة المهرجان التى اختارتها. ونحن نأمل بالطبع أن يفوز «حاوى» بما يستحق ليصبح مهرجان قطر عوناً «للإبداع السينمائى» العربى الحقيقى، كما يتمثل فى هذا الفيلم.

تدور أحداث الفيلم فى الإسكندرية فى الزمن الحاضر، حيث يعبر عن رؤية صاحبه للحياة والعالم والوجود الإنسانى من خلال ثلاث شخصيات من الأجيال الثلاثة، التى توجد فى أى زمان جمع بينهم المعتقل السياسى ذات يوم. ولكن الفيلم ليس سياسياً بالمفهوم التقليدى، إذ لا يوضح أسباب اعتقالهم ولا توجهاتهم السياسية،

وإنما يقدم عالماً كاملاً من شخصيات متعددة فى حياة الرجال الثلاثة على نحو يجمع بين واقعية تشيكوف الشعرية وواقعية ماركيز السحرية وعبثية كافكا التجريدية فى آن، وبأسلوب ما بعد حداثى، وسينمائى خالص من حيث استخدام الألوان والعلاقة بين شريط الصورة وشريط الصوت، الذى يكاد يكون أوبرا كاملة. إنها الإسكندرية كما لم نرها من قبل، والتى تختلف جذرياً عن إسكندرية شاهين فى رباعيته المعروفة: إسكندرية الشوارع الخلفية، التى يطل عليها البحر ولا تطل عليه.

والفيلم تجربة غير مسبوقة فى الإنتاج، حيث لم يتكلف أكثر من أجر كومبارس فى مسلسل تليفزيونى، وكل ممثليه من غير المحترفين، وبذلك انتزع مبدعه حريته من السوق بالاستغناء المطلق، ويطول الحديث عن «حاوى»، الذى يمتع العين ويهز الوجدان ويشغل العقل.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

31/10/2010

 

الدوحة ترايبيكا يختتم فعالياته بفوز حاوي ومرجلة

كتب - أكرم الكراد : 

·         "حاوي" و "مرجلة" يفوزان بجوائز المسابقة العربية

·         "تيتا ألف مرة" يفوز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي

·         "طالب الصف الأول" يحصل على جائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي

·         "خبرني يا طير" يفوز بجائزة مسابقة أفضل فيلم عربي قصير

نجوم ومشاهير من كل أنحاء العالم وحشود غفيرة تجمعت أمس في الحي الثقافي (كتارا) لمشاهدة الحفل الختامي لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي بدورته الثانية والتي بدأت بالأنوار الساطعة على البساط الأحمر لاستقبال نجوم ترايبيكا من مشاهير ومبدعي صناعة الأفلام في العالم الذين تجمعوا في مكان واحد لاحياء السينما الجادة وبعد وصولهم تباعاً ومحاورتهم للصحفيين والمحبين.

بدأ حفل توزيع جوائز المهرجان بدار الأوبرا كتارا وفي نفس التوقيت على الهواء مباشرة في سينما كتارا والمسرح المفتوح.

وقد حضر حفل الليلة الاختتامية كل من سعادة د. حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث وسعادة الشيخ محمد بن فهد آل ثاني نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة الدوحة للأفلام ورئيس مجلس مهرجان الأفلام وسعادة د. محمد رياض عصمت وزير الثقافة السوري وأماندا بالمر المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام، والعضو المنتدب ماغي كيم، وإسكندر قبطي مدير قسم التعليم في مؤسسة الدوحة للأفلام ومبرمج أفلام المهرجان، وهانيا مروة وشادي زين الدين مبرمجي أفلام المهرجان، والممثلة المصرية يسرا التي ترأست لجنة التحكيم، والأعضاء المؤسسون لمؤسسة "ترايبيكا إنتربرايزيس" روبرت دي نيرو وجين روزنال وكريغ هاتكوف، إضافة إلى جيفري غيلمور مدير قسم الإبداع في هذه المؤسسة. وحضر كذلك النجم المصري الكبير عادل إمام، والمخرج الفلسطيني سامح زعبي والذي شارك فيلمه "بدون موبايل" في مسابقة الأفلام العربية، ياسميلا زبانيك مخرجة فيلم " على الطريق"، مخرج فيلم "تلميذ الصف الأول" جاستين شادويك مع نجمي الفيلم ناعومي هاريس وأوليفر ليتوندو، إضافة إلى ريما عيسى، مخرجة "اسمي أحلام"، النجمة ناديا حمزة، لطيفة، المنتجين ديفيد تومسون وبيني وولف وريتشارد هاردينغ وأنانت سينغ وسام فوير.

كما حضرت مجموعة كبيرة من النجوم والمخرجين الآخرين من المنطقة، بما في ذلك المخرج وكاتب السيناريو البوسني وعضو لجنة تحكيم دانيس تانوفيتش، والمخرج وعضو لجنة التحكيم بافنا تالوار، والممثل والكاتب والمخرج وعضو لجنة التحكيم نك موران، والمخرج والممثل الكوميدي الأمريكي المصري الأصل أحمد أحمد، ونجم فيلم "نسخة طبق الأصل" وليام شيميل، والملحن العالمي الشهير نيتين ساوهني، والمصورة الفوتوغرافية الفرنسية بريجيت لاكومب، والممثلة الفلسطينية ياسمين المصري.

100 ألف دولار لكل جائزة

وقد تلقى كل واحد من الفيلمين الفائزين بمسابقة الأفلام العربية جائزة مالية مقدارها 100 ألف دولار، كما حصل كل واحد من الأفلام الحائزة على جائزة الجمهور على مكافأة نقدية مقدارها 100 ألف دولار أيضاً. وضمت لجنة التحكيم في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي كلا من يسرا وسلمى حايك بينو ونك موران وبافنا تالوار ودانيس تانوفيتش. وضمت لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام العربية القصيرة مخرجين من مسابقة الأفلام العربية. وبلغت قيمة الجائزة لأفضل فيلم عربي قصير 10 آلاف دولار أمريكي.

وقالت أماندا بالمر المديرة التنفيذية لمؤسسة الدوحة للأفلام في كلمة الافتتاح: "لقد وفر مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي لهذا العام فرصة رائعة لصناع السينما على مستوى الوطن العربي والعالم أجمع، وأود في هذه المناسبة أن أتقدم بالتهنئة إلى جميع الفائزين بالجوائز لدورة هذا العام، كما يطيب لي أن أعرب عن بالغ الشكر إلى لجنة التحكيم لما توصلت إليه من اختيارات دقيقة. وتشتمل مجموعة الأفلام التي قمنا بعرضها على مدى الايام الخمسة الماضية على طيف واسع من الموضوعات، امتدت من الحياة الشخصية إلى الأفلام الملحمية، كما شاهدنا أفلاماً جذابة وترفيهية وقادرة على ملامسة مشاعرنا عن طريق استخدام مهارات بسيطة من السرد. لقد عملنا طوال السنة الماضية بجد واجتهاد في مؤسسة الدوحة للأفلام حتى نضمن النمو والتطور لمهرجاننا، وقمت بإضافة المزيد من الأفلام، إلى جانب الكثير من الفعاليات الرائعة جداً في برنامج هذا العام. وبدءاً من يوم الأسرة وحتى مبادرة TEDxDoha، فضلاً عن الأفلام التي تعرض لأول مرة والعروض الناجحة في الهواء الطلق التي استمتع بها المجتمع، فقد كانت الأيام الخمسة الماضية غنية بالأحداث الملهمة والتجارب الفريدة من نوعها. إن هذه اللحظة رائعة بالنسبة لدولة قطر. ونشعر بالسعادة البالغة إزاء استجابة مجتمعنا المحلي بحماسة عالية نحو دورة هذا العام من المهرجان، في الوقت الذي نتطلع فيه إلى الاستفادة من هذا النجاح والبناء عليه لتنظيم دورة العام المقبل".

وقال إسكندر قبطي: "إننا نتقدم بالتهاني إلى الفائزين في أول مسابقة للأفلام العربية، كما نتقدم بالتحية إلى كافة المخرجين الذين شاركوا في هذا المهرجان الرائع لهذا العام". وأضاف: "إن مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي يقف مؤازراً للأعمال النابعة من منطقتنا، لذا فإن هذا المهرجان قد خلق الفرصة المناسبة للمخرجين العرب لتحقيق التفوق في مجال صناعة الأفلام. كما أتاح لنا مهرجان هذا العام تعزيز أهدافنا المتمثلة في دعم وتنشيط المجتمع المحلي وتوفير الموارد التعليمية لجميع أولئك الذين يحبون كل شيء في صناعة الأفلام".

وقالت ماغي كيم العضو المنتدب لمؤسسة الدوحة للأفلام ومهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي: إن العناصر المختلفة التي اشتمل عليها هذا المهرجان قد ساعدت في صياغة علاقة حقيقية مع هذا المجتمع، ويتجلى ذلك بوضوح من خلال أعداد الجمهور الذين حضروا الفعاليات. كما أسهمت مختلف الجوانب، بدءاً من حلقات النقاش والأحداث المرتبطة بهذه الصناعة وحتى يوم الأسرة والعروض الخارجية في الهواء الطلق على مسرح كتارا المفتوح، في خلق مركز مهم لعالم السينما والأفلام. إننا نشعر بالفخر العظيم لما قدمناه من إسهامات في الحياة الثقافية لمدينة الدوحة، كما نتطلع إلى مستقبل أفضل في هذا المجتمع لمهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، والنشاطات التي تنظمها مؤسسة الدوحة للأفلام طوال العام".

وقالت الفنانة يسرا رئيسة لجنة التحكيم: "لقد كان شرفا عظيما ومصدر سعادة بالغة بالنسبة لي أن أكون أول رئيس للجنة التحكيم في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي، والعمل مع أعضاء مميزين في هذه اللجنة. وخلال الأيام الخمسة الماضية عملت وأنا وزملائي الأعضاء، سلمى ونك دانيس وبافانا، بدرجة عالية من الجدية، وكان أداؤهم جميعاً رائعاً جداً. إن النجاح في إقامة علاقات صداقة في الحياة قد يكون صعباً للغاية، ولكنني تمكنت من التوصل إلى صداقات رائعة في غضون بضعة أيام فقط. ويطيب لي أن أتقدم بالشكر أيضاً إلى جميع الأشخاص الذين عملوا في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي تقديراً لما قاموا به من أدوار ساعدت على تحقيق مثل هذا النجاح الكبير".

وقال جيفري غيلمور رئيس قسم الإبداع في مؤسسة "ترايبيكا إنتربرايزيس": "لقد تمكن المهرجان من تحقيق خطوة عملاقة في هذا العام بعد أن قام باستقطاب مجموعة واسعة من الرؤى والأساليب في عالم صناعة السينما، ويظهر ذلك بصورة واضحة من خلال الفيلمين الفائزين بجوائز الجمهور، وهما "طالب الصف الأول" و "تيتا ألف مرة". ومثلما هو الحال بالنسبة إلى الكثير من الأفلام التي عرضت، فإن الفائزين في هذه المسابقة يثيران التفكير والعاطفة، كما أن قصتيهما الأصليتين تساعدان على جسر الهوة بين الثقافات المختلفة. ولم يعد مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الآن مجرد وجهة مهرجانية في هذه المنطقة، ولكنه بات أيضاً بمثابة منصة مذهلة للسينما العربية والدولية المستقلة من مختلف أنحاء العالم".

الفائزون بالجوائز: مسابقة الأفلام العربية

فاز كأفضل مخرج عربي جوزيف فارس عن فيلمه "مرجلة" وهو كاتب السيناريو مع السويدي توركل بيترسون. وفي هذا الفيلم، تلتقي حضارة الشرق الأوسط الدافئة مع العذوبة الإسكندنافية المعروفة في الفيلم الكوميدي (مرجلة) للمخرج السويدي اللبناني الأصل جوزيف فارس، حيث يشترك في هذا العمل والده الحقيقي ليلعب دور أرمل يعاني الوحدة، الأمر الذي يدفعه تدريجياً إلى اقتحام عالم المواعيد الغرامية مع النساء، ليخرج العمل بنتائج فكاهية لطيفة. وشارك في التمثيل: توركل بيترسون، فارس يان ، حمادي خميري، خوان رودريغيز، أنيتا وول، نينا زنجاني، جيسيكا فورسبرغ.

وفاز بجائزة أفضل فيلم عربي الفيلم الروائي حاوي من إخراج وسيناريو ابراهيم البطوط(مصر، قطر) ويحكي الفيلم قصة سجين يطلق سراحه في مهمة لاستعادة مجموعة من الوثائق الهامة, رجلٌ عجوز يجر وراءه حصانه المريض في شوارع المدينة, ومجموعة من كتّاب الأغاني يجمعهم طموحهم لتأليف الأغاني, إنها صورة لمدينة الإسكندرية اليوم، مشاهد من الضياع والعزلة تأخذ مركز الصدارة والإهتمام في قصة واقعية محددة المعالم، وشارك في التمثيل: حنان يوسف، شريف آل دسوكي، مُحمد آل سايَد، فادي أسكندر، رينا عارف، مسَار اغباري باند

أما جائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي ففاز بها فيلم "تيتا ألف مرة" من إخراج محمود قعبور، (الامارات، قطر، لبنان) كما استحوذ على الاشادة من لجنة التحكيم وهو فيلم وثائقي يطغى عليه النمط الشاعري ويروي قصة جدة لبنانية ذات عزيمة قوية، ومحاولات حفيدها السينمائية الشجاعة لتسجيل وتوثيق الجوانب المختلفة التي عاصرتها والتجارب التي مرّت بها في حياتها والتي سيطويها الزمن إلى الأبد بوفاة الجدة وشارك في الفيلم: تيتا فاطمة قعبور وجائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي حصل عليها فيلم "تلميذ الصف الأول" ( طالب الصف الأول)، إخراج جاستن تشادويك، سيناريو آن بيكوك، (المملكة المتحدة) ويحكي قصة مثيرة عن مزارعٍ مسن من قرية كينية يرغب بالالتحاق في مدرسة محلية ليتعلم القراءة والكتابة. يتميز هذا الفيلم الساحر بأداء استثنائي لبطلته "نوعامي هاريس" التي تقوم بدور المدرسة المتشككة، وكذلك الممثل "أوليفر ليتوندو"، الذي يقوم بدور طالب الصف الأول والبالغ من العمر ثمانين عاماً. وشارك في التمثيل: نوعامي هاريس، أوليفير مسيلا ليتوندو.

كذلك حصل على أفضل الأفلام العربية القصيرة فيلم "خبرني يا طير"، إخراج سروار زركلي (سوريا) - وهو فيلم روائي قصير يحمل بمضمونه برنامجا تلفزيونيا يحمل نفس الاسم " خبرني يا طير" وفي مهمة العثور على أخت أحد المشاهدين، وبعد أن يتم العثور عليها، يقوم أخوها بقتلها على الهواء مباشرة. وتحمل هذه الدراما العربية المترجمة إلى الإنجليزية رسالة قوية مع أن مدة الفيلم لا تزيد قليلاً على 16 دقيقة.

وفاز بمسابقة أفلام الدقيقة الواحدة كل من فيلم آي بود مان (رجل الآي بود) و(خطر في بالي ماضي جدي) من قطر.

الراية القطرية في

31/10/2010

 

راغب علامة في إختتام مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي

(عبير جابر/ايلاف) 

اختتم مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي مساء اليوم فعاليات دورته الثانية، بإعلان الفائزين في فئاته المختلفة. فنال فيلم المخرج المصري إبراهيم البطوط "حاوي" جائزة أحسن فيلم في المهرجان، ونال فيلم "تيتا ألف مرة" جائزة أفضل فيلم وثائقي، بينما نال فيلم "طالب الصف الأول" جائزة أفضل فيلم روائي. أما جائزة أفضل فيلم عربي قصير فكانت من نصيب فيلم "خبرني يا طير"، وأفضل مخرج جوزيف فارس عن فيلمه "مرجلة". وعن فئة أفلام الدقيقة الواحدة فاز فيلما "أيبود مان" و"ماضي جدي في عيوني".

كما بدأ باحتفالية شدت الأبصار، إختتم مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الثاني مساء أمس بحفل مميز، تخلله إعلان أسماء الفائزين في فئات مسابقاته، وتقديم الدروع الرمزية من المهرجان. وجرى خلال الحفل الختامي منح الفنان المصري عادل إمام جائزة تكريمية عن مجمل ما حققه خلال حياته الفنية الطويلة من إنجازات في مجال السينما، وذلك بعد الأمسية التكريمية التي أقيمت له مساء الجمعة وتخللها عرض فيلمين من أبرز أفلامه.

سجادة حمراء وحفل حاشد

تقاطر المعجبون الى القرية الثقافية "كتارا"، حيث كانت تجري فعاليات المهرجان السينمائي، والكل يطمع في صورة مع ممثله المفضل أو توقيع على أوتوغراف. لكن اللافت كان أن عدداً من ضيوف المهرجان خاصة من النجوم الأجاني كانوا قد غادروا لارتباطهم بأعمال أخرى خارج قطر. لكن هذا لم يمنع أن الحضور وقف لقرابة الساعتين على ضفاف السجادة الحمراء يرحب بالنجوم الحاضرين. وحظي بعض النجوم بترحيب لافت ومنهم كان النجم روبرت دي نيرو الذي أمضى وقتا طويلا بتنقل بين الجمهور.

أفضل فيلم وثائقي

انطلق الحفل الذي قدمه الممثل الأميركي المصري أحمد أحمد، وتخلله عرض لمختلف النشاطات التي تضمنها المهرجان السينمائي هذا العام. ثم أعلنت النتائج ففاز فيلم "تيتا ألف مرة" للمخرج اللبناني محمود قعبور بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي في المهرجان، وقيمتها مئة ألف دولار أميركي، وذلك من بين 10 أفلام وثائقية تنافست في المهرجان.

الفيلم من انتاج إماراتي قطري لبناني، وعرض في المهرجان لأول مرة عالمياً. وهو يروي قصة جدة قعبور اللبنانية ذات العزيمة القوية، ومحاولات حفيدها السينمائية الشجاعة لتسجيل وتوثيق الجوانب المختلفة التي عاصرتها والتجارب التي مرّت بها في حياتها والتي سيطويها الزمن إلى الأبد بوفاة الجدة.

"تيتا" قعبورهي جدة وربة أسرة ذكية ذات شخصية قوية ومسيطرة من أحياء بيروت القديمة، بلغت الثالثة والثمانين من عمرها وباتت هي تعاني مؤخراً من الفراغ والهدوء في حياتها بعد أن كان بيتها مفعما بالحياة وبعد أن قامت بتربية أولادها وأحفادها فيه. تقضي تيتا معظم أيامها في تدخين الأرجيلة وشرب القهوة على الشرفة الفارغة، مسترجعة أعمق ذكرياتها مع زوجها عازف الكمان الراحل، ولا تنفكّ تكرر أنها جاهزة وراغبة باللحاق به. وكونه حفيد جدته المفضّل والحامل لاسم جدّه الكامل، كان المخرج محمود أيضاً مشغولاً  لسنوات بذكرى جده، وجاء فيلم "تيتا، ألف مرة" ليجمع الجد مع الجدة والحفيد في فيلم وثائقي يعكس أجواء الواقعية السحرية العابثة في محاولة لتحدي موت  الجد والموت القادم للجدة.

أفضل فيلم روائي

نال فيلم "طالب الصف الأول" لجاستن تشادويك جائزة الجمهور لأفضل فيلم روائي في المهرجان، وقيمتها مئة ألف دولار، من بين 41 فيلماً ضمن هذه الفئة. وهذا الفيلم هو فيلم ختام المهرجان أيضاً، وعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط مساء أمس.

يروي الفيلم قصة مثيرة لمزارعٍ في الرابعة والثمانين من عمره من إحدى القرى الكينية، وهو أحد الثوار السابقين من قبيلة ماو ماو، يحاول الالتحاق بمدرسة محلية ليتعلم القراءة. ويستعرض الفيلم محاولات المزارع للحصول على العلم الذي حرم منه، وفي الوقت نفسه، يعكس صورة جيل كامل نجح في تغيير صورة قارة أفريقيا الاستعمارية من خلال نضاله من أجل الحرية. يستخدم الفيلم أسلوب الارتجاع الفني ليمنح المشاهد فرصة رؤية الصعوبات الجمة التي واجهت هذا الرجل في شبابه عندما كان جندياً يحارب الاستعمار، ثم يربط هذه المشاهد ببراعة مع نضال المزارع العجوز من أجل الالتحاق بالمدرسة في هذه المرحلة المتأخرة من حياته. إن العاطفة القوية التي أظهرها المخرج جاستن تشادويك في هذا الفيلم لا تتمثل في عودة هذا الرجل إلى المدرسة، وإنما في سعيه لاستعادة كرامته. يتميز الفيلم بأداء استثنائي من قبل بطليه أوليفر ليتوندو وناومي هاريس.

أفضل فيلم عربي قصير

تنافست على جائزة أفضل فيلم عربي قصير وقيمتها مئة ألف دولار، تسع أفلام، لكن الجائزة كانت من نصيب المخرج سروار زركلي عن فيلمه "خبرني يا طير". اسم الفيلم مستوحى من اسم برنامج يعرض على التلفزيون السوري وهو يحاول الجمع بين المفقودين وأهاليهم والعكس. ويحاول الفيلم الجمع بين ما يجري في البرنامج والواقع. الفيلم مدته 16 دقيقة وهو انتاج سوري. قام بأدوار البطولة فيه نيفين غزار الدين وحمد باسيم آل خليف وشهد مسك وباسيم سامي آل خليف.

أفضل مخرج

نال المخرج اللبناني السويدي جوزيف فارس جائزة أفضل مخرج في المهرجان عن فيلم "مرجلة" (بولز). وفارس من مواليد لبنان عام 1977، انتقل مع عائلته إلى السويد عندما كان في العاشرة من عمره. بدأ بإخراج أفلامه الخاصة عندما بلغ الخامسة عشرة، ثم درس في وقت لاحق في المدرسة الوطنية للسينما. أحدث الفيلم الأول لجوزيف فارس "جالا!جالا!" ضجة كبيرة، وكذلك فيلمه الثاني "كوبس"، كما نال فيلمه الروائي الثالث "زوزو" جائزة المجلس الشمالي عن أفضل فيلم شمالي.

يقوم جان فارس (والد المخرج) بدور البطولة في هذا الفيلم. حيث تدور أحداث القصة حول الحياة العائلية للمهاجرين من الشرق الأوسط في الدول الاسكندينافية، وذلك في قالب تغلب عليه الكوميديا الخفيفة. يلعب جان دور عزيز الرجل الاجتماعي الأرمل الباحث عن الحب بمساعدة زملائه في محل الدراجات، بينما ينتظر في نفس الوقت أن يصبح جدّاُ كما وعده ابنه. لا يدرك عزيز أن ابنه وزوجته غير قادرين على الإنجاب بشكل طبيعي، ولذلك فقد أوهماه بأن الزوجة حامل بينما يخططان في الحقيقة لتبني طفل. باستثناء بعض الشخصيات الأخرى التي أضفت نوعاً من الفكاهة على العمل ومنها يورغن، زميل عزيز في العمل الذي يلعب دوره توركل بيترسون، فإن الفيلم يحمل بصمات آل فارس المخرج والأب بالكامل. فتظهر علاقتمها الأسرية الطيبة في الواقع أكثر تألقاً وإشراقاً على الشاشة.

أفضل فيلم

ذهبت جائزة أفضل فيلم في مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي الى المخرج المصري إبراهيم البطوط عن فيلمه "حاوي".

جرى تصوير فيلم "حاوي" في مدينة الإسكندرية المصرية، وهي المدينة التي تخفي أكثر مما تكشف. ويروي الفيلم قصة فادي ويوسف وإبراهيم زملاء الزنزانة الواحدة منذ اكثر من 20

عاماً. ويخرج يوسف (40 عاماً) من السجن بعد خمس سنوات ليسلم وثائق أخفاها لفترة طويلة. كما يعود ابراهيم (46 عاماً) إلى الاسكندرية بعد غياب طال أكثر من 20 عاماً ليلقى ابنته آية (20 عاماً) التي لم يرها أبداً. أما الموسيقي فادي (60 عاما) فيشكل فرقة سرية تسمى "مسار إجباري" وهي التي كتبت أغنية "حاوي".

يكتشف الخيّال البسيط جعفر أن حصانه سيموت خلال شهر ويعمل كل ما بوسعه من أجل التخفيف عن رفيقه القديم الذي شاطره حياته وساعده فيها. يأخذ جعفر حصانه إلى البحر آملاً في أن تعالجه ماء البحر ويسير به في شوارع الإسكندرية في النهار والليل، ثم يعيده إلى المنزل لينام بجانبه في غرفته الفقيرة ويسمعه بعض الموسيقى.

يتبين أن جعفر هو جار يوسف ومع ذلك فهما لن يلتقيا أبداً. جعفر هو أيضاً أخ حنان وهي راقصة شرقية تعمل في نادِ ليلي يزوره يوسف كل ليلة. وتعلّم حنان آية ابنة ابراهيم الرقص الشرقي. تجتمع جميع الشخصيات في يأسها الذي يشبه البحر الخالد  الكبير في الإسكندرية.

المخرج البطوط من مواليد عام 1963 في مدينة بور سعيد، تخرج من الجامعة الأمريكية في القاهرة وحصل على شهادة في الفيزياء عام 1985. عمل البطوط منذ عام 1987 كمخرج سينمائي، منتج ومصور ينقل  قصصاً عن الخسارة الإنسانية والمعاناة والتشرد. أخرج العديد من الأفلام الوثائقية للكثير من المحطات التلفزيونية العالمية منها قناة ZDF (ألمانيا) وقناة TBS (اليابان) وقناة ARTE (فرنسا). حصدت أعماله الوثائقية جوائز عالمية عديدة منها: جائزة أكسل سبرينغر في ألمانيا (1994 إلى 2000)، وجائزة إيكو الرفيعة من جمعية التسويق المباشر (1996). في نهاية عام 2004 خطا البطوط خطوة إلى عالم الخيال ليصنع فيلمه الروائي الطويل "إيذاكي". حاز فيلمه الثاني بعنوان "عين شمس" على جائزة الثور الذهبي وهي أرفع جائزة في مهرجان تورمينا السينمائي الرابع والخمسين لعام 2008.

أفلام الدقيقة الواحدة

ومنح المهرجان جوائز تشجيعية لفيلمين من أفلام الدقيقة الواحدة، هما "ماضي جدي في عيوني" لنور أحمد يعقوب، وهو يروي قصة فتاة تتخيل العالم الذي نشأ فيه جدها وهو يخبرها عن حياته حين كان لا يزال فتى في ريعان الشباب في قطر. اما الثاني فهو "رجل الأيبود" لأصغر مخرجي المهرجان محمد المالك اباغ من العمر 13 سنة، ويروي الفيلم قصة صبي ممسوس بجهاز الأيبود الخاص به.

والفيلمان هما جزء من مجموعة أفلام ضمن ورش عمل جرت في العام ٢٠٠٩ على يد المخرجين إسكندر قبطي وبين روبنسون، وتجمع ورش العمل هذه بين المبتدئين من صانعي الأفلام الطموحين مع خبراء ومحترفي صناعة الأفلام والسينما. وتُساعد هذه الورش مؤسسة الدوحة للأفلام على اكتشاف المواهب الجديدة.

تكريم عادل إمام

بعد الأمسية التكريمية التي جرت مساء الجمعة وعرض خلالها فيلمي "الإرهاب والكباب" و"حسن ومرقص"، تسلم الفنان المصري عادل إمام خلال حفل ختام المهرجان، جائزة "إنجاز العمر". وقد التقت رئيسة لجنة التحكيم في المهرجان الممثلة المصرية يسرا مع زميلتيها لبلبة ورجاء الجداوي على المسرح للحديث عن تجاربهن التمثيلية مع عادل إمام. فقالت يسرا أنها مثلت 17 فيلماً معه كانت بمثابة جواز سفر الى جمهورها.  اما لبلبة فتحدثت عن علاقة إمام الطيبة بزملائه وفريق العمل، واعتبرت الجداوي أن مسيرتها مع عادل إمام تشعبت لكن أغناها كان من خلال الأعمال المسرحية.

"تجربة جيفوني" لأفلام الأطفال

واستضافت خشبة المسرح عدداً من أعضاء لجنة التحكيم في مشروع "تجربة جيفوني" الهادف لإتاحة الفرصة لتبادل الأفكار والتجارب السينمائية بين الأطفال. وسينضم عدد من الأطفال من الدوحة إلى عدد من الضيوف الدوليين لتشكيل "لجنة تحكيم" لعدد من الأفلام القصيرة التي تم اختيارها بعناية. وقد اختار الأطفال فيلمي "بيتر غرام ستوري" و"ترانزيت".

راغب علامة وسهرة مميزة

انتهت فعاليات المهرجان بأمسية غنائية للمطرب اللبناني راغب علامة بحضور حشد من نجوم المهرجان والجمهور. وقدم علامة خلال الحفل المجاني مقتطفات من الأغاني التي يشتمل عليها ألبومه الجديد "سنين رايحه"  الذي سيصدر مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الأول، حيث سيطلق هذا الألبوم في "بودا بار" في بيروت.

غادر المشاركون الحفل على أمل أن تكون فعاليات العام المقبل من مهرجان الدوحة ترايبيكا السينمائي منوعة ومميزة أكثر من هذا العام، مع الإستفادة من كل التجارب التي مر بها المنظمون هذا العام.

براغش نت في

31/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)