حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

أيام قرطاج السينمائية ـ 2010

أيام قرطاج السينمائية بين جامعين

الموضوع الديني والسينما الساخرة

كمال الرياحي. تونس

فيلم "الجامع" للمخرج المغربي داوود أولاد السيد كان حدثا سينمائيا في تونس شهدت أحداثه قاعة الكوليزي بالعاصمة: قاعة اشتهرت بعرض السينما التجارية اقتحمتها مئات الجماهير لمشاهدة"الجامع" الذي صورت أحداثه في ورزازات بجنوب المغرب. وكان قد قدّم الفيلم في القاعة المخرج التونسي الشهير فريد بوغدير ووعد الجمهور بأنه سيكون على موعد مع فيلم ليس ككل الأفلام ولا يشبه أي فيلم. وتحدث عن المخرج وأشار إلى تميّزه وألمح إلى أن داوود أولاد السيد يأتي من عالم الصورة الشمسية ليقتحم عالم الإخراج التلفزيوني.

وقد سبق أن فاز فيلمه "في انتظار بازوليني" بجائزة أحسن فيلم عربي في مهرجان القاهرة. وهو فيلم يروي قصة توهامي كومبارس في نفس المنطقة كان يحلم يعودة بازوليني الذي مثل معه في أحد أفلامه ككومبارس.

غير بعيد عن قصة الكومبارس تبقى عوالم السينما نفسها بطلة أفلام داوود أولا سيد حتى في فيلمه الجديدة"الجامع".

قصة الفيلم مستوحاة من واقع المنطقة فمن يعرف ورززات يعلم أنها قبلة شركات الإنتاج السينمائي وعادة ما تأتي تلك الشركات لتصوير أفلامها فتنصب لذلك ديكوراتها بعد أن تكتري أراضي الأهالي الفقراء الذي يرون في ذلك غنيمة لهم ولم يفكّر واحد منهم أن تلك الغنيمة قد تتحوّل إلى كابوس.

"يروي الفيلم قصة موحا رب الأسرة الريفية المتواضعة التي تعمل بالفلاحة في قطعة من أرض على ملكها. يأتي إليه المخرج داوود أولاد السيد ويكتري من عنده قطعة الأرض لبناء ديكور جامع قصد تصوير فيلم ولكن بعد أن ينتهي التصوير ويبدأ العمال في هدم الديكورات يعترض الأهالي على اقتلاع ديكور الجامع ويشرعون في التعامل معه كمسجد فعلا وليس ديكورا سينمائيا ويحرّمون هدمه.

يقدم لنا الفيلم صورة كاريكاتورية لأشكال استغلال الدين من قبل السلطة من ناحية ولسلطة الجماعة الدغمائية من جهة ثانية. فقد تحوّل ديكور الجامع إلى جامع بقدرة قادر وانقلبت أشياء الحداثة (ديكور السينما) إلى مزارات عقدية تقام فيها الفرائض وحوّل ذلك القدر صاحب الملك إلى أجير عند الغير.

وهنا يطرح الفيلم أسئلة محرجة للفكر التقليدي: ما هو الواقعي وما هو المتخيّل؟ وما هو المقدس وما هو المدنّس؟ فقد انقلب المتخيّل ديكور الجامع إلى واقع الجامع الذي يصلي فيه المصلين.

وقد قدّم المخرج صورتين لرجل الدين صورة الانتهازي الذي استحوذ على الجامع الوهمي وصورة الرجل التقي المستنير الذي يتخلّص من كل ما هو قشور حتى اللباس منها فكان يلبس لباس العامة وهو الذي يطلق عليه "أحمق" وتعني بالعامة المغربية المجنون أو المعتوه.

الانتهازية التي أحاطت بموحا جعلته بلا مهرب وبلا سند فالقانون ضده لأنه في يد سلطة فاسدة ورجل الدين الفاسد والمجتمع أو القبيلة.كلهم تآمروا ليسلبوه أرضه وسلبوه في النهاية حريته عندما عبّر عن الظلم الذي تعرض له. يقول "كلهم ضدي: القبيلة، المقدم، المفتي".

الفيلم المغربي قدّم رؤية سينماتوغرافية مختلفة لمقاربة الصدام بين الحداثة والتخلّف من خلال تيمة جديدة :السينما والواقع. وقد استعان المخرج بأهالي القرية كممثلين وأعطى ذلك عمقا آخر للفيلم وأبان عن قدرة كبيرة في إدارة الممثل. وقد حضر العرض بطل الفيلم عبد الهادي توهراش الذي قام بدور موحا الذي فقد أرضه بسب بناء ديكور الجامع. وفي تصريح خاص بالجزيرة الوثائقية أبدى الممثل سعادته بالنجاح الذي يلقاه الفيلم في تونس وتبنّى طروحات المخرج قائلا: أنا ضد استغلال الدين لأغراض غير دينية كما بين ذلك الفيلم لذلك أنا مقتنع كل الاقتناع بهذا الدور وإن كان قد أزعج البعض". توهراش موظف في وزارة الثقافة المغربية وكانت له تجربة مع نفس المخرج في فيلم سابق في دور " الكومبارس". 

ويتوقّع المتابعون لأيام قرطاج السينمائية تتويجا للفيلم المغربي الذي قدّم بجرأة غير مسبوقة هذا السؤال الديني وناقش حججه الفقهية دون منبرية بل في كوميديا ساخرة:كوميديا الموقف القائمة على المفارقات التي تجعل من الموقف مضحكا والتي أداها البطل بكفاءة كبيرة.

الشاق واق الفيلم التونسي المرفوض

يحكى أنه كان في غابر الأزمان ملك جبار يسوس مملكة قصية تسمى الشاق واق أصيب بجذام ذهب بأنفه فاقترح عليه وزيره أن يقطع أنوف الحاشية كلها من وزراء ومستشارين حتى لا يكون مضحكة متى دخلوا عليه ففعل وتحول كل من بالقصر إلى رجال بلا أنوف. عندما شاهد العامة الخاصة بلا أنوف اقتدوا بهم ولم يعرفوا أصل الحكاية وانتزع الجميع أنوفهم قدوة بالحاكم والحاشية. تمر السنوات ويدخل على المملكة غريب فيشاهد الشعب الرجل بأنف فينخرطون في الضحك من هذا الرجل الذي بدا مضحكا بأنفه السليم....استحضر نصر الدين السهيلي هذه الخرافة وهو يضع لبنة فكرته لفيلم الشاق واق.

مكّن المخرج مراسل موقع الجزيرة الوثائقية من نسخة من شريطه المرفوض في أيام قرطاج السينمائية بلا سبب مقنع. وقد مثل هذا الفيلم حدثا سينمائيا في تونس بالموازاة مع المهرجان الذي يشهد الكثير من الاستياء بسبب التنظيم والتعامل مع الصحفيين.

وقد التقت الجزيرة الوثائقية بالمخرج الذي أعرب عن استيائه لمنع فيلمه من العرض وطريقة الإقصاء الفجة التي تنصّلت من أي تبرير واعتبر ذلك استهدافا شخصيا له وهو يحاول منذ أسبوع عرض فيلمه في قاعات تونس العاصمة ولا يجد إلا الرفض في انتظاره. وقد سبق لنفس المخرج أن تعرّض إلى نفس الرفض والصعوبات مع عرض فيلمه"بوتليس" سنة 2008.

محمد سفينة واحد من الممثلين في الفيلم سألناه عن قصة الفيلم وعن الذي حدث فقال:

الشاق واق فيلم حلال. شريط غير مدعوم من وزارة الثقافة. تمت برمجته في مرحلة أولى في المسابقة الدولية للأفلام القصيرة في المهرجان. ليتم منعه من المشاركة أصلا في مرحلة ثانية بدون ذكر أي سبب. ثم في مرحلة ثالثة وبعد الحملة الإعلامية التي رافقت منع الشريط. تمت برمجته في قسم البانوراما. لكن الإشكال وهو الأهم في مسألة المنع. هو منع عرض الشريط قبل المهرجان في عرضه الأول .دون ذكر أي سبب من سلطة الإشراف التي اكتفت بقرار المنع دور أي تبرير. والمشكل هنا أن الشريط لا يحتوي أي اخلالات سواء فنية أو أخلاقية وإنما يعرض مسألة جد هامة وهي مسألة التطرف. بل ويدافع عن قيم الحداثة. والسؤال هنا من يقف وراء قرار المنع. هل أن سلطة الإشراف ضد قيم الحداثة هل إنها أصبحت تدافع عن التطرف والسلفية. أسئلة مهمة تبحث عن جواب. لعل أهمها أي مشروع ثقافي وحضاري لوزارة الثقافة التي تمنع مخرجا شابا من عرض عمله السينمائي في سنة الشباب وسنة السينما. وأي مشروع لهذه الوزارة التي تمنع شريطا يدافع عن قيم الحداثة والاعتدال. هل أن هذه الوزارة ضد الحداثة ؟؟؟؟؟

بهذه الآراء اقتحمنا فرجة الفيلم الذي أخرجه نصر الدين السهيلي والذي لا تتعدّى مدته الثلاثين دقيقة. منذ البداية ومن الجينيريك نلاحظ أن المخرج قد حشد، خلافا للمخرجين الشبان، عددا كبيرا من الممثلين المحترفين وبعضهم نجوم كبار من نحو الممثل الأمين النهدي والممثلة المتميزة فاطمة بن سعيدان وتوفيق الغربي وعاطف بن حسين والصادق حلواس و منير العجيلي...

هذا الأمر جعلنا ننتظر فيلما متميّزا، وبالفعل كان أداء الأمين النهدي وفاطمة سعيدان على درجة من الحرفية التي عوّدونا بها غير أن الفيلم شابته بعض الأمور التقنية التي لا يمكن أن نستبعدها وخاصة ما تعلّق بالإضاءة وبالمونتاج أيضا فقد كانت المشاهد طويلة جدا مما اخل بإيقاع الفيلم الذي بدا طريفا جدا قائم على فنطازيا ساخرة.

ويروي الفيلم قصة قرية أفاقت على خبر موت إمام مسجدها وأثناء الدفن انشغل معتمد الجهة والعمدة الذي يقوم ببطولته الأمين النهدي في التفكير في مصير الجامع الذي فقد إمامه وقرر المعتمد ممثل الحكومة إجراء مناظرة محلية لاختيار /انتداب، إمام القرية. سمع شباب المنطقة وهبوا إلى المكتبات والزوايا يبتاعون المصاحب وكتب التفسير ثم اتجهوا إلى الحمام للاغتسال من الذنوب وإعلان التوبة. وكان من المترشحين السارق والمجرم وحديث العقد بالحرية والأحمق والمعتوه والمتأتئ ومن هنا جاءت الكوميديا حيث وضع مجموعة الشباب وهم من الشطّار واللصوص أمام امتحان المعرفة بالدين فكان الإجابات مضحكة بجهلها.

ومن ضمن شخصيات الفيلم رجل يتأتئ يبيع "الكاكوية" أو الفول السوداني معروف عنه بالواشي وعميل المؤسسة. كانت النتيجة أن اختير هو إمام الجامع ووقف يصلي بالجميع دون أن ينطق بكلمة إلا كلمته اللازمة في مناداته على بضاعته" ك ك ك كاكاويّة".

تأتي أهمية هذا الفيلم في التفاته لظاهرة التديّن المزيّف وموضة الدعاة التي انتشرت بالدول العربية وبدأت تنتشر في تونس تحت مسمّى جديد "أئمة الفضائيات" والذي يعيدون إنتاج نسخ عمرو خالد وغيره. ويدافع الفيلم عن صورة تونس العلمانية والحداثية التي بدأت تتأثّر بما تضخّه عديد الفضائيات من ثقافة اسلاموية تجد صداها عند الأمّيين وأنصاف الأمّيين.

هذا الفيلم بسخريته العالية وبساطته جدير بأن يشاهد لأنه يطرح أمرا من الخطورة بمكان ما يجعله قضية تونس المعاصرة فعلا. كيف يمكن لهذا البلد العلماني أن يحافظ على ارثه ومكاسبه في ظل هذا المد الاسلاموي؟ كما يطرح الفيلم العلاقة الحميمة التي يعيشها الدين والسياسة وكيف يكون الدين وسيلة السلطة لتمارس سيطرتها الكاملة.هل يمكن أن تبقى دولة من العالم النامي حداثية في ظل محيط غير حداثي؟ ولكن على الرغم من أن الفيلم تناول قضية البطالة غير أن ما شاهدناه من العاطلين هم من غير المتعلمين وظهر ذلك من خلال مشاركتهم في المناظرة التي أبانت أنهم ليسوا جاهلين بالدين فقط إنما هم أنصاف أميين وكان الأجدر أن يمثل هذه الشريحة شخصية متعلمة على الأقل تعاني نفس المشكل "البطالة.

كما بدت بعض المشاهد مجانية بلا معنى في الحقيقة كقصة الشاذ والجزار التي لم تخدم أي خيط درامي في الفيلم. والحديث عن ابليس الذي كان الحديث عنه سطحيا وغير موظّف. إلى جانب أن الطبيعة الكوميدية للفيلم جعلته أيضا ينحو نحو السكاتش في بعض الأحيان وسهل ذلك أن الممثلون منحدرون جلهم من هذا النوع من الكوميديا ابتداء بالأمين النهدي إلى الغربي وهذا أدخل الفيلم في مناخ تلفزيوني وأخرجه في كثير من المشاهد من الجو السينمائي. وكانت نهاية الفيلم مسقطة وغير مدروسة اطلاقا وعملية اقتحام الواقع : الممثلون والتقنيون  فضاء التخييل الذي يمثله المجنون الذي تقمص شخصيته محمد سفينة جاء مربكا وقاسما ومهما كانت نوايا المخرج في هذه النهاية فقد كانت عنيفة وقاطعة.

وهكذا يلتقي الفيلم المغربي والفيلم التونسي في طرح موضوع الدين المستباح غير أن السؤال الذي يطرحه المشاهد هنا في تونس لماذا حلّل مشاهدة الفيلم المغربي الذي يناقش أمر الدين تفصيليا من خلال تفكيك ميكانزمات اشتغال الفتاوي ومؤسسة الفتوى بينما حرم الفيلم التونسي من المشاركة والمسابقة وحرّموه. أسئلة كثيرة تبقى مطروحة هل سبب المنع المستوى الفنّي للفيلم أم التلسين السياسي الذي ظهر في بعض المقاطع ومشاركة الفنان الشاب "بنديرمان" المعروف بأغانيه غير المرغوب فيها أم هي انتماءات مخرجه وميولاته الاديولوجية؟ وهل صحيح ما صرح  به المخرج لبعض وسائل الإعلام أن المسألة شخصية وتستهدفه هو بالذات من قبل رئاسة المهرجان كان وراء استبعاد الفيلم؟

اتصلنا بادراة المهرجان التي كذبت خبر المنع وصرحت أنه خلافا لما يروّجه منتج ومخرج  فيلم"الشاق واق" حول منع فيلمه من العرض في أيام قرطاج السينمائية  فإن الفيلم المذكور مدرج ضمن قسم بانوراما السينما التونسية وسيعرض ، وهو ما تأكدت منه الوثائقية حيث عرض الشريط عرضا أوّلا يوم الاربعاء 27 أكتوبر بقاعة المونديال في الساعة .

الجزيرة الوثائقية في

28/10/2010

 

احتفالية

دورة تترأسها درّة بوشوشة في عام السينما بتونس

قرطاج 23 انطلق ويستمر حتى 31 الجاري لبنان يتمثّل بـ ديما والتحكيم مع إلهام وسلاف

محمد حجازي 

انطلقت أمس الأوّل السبت في 23 الجاري الدورة 23 لمهرجان أيام قرطاج السينمائية التي تستمر حتى 31 الجاري برئاسة المنتجة درّة بوشوشة التي دعت لجعل هذه التظاهرة سنوية وليس مرّة كل عامين، وأشارت إلى أن هذه الدورة تطمح إلى خلق جيل جديد من السينمائيين الشبان لأخذ المشعل من شيوخ السينما في تونس، وإعادة الحياة إلى نوادي السينما التي تراجع عددها·

المهرجان يعرض حوالى 250 فيلماً من أربع قارات: آسيا، افريقيا، أوروبا وأميركا، يتنافس منها 47 فيلماً طويلاً وقصيراً وتسجيلياً من 8 دول عربية و8 أفريقية·

<الرجل الذي يصرخ> للتشادي محمّد صلاح هارون افتتح الدورة في أول عرض له بعد فوزه في مهرجا كان السينمائي الدولي الأخير بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وتشرف على الدورة لجنة تحكيم مؤلفة من الممثلين: إلهام شاهين، سلاف فواخرجي، راوو باك (هاييتي) أنور إبراهيم (تونس) دايان برايتي (فرنسا) عتيق رحيم (افغانستان) جوزيف فابي راماكا (السنغال) في إطار إعلان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي عن أنّ سنة 2010 هي سنة السينما·

ثلاثة أفلام تونسية في المسابقة:

- النخيل الجريح (عبد اللطيف بن عمار)·

- آخر ديسمبر (معز كمون)·

- يوميات احتضار (عائدة بن علية)·

وتتبارى في المسابقة 6 أفلام عربية:

- كل يوم عيد لـ ديما الحر (لبنان)·

- رسائل البحر لـ داود عبد السيّد (مصر)·

- مرّة أخرى لـ جود سعيد (سوريا)·

- ميكروفون لـ أحمد عبدالله (مصر)·

- الجامع لـ داود أولاد سيّد (المغرب)·

- رحلة إلى الجزائر لـ عبد الكريم بهلول (الجزائر)·

كما تُعرض أشرطة:

- الحرب السرية لجبهة تحرير الجزائر في فرنسا (للجزائري مالك بن اسماعيل)·

- جيران (للمصرية تهاني راشد)·

- تاتا ألف مرّة (للبناني محمّد قعبور)·

- زمان (للمغربي جلال داود)·

- زهرة (لمحمد بكري)·

ويكرِّم المهرجان سينما بلدان يوغسلافيا وافريقيا الجنوبية والمكسيك، مع وجود ورش عديدة يُشارك فيها 11 منتجاً ومخرجاً لتقديم منح مالية تدعم بعض المشاريع البارزة·

وتُقام ندوة بعنوان: سينمات المغرب العربي وجمهورها·

اللواء اللبنانية في

29/10/2010

 

مهرجان قرطاج يحتفي بالسينما التونسية والجمهور يستقبل «ميكروفون» وينتظر «رسائل البحر»

كتب نسرين الزيات 

يظل مهرجان قرطاج السينمائي الدولي، هو المهرجان العربي الوحيد، القادر علي استقطاب وحشد مئات من الجمهور في تونس أمام قاعات السينما، وكأن إقامته -كل عامين- هي بمثابة عيد للسينما في تونس وأفريقيا والعالم.

وتتزامن إقامة الدورة الثالثة والعشرين من مهرجان قرطاج السينمائي الدولي -والذي تقام فاعلياته حاليا من 23 إلي 31 أكتوبر الجاري- مع إعلان الرئيس زين العابدين بن علي -رئيس الجمهورية التونسية- ليكون عام 2010 للسينما التونسية، وهو ما أدي لأن تكون هناك مشاركة سينمائية مضاعفة من سينمات العالم أفريقيا والوطن العربي وأمريكا الجنوبية والشمالية وأوروبا علي خلاف دوراته السابقة، فقد وصل عدد الأفلام المعروضة والمشاركة لأكثر من 250 فيلما، ما بين الروائي الطويل والقصير والوثائقي.

وبمناسبة عام السينما التونسية، أقيم علي هامش المهرجان ندوة خاصة تحت عنوان «المرأة في السينما العربية.. الصورة والدور»، وقد طرح فيه مخرجون وسينمائيون من تونس ومصر والمغرب، دور سينما المرأة، خاصة في ظل وجود التباس حول ماهية سينما المرأة، وهل المقصود بها السينما التي تناقش وتطرح قضايا المرأة، أم السينما التي أنجزتها مخرجات؟ وقد شارك فيها مخرجات مثل عطيات الأبنودي وفيولا شفيق من مصر، وديما الجندي من لبنان، وياسمين قصاري من المغرب، وفريد بوغدير من تونس، والذين اتفقوا علي أنه لا يوجد شيء اسمه سينما المرأة وسينما الرجل، لأن كليهما يكملان بعضهما بعضا، وحكايات كل منهم لا تنفصل عن الآخر.

والمهرجان الذي تترأسه المنتجة والسينمائية درة بوشوشة، احتفي في دورته الحالية بإطلالة جديدة علي سينما العالم، خاصة السينما الأفريقية، حيث يعرض ما يقرب من 39 فيلما من قسم «سينماءات العالم» وفيه تكون معظم الأفلام المعروضة ممن شاركت في الكثير من مهرجانات السينما في العالم، وحصد العديد من الجوائز من بينها الفيلم الأمريكي You Will Meet A tall Dark Stranger You وهو أحدث أفلام المخرج العالمي الشهير وودي ألن، وفيلمان للمخرج الإيراني عباس كياروستاني الأول هو «شرين» إنتاج عام 2008، وفيلم نسخة طبق الأصل وهو آخر أفلامه السينمائية والذي تقوم ببطولته جوليان منوش وجون كلود كاريار، والفيلم الفرنسي «نسيت أقولك» الذي قام ببطولته عمر الشريف، وإخراج لوران فيناس ريمون، وفيلم «رجال وآلهة» إخراج إكزافي بوفوا.

ومن بين السينمات التي احتفي بها المهرجان في دورته الحالية، السينما المكسيكية، حيث عرض ما يقرب من 14 فيلما من أحدث إنتاجاتها، ومعظمها حاصل علي جوائز كثيرة من مهرجانات سينمائية في العالم، بينما عرض عشرة أفلام روائية طويلة في قسم سينما خاصة، من أهم الأفلام التي عرضت الفيلم الأمريكي الفلسطيني «ميرال» والذي كتبت السيناريو والحوار له الإعلامية الإيطالية ذات الأصل الفلسطيني «رولا جبريل» وأخرجه جوليان شنابال وفيلم «هليوبوليس» إخراج أحمد عبدالله، والفيلم الجزائري الفرنسي «خارجون عن القانون» والذي سبق أن عرض في المسابقة الرسمية في الدورة الماضية من مهرجان كان السينمائي الدولي، وكتبه وأخرجه رشيد بوشارب.

وتبدو مصر حاضرة بشكل جذاب ومميز في المهرجان، حيث يعرض اليوم الجمعة فيلم «رسائل البحر» للمخرج داود عبدالسيد، في قاعة سينما الكوليزيه -السادسة مساءً- بينما لاقي عرض فيلم «ميكروفون» للمخرج الشاب أحمد عبدالله، استحسان عدد كبير من ضيوف المهرجان، علي الأخص الجمهور التونسي، والذي ملأ قاعات السينما في العرضين اللذين أقيما للفيلم.. وكذلك الحال لباقي الأفلام المصرية التي تعرض خارج المسابقة الرسمية مثل «خلطة فوزية» إخراج مجدي أحمد علي، و«واحد صفر» إخراج كاملة أبوذكري.

المعروف أن مهرجان قرطاج السينمائي الدولية تأسس عام 1966 علي يد السينمائي التونسي الطارة شريعة الذي يكرمه المهرجان هذا العام، بهدف النهوض بسينما الجنوب في العالم خاصة السينما الأفريقية.

روز اليوسف اليومية في

29/10/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)