حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

مهرجان أبوطبي السينمائي ـ 2010

أبوظبي للثقافة والتراث

الأمريكان يفضحون حكومتهم.. وفيلم كندي يفضح حرب لبنان!

كتب عصام زكريا

في دورته الرابعة التي عقدت من 14 إلي 24 أكتوبر، استطاع مهرجان أبو ظبي السينمائي أن يصنع لنفسه هوية خاصة بعد أن كان خليطا غير متناسق من الهويات المصطنعة.

أولا اسم المهرجان تغير من «الشرق الأوسط» ليحمل اسم المدينة التي يقام فيها، كما هو الحال في الغالبية العظمي من المهرجانات السينمائية.

هذا التغيير يعكس رغبة القائمين علي المهرجان في الاعتزاز بإمارتهم العربية وهو ما يظهر في العديد من أعمال وفعاليات المهرجان. اللغة العربية باتت أكثر استخداما في المهرجان. هناك حرص علي ترجمة معظم الأفلام إلي العربية. الندوات والمناقشات التي تعقب عرض الأفلام باتت تستخدم العربية بشكل أساسي بجانب الإنجليزية. الكتالوج ظهرت منه نسختان، واحدة بالإنجليزية فقط، والثانية بالعربية فقط علي غير عادة الكتالوجات التي تحمل لغة البلد والإنجليزية في نفس الصفحة.

مسابقة «أفلام من الإمارات» التي كانت أول نشاط سينمائي في المدينة توقفت بعد إنشاء المهرجان وانتقال مؤسسها مسعود أمرالله إلي مهرجان دبي، ولكنها عادت هذا العام لتصبح أحد البرامج الرئيسية في مهرجان أبو ظبي، مما زاد من التواجد العربي فيه.

لا أكتب ذلك تأييدا للنزعة المحلية في المهرجانات، فهي آفة نعاني منها في مهرجاناتنا «الدولية»، ولكني أؤيد الاهتمام بالجمهور المحلي باعتباره الهدف الأول من وراء أي نشاط ثقافي، ونتيجة للخطوات التي قام بها مهرجان أبو ظبي نحو اكتساب هوية إماراتية أصبحت المدينة وسكانها أكثر تفاعلا مع المهرجان بعد أن كان يبدو ضيفا غريبا عليهم.. أكثر تفاعلا نسبيا، لأن الأجانب، خاصة الأوروبيين والأمريكيين ومعهم اللبنانيون، لا يزالون يشكلون الجمهور الأعظم لفعاليات وأفلام المهرجان.. وهذا أمر طبيعي في بلد ليس له تاريخ سينمائي ولا ثقافة سينمائية راسخة، ولكن المؤكد أن المهرجان - بجانب مهرجاني دبي والخليج وغيرهما -بدأ في صنع قاعدة جماهيرية محلية معظمها من الشباب الصغار من صناع وهواة الأفلام.

علي مدار عشرة أيام شهدت عروض الأفلام إقبالا جماهيريا ملحوظا. مشهد لا نراه في مهرجاناتنا من القاهرة إلي الإسكندرية مرورا بالإسماعيلية.. ومهما كانت المبررات فهي غير مقبولة، والأمر لا علاقة له بالفقر أو الظروف الاقتصادية لأن مهرجان كالكتا الهندي الذي يقام في أفقر بقاع الأرض يشهد إقبالا جماهيريا لا مثيل له.. كل ما هناك هو أن المسئولين عن أي مهرجان لابد أن يهتموا بالجمهور أكثر من أي شيء آخر.. بينما الجمهور في مصر هو آخر شيء يمكن أن يهتم به المسئولون.

من المؤسف أنني أكرر هذا الكلام كلما قمت بتغطية مهرجان خارج مصر.

لا يخلو مهرجان أبو ظبي من النواقص ، التنظيم غير منظم والأخطاء كثيرة فيما يتعلق بمواعيد وجداول الفعاليات من الأفلام إلي الندوات مرورا بالنشاطات الاحتفالية الليلية.

المطبوعات احتوت علي بعض الأخطاء، والترجمة إلي العربية سواء في الكتالوج أو الحوار علي الأفلام تحتوي علي كثير من الأخطاء.

المسابقات والجوائز كثيرة أكثر من اللازم، وتجلي هذا في الفوضي التي حدثت في حفل الختام، حيث تاه المتابعون بين الأقسام ولجان التحكيم وشهادات التقدير والجوائز الأولي والثانية والثالثة.

لا أقول إن مهرجان أبو ظبي بدون أخطاء، ولكن النجاح الجماهيري والحضور الإعلامي والتأثير الثقافي له أكبر من هذه الأخطاء.

أقارن مثلا بين مدير المهرجان الأمريكي بيتر سكارليت، الذي استقال من إدارة مهرجان «تريبيكا» ليتولي إدارة مهرجان أبو ظبي. الرجل موجود في كل مكان تقريبا، من الكتابة عن بعض الأفلام بنفسه في الكتالوج إلي تقديم الأفلام وصناعها في قاعات العرض مرورا بمتابعة كل كبيرة وصغيرة في المهرجان، وأتذكر رؤساء مهرجان القاهرة بعد رحيل سعد الدين وهبة، الذين لا يظهرون سوي في حفلي الافتتاح والختام كضيوف يرتدون الاسموكنج!

الأكثر أهمية من الافتتاح والختام والجوائز هو الأفلام نفسها.. بمدي جودتها وأفكارها وتأثيرها في تشكيل الوعي والذوق الفني عبر العالم.

من الملحوظات المثيرة فيما يتعلق بالأفلام الروائية المشاركة في المهرجان أن نسبة كبيرة منها أفلام سياسية مباشرة ومستوحاة من قصص وأحداث حقيقية.

في المسابقة هناك أفلام «الحفرة» الصيني و«حرائق» الكندي و«سيرك كولومبيا» البوسني و«شتي يا دني» اللبناني و«كارلوس» الفرنسي الألماني و«ميرال» الذي يحمل جنسيات عديدة ليس من بينها جنسية مخرجه الأمريكي.

خارج المسابقة هناك «لعبة عادلة» الأمريكي بالإضافة إلي عدد كبير من الأفلام الوثائقية ذات التوجه السياسي الواضح.

هل يعكس ذلك اتجاها قويا في السينما العالمية، أم يعكس فقط توجهات القائمين علي اختيار الأفلام المشاركة في المهرجان؟ الإجابتان صحيحتان في اعتقادي.

دعنا نبدأ مع الفيلمين الأمريكيين «لعبة عادلة» و«ميرال».

«لعبة عادلة» - وهي ترجمة غير دقيقة لعنوان الفيلم الذي يعني «لعبة مشروعة» أو «سلوك مشروع» - هو فيلم هوليوودي كبير يضم نخبة من النجوم علي رأسهم ناعومي واتس وشون بين، ويشارك فيه المصري خالد النبوي بدور صغير.

الفيلم عرض في مهرجان «كان» منذ عدة أشهر وأثار جدلا كبيرا في مصر لسبب وحيد هو أن خالد النبوي شارك في فيلم تشارك فيه ممثلة إسرائيلية.. لا تعليق حتي لا أتهم بقلة الأدب!

الفيلم الذي أخرجه دوج ليمان واحد من أهم الأعمال التي صنعت عن احتلال العراق، وهو يروي بشكل شبه توثيقي القصة الحقيقية لعميلة المخابرات الأمريكية فاليري بلايم وزوجها جو ويلسون اللذين تم التشهير بهما وتعريض حياتهما للخطر بسبب كشفهما لادعاءات حكومة جورج بوش بوجود خطر نووي عراقي وتزييف الحقائق عمدا من أجل شن الحرب!

ينتهي الفيلم الجريء والمشوق بفاليري بلايم الحقيقية وهي تدلي بشهادتها التي فضحت بوش ورجاله والتي انتهت بسجن أحدهم بسبب كشفه لهوية فاليري في الصحف انتقاما منها ومن زوجها.

«ميرال» يروي حياة امرأة أكثر شهرة بالنسبة لنا هي مذيعة التليفزيون رولا جبريل التي ظهرت علي قناة «القاهرة والناس» في رمضان قبل الماضي.

رولا فلسطينية الأصل قضت طفولتها وصباها في فلسطين المحتلة قبل أن تهاجر إلي إيطاليا لتصبح إعلامية معروفة.. وحياتها تجربة شاقة ومريرة تعكس معاناة الفلسطينيين منذ إنشاء دولة إسرائيل. وهي سجلت هذه الحياة في كتاب بهدف التعريف بالقضية الفلسطينية في الغرب، والتقط الكتاب المخرج والفنان التشكيلي الكبير جوليان شنابل صاحب فيلم «الفراشة والجرس الغاطس» الذي حصل علي عشرات الجوائز الدولية، والمأخوذ أيضا عن مذكرات حقيقية.

فيلم «ميرال» صدمة للجمهور العربي بسبب الاعترافات الشخصية الشجاعة والمؤلمة التي تكشفها رولا جبريل، وبالنسبة للجمهور الغربي بسبب الوقائع التاريخية والاجتماعية التي يكشفها الفيلم عن الاحتلال الإسرائيلي ولا يريد الغرب أن يراها.

من الأفلام السياسية الأخري فيلم «كارلوس» للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس الذي يروي في ثلاث ساعات، وهناك نسخة أخري في خمس ساعات، حياة واحد من أشهر «الإرهابيين» في التاريخ، الشهير باسم كارلوس، والذي ارتبط اسمه بالقضية الفلسطينية والحركات الشيوعية، حتي تم تسليمه غدرا من قبل بعض «أصدقائه» العرب.

وبمناسبة «كارلوس» يجب أن أشير أيضا إلي جيفارا، الثائر الشيوعي الذي قتل علي يد المخابرات الأمريكية في الستينيات وتحول إلي رمز وأيقونة، وفي السنوات الأخيرة صنعت عشرات الأفلام عنه، حتي لا يكاد يخلو مهرجان عالمي من فيلم منها!

وفي قسم الأفلام الوثائقية لمهرجان أبو ظبي شارك فيلم «تشي.. رجل جديد» للمخرج الأرجنتيني تريستان باور وهو واحد من أكثر الأفلام التي صنعت عن جيفارا طموحا وشمولية واكتمالا، وهو ثمرة 12 عاما من التفتيش عن كل كبيرة وصغيرة في حياة الثائر الكبير.

وعلي عكس الأفلام السابقة التي غلبت التوثيق علي الفن كان هناك أفلام أخري قدمت السياسة في قالب فني رفيع ومتجاوز وعلي رأسها الفيلم الصيني «الحفرة» للمخرج وانج بينج.

يروي «الحفرة» وقائع حقيقية حدثت في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، حيث ضربت المجاعة الصين وكان أكبر المعانين منها المعتقلين السياسيين، في زمن الديكتاتورية الشيوعية، ويصور الفيلم في قالب شبه تسجيلي، بل يكاد يكون استنساخا سينمائيا للواقع، عذابات وموت عشرات السجناء في زنازينهم التي هي عبارة عن عنابر محفورة في الصحراء.

الفيلم مزعج وصادم وبعض مشاهده يمكن أن تؤرقك لليال طويلة بعدها...خاصة إذا شاهدت الفيلم في قصر الإمارات في أبو ظبي، منتهي الرفاهية - المستفزة أحيانا - وهناك أناس تتضور وتحتضر جوعا لدرجة أكل جثث الموتي وقيء الآخرين!

فيلم مزعج، ولكنه إزعاج فني يستحقه أي إنسان يعيش علي هذا الكوكب الظالم.

الفيلم اللبناني «شتي يادني» للمخرج بهيج حجيج يتناول قضية خطف واختفاء العشرات، بل المئات، خلال الحرب الأهلية التي استمرت حوالي خمسة عشر عاما. الفيلم ينتمي إلي نوعية باتت محفوظة في السينما اللبنانية يمكن أن أسميها أفلام الرثاء علي الذات، حيث يتحول الفيلم كله إلي مبكية بطيئة ومملة بدون دراما ولا تشويق ولا تميز فني من أي نوع.. وحتي التعامل مع الموضوع المهم يبدو كنوع من الانتهازية لدي هؤلاء المخرجين.

علي العكس تماما نجد الفيلم الكندي «حرائق» الذي يتناول الحرب الأهلية اللبنانية أيضا، ورغم أن المخرج دينيس فينلوف كندي وليس لبنانيًا إلا أنه يعبر عن مأساة الحرب الأهلية، التي يعتبرها الفيلم نوعا من الزني المحارم وقتل الأب والأخ، في محاكاة فنية بارعة لأسطورة أوديب الذي قتل أباه وتزوج أمه، وذلك في شكل فني ميلودرامي ممتع ومثير بصريا وفكريا.. مع ذلك فقد هاجمه بعض الحاضرين اللبنانيين والفلسطينيين لأن اللهجة اللبنانية لم تكن دقيقة.

بالنسبة للبعض السينما هي مجرد ثرثرة و«هرتلة» لا تتوقف.. مادام أن اللهجة مضبوطة.. ولا تعليق مرة أخري.

صباح الخير المصرية في

02/11/2010

 

يسرا: مهرجانات السينما تساعد الناس في تحقيق أحلامهم

الدوحة- رويترز

سلطت أضواء الشاشة الفضية على العاصمة القطرية، يوم السبت الماضي، في ختام مهرجان ترايبيكا الدوحة السينمائي، حيث حضر المهرجان عدد من كبار نجوم هوليوود، منهم روبرت دينيرو وسلمى حايك، ومعظم نجوم السينما العربية، ومنهم عادل إمام ويسرا التي رأست لجنة التحكيم الدولية في مسابقة المهرجان.

وتحدثت يسرا عن أهمية التبادل الثقافي الذي يحدث خلال المهرجانات السينمائية، ودور تلك الأحداث الفنية في تطوير فن السينما، وقالت: "أتصور أن هذا شيء مهم جدًّا. زائد الصناديق (بالإنجليزية) اللي بتتعمل من خلال هذه المهرجانات علشان (من أجل) يدعموا صناع السينما أو يدعموا صناع السينما الجدد. ده شيء مهم قوي".

كما تحدثت يسرا عن "ثورة فنية مهرجانية" في العالم العربي، مؤكدة أهمية الفرص التي تتيحها المهرجانات لتحقيق أحلام الجيل الجديد من صناع السينما.

وقالت: "عندهم صندوق كبير برضه بيدعموا بيه صناع السينما. فإذن انتم بتحققوا أحلام ناس نفسهم يلاقوا فرصة علشان يحققوا أحلامهم". وأضافت: "تعرفي تدرسي سينما.. تعرفي يعني إيه فن.. يعني إيه تتكلمي مع الطرف الثاني.. يعني إيه تقدمي الفكرة اللي انتي عايزاها. كل دي هي ثورة كبيرة فنية مهرجانية في هذه المنطقة. وده شيء بيساعد صناعة السينما العربية للوصول إلى العالمية".

وأعلنت، يوم السبت الماضي، أسماء الفائزين بجوائز مهرجان ترايبيكا الدوحة السينمائي في دورته الثانية، حيث فاز فيلم (حاوي) للمخرج المصري إبراهيم البطوط بجائزة أفضل فيلم في المهرجان. وحصل فيلم (تيتا ألف مرة) على جائزة أفضل فيلم وثائقي، بينما فاز فيلم (طالب الصف الأول) بجائزة أفضل فيلم روائي.

ومنحت لجنة التحكيم فيلم (خبرني يا طير)، للمخرج السوري سروار زركلي، جائزة أفضل فيلم عربي قصير وجائزة أفضل مخرج للبناني جوزيف فارس عن فيلمه (مرجلة).

وفي فئة أفلام الدقيقة الواحدة فاز فيلما (آيبود مان) أو رجل الآيبود للشاب محمد مالك (13 عاما) و(ماضي جدي في عيوني) لنور أحمد يعقوب.

وتحدث العديد من الضيوف الآخرين عن أهمية مهرجان ترايبيكا الدوحة السينمائي. فقالت الممثلة اللبنانية جوليا قصار: "فيه عندهم خصوصية كثير حلوة. بالترحيب بالضيف.. بالتنظيم.. بخلق الأجواء المناسبة للقاء بين الفنانين.. لو يمكن إذا ما حضرنا فيها بس بنكون عم بنلتقي بمخرجين آخرين وممثلين آخرين وعم بنكون قريبين مع بعض وهذه شغلة حلوة كثير".

بدأ مهرجان ترايبيكا الدوحة العام الماضي، وهو ثمرة تعاون بين مؤسسة ترايبيكا نيويورك ومعهد الفيلم في الدوحة.

واستمر المهرجان 5 أيام بالقرية الثقافية في العاصمة القطرية، حيث عرضت معظم الأفلام المشاركة فيه. كما عرضت بعض أفلام المهرجان أيضا في أماكن أخرى بالدوحة.

الشروق المصرية في

01/11/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)