حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

الظاهرة الدينية فى دراما ٢٠١٠ بين التسييس و«الشخصنة»

اعداد   ريهام جودة

الدين.. تابوه شائك ومثير للجدل، ونقطة جذب لصناع الدراما، بعضهم دخل فى قلبه مباشرة بكل جرأة مثل الكاتب وحيد حامد ليقدم عملاً بالكامل عن جماعة الإخوان المسلمين فى «الجماعة» وممارساتها فى الحياة السياسية متسلحة بالدين، والآخر قدمه على مستوى الشكل من خلال الرموز الإسلامية حجاب أو نقاب أو سبحة وجلباب فقط، إلى جانب تغليف الحوار بالآيات القرآنية والفتاوى،

كما قدمت شخصيات لها بعد دينى واضح فى بعض الأعمال كما فى «الحارة»، وإن ظل التواجد المسيحى على استحياء، يقف عند إبراز الصليب فى شقة الجار المسيحى، كدلالة على هويته الدينية دون ترجمتها فى مشاهد أو أحداث واضحة..

كل هذا والمسلسل الدينى غائب عن الشاشة منذ سنوات قليلة، وكان هذا العام الأكثر وضوحا فى غيابه، لأن الكلام عن الدين جاء متشابكاً وحاضراً فى عدد من الأعمال.. وكل له طريقته وغرضه.. وقد حاولنا رصد وتحليل الحضور الدينى فى الدراما التى عرضت فى رمضان فى السطور التالية.

المصري اليوم في

14/09/2010

 

لأول مرة: شخصيات إسلامية من «لحم ودم» تحب وتخاف.. والتواجد المسيحى ضعيف

كتب   أحمد الجزار - محمد طه

نماذج درامية

على مستوى الشكل يأتى الحجاب والنقاب أبرز الرموز الدينية فى الأعمال الدرامية هذا العام، فالحجاب تقريبا هو القاسم المشترك بين المسلسلات وبطلاتها الرئيسيات أو من هن فى أدوار ثانوية، وإذا كان ظهور كل من حنان ترك وعفاف شعيب وعبلة كامل أمر طبيعى لأنهن فى الأصل محجبات، يأتى ظهور صابرين بالباروكة فى «شيخ العرب همام» لافتا إلى جانب الممثلات الثلاث، بعدما أصبح ارتداء صابرين للباروكة عادة لديها منذ ظهورها بها فى مسلسل «الفنار» قبل عامين، تحاول من خلالها التخلص من محاولات تحجيم الممثلة المحجبة فى أدوار نمطية معدودة، خاصة بعد تعرضها لهجوم حين ارتدت الباروكة لأول مرة فى «الفنار»،

كما تطل حنان ترك بلوك جديد فى «القطة العامية»، وقد بدت أكثر تحررا فى أدائها مما كانت عليه منذ حجابها، حيث اختارت الكوميديا لتؤكد أن الحجاب ليس معناه التزمت والجمود، بل يمكن تحقيق معادلة الحفاظ على الشكل الملتزم والمضمون الترفيهى معا، وفى شخصية محامية تخطئ حيناً وتصيب أحياناً أخرى، فى عمل ليس نموذجا دعويا كالذى اعتادت حنان تقديمه منذ تحجبها، كما فى أعمالها السابقة مثل «ولاد الشوارع».

ويأتى ظهور المحجبات الأربع على الشاشة هذا العام دون أى إثارة للجدل كما كان يحدث مع ظهور المحجبات على الشاشة قبل أربع سنوات، ما يعنى استساغة وقبول الحجاب فى الدراما بشكل كبير.

بخلاف ذلك ينتشر الحجاب بين الممثلات هذا العام فى عدد من الأعمال، ليعكس انتشاره بين المصريات، ورغم عدم الاحتياج الدرامى لارتداء الممثلة له فى أعمال كثيرة، فإنه يأتى انعكاسا لحال المجتمع الذى تحجب فى مظهره دون سلوكيات أفراده، بعدما أصبح موضة أو عادة استشرت فى المجتمع منذ السبعينيات من القرن الماضى، والطريف أن الممثلات يظهرن بالحجاب على اختلاف أنواعه و«لفاته» فى المسلسلات، فالتقليدى مثلا ظهرت به أميرة العايدى فى «بره الدنيا»، وسوسن بدر فى «عايزة أتجوز»، والمودرن تظهر به ريهام أمين – حبيبة محمد فؤاد - فى «أغلى من حياتى»، وتظهر انتصار باللفة المعروفة بـ«الاسبانيش» فى «قصة حب».

الجديد هذا العام هو النقاب، فلأول مرة تظهر بطلة منتقبة فى الدراما التليفزيونية، وتقدم حواراتها ومشاهدها من خلاله، بعد تجارب سابقة تعد على الأصابع لظهور النقاب فى مشاهد قليلة ارتبطت بتقديم نساء أمراء الجماعات الإسلامية فى أعمال تناولت الإرهاب أبرزها «العائلة»، لكن بسمة فى دور «رحمة» المنتقبة التى تقع فى غرام ناظر المدرسة – جمال سليمان – تقدم دورا مختلفا فى تحد شائك قد يفتح جبهة انتقادات لها من قبل المنتقبات فى المجتمع، حيث المنتقبة بطلة لأول مرة، تحب وتتحب، وتنفعل وتخاف، وتتحدث، وتستخدم «الشات» عبر الإنترنت، فهى بشر من لحم ودم، وليس مجرد تابع صامت لأمير الجماعة الإسلامية المتطرفة فى مسلسلات الإرهاب.

النقاب نفسه كان وسيلة لجأت إليها مى عزالدين فى «قضية صفية» للهروب من الشرطة، حيث اتهمت فى جريمة قتل، فتخفت فيه، لكنه يتوقف لديها عند ذلك الحد ويمر مرور الكرام، لكن يرصده الكاتب أحمد عبدالله كوسيلة للتخفى لدى سيدات يلجأن إلى التسول فى المناطق الشعبية، وذلك كما قدمته رانيا يوسف فى «الحارة».

وبعيدا عن الحجاب والنقاب والرموز الشكلية للدين، يأتى تقديم شخصيات واضحة وصريحة لها بعد دينى أمر لافت، فبجانب تقديم عمل كامل عن الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا فى «الجماعة» للكاتب وحيد حامد، يأتى مسلسل «الحارة» على وجه التحديد الأكثر بروزا فى تقديم شخصيات تتمسك بالدين فى تمرير أفكارها المتزمتة، فشخصية «تمام» التى يجسدها صلاح عبدالله لفتت الانتباه منذ الحلقات الأولى، حيث إمام المسجد الصغير (الزاوية) فى الحارة الشعبية، الذى يحرض على التقوقع داخل جنبات الحارة متسلحا بالآيات القرآنية فى تبرير كل ما يريد للمصلين.

وفى إحدى الجمل الحوارية يهاجم «تمام» الفيس بوك وزواره، ويلعنهما، كما يصب لعناته على من يرتادون الإنترنت ويقومون بالشات، أيضا الإعلانات التى يقول عنها: «الإعلان ده فيه الخلطة الشيطانية.. خلطة من الشيطان عاملها عشاننا.. حبة رقص وحبة هزار وحبة غنا، هى دى خلطة الشيطان» وفى وسط أزمة اللحمة: «إنتوا عارفين كيلو اللحمة بقى بكام دلوقت يا إخوانى؟ هما عارفين إننا مش لاقيين اللحمة.. فبيجيبولنا اللحمة، بس مش أى لحمة.. اللحمة الإنسانية والعياذ بالله، الممثلة ولا المطربة من دول متبقاش عارفة تعرى إيه ولا إيه».

واللافت أن «تمام» يخطب فى المصلين وهو مبتسم دون تجهم لخلق مساحة القبول لديهم نحوه، على الرغم من أنه ينهر آل بيته حين ينصرفون فى ملل وفى انشغال أمورهم الدنيوية عن خطبه التى يصر على توجيهها لهم.

على النقيض من شخصية «تمام» يأتى الإسلام المظهرى الذى يستند أصحابه إلى الدين كستار لتغطية أفعالهم أو دعم سلوكياتهم وإكسابها شرعية أمام الأخرين، كالعديد من البشر من شرائح اجتماعية مختلفة، وبرز ذلك الحضور فى أعمال اجتماعية مثل «العار» و«زهرة وأزواجها الخمسة» و«أغلى من حياتى»، ففى «العار» يأتى الحديث عن قضاء الفروض من صلوات بينما يخطط «مختار» – مصطفى شعبان - لصفقة المخدرات،

وتكررت جمل «هاروح أخطف ركعتين» فى الجمل الحوارية بينما يقدم الممثلون مشاهد تعاطى المخدرات، أو حين يبيح «مختار» أى شىء فيربطه بالدين تحت جملة حوارية تكررت كثيرا «وكله بالحلال»، كنوع من الازدواجية التى يحياها الكثيرون، بل التمزق بين الدنيا وشهواتها والدين ومحاولة التشبث به لتخفيف الذنوب التى ترتكب من اتباع تلك الشهوات، إضافة إلى تقديم فتاوى للمتفرج تناقض ما حسمه مفتى الجمهورية وشيخ الأزهر من قبل، وأبرزها فتاوى القروض وفوائد البنوك، التى أباحها بعض الشيوخ، وورد الحديث عنها بالمسلسل وتحريمها على لسان أحد الأبطال، ما أدى إلى بلبلة المتفرجين.

وفى «زهرة وأزواجها الخمسة» تأتى شخصية الحاج الثرى فرج أبوالسعود نموذجا صارخا للتمسك بالإسلام فى المظهر والشعارات فقط، فرجل الأعمال الملتحى لا هم له سوى مطاردة النساء والتذرع بالزواج منهن بجملة «على سنة الله ورسوله».

اللافت فى الدراما الرمضانية هذا العام أن الحضور الدينى ليس مقصورا على الرموز والدلالات الإسلامية فقط، بل التواجد المسيحى له نسبته، وإن كانت ضئيلة، وتأتى فى الإطار التقليدى والنمطى لما اعتادته الأعمال التليفزيونية حيث الجار المسيحى الذى يرتبط بعلاقة ود وصداقة مع الجار المسلم، وهو النموذج الذى قدم فى أعمال درامية سابقة مثل «أوان الورد»، ويتمثل هذا النموذج فى مسلسل «الحارة»، حيث الأم المسيحية الملتاعة التى تقدمها سلوى محمد على، بعدما هجرها ابنها الوحيد عادل ليستقر فى أمريكا، تاركا لها فقط صورة علقت على الحائط، تتطلع إليها من آن لآخر، وقد وضعت عليها صليبا لحفظه، ولا نرى فى «الحارة» أى مشاهد أو رموز أخرى بخلاف الصليب تعكس الهوية الدينية لتلك الأم وزوجها.

قضايا شائكة: كثير من التطرف.. قليل من الوسطية

حاول صُنَّاع الدراما أن يقتربوا كثيرا من الواقع هذا العام، لدرجة الالتصاق معه، وكان صعبا فصل الدين عن ذلك الواقع الذى نعيشه، أو تقديم دراما خالية من مفرداته ورموزه، فقدم كل عمل ملمحا دينيا أو ظهرت خلاله محجبة أو منتقبة، كما غلف الحوار فى بعض تلك الأعمال بالكلام عن الحرام والحلال والكثير من القيم والقضايا الدينية، التى التف بعض صُنّاع الدراما حولها، والآخر دخل فى صميمها مباشرة، لنجد أعمالاً تتناول التطرف الدينى والإسلام السياسى والوسطية، وتقدم رؤى ومعالجة ناضجة إلى حد كبير.

د.مدحت العدل، مؤلف «قصة حب»، أكد أن الحضور الدينى يطغى فى الدراما هذا العام كانعكاس للمجتمع ومحاولة لتقديم الواقع كما هو، وقال: كلما دخلت جامعة للحديث فيها عن أعمالى أو فى أى ناد أو مول، وجدت أكثر من نصف الحاضرات محجبات أو منتقبات، وبالتالى يجب حين نريد تقديم المجتمع أن نقدمه كما هو موجود، ونقدم أكثر من نصفه كما هن فى ملابسهن وتدينهن، وليس بالشكل النمطى الذى كانت تقدمه الدراما، حيث تظهر المنتقبة متعصبة ودعوية، والملتحى متشدداً، بل نقدم الناس بحقيقتهم وكما هم فى الواقع.

أضاف العدل: قدمت البطلة «رحمة» (بسمة ) منتقبة لأن النقاب هو الشكل المتطرف للزى من وجهة نظرى، والذى يفرز مادة خصبة فى الدراما فى حال التقاء الشخصية مع شخصية أخرى وسطية يمثلها الناظر «يس» (جمال سليمان)، فهو الأنسب لتفجير الصراعات داخل الأحداث، وعلى لسان شخصية «يس» قلت رأيى فى النقاب فحين يتحدث عن «رحمة» يقول: «هى حرة تلبس اللى هى عايزاه»، وفى الوقت نفسه لم أقدمه كنوع من فرض الوصاية والهيمنة، لأنه لا ينبغى أن يتكلم أحد فى الدين أو يُكفّر الآخر لمجرد أنه يرتدى زيا دينيا،

وتلك كانت نقطة جوهرية فى موضوع المسلسل، لأننا تربينا على تقبل الآخر ووجهات نظره مهما اختلفنا معها، فما الذى جد الآن، ونحن داخل وطن لو لم نتعايش فسنتحول إلى مسلمين ومسيحيين ولبنان آخر، كما أن النقاب أجمل كشكل بصرى، حين يحب «يس» امرأة لا يرى سوى عينيها، وبالتالى سيبحث عن عقلها وجوهرها بغض النظر عن الشكل، وذلك هو الأهم.

أحمد أبو زيد، مؤلف مسلسل «العار»، قال: العمل تناول المال الحرام وما يسفر عنه، ولو لم نتكلم فى الحلال والحرام، حنتكلم فى إيه؟ خاصة إن لسه فيه ناس مش عارفة وبتخلط بين الاتنين، أما مفردات الحوار مثل جملة «حاخطف ركعتين» فمنتشرة بين الناس، وموجودة فى الواقع، ولم آت بها من عندى، كما أن «مختار» مثلا تزوج عرفيا من البنت المغربية، وقال «كله بالحلال»، وهذا يحدث فى الواقع فعلا، وأعرف ناس بتمشى بدفاتر الجواز العرفى أينما ذهبت، وإذا كان الجمهور مش عارف كده، من حقه علينا نعرفه، كما أننى لا أفرض وجهة نظرى فى المسلسل، بل أقدمها فقط.

النقاب: رمز للتشدد وعادة بدوية ووسيلة تسول

تعرضت بعض الأعمال هذا العام وبكثرة لأول مرة للنقاب كزى إسلامى يعكس الالتزام والتشدد، وظهر النقاب فى معظم الأعمال كعادة مرفوضة من صناع هذه الأعمال بسبب الشكل الذى ظهر عليه حيث وصفه الكاتب وحيد حامد فى «الجماعة» بأنه عادة قبلية وبدوية وليس له علاقة بالدين، بينما استخدمه مدحت العدل فى «قصة حب» كرمز للتشدد الدينى الذى نشأت عليه بطلة العمل «رحمة» –بسمة - أما السيناريست أحمد عبدالله فقدمه فى «الحارة» باعتباره وسيلة للشحاذة تتخفى خلاله النساء فى الحارات الشعبية، وفى «قضية صفية» استخدمه السيناريست أيمن سلامة كوسيلة للتستر والهروب من جريمة القتل التى وقعت فيها البطلة، ورغم الأزمة التى أثيرت قبل أشهر حول النقاب وارتدائه فى الجامعة، وأثارت جدلا كبيرا، فلم يخش صناع الدراما دخول حقل الألغام، بل تناولوا النقاب وظهر فى أعمالهم بكل جرأة وكل له موقفه منه.

فى «الجماعة» ارتدت منة شلبى النقاب وأيضا رحاب الجمل التى قدمت دور خادمة منزل وكيل النيابة - حسن الرداد- والذى طردها بعد أن شاهدها بهذا الزى وطلب منها خلعه فورا، كما وصفته يسرا اللوزى فى إحدى حواراتها مع وكيل النيابة بأنه عادة قبلية وبدوية ليس له علاقة بالدين، ويعلق السيناريست وحيد حامد على ذلك: النقاب ليس من الإسلام وهذا رأى العديد من علماء الدين الأفاضل، كما رفضه شيخ الأزهر السابق رحمه الله أيضا بشدة، ولكن الدجالين وشيوخ الفضائيات سبب انتشاره لأنهم يريدون بدعة فى الدين.

أضاف وحيد: ليس لدى اعتراض فى ارتداء النقاب لأنه حرية شخصية ولكن على من ترتديه أن تقول إنها مبسوطة أو مرتاحة دون إقحام الدين فى ذلك، لأنه ليس دينى ومن حقى الاعترض، وبصراحة أرى أن النقاب به «فضيحة» لأنه زى من أصل يهودى، وكانت المرأة اليهودية تضعه على وجهها، كما أن الرجال والنساء فى المناطق الصحراوية يضطرون لارتدائه بسبب الأتربة والعواصف الموجودة هناك لذلك فهو عادة أيضا قبلية.

وأشار وحيد إلى أن النقاب لا يحمى من التحرش لأن المجتمع متدين بالفطرة والشرف لديه غال، وقال: «لا أعتقد أن الفتاة عندما تلف نفسها بـ٧٠ متر قماش ستحمى نفسها من التحرش».

فى «الحارة» ارتدت رانيا يوسف النقاب كوسيلة للشحاذة فى إشارات المرور كى توفر قوت يومها لها ولأولادها، وتخلعه عندما تعود إلى المنطقة التى تعيش فيها، وهو ما أكد السيناريست أحمد عبدالله بأنه واقعى وقال: كثير من السيدات فى الأحياء الشعبية يستخدمن النقاب كوسيلة للشحاذة خارج منطقتهم، وقد اضطررن لإخفاء ملامحهن عن المارة، لكن النقاب أصبح وسيلة سهلة للمجرمين للتستر به، وهنا تكمن خطورته، ولابد أن تلقى الأعمال الفنية الضوء على مثل هذه الظواهر، لأنها تمثل فى الوقت نفسه رسائل تحذيرية للمجتمع.

المصري اليوم في

14/09/2010

 

سلط الضوء على الفساد الأخلاقي والتطرف الديني

مصطـفى الخـاني: لم أسيء للدين وأفضل الزواج من خارج الوسط الفني

دبي- عبادة إبراهيم 

لم يكتف الفنان السوري مصطفى الخاني بأداء شخصية «النمس» في مسلسل باب الحارة والتي أحدثت علامة فارقة في مسيرته المهنية، ليفاجئنا من خلال مسلسل «ما ملكت أيمانكم» بتجسيد دور «توفيق» الإرهابي المتستر بثوب رجل الدين، وذلك من أجل توعية الشباب الذين يتم استغلالهم باسم الدين، وتسليط الضوء على التطرف الديني والأخلاقي.

يرى أن المستفيد في المقام الأول من كثرة الأعمال الدرامية بشهر رمضان هما المعلن وصاحب المحطة الفضائية. حيث تحولت المسلسلات إلى تجارة وليست فناً خالصاً، خاصة مع كثرة عدد الفضائيات ليتحول شهر رمضان لموسم بيع وشراء للأعمال والإعلانات. «الحواس الخمس» التقاه في دبي ليهنئه على نجاح أدواره وليطلعنا على أهم مشاريعه في الفترة المقبلة.

·     لم تكتف هذا العام بالظهور في دور النمس بمسلسل «باب الحارة»، بل جسدت دور الإرهابي في مسلسل «ما ملكت أيمانكم».. كيف قمت بالتحضير لهذه الأدوار؟

شخصية النمس هي إمتداد للجزء السابق من مسلسل «باب الحارة» يوجد بها هامش من الإرتجال والكوميديا فهي شخصية تحمل جانباً كبيراً من الغموض، والطرافة والتناقضات في الكاراكتير... إضافةً إلى الأغاني والعبارات التي يردّدها، وأسلوبه في التحية والنطق. أما دور توفيق فقد كان الأمر مختلفاً تماماً، حيث انني حرصت على الإطلاع على المراجع الدينية والإلتقاء ببعض رجال الدين والتعمق أكثر في الشخصية لأنها جريئة وتلقي الضوء على شريحة موجودة في مجتمعنا.

·         ما أسباب المشكلة الدينية التي أثارها مسلسل «ما ملكت أيمانكم»؟

المشكلة بدأت حينما قام أحد رجال الدين بعد مشاهدته لحلقة أو اثنين من المسلسل بإصدار بيان ضد العمل وطالب بإيقافه، لأنه يسيء للدين على حد اعتباره. وأعتقد أن هذا التصرف غير منطقي لأنه إذا انتظر وتابع بقية الحلقات لاكتشف ان العمل يتكلم عن نوعين من التطرف هما التطرف الديني والتطرف في الفساد الأخلاقي ويدين هذين النوعين من التطرف، بالإضافة لتوعية الشباب الذين يتم استغلالهم باسم الدين. وشخصية توفيق التي قدمتها ما هي إلا تسليط للضوء عن إرهابي متستر بثوب رجل الدين إلى جانب وجود أربعة رجال دين أخيار في المسلسل.

·         لماذا لم يتم شـــراؤه ســوى من قناة المستـــقبل والقناة الســـورية فقط؟

كان هناك تخوف لدى بعض القنوات الفضائية من شراء العمل بسبب حساسية وجرأة المواضيع التي تم طرحها، إلا أنه أثبت نجاحاً كبيراً بعد عرضه والدليل على ذلك أن هناك أكثر من محطة فضائية سارعت إلى شرائه.

·         المشاهد العربي عاطفي وسريع التأثر، ألم تخشى أن يهاجمك بسبب دور توفيق؟

أعتقد أن المشاهد العربي أصبح واعياً تماماً بأن الفنان يجب ان يجسد مختلف الأدوار، المهم أن يؤديها باقتدار، والحمدالله هذا العام قمت بتجسيد دور «النمس» الشخصية الكوميدية والغامضة التي أحبها المشاهدين بجانب شخصية توفيق الإرهابي.

·         ما قصة الخلاف بينك وبين المخرج في باب الحارة وهل صحيح ما تردد في بعض الأوساط حول استبعادك من العمل في منتصفه؟

أفضل عدم الحديث عن الموضوع، وذلك لأن الخلاف برمته كان مهنياً لا أكثر مع المخرج مؤمن الملا، فأنا لا أنكر فضل باب الحارة عليّ وعلى مسيرتي المهنية.

·         النجومية التي حققها لك باب الحارة هل هي حقنة مؤقته أم أنك مستمر بالمحافظة عليها؟

الحفاظ على القمة أصعب من الوصول إليها، وبعد النجاح الكبير الذي حققته في مسلسل باب الحارة حاولت قدر الإمكان ان أكون حريصاً في اختياراتي القادمة، وعلى الرغم من العروض الكثيرة التي جاءتني فضلت تجسيد دور توفيق في مسلسل «ما ملكت أيمانكم» والحمدلله وفقت في ذلك، واعتقد أنني في المرحلة القادمة سأكون أكثر حرصاً. فالنجاح يزيد من مسؤولياتي. علمنا انك ستكون النجم التجاري لعلامة تجارية سعودية في الفترة المقبلة. مازلنا في مرحلة التفاوض حتى الآن، لذلك أفضل عدم الحديث عن الموضوع لحين يتم اتخاذ خطوات جدية.

·         بعض النقاد أكدوا أن المستفيد الوحيد من وراء كثرة الأعمال الدرامية في شهر رمضان هو الفنان فقط... فما تعليقك؟

أعتقد أن المستفيد في المقام الأول هما المعلن وصاحب المحطة الفضائية. للأسف لقد أصبحت المسلسلات تجارة وليست فناً خالصاً خاصة مع كثرة عدد الفضائيات ليتحول شهر رمضان لموسم بيع وشراء للأعمال والإعلانات. فالفنان من وجهة نظري هو المظلوم الأول وليس المستفيد، وذلك لأن هناك بعض الأعمال التي يسلط عليها الضوء وأخرى تهمل، وذلك نظراً لكثرة الأعمال الدرامية، فالمشاهد لن يستطيع متابعة أكثر من 5 أعمال.

·         أيهما تفضل العمل بالتلفزيون أم المسرح؟

لكل منهما متعة لا أجدها بالآخر، فالمسرح له متعه خاصة في التواصل مع الجمهور وقدرة على إفراز الممثل الجيد عن السيئ، أما في التلفزيون فتوجد لعبة التكنيك ولعبة التعامل مع الكاميرا ومع مفردات الشخصية التلفزيونية، ومميزات التلفزيون الشهرة والنجومية والمال، فالعمل المميز والجيد هو الذي يجذبني في نهاية الأمر سواء كان تلفزيونياً أو مسرحياً.

·         بعض النجوم يرفضون الزواج من الوسط الفني.. ماذا عن مصطفى الخاني؟

حتى الآن لم ألتق بمن تخطف قلب مصطفى خاني، وليس لدي اعتراض أن أتزوج بفنانة ولكني أفضل الزواج من خارج الوسط الفني، وذلك لأن عملي يجعلني أسافر وأغيب عن المنزل كثيراً، وأفضل أن تكون زوجتي قريبة من أولادي. فالدفء والترابط الأسري والاستقرار هو ما أبحث عنه.

·     أنت معروف بمشاركاتك في النشاطات الإنسانية، ما هي آخر هذه النشاطات، ومارأيك في مساهمات الفنان العربي مقارنة بالفنان الغربي؟

العمل التطوعي جزء من حياة الإنسان سواء كان فناناً أو شخصاً عادياً، وآخر مشاركاتي كانت بحملة المحافظة على البيئة مع الفنان دريد لحام، وباسم ياخور، والعديد من الفنانين، أيضاً زيارتي لمعسكر أطفال السكري وهذه النشاطات كنت أقوم بها قبل أن أكون فناناً، فأنا منذ وجودي بالمعهد كنت آخذ طلابي ونذهب إلى المؤسسات الإنسانية والفعاليات الخيرية، وأنا حريص دوماً لدعم وزيارة الجمعيات الإنسانية خاصة، منظمة sos، أطفال السكري، أطفال السرطان، جمعية النور والزهور وجمعية قوس قزح.

وأعتقد أن الفنان العربي له مساهمات كبيرة في هذا المجال ولكن في الدول الغربية الإعلام يسلط الضوء بصورة أكبر على مجهودات النجوم، بالإضافة لأن المجتمعات الغربية تتكاتف جميعها للمشاركة في هذه النشاطات.

·         ما هي مشاريعك الحالية؟

أقرأ نصاً تلفزيونياً، وتلقيت عرضاً من إدارة الجامعة الأميركية في بيروت للتدريس لديهم للعام الدراسي القادم، وذلك بعد ورشات العمل والمحاضرات التي قدمتها عندهم وتركت إنطباعاً جيداً لدى الطلاب والادارة فإن كان لدي وقت سأكون سعيداً بالانضمام لكادرهم التدريسي.

البيان الإماراتية في

14/09/2010

 

غياب الإشكاليين وسيطرة الشباب على المشهد الدرامي في سوريا

دمشق - ماهر منصور 

ستة من كتاب السيناريو الأهم في الدراما السورية تغيب أسماؤهم عن تترات الإنتاج الدرامي السوري هذا العام.. فلا نجد بينها مسلسلات للكاتبين فادي قوشقجي وفؤاد حميرة والثنائي حسن سامي يوسف ونجيب نصير، إضافة إلى الكاتب هاني السعدي والكاتبة أمل حنا.

غياب الكتاب الستة لا يعني بالضرورة غياب النص الجيد في دراما هذا العام، ولكنه يعني بشكل من الأشكال حصيلة أقل في النصوص الدرامية الإشكالية، وعدداً أقل في تلك التي تقارب الرواية التلفزيونية، إذا ما قيس الأمر بما قدمه هؤلاء الكتاب في السنوات السابقة.. ففي العامين الأخيرين قدم الكاتب قوشقجي مسلسلي «ليس سراباً» و«عن الخوف والعزلة» والعملان طرحا كثيراً من القضايا المجتمعية الإشكالية من زواج الأديان وجرائم الشرف والفساد الأخلاقي والمادي وحالات عن التطرف المجتمعي، فيما ارتبط اسم الكاتب فؤاد حميرة بعدد من النصوص الإشكالية الجريئة.

ولاسيما نصوصه «غزلان في غابة الذئاب»، «ممرات ضيقة» و«شتاء ساخن» فضلاً عن تقديمه في ثلاثية «الحصرم الشامي» رؤية مشاكسة وموثقة عن البيئة الشامية تعاكس كثيراً من الصورة التي كرستها موجة مسلسلات البيئة الشامية.. وإلى جانب الاثنين يعد الثنائي حسن سامي يوسف ونجيب نصير ماركة مسجلة في النصوص الدرامية الجيدة، والثنائي كان قد قدم العام الفائت مسلسل «زمن العار»، فيما ارتبط باسمه مجموعة من المسلسلات الجماهيرية أشهرها على الإطلاق مسلسل «الانتظار»..

أما الكاتبة أمل حنا فقد قدمت العام الفائت مسلسل «قلبي معكم» وفي منجزها الفني العديد من المسلسلات المهمة أهمها مسلسل «أحلام كبيرة»، ويبرز اسم الكاتب هاني السعدي كواحد من أهم الأسماء الدرامية التي تشكل المزاج الدرامي السوري، فاسمه ارتبط بمسلسلات الفنتازيا التاريخية (الجوارح، الكواسر، الموت القادم من الشرق..)، وعاد ارتباط اسمه بعدد من المسلسلات التي عنت بمواضيع تربوية كالإيدز والمخدرات وسواها (حاجز الصمت..)، فضلاً عن عمله الأخير (سفر الحجارة) الذي قارب فيه أحداث الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

لا يمكن الحديث عن سبب واحد بعينه لغياب الكتاب الستة.. وإن كان يمكن أن نشير إلى أن غياب جزء كبير منهم يعود لبرمجة أعمالهم في إنتاج السنوات السابقة، كما هو الحال مع الكتاب فؤاد حميرة وفادي قوشقجي وأمل حنا، وهذه الأخيرة أعلن المخرج المثنى صبح مؤخراً عن بدئه بالتحضيرات لإنجاز مسلسلها الجديد «جلسات نسائية» بعد شهر رمضان المبارك، فيما علم «الحواس الخمس» أن للكاتبين حميرة وقوشجقي نصوصا تملكتها شركة إنتاج سورية ومن المتوقع أن تنفذ العام القادم.

الثنائي حسن سامي يوسف ونجيب نصير معروف عنهما أنهما ينجزان كل عامين نصاً تلفزيونياً واحداً.. وبالتالي يبدو غيابهما هذا العام طبيعياً على اعتبار أنهما قدما العام الفائت نص «زمن العار» وتشير مصادر «الحواس الخمسة» أن العام القادم ربما يتم تنفيذ نص تلفزيوني ولكن هذه المرة للكاتب حسن سامي يوسف منفرداً، دون أن نعلم أن كان ثمة نص ثان بتوقيع الثنائي (نصير وحسن) سيدرج في إنتاج العام القادم.

عودة ريم حنا

الكاتبة ريم حنا تعود هذا العام إلى واجهة كتاب الدراما من خلال مسلسلها «ذاكرة الجسد» بعد غياب دام ثلاثة أعوام، كتبت قبلها نصها التلفزيوني الشهير «رسائل الحب والحرب». في الموسم الدرامي الحالي يسيطر كتاب النصوص التلفزيوينة الشباب على المشهد الدرامي السوري بشكل عام، فتقدم الكاتبة الشابة يم مشهدي نصها الثالث «تخت شرقي» بينما تقدم الكاتبة رانية البيطار مسلسل «الصندوق الأسود» وينجز الكاتب هوزان عكو نص مسلسل «أسعد الوراق».

ويحيك السيناريست عدنان عودة قصة مسلسله «أبواب الغيم» عن خيالات وأشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بينما يقوم الكاتب الشاب غسان زكريا بإدارة ورشة كتاب معظمهم من الشباب لإنجاز مسلسله «بعد السقوط» ويشارك الكاتب رازي وردة الفنان سامر المصري في كتابة مسلسل «أبو جانتي»، فضلاً عن قيام مجموعة كبيرة من الكتاب الشباب بتوقيع نصوص لوحات مسلسل «بقعة ضوء».

البيان الإماراتية في

14/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)