حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

طارق الشناوي يكتب:

الذين أسعدونا والذين أتعسونا

الجرعة الرمضانية التي واجهنا بها التليفزيون بحلوها ومرها وفي قول آخر بمرها ومرها سواء في المسلسلات أو البرامج أكثر من قدرتنا علي الاحتمال ولهذا صرنا نترقب قدوم شهر شوال باعتباره سفينة الإنقاذ الوحيدة من طوفان «الفقي» و«الشيخ». أخذ التليفزيون تقريباً كل وقتي والريموت كنترول كان هو سلاحي في الانتقال السحري بين كل القنوات ولا يستطيع أحد أن يدعي بقدرته علي الإلمام بتفصيلي لكل ما عرض.. هذا يتجاوز إمكانياتنا البشرية إلا أن هناك ولا شك ومضات من الممكن أن نتحدث عنها ونحن نغلق ملف رمضان ونستجير بشوال ومن بين العشرات من البرامج التي تراوحت بين التشنيع والتجريح والتهريج استوقفتني المذيعة «اللهلوبة» صاحبة الوجه المريح والأداء الخاص «ريم ماجد»، حيث إنها تضع مسحة تمثيلية مقننة بهامش لا تتجاوزه أبداً تستطيع ضبط الجرعة المطلوبة وذلك في برنامجها «كان ياما كان» علي قناة «ONTV» تروي «ريم ماجد» بأسلوبها من المجلات والجرائد القديمة أخباراً عما كان يجري في بلدنا في الزمن القديم.. نغمة هادئة قدمتها «ريم» وسط الصخب والضجيج لا أدري هل نستطيع أن نتوقف أمام الهمس في زمن الصراخ الفكري نعم لقد سبق تقديم هذه الفكرة عشرات المرات ولكنها المرة الأولي التي أشعر فيها بمتعة حقيقية وأنا أستمتع بحكايات من زمن فات.. كنت أشاهد بالتأكيد البرامج الأخري سريعاً من محطة إلي أخري ومن بينها مثلاً «مقالب انتصار» وكنت أتعجب هل يصدق المشاهدون هذا الفنان عندما يشارك في لعبة لأن عليه أن يقنع الجمهور بأنه لا يعرف أنها لعبة.. لقد تكررت كثيراً مثل هذه البرامج وأشهرها «حيلهم بينهم» الذي شاهدنا جزءاً جديداً منه أيضاً هذا العام ولهذا فلا عذر لأي فنان إذا تصور أنه سوف يقنع الجمهور بأنه يلعب دور الساذج سيصبح في هذه الحالة هو الساذج ولم تكن فقط «انتصار» هي الفاجعة الوحيدة في هذا الشهر الكريم ولكن عشرات من الفواجع امتلأ بها رمضان.

> > >

المنوعات تعتبر في التليفزيون مثل الأطباق الفاتحة للشهية تسبق الطبق الرئيسي الرمضاني وهو بالطبع الدراما التي أراها هذا العام وهي تشكل نقطة فارقة في الاختيار علي مستوي الصياغة والكتابة الدرامية، يحتل هذا الموقع كل من أحمد عبدالله «الحارة»، بلال فضل «أهل كايرو»..وهما أيضاً أفضل مسلسلان في الدورة الرمضانية وقدم لنا «أحمد عبدالله» مع المخرج «سامح عبدالعزيز» بانوراما للحارة المصرية بكل شخوصها وقضاياها وبرع في تقديم الشخصية المسيحية التي أدتها «سلوي محمد علي» بحالة من الحميمة والصدق دون أوراق السوليفان التي تعودنا عليها.. انتقل الكاتب من شخصية إلي أخري بقدر من النعومة والسلاسة ليقدم لنا مسلسلاً نري فيه أنفسنا.. بينما علي الجانب الآخر لهثت وراء «بلال فضل» مع المخرج «محمد علي» في «أهل كايرو» يتحركان في زمن محدود ببراعة أتحدث عن ساعات الفرح وكيف أحالها الكاتب إلي عدد من الحلقات تبدو وكأننا نري فيها علي الموائد مصر بكل أطيافها الاقتصادية والسياسية كما قدم ببراعة درامية أيضاً الساعات التي أعقبت اكتشاف جريمة القتل.. أول مرة يقنعني «بلال فضل» أنه كاتب درامي موهوب أفلامه السينمائية تقع في إطار المحاولات قد يختلف المستوي من فيلم إلي آخر ولكني لم أر ولا مرة ومضة الموهبة تعلن عن نفسها إلا في هذا المسلسل.. هذه المرة كان يبدو وكأنه أحال كل خبرة السنين والمخزون في الحياة وكواليس الصحافة التي يعرف عنها الكثير بحكم الممارسة ليتجسد أمامنا هذا المسلسل المغاير لما دأبت عليه الشاشة الصغيرة طوال تاريخها..

الإخراج في رمضان يستحق أن يتقاسمه اثنان محمد ياسين «الجماعة» وسامح عبدالعزيز «الحارة» التي كانت بمثابة زاوية رؤية في الحارة التي يعيشها هذا الزمن.. سيطر «سامح» بألق خاص علي مفردات الصورة وشاهدت في كل الفنانين أمام الكاميرا أن لدي كل منهم زاوية إبداع مختلفة لم ألمحها من قبل وهذا بالطبع يعود إلي امتلاك المخرج سلاحًا لا يشق له غبار وهو فن قيادة الممثل، وهكذا تألق الجميع أمام الكاميرا وكان يبدو بعضهم وكأننا نشاهدهم لأول مرة.. أما المخرج «محمد ياسين» في مسلسل «الجماعة» فإنه قدم لنا رؤية درامية نفتقدها كثيراً في الدراما التليفزيونية تلمحها دائماً دائماً وتكوين تشكيلي ينسج من خلاله الموقف الذي يريد توصيله وهكذا يتقاسم هو و«سامح» الأفضل كمخرجين..

أفضل ممثل أيضاً تظل من نصيب «إياد نصار» «الجماعة» وخالد الصاوي «أهل كايرو».. كان «إياد» بالتأكيد هو مفاجأة هذا العام.. لم يكن «إياد» هو الاختيار الأول ولكنه وهي تغليف هذه الشخصية الاختيار الصائب ومع الطفل الذي لعب دوره حتي مرحلة المراهقة أحمد المالك كان هذا هو الدور الذي سيدفعه خطوات للدراما المصرية.. «خالد الصاوي» هو أكثر الفنانين قدرة علي أن يضع رتوش موحية علي الشخصية الدرامية التي يؤديها بذكاء وخفة ظل.. تتنازعه كل هذه المتغيرات رغبة صادقة في إقرار العدالة أيضاً يقينه بأننا نعيش في مجتمع لن يسمح بأن تسود العدالة هو أيضاً في نفس الوقت يريد أن يحمي موقعه الوظيفي كل هذه المتناقضات مزجها بأستاذية «خالد الصاوي». أما أفضل ممثلة فإنها صاحبة دور استثنائي في هذا العام وهي «نيللي كريم» البطولة جماعية في مسلسل «الحارة» وأغلب النجوم شاهدتهم في حالة ألق ولكن الخطوة التي قدمتها «نيللي كريم» في دور «مني» وضعتها في المركز الأول!!

في الموسيقي التصويرية يأتي منفرداً علي القمة «عمر خيرت» في مسلسل «الجماعة» هو الأول في التعبير الموحي بالموسيقي، أما التتر الغنائي فإنه «أهل كايرو» وللثلاثة الكاتب «أيمن بهجت قمر» والملحن «وليد سعد» والمطرب «حسين الجسمي».. الممثلون الآخرون الذين قدموا أدواراً يستحقون عليها تقديرًا خاصًا في أداء الدور الثاني «رانيا يوسف» و«كارولين خليل» في «أهل كايرو».. «صابرين» في «شيخ العرب همام».. أفضل ممثل مساعد محمد الصاوي «الحارة» أفضل ممثلة صاعدة غادة جريشة «الحارة».. فنانون كبار قدموا أدواراً بها ألق خاص كريمة مختار في مسلسلي «الحارة» و«زهرة وأزواجها الخمسة».. سوسن بدر وسلوي محمد علي «الحارة».. «عمر الحريري» دوره الذي لا ينسي «الشيخ يوسف» في «شيخ العرب همام» أعجبني المطرب الشعبي «طارق الشيخ» في أدائه لتتر «الحارة» إنه يذكرني بزمن الأصوات الشعبية والتي كان آخرها «أحمد عدوية» بينما الآخرون لا يقدمون شيئاً سوي الفجاجة مثل عبد الباسط حموده في تتر «ماما في القسم ».

> > >

هذه هي الأسماء التي تألقت رمضانياً ولكن ليست هي كل من أريد تناوله.. تظل مكانة «يحيي الفخراني» كفن أداء حالة بعيدة تماماً عن المقارنات تجاوز حتي وجوده كممثل وصار طقساً رمضانياً.. مسلسلات «الفخراني» هي «الفخراني» صحيح هناك إضافة للدراما الصعيدية علي مستوي الصياغة للكاتب «عبدالرحيم كمال» والإخراج «حسني صالح» المسلسل ينازعه خطان اجتماعي وسياسي.. الخط الاجتماعي كان هو الأكثر شعبية وحميمية بينما الصراع مع المماليك رغم أهميته السياسية والفكرية ظل في الخلفية، ومن الواضح أن الكاتب والمخرج أدركا ذلك ولهذا كانا بين الحين والآخر ينقلان الصراع إلي بيت «همام» لكي نري تلك المشاغبات للاستحواذ عليه بين زوجتيه «صابرين» و«ريهام عبدالغفور»!!

«الفخراني» هو الوحيد بين كل النجوم والنجمات الذي يتمتع فقط بهذا الاستثناء وهو أن يكتب له العمل الفني لأنه الوحيد الذي تحول إلي ملهم للكاتب وبعد ذلك يضيف الكثير من اللمحات للشخصية لأنك إن نزعت شخصية «الفخراني» عن أي عمل فني شارك فيه مهما كان هناك جهد مبذول وأدوار أخري تتألق بجواره فلن تجد شيئاً وهو ما ينطبق علي «شيخ العرب همام» فإن العمل الفني يفقد الكثير لو لم يكن هناك «يحيي الفخراني».

> > >

تغيرت دنيا الدراما تماماً ولم تعد الكتابة للنجم أو النجمة هي الرهان الصائب والحقيقي نجومنا لا يزالون يعتقدون أن الاختيار الدرامي الصحيح أن يكتب لهم مثل جيل «يسرا» و«ليلي» و«إلهام»، ثم الجيل التالي مثل «شريف منير» وهو رهان فقد الكثير من جاذبيته أشك كثيراً في قدرته علي الصمود في السنوات المقبلة.. آخر نجمة تلعب بتلك الورقة هي «غادة عبدالرازق» وهي حريصة علي أن تصدر للجمهور نموذج الأنثي الصارخة الجمال وهكذا انتقلت من «الباطنية» إلي «زهرة» ورمضان المقبل تستعد لـ «سمارة»، والأمر أراه خطيرًا بالنسبة لها لو اعتقدت فقط أن هذه هي أسلحتها الرمضانية مهما حققت من نجاح شعبي لأنه من الممكن أن تظهر أنثي أحلي منها.. «غادة» ممثلة موهوبة ولديها مساحات في الإبداع كفن أداء هذا هو رأسمالها الحقيقي أتمني أن تدرك ذلك !!

> > >

تعودنا في رمضان أنه مجال لانطلاق أسماء جديدة تشتغل فنياً.. النجوم الذين راهنوا عليهم بقوة هذه الدورة الرمضانية «محمد عادل إمام» لو قرأت كل ما نشر قبل بداية رمضان الكل يؤكد أنه نجم قادم حتي إن شركة الإنتاج ضربت عرض الحائط بكل الحقائق المعروفة والمعلنة وقالت إنها المرة الأولي له في التليفزيون بطلاً أمام «يسرا» رغم أنه سبق له أن شارك في بطولة مسلسل «كناريا وشركاه».. ويبدو الأمر به قدر كبير من تبادل المصالح.. «عادل إمام» هو السينمائي القادر علي أن يضع «يسرا» تحت مظلته في الأفلام التي يلعب بطولتها لأنها لم تعد تشكل قدرة علي الجذب السينمائي وهي علي المقابل ورقة رابحة ولا شك تليفزيونياً وتصنع من أجلها المسلسلات وهكذا جاء «محمد عادل إمام» في المسلسل مدعماً برغبة من كل الأطراف لخلق نجم كوميدي.. المحصلة لم تأت موازية للتوقع.. يبدو أن إعلان «عادل» المتكرر بأنه هو وريثه الشرعي في مملكة الكوميديا جعله يعتقد أنه قادر مثل أبيه علي تفجير الضحكات بمجرد ظهوره في أي مشهد ولم يسفر الأمر عن شيء.. الكوميديان ليس هو صاحب الإرادة في خلق الضحك ولكنها الناس هي التي تضحك بمجرد أن تراه قبل أن ينطق و«محمد عادل إمام» لم يكتب له القدر القدر هذه المنحة ولهذا يبدو رهاناً خاطئاً من «عادل» والمخرج «سمير سيف» و«يسرا» التي تصورت أنها تضمن له مظلة جماهيرية تقدمه من خلال مسلسلها لمشاهديها ولكن لم يتحقق شيء!! لو نظرت إلي الجانب الآخر ستجد أن الممثل «مدحت تيخة» في مسلسل «شيخ العرب همام» حقق ببساطة وبدون دعم كل هذه المساحة لدي الجمهور.. أما الكوميديان الأول علي الشاشة الصغيرة في رمضان فإنه «أحمد مكي» الذي قدمه «عادل إمام» لأول مرة سينمائياً في فيلم «مرجان أحمد مرجان» لينطلق بقوة الصاروخ.. بضاعة «مكي» الكوميدية هي ترديدات سابقة له ولغيره مثلاً شخصية «الكبير أوي» تشير إلي فيلمه «طير أنت» وملامحها بعد المكياج وأسلوب الأداء بها الكثير مما كان يقدمه الكاتب والمخرج والممثل الراحل «فايز حلاوة» لا شك أن هناك ملامح مشتركة استفاد منها «مكي» وبرغم ذلك من خلال 15 حلقة قدمها ومنعته قدمه المكسورة من استكمال العمل الفني الأ أنه حتي بمقياس وإعلانات تأتي لمسلسله بقوة مؤكدة تدشين بطل كوميدي تليفزيوني حتي لو قدم للجمهور بضاعة قديمة ولكنهم أحبوا وتعاطفوا وصدقوا من يقدمها لهم!! وهو مالم يتحقق مثلا لكل من أحمد أدم وأحمد عيد أما النجم الكوميدي الذي خطف الأضواء من الجميع فإنه ماجد الكدواني في إعلان اتصلات.

> > >

رمضان المقبل لن يعترف إلا بالأقوياء ودقت طبول الحرب من الآن والنجوم أمثال عمرو دياب وتامر حسني و«محمود عبدالعزيز»، «عادل إمام»، «أحمد السقا»، «كريم عبدالعزيز»، «محمد هنيدي»، «محمد سعد» يستعدون للدخول إلي المعترك وهكذا أري أن نجوم 2010 سوف يعانون كثيراً في رمضان 2011 ربما لن يتبقي سوي «شيخ الممثلين وعمدتهم » يحيي الفخراني و«الكبير أوي» أحمد مكي ثم الأعمال الفنية التي تنتصر للفكرة الدرامية ويقف وراءها الكاتب والمخرج وليس النجم.. أما باقي نجومنا الرمضانيون فسوف يعانون كثيراً لأن الناس لن تشتري منهم نفس البضاعة كل رمضان !!

الدستور المصرية في

08/09/2010

 

«الدستور» تحاور دستة من أهم وأفضل مبدعي دراما رمضان

دعاء سلطان 

وسط أكثر من 50 مسلسلا وما يزيد علي الثلاثمائة فنان، كان لهؤلاء الاثني عشر الفضل في إجبارنا علي الجلوس أمام التليفزيون في رمضان.. كانوا هم السبب في أن ننتظر طلتهم بعدما أصابتنا خيبة الأمل في مبدعين آخرين كنا ننتظر منهم أكثر مما قدموا.. كانوا نجوما - كل في مجاله- تصدوا لمهامهم بأرواح محاربين دون صخب الكبار.. لم يصرخوا مؤكدين أنهم الأفضل، بل إنهم قدموا أنفسهم لنا بكل هدوء ودون فرد للعضلات.. خالد الصاوي بأدائه رفيع المستوي في «أهل كايرو» والذي جعله واحداً من أهم نجوم الدراما المصرية، مجبراً الجميع علي انتظار جديده كل عام، مع نص بديع للكاتب بلال فضل قلب به موازين الدراما التليفزيونية، ووضعه في مقدمة كتابها، ومخرج متمكن كان أمينا علي النص وعلي ممثليه، ثم خالد صالح بأداء راق لممثل متمكن من أدواته في مسلسل «موعد مع الوحوش»، جعله ينافس ويتفوق علي الكبيرين عزت العلايلي وسهير المرشدي، ويناطحهما رأسا برأس. ثم يقدم لنا المخرج سامح عبد العزيز مع السيناريست أحمد عبدالله في أول أعمالهما للدراما، أحد أجمل الأعمال الدرامية التي صنعت في الأعوام الأخيرة.. في "الحارة" نحن أمام دماء جديدة في الكتابة والإخراج والتمثيل.. لا توجد حدوتة واحدة، وإنما حواديت.. بانوراما كاملة للحارة المصرية وأهلها - أهلنا- الذين شوه الفقر ملامحهم وأرواحهم.. نقل لنا الثنائي عبدالعزيز وعبدالله نبض هؤلاء بأمانة وصدق، وحوار لا يعرف الافتعال، فاستحقا أن يكونا الأفضل والأجمل هذا العام.. تمكنا أخيرا من إخراج أجمل ما في الممثلين دون أن نضحك من فرط مكياجهم وسخف مبالغته.. ظهر في المسلسل صلاح عبدالله في دور صعب ومجهد، فأداه باحترافية ممثل متمرس في طريقة السهل الممتنع، كما ظهرت نيللي كريم أخري لا نعرفها.. قوية وجريئة وواثقة بأداء يخاصم التكلف، ورانيا يوسف جديدة لم يكتشفها أحد من قبل سوي سامح عبد العزيز ومن قبله محمد علي في «أهل كايرو». أما بسمة في «قصة حب» فقد فجرت المفاجأة بدور بعيد عنها تماما، ولكنها تلبسته وكانت جديرة باحترامنا ومستحقة لدور صعب مكتوب باحتراف ومختوم بضمان السيناريست مدحت العدل. ودون أي دعاية مفرطة قدم لنا السيناريست الكبير يسري الجندي نصا راقيا يليق باسمه بعنوان «سقوط الخلافة»، بينما فاجأنا المخرج حسني صالح في ثاني تجاربه الإخراجية بواحد من أعمق وأجمل المسلسلات التي قدمت هذا العام «شيخ العرب همام» لنص كتبه بتعمق و«حرفنة» السيناريست عبد الرحيم كمال، ليبهرنا بحياة رجل لم نكن نعرف عنه شيئا، وكانت صابرين مع القدير يحيي الفخراني علي قدر عظمة النص وروعة إخراجه، فاستحقت أن تكون الأفضل بالباروكة أو بدونها، ولو كره أعضاء حزب ضرب النار في الفرح. أما الشاعر الجميل أيمن بهجت قمر فقد قدم لنا من خلال تتر «أهل كايرو» نقدا اجتماعيا لاذعا دون بهرجة أو ضجيج.. بكلمات بسيطة دخلت العقول واستقرت في الوجدان. اخترنا هؤلاء الاثني عشر، لأنهم الأفضل عن جدارة، ولأنهم لا يملكون شللا «تطبل» لهم وتثني علي ما يقدمونه بعد مكالمات هاتفية تطلب ذلك.. اخترناهم لأنهم لم يطلبوا الأفضلية، ولكن لأنهم فرضوها علينا وأجبرونا علي احترام استحقاقهم لها.

الدستور المصرية في

08/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)