حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

نحن نفتح ملف "قلة الأدب" فى حوار المسلسلات

كتب صباح الخير

«الصدمة».. هذا هو التعبير الدقيق لحال كثيرين فوجئوا بالبذاءة تملأ حوار مسلسلات رمضان، صناعها يدعون أنها الواقعية لكننا نتساءل: منذ متى كانت «قلة الأدب» على الشاشة واقعية؟ وهل الواقعية تعنى التدنى فى الحوار واستخدام ألفاظ وحوارات بذيئة ومسفة؟ وهل دور الفن نقل لغة الشارع أم الارتقاء بها وبالذوق العام؟

نعم شعرنا بالصدمة فقررنا أن نفتح الملف الشائك.. ملف التدنى فى حوار المسلسلات وهو ملف يشاركنا فيه الجميع: صناع الدراما والجمهور وعلماء الاجتماع والمسئولون عن الإنتاج.. هدفنا واحد، أن نحارب البذاءة فى حوار المسلسلات وشعارنا ما تبقاش قليل الأدب، لو سمحت!!

  

«السوقية» في حوار المسلسلات هزمت لغـة الشـارع بالقاضية

كتب- هايدى عبد الوهاب- لميس جابر - أمانى زيان - يارا سامى 

رفض العديد من الجمهور الإسفاف والالفاظ السوقية التي امتلأت بها مسلسلات رمضان مما جعلهم في حالة من الاشمئزاز والقرف ورأوا أن صانعي الدراما هذا العام لجأوا إلي الاستسهال واكتفوا بوصلات الردح والسباب علي لسان الأبطال بدلا من أن يترفعوا بالحوار الدرامي الذي كان سابقا يحض علي الذوق العام والارتقاء به وترحموا علي دراما زمان والصبر علي الدراما الموجودة الآن والتي كان شعارها «قلة الأدب للجميع».

تقول رانيا صلاح مهندسة: إن الألفاظ البذيئة أصبحت سمة أساسية من سمات الدراما والملفت هذا العام هو كثرتها.

والأمر لم يتوقف عند الدراما فقط بل امتد للبرامج فنجد برنامجاً اسمه «حمرا» وهي كلمة متداولة ونعرف معناها جميعا ولم أكن أتصور أنه سيأتي يوم وتصبح اسما لبرنامج.

مشيرة إلي أنها كانت تخجل أن تقولها ولكنها بعد تداولها علي شاشة التليفزيون سيزداد استخدامها هذا بخلاف برامج أخري تتحدث عن الجنس والنشوة والمثلية الجنسية بمبالغة شديدة وحتي البرامج الكوميدية لا تستخدم سوي الإيحاءات الجنسية كنشرة أخبار الفراخ وبرنامج أسعد الله مساءكم . وتري دينا فاروق أم لطفل عمره خمس سنوات أن الدراما هذا العام بها ألفاظ خادشة للحياء وبذيئة فكلمة (نسوان) في مسلسل العار تتكرر أكثر من مرة مما يضعها في حرج أمام طفلها الصغير والذي لا يخرج إلي الشارع ولكن الشارع هو الذي جاء إليه - وتضيف ساخرة- بنهاية شهر رمضان اكتسب ابني حصيلة من الكلمات التي يرددها في البيت آخرها كانت كلمة ( روح أمك) والتي سمعها في مسلسل الحارة ووجدت أن الحل الأفضل هو تشفير قنوات الدراما والاكتفاء بمشاهدة قنوات الأطفال، فالدراما هذا العام أكثر قبحا من الشارع.

ويشير محمد جلال موظف إلي أنه لا يسمح لأولاده إلا بمشاهدة الأعمال التاريخية والدينية لأن الدراما الاجتماعية هذا العام مليئة بالإيحاءات والألفاظ الجنسية والمشاهد المستفزة كمسلسل زهرة وأزواجها الخمسة لافتا إلي تغير قيمنا الشرقية ضاربا مثالاً بمشهد مسلسل بالشمع الأحمر وهو المشهد الذي يدخل فيه الأب سامي العدل علي ابنه فيجد معه امرأة فلا يسأله من هي ولا أين تعرف عليها ولكنه ينصحه بأن يتوخي الحذر أثناء علاقته معها قائلا له ( أوعي تدبس نفسك) وهي قيم غريبة علينا فكيف أسمح لأولادي برؤيتها فهل المجتمع المصري لم تعد لديه مشاكل سوي الجنس والعلاقات المحرمة.

- وصلات ردح

وتري إخلاص عبدالفتاح أن المنع ليس هو الحل فقد يكون حلا لمن لديه أطفال ولكن مع وجود فتيات أو شباب في المنزل أصبح الأمر صعبا، فقد اعتدنا علي أن يجتمع شمل الأسرة لمتابعة دراما رمضان ومن المؤسف أن تتحول الدراما لوصلات من الردح والسباب فنخجل من متابعتها وتصبح (قلة الأدب) أمرا عاديا ويعتاد الشباب علي التلفُظ بها.

وتضيف إن مشاهدي التليفزيون ليسوا جميعا من ساكني الحواري وليس المفروض أن أجبر المشاهد علي معرفة مفردات الحواري والعشوائيات وكان الأفضل تعلم لغة المثقفين.. أما رانيا علي فهمي فتؤكد أنها قررت عدم متابعة الدراما بسبب الإسفاف وقد اتخذت القرار بعد الأيام الأولي من رمضان، حيث تابعت في البداية العديد من المسلسلات وصدمها السباب وأسلوب الحوار فوجدت أن استغلال الوقت في أعمال أخري قد يكون أكثر نفعا مشيرة إلي أن الواقعية لا تعني هبوط المستوي فاستخدام لغة الإساءة له آثار سيئة علي المجتمع وسلبيات خطيرة، فالدراما البذيئة يمكنها أن تفسد جيلا كاملا حتي وإذا كان هذا هو الواقع فيجب تجميله حتي لايصبح أمرا عادياً فيستبيحه المجتمع.

وتشير رانيا إلي أن الشعب المصري ليس بهذا القبح الذي تظهره الدراما المصرية فلا تزال هناك الحارة المصرية بطيبة أهلها ولسانهم الحلو وشبابها المتعلمين وفتياتها عفيفات اللسان والدراما تخطيء عندما تظهر الفقير الذي أصبح غنيا بأنه يتحدث بأسلوب سيئ وهو يختلف عن الواقع فمن جاءه مال يحاول دائما أن يرتقي بمستواه.

وتري جميلة رمضان أم لثلاث بنات أنه ليس دور الدراما نقل الشارع بسلبياته وقذارته إلي المشاهد وانتهاك حرمة البيوت فليس كل ما يوجد بالشارع لابد أن نراه علي شاشة التليفزيون.

وتضيف أنها عاشت سنوات في السعودية وإنها كانت تشعر بحرج بالغ عندما يعرض مسلسل مصري به ألفاظ سوقية حيث ينتقد العرب جرأتنا في الدراما ويسخرون من الكلمات السوقية.

وتقول إنجي علي أم إنها تابعت عددا من المسلسلات ولكنها جميعا كانت دون المستوي حتي المسلسلات الكوميدية كمسلسل (مش فريندز) وجوز ماما هي مسلسلات تعتمد علي الإسفاف والبذاءات.

وتشير إلي أنها وهي صغيره كانت والدتها تتركها أمام التليفزيون لتنجز الأعمال المنزلية لكن الوضع حاليا أصبح خطيرا فلم يعد التليفزيون أمانا علي الطفل.

وتتساءل سهيلة محمود لماذا يتخيل صناع الدراما أن الكلام الجنسي والإيحاءات هما ما يضحكان الشعب المصري؟

ولماذا تظل هذه هي صورتنا في الخارج.

وكيف أواجه ابني وأنهره عن استخدام لفظ مسيء وهو يسمعه داخل بيته وعلي شاشة تليفريون بلده؟ - إساءة

وأكدت إيمان عبدالمنعم مهندسة أن الألفاظ المستخدمة في الدراما مسيئة جدا لنا كمصريين ضاربة مثالاً بمسلسل العار والذي حمل مشهدا لممثل يقوم بدور صبي المدبغة في عيادة الطبيب ليجري عملية استعادة عذرية لصديقته والممرضة تسأله عن نوع الغشاء (صيني ولا بلدي) وعندما سألها عن الفرق بينهما قالت له بوقاحة بعض الفروق التي أخجل من ذكرها موضحة أن ما يقال علي شاشة التليفزيون يشاهده الكبار والصغار بل إن قنوات الدراما المتخصصة تعيد الحلقة أكثر من مرة أي أن الطفل يشاهدها أكثر من مرة.

وتري إيمان حتي وإن كان ما يقال في الدراما به شيء من الحقيقة فلا يصح عرضه بطريقة فجة وعلي الملأ مؤكدة أنها تشعر بالإحراج عند تواجدها مع أصدقائها أو أقاربها أثناء عرض المسلسل.

- جرأة لم نعهدها من قبل

وتقول (د.أ) 22 عاما مترجمة: «لا يعجبني ماتنطوي عليه بعض المسلسلات من مستوي متدن من الحوار، فأنا أري أنه لايصح لأطفال عمر الزهور أن يشاهدوا مثل هذه المسلسلات أو يستمعوا إلي مثل تلك الألفاظ النابية، ولا يصح أن يكون التليفزيون الذي يساهم في تنشئة الأطفال وسيلة لتداول الألفاظ الخارجة.. وتضيف قائلة: «أنا أري أنه لا يوجد رقابة علي الحوار وهناك جرأة كبيرة في الحوار لم نعهدها من قبل»

- الحوار السوقي أصبح واقعا

وتري (ن.خ) 22 عاما أن الحوار السوقي جزء لا يتجزأ من المجتمع وبما أن الفن والأدب هما مرآة المجتمع فلابد أن تحتوي الأعمال الدرامية والأدبية علي مثل هذا النوع من الحوار.. فالمجتمع يضم الجيد والسيئ وحتي إذا لم يعجبنا السيئ لابد أن نسلم بوجوده .. فالناس جميعها تسمع رغما عن إرادتها هذه الألفاظ الخارجة في الشارع أو في أي مكان الأمر الذي أدي إلي إصابة المارة في الشارع بالتلوث السمعي الناتج عن تداول الألفاظ النابية التي تصدر في أي مشاجرة كلامية.. وتستطرد قائلة: «هذا لايعني أنني أوافق علي أن يكون السلوك المتبع في أي من الحوارات هو السوقية والتجاوز ولكن كل ما أريد قوله هو أنه أصبح واقعا لابد من تغييره وينبغي أن تكون الأعمال الدرامية خالية من الإيحاءات والتلميحات الجارحة للجمهور».

- رقي مسلسلات زمان

وتؤكد مشيرة أحمد (24) عاما مديرة بإحدي شركات المقاولات تقول: «إن المسلسلات أصبحت سوقية «آخر حاجة» فالألفاظ المتداولة فيها تشعرني وكأنني «قاعدة في حارة» فهذه المسلسلات تختلف بالطبع عن مسلسلات زمان التي كانت تعتمد علي الحوار الراقي الخالي من المفردات الخارجة.. ولكن نظرا لأن الناس أصبحوا يتناقلون تلك الألفاظ في حياتهم العادية فأصبح من الطبيعي أن تحتوي المسلسلات علي المصطلحات التي تترجم نبض الشارع لأنها ستكون الأقرب إلي قلوب المشاهدين لأنها تعبر عنهم فالآن أصبحنا نجد أن المسلسلات التاريخية أو تلك التي تعتمد علي اللغة العربية الفصحي لا تحقق نسبة مشاهدة عالية .. فالجمهور أصبح في حاجة إلي مشاهدة المسلسل الذي يتكلم بطريقته ويكون لسان حاله».

- وقفة صارمة!!

أما نورهان حسين (21) عاما مترجمة فتقول : أري أن التليفزيون يعد مؤشرا للذوق العام للناس.. فمن خلال التليفزيون يتم نشر مستوي الحوار بين العامة .. الآن أري أن مستوي الحوار في جميع البرامج والمسلسلات التي يعرضها التليفزيون قد تدني للغاية إلي درجة لم تعد تسمح له بالارتقاء مرة أخري.. فلماذا لم نعد نقدم مسلسلات يكون الرقي سمتها والنهوض والمستوي الأخلاقي للمشاهد طابعها.. فالوضع الذي صارت عليه جميع المسلسلات من إسفاف واعتماد لغة العامة مؤسف جدا ولابد له من وقفة صارمة.

- ليه الظلم

تقول أميمة علي مدرسة تاريخ وتسكن في إحدي المناطق الشعبية:

مايحدث في المسلسلات لايعبر أبداً عن أبناء المناطق الشعبية أو البسطاء وإذا كان هناك أناسا يتعاملون بنفس الصورة التي تظهرها المسلسلات إلا أنه ليس كل من يسكن في منطقة شعبية يعني أن مخارج ألفاظه (بلدي) وأسلوبه في الحوار دائما «شرشحة» كما أظهرنا وظلمنا التليفزيون ولا يوجد لديه ذوق أو احترام أو إتيكيت نعم نحن نعيش في منطقة شعبية ولكننا متعلمون وأبناؤنا كذلك وقد نكون في أسلوب محاورتنا أفضل بكثير من أشخاص قد يعيشون في فيللات أو قصور..

وأبناء المناطق الشعبية جدعان ويفهمون في الأصول وإن كان هناك من يتعامل بهذا الأسلوب السوقي فليس السبب أنه يعيش في منطقة شعبية وإنما (البلطجية) فقط هم من يتعاملون هكذا أحيانا أما باقي الناس غلابة .

- أصبحنا مجال سخرية

أما عفاف مجدي فتقول : نعم لدي أقارب يتحدثون بنفس الطريقة والصورة التي أظهرتها المسلسلات ولكن بلا سباب والتي تعمد أكثر من مسلسل أن يضع هؤلاء الناس الذين يسكنون في المناطق الشعبية في إطار (السوقية) ومن الأفضل أن يعلمونا الأسلوب الصحيح والصواب بدلا من أن نظل مجالا للسخرية لجميع من حولنا والذين يرون الآن أننا يضرب بنا المثل في جميع المسلسلات وليس هذا ما ننتظره من المسلسلات، فنحن نريد الأعمال التي تعبر عنا وتمس حالتنا بدلا من أن تسخر منا كما أننا نريد أن نشاهد المسلسلات هروبا من ضغوط الحياة اليومية ولكن للأسف أصبحت المسلسلات الآن مصدر ضغط علينا. - كرهت المسلسلات

ويقول ياسر محمد كرهت المسلسلات التي دائماً تظهرنا في إطار «قلة الأدب» وكأنه لم يكن لدينا أهل قاموا بتربيتنا، فالشتائم الموجودة في مسلسل «زهرة» والمتمثلة في أغلب الحوار القائم بين حجاج عبد العظيم وزوجته وأهل زوجته.. وإظهار صورة الزوجة بهذا الشكل الاستغلالي والطمع الغالب عليها لايليق ثم إذا كان هناك أشخاص يتفوهون بالخطأ ويشتمون فلا يعني هذا أبداً أنهم من طبقة فقيرة أو عشوائية فقط، فهناك من يتعلمون تعليماً أجنبياً وأيضاً يتعاملون بألفاظ بذيئة ثم إن بذاءة الألفاظ في الواقع لايحق للتليفزيون التعامل بها حتي وإن كان لغرض تجسيد شخصية (البلطجي) لأن التليفزيون يتعامل مع جميع الأعمار ويراه الملايين ولابد أن يكون قدوة لكل مشاهد فكيف آخذ منه المسلسلات قدوتي.. بقلة الأدب!!

- عامل مهم

ويقول حامد محمد: إن مسلسلات التليفزيون لها عامل مهم في تشكيل الوجدان والشخصية ولاينبغي أن تكون المسلسلات عاملاً في تعليم أطفالنا السوقية و«الردح» والألفاظ البذيئة التي أصبحت اللغة السائدة في أغلب المسلسلات وكأنها لغة عادية نتعامل بها في حياتنا.. وأصبحت بالفعل لغة متداولة بين الشباب والكبار علي أن الإعلام وأجهزة الإعلام تتعامل (ببذاءة) في الألفاظ فمثلاً مسلسل (العار) طريقة تعامل الفنانة علا غانم غير لائقة.. كما أن هناك ألفاظاً كثيرة تستخدم في المسلسلات مثل كلمة «وحياة أمك وياابن الكلب وياروح أمك» وكلها كلمات أصبحت تستخدم الآن في حياتنا ومنقولة من التليفزيون فلابد أن يعلم الجميع أن العائلة ليست لوحدها هي من تري وإنما المدرسة والتليفزيون وكل شيء يتعامل مع أبنائنا من بعيد أو قريب يستطيع أن يشكل وجدان وثقافة وتربية أبنائنا.

وتقول ولاء الرشيدي 26 سنة محاسبة: لا أقول إن هذه الألفاظ ليست موجودة في مجتمعنا.. ولكنها ليست منتشرة بهذا الشكل الموجود في الدراما فلماذا إذن نسوق لها بهذه الطريقة.. ولماذا تضيف هذه الألفاظ ونحن لانحتاجها وهل لايمكن التعبير عن الغضب إلا بالردح والألفاظ النابية؟!.. الحقيقة أن المسلسل يكون جميلاً جداً ولكن هذه الألفاظ المبتذلة لاتتيح لي الفرصة الكاملة بالاستمتاع به والخطورة أن أسلوب حدثينا في البيوت سيتحول مع الوقت لهذا الأسلوب غير اللائق ولقد حرمتني مثل هذه الألفاظ من مشاهدة المسلسل مع عائلتي!

- غير مقبول

أما شيرين فتحي 33 سنة فتقول: بصراحة «الردح» والألفاظ (Over) جداً فمثلاً مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» أسرة البطلة تتكلم بأسلوب بذيء ومبتذل للغاية.. حتي عندما يتحدثون دون أي شجار يتكلمون بشكل خارج جداً وغير مبرر.

وأصبح أولادي يرددون عدة ألفاظ مثل «يامصيبتي، ياوله وياعرة الرجالة، وياروح أمك» وهذه الألفاظ كنا نعتبرها علي أيامنا ألفاظاً محرمة وإذا سمعناها نصاب بصدمة أما الآن.. فأصبح تداولها عادياً جداً حتي إنني إذا نبهت ابني «عيب ياولد» يرد علي قائلاً : «ياماما ده كلام بيتقال في التليفزيون» وبالتالي أصبح هذا الكلام متداولاً وطبيعياً.. وبعد فترة سيصبح سماعها مستساغاً وغير مؤذ.. وسيتدني مستوي الحوار تدريجياً بيننا.

أما مني وليد 22 سنة فتقول: أشعر أن مسلسلات رمضان مخصصة لفئة معينة من الناس.. بمعني أن مستوي الحديث لايصل حتي للطبقة الوسطي في المجتمع.. اللهم إلا مسلسل بالشمع الأحمر والمسلسلات الصعيدية. والطريف أنني قاطعت أفلام «محمد سعد» لما بها من ألفاظ نابية وخروج عن حدود الأدب والسوقية.. ولكن كيف لي أن أقاطع المسلسلات التليفزيونية التي تأتي إلي منزلنا وينتظرها أفراد العائلة ــ فالآن أخجل أحياناً بمشاهدتها مع أبي وأمي لأنها ليست سوقية فقط ولكن بها أيضاً إيحاءات صادمة.. وأنا حقاً حزينة علي مستوي الحديث.

- حوارات سوقية

وتؤكد سمر فتحي 25 سنة بالفعل يوجد في مسلسلات هذا العام كلام سوقي وبدون داع.. وحتي لو أنه «في سياق الدراما» فهل هذا الواقع «الردح» الذي نراه في المسلسلات يعبر عن الحياة في مصر.. فقد أحسست أن مصر انقسمت جزأين.. جزء لإناس يتحدثون فقط بالملايين مثل مسلسل العار وزهرة، ومع ذلك فحديثهم سوقي مثل حوارات علا غانم مع مصطفي شعبان أو زوجها«أحمد سلامة» وجزء ثان تحت خط الفقر مثل مسلسل الحارة الذي لم أستوعبه أبداً ربما لأني لا أتصور أن هناك بشراً يعيشون بهذه الصورة وأعتقد أن هذه المسلسلات رغم أنها دراما جميلة وممتعة إلا أن السوقية فيها تسيء لصورة مصر والمصريين.. كما فعلت من قبل أفلام المقاولات التي كانت تعرض في الدول العربية وكانوا يعاملوننا علي أننا في مصر جميعاً «إما طبالين أو راقصات».

أما إيمان محمد 41 سنة ربة منزل فتقول: أعجتني مسلسلات رمضان إلا أن الألفاظ والشتائم فاجأتني واستأت منها جداً وخصوصاً مسلسل «أهل كايرو» فمثلاً هناك حوار بين «رانيا يوسف» أو «صافي سليم» مع رئيس التحرير «أحمد حلاوة» في المسلسل مليء بالألفاظ غير اللائقة لدرجة أنني أغلقت التليفزيون ولم أشاهد باقي الحلقة رغم أن المسلسل جذاب وقصة جميلة إلا أن الألفاظ به ليست محترمة ولايصح أن أسمح لأولادي بمشاهدتها.. ألا يكفي ما يتعلمونه من الشوارع.. وعندما أحاول جاهدة جعلهم ينسوه باقي اليوم.. أفاجأ بالشارع وألفاظه تدخل إلي بيتي ويسمعها أولادي فهل هذا يعقل؟.. وأتمني مراعاة أسلوب الحديث في المسلسلات وتنقية والألفاظ والشتائم منها في الفترة القادمة.

صباح الخير المصرية في

07/09/2010

 

ما يقــال فـي الشــارع لايمكن نقـله للشـاشـة

كتب محمد حمدى القوصى 

اتهامات عديدة طالت عددا من المسلسلات الدرامية في رمضان هذا العام، من أهمها تدني مستوي الحوار في سيناريوهات هذه الأعمال التي لاقت رفضا جماهيريا، خاصة من الأسرة المصرية.. سألنا صناع الأعمال الرمضانية ما السبب وراء هذا التدني في مستوي الحوار ومن المسئول عن ذلك، المنتج، أم المخرج أم الممثل؟ وكيف يمكن مقاومة هذا التدني بما يعيد للدراما المصرية قيمتها ورقيها ومصداقيتها لدي المشاهد المصري والعربي؟ د. محمد رفعت ـ مؤلف الجزء الثاني من مسلسل «حكايات وبنعيشها» بطولة الفنانة ليلي علوي وباسم السمرة.

في البداية قال رفعت : عندما أشاهد بعض مسلسلات رمضان هذا العام كانت تصيبني للأسف الشديد فواجع وصدمات بسبب الألفاظ والايحاءات الجنسية المستخدمة في لغة الحوار بين أبطال هذه الأعمال الدرامية والتي ليس لها علاقة بشهر رمضان الكريم لذلك فالسؤال الذي يفرض نفسه: هل الأفضل أن يستخدم المؤلف اللغة الواقعية للحوار دون النظر لاعتبارات أن يؤثر ذلك علي الذوق العام أم الأفضل أن يصلح المؤلف من ألفاظه للحفاظ علي السياق العام للشخصيات بأن تظل تتحدث بنفس اللغة لكن بطريقة راقية؟!

وأجاب عن سؤاله قائلا: الابتعاد عن الإسفاف والابتذال في الحوار يتطلب من المؤلف امتلاك الموهبة واستخدام إبداعه الشخصي في التعبير عن أفكار الطبقات الاجتماعية المختلفة باختلاف ثقافاتها بشكل يحافظ علي حقيقة ثابتة هي « ليست الواقعية في نقل كل ما يحدث أو يقال في الشارع» لأن ما يقال في الشارع من ألفاظ لا يمكن نقلها إلي الدراما لكن في حال نقل الألفاظ المسفة والبذيئة فإن المؤكد أن المؤلف الذي يقوم بذلك ليس لديه قدر من الموهبة والاجتهاد الذي يستطيع من خلاله إعادة صياغة الموقف بما يوصل إلي المشاهد الهدف من المشهد الذي يقدمه دون الوقوع في مصيدة الألفاظ المبتذلة والإيحاءات الجنسية.

ـ وأضاف : الشكل القبيح في الحوار لايقل ضررا عن المشهد البصري المسف بمعني أن الأزمة بالنسبة لي ليست أزمة مشاهد خارجة لكنها أزمة استخدام مفردات غير لائقة بسبب بعض المؤلفين «الملاكي» الذين ليس لديهم من الموهبة والاجتهاد الشخصي ما يجعلهم قادرين علي توصيل كل ما يريدونه دون أن يكرسوا لنا القبح وأعتقد أن مؤلفا بحجم وحيد حامد استطاع أن يتناول شرائح كثيرة من المجتمع دون أن يقدم لنا في أي عمل من أعماله الفنية أي مشهد يؤذينا بصريا أو سمعيا حتي في أقصي درجات تعبيره عن مواقف اجتماعية بعينها أو طبقات اجتماعية معينة لأن لديه من الصنعة والموهبة وعشرات الأدوات الفنية التي يستطيع أن يوصل بها ما يريده فنيا.

ومضي يقول : للأسف الشديد هناك تجاوزات في لغة الحوار المستخدمة في بعض الأعمال الدرامية في رمضان هذا العام حتي أن بعض المؤلفين يحاول الترويج لها بحجة أنها الواقع لكني أقول لهم عفوا إنها ليست الواقع، وإذا اقتصر دور المؤلف علي نقل الواقع فقط فأين دوره كمبدع في تطوير لغة الحوار التي يستخدمها في السيناريوهات التي يكتبها.

وأوضح مؤلف مسلسل «حكايات وبنعيشها» : محاكاة الواقع تعد أتفه وأبسط الحيل لأنها خالية من أي اجتهاد أو صنعة حقيقية ربما تؤدي إلي تكريس القيم القبيحة كما أنها نوع من أنواع المغازلة لطبقات اجتماعية بعينها، وأري أن الاستمرار في مغازلتها أو الترويج لثقافاتها «غير المهذبة» يعد شيئا من الخطورة التي تزيد من التقسيمات في المجتمع المصري.

وكشف رفعت : هناك إشكالية أخري تتمثل في كونك كمؤلف عندما تعبر عن شخصيات ذات طبقة ثقافية أقل من المستوي الثقافي هل المفترض أن تعلي من ثقافتهم أم تنزل إلي مستواهم ؟! أعتقد أنه من الأفضل أن تعلي من ثقافتهم وتصعد بها بشكل بسيط وسهل ، وهذا الاختيار هو المفضل بالنسبة لي لأنني لست من مدرسة مغازلة مفردات الشارع.

وحول وجود نظرية مؤامرة للتقليل من شأن الدراما المصرية أكد مؤلف مسلسل «حكايات وبنعيشها» : نحن الذين تآمرنا علي أنفسنا وأنقصنا من شأننا وجعلنا لغتنا العامية المصرية الدارجة التي كانت سببا في وقت من الأوقات في أن يقال علي الفيلم المصري لقب «الفيلم العربي» أما الآن فإن جزءا كبيرا للغاية من حال ضعف الدراما المصرية في الفترة الأخيرة كونها قائمة علي المستوي المتدني في الحوار وفي الصورة التليفزيونية وغيرها.

وتابع قائلا: رغم أن بعض الأصوات تدعي أنه من السذاجة الربط بين الحديث عن الشارع والحارة المصرية بشكل مسف ومخز وبين الإساءة لسمعة مصر لكنني أقول لهم أنه بالفعل هناك إساءة لسمعة مصر ولأنفسهم كمؤلفين لأنهم يضعون أسماءهم علي مادة بصرية قبيحة في لغتها وصورتها بما يؤدي في النهاية إلي أن تصبح اللهجة السورية التي تستخدم كدبلجة للمسلسلات التركية هي اللهجة السائدة في العالم العربي وليست اللهجة العربية.

وعن مطالبات بعض صناع الأعمال الدرامية الهزيلة فنيا والمشبعة بلغة حوار سيئة بتغيير قناة المشاهدة بالريموت كونترول إلي قناة أخري لفت رفعت : هذه حجة إضافية لكني أقول لمن يزعمون ذلك أنني من حقي كمتفرج أن أشاهد مادة فنية تحترمني وتحترم عقلي وتضيف لي ولا تؤذي بصري، وبالتالي فكرة «اللي مش عاجبه يغير المحطة أو القناة» هي فكرة سيئة من جانب صناع الدراما قليلي الحيلة الذين يدافعون عن الحريات رغم أنهم أبعد ما يكونون عن المسئولية، وعلي كل حال من المخزي أن بعض صناع الدراما « غير المسئولين » في تكوين وجدان جديد يؤكد للعالم العربي أن المواطنين المصريين يتحدثون بهذا الشكل المبتذل وأن لغة الحوار في الشارع مسفة إلي هذه الدرجة والأسوأ من ذلك أن المشاهد العادي يستقي ثقافته من التليفزيون.

وأشار رفعت : في مسلسلي «حكايات وبنعيشها» وتحديدا في الحكاية الأولي «كابتن عفت» كانت معظم الأحداث تدور في حي شعبي لكنني ليس لدي هوس تقديم السييء في الحارة مثل جلسات المخدرات وغيرها ، وبالتالي فإن كل مؤلف يقول أن هذا الأمر وجهة نظره أو رؤيته الإبداعية ويمكن لأي مشاهد تغيير المحطة إذا رأي أن ما تقدمه سيئا فهو مؤلف عاجز فنيا لا يملك تقديم ما هو أفضل سواء علي مستوي الحوار أو البناء الدرامي والبصري.

وأعرب مؤلف مسلسل «حكايات وبنعيشها» عن أسفه قائلا: للأسف الشديد هناك مسئولية أخري تقع علي عاتق التليفزيون المصري الذي يشتري مسلسلات تليفزيونية تسوق لنا قيما ومعايير فاسدة تفسد المجتمع المصري، وهناك مسئولية ثالثة تقع علي عاتق المنتج المصري المفترض أن ينتقي الأعمال الفنية الجيدة ليقدمها للمشاهدين دون البحث عن البهارات « الألفاظ البذيئة والايحاءات الجنسية » لضمان تسويقه وبيعه لكثير من المحطات الفضائية، وأري أن هؤلاء المنتجون يمكن تسميتهم بمنتجي المقاولات.

ورأي محمد الغيطي مؤلف مسلسل «منتهي العشق» : عندما يكون المسلسل منضبطا دراميا بمقاييس الفن الحقيقي فإنك لن تشاهد أي إسفاف أو ابتذال في هذا العمل، أما إذا حدث العكس فلن ينجو المشاهدون من مشاهدة التدني الأخلاقي في الحوار الدائر بين الأبطال بدعوي المبالغة الكوميدية.

ولفت الغيطي: عندما قدمت مسلسل «بنت من الزمن ده» عن المناطق العشوائية لم أجد أحدا اتهمني بأنني استخدمت جملة واحدة تخدش الحياء أو لفظة مسفة كما أنني عندما وجدت مخرج نفس العمل يصور إحدي بطلات المسلسل «علي السرير» مثلما حدث في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» رفضت ذلك تماما وطلبت بنفسي من الرقابة حذف هذا المشهد المستفز.

وأفاد مؤلف مسلسل «منتهي العشق» : المؤسف أن الرقابة الآن تكيل بمكيالين لأنها تترك الألفاظ البذيئة والمشاهد الساخنة والمسفة وتتدخل فيما يتعلق بمناقشة بعض الأمور السياسية أو الدينية في الأعمال الدرامية ، فيما يبدو أن القضايا الجادة لا تلقي اهتمام الرقابة أما البذاءة فتمرر دون تعليق عليها وهو ما حدث في مسلسلي «زهرة وأزواجها الخمسة» و «العار» لذلك لا أري جدوي من هذه الرقابة.

وقال الغيطي : هناك ظاهرة أخري تتمثل في نقل مفردات الأغنية الشعبية الحالية «المبتذلة» إلي الدراما المصرية من خلال بعض المطربين الشعبيين مثل عبدالباسط حمودة وأبو الليف وهوبا وغيرهم من المطربين الذين لا ينتعشون إلا في المواخير والكباريهات، وبالتالي فإن مسألة استقطاب هؤلاء المطربين للدراما يسيء لصناع الأعمال الدرامية وللمشاهد وللرقابة التي سمحت بتقديم هذه الأصوات علي تيترات المسلسلات الرمضانية بما يعكس للمشاهدين في العالم العربي «كذبا» بأن هذه الأصوات هي أهم الأصوات في مصر وهي كارثة أخري أخشي انتشارها.

وأضاف : ابحث عن المنتج الذي يلهث وراء المقابل المادي والإعلاني لضمان الرواج السريع لبضاعته عندها تجد السر وراء إفساد الذوق العام ، وللأسف قد يتوهم منتجو وصناع الأعمال الدرامية أنهم استطاعوا تحقيق الكسب المادي لكنهم خربوا مقابل ذلك قيم ومعايير المجتمع بما يقدمونه من إسفاف وابتذال في لغة الحوار في المشاهد الخارجية.

وخلص إلي القول: لمقاومة الإفساد المتعمد في الذوق العام لابد من تفعيل دور اتحاد الإذاعة والتليفزيون بأن يعود إلي سابق عهده بحيث يصبح قاطرة الإنتاج التي تنتج ما لايقل عن 50 بالمائة من الأعمال الدرامية ويتيح لهذه الأعمال توقيت عرض جيدا أما دون ذلك فعليه العوض.

- وعن اتهام مسلسل «الحارة» بالإسفاف في لغة الحوار والإسراف في إظهار الفقر والمرض في الحارة المصرية نفت الفنانة نيللي كريم ــ بطلة العمل ـــ ذلك قائلة: هذا الاتهام في غير محله، أظهرنا الحارة كما هي لدرجة أن البعض اعتقد أن المشاهد تسجيلية وهذه هي الحارة بلغتها وعيشتها وأمراضها وعشوائيتها وطمع بعض سكانها وطيبة قلوب أهلها.

وحول الانتقاد الموجه للمسلسل لاعتماده في بعض أحداثه علي تيمة مكررة ومبالغة في الأحداث ولغة الحوار المتدنية أوضحت: لا أري هذا بالطبع، لأن المؤلف لم يأت بكل هذه الحكايات والتفاصيل من الخيال بل هو نسيج الواقع لذلك أري أن كل ما جاء في المسلسل حقيقي مئة بالمائه، وأعتبر الحارة من وجهة نظري نموذجاً مصغراً لمصر بكل ما بها من مشاكل وواقع مؤلم وأحلام أيضاً كذلك لايوجد بالمسلسل أي مبالغة سواء في الأحداث أو في لغة الحوار مثلما يتصور البعض.

وبشأن إظهار مساوئ الحارة المصرية بما يجعل صناع المسلسل عُرضة للاتهام بتشويه سمعة مصر شددت نيللي كريم: بالعكس ربما تكون هناك اتهامات معلبة وجاهزة لكل من يقترب من الحارة المصرية، وعلي كل حال من حق أهل الحارة علي صناع الأعمال الدرامية إظهار مشاكلهم ومعاناتهم الحقيقية شرط الابتعاد عن الإسفاف في لغة الحوار والابتذال في المشاهد بما يجعلها خارجة وخادشة للحياء.

- من ناحية أشار الفنان الكوميدي سامح حسين بطل مسلسل «اللص والكتاب» ليس كل ما هو موجود في الواقع يمكن للمؤلف نقله، وفي حال نقله لابد من عمل ذلك بحساسية شديدة أو باستخدام ترمومتر يقوم علي الموهبة والوعي والإبداع والاحترافية في نقل الواقع مع ضرورة عدم ترك مسألة تمرير لفظ بعينه أو عدم تمريره لتقدير الممثل لأن هذه المسألة لا تخصه في الأساس.

وأضاف لابد للمؤلف أيضاً أن يتحسس الذوق العام للمشاهدين بكل أعمارهم وفئاتهم وشرائحهم سواء كانوا أطفالا أو شبابا أو كبارا في السن وسواء كانوا مثقفين أو غير مثقفين لأنني ضد أي لفظ خادش للحياء يمرره أي ممثل مهما كان حجمه في الدراما التليفزيونية.

ولفت حسين: صحيح أن المؤلف هو صاحب الكلمة العليا في العمل الفني لكنني لو صادفت بعض الألفاظ غير اللائقة في الحوار الدرامي لأي عمل فني أقدمه فالمؤكد أنني سأناقش المؤلف في هذه المسألة لكن الرأي النهائي للمؤلف والمخرج لأنه بدون تميز أي منهما لن تجد دراما مميزة.

واختتم بقوله: فيما يخص مسلسل «اللص والكتاب» لن تجد به لفظة مبتذلة أو مُسفة أو إيفيه خارجا أو تدنيا في مستوي أو وجود مشهد مبتذل، وهذا يعكس رأي صناع هذا العمل بعدم الموافقة علي تقديم الأعمال ذات الحوار المتدني أو المناظر المسفة حتي لو تطلب الأمر محاكاة الواقع.

من جانبه قال مجدي أحمد علي ـــ مخرج مسلسل «مملكة الجبل»، للأسف الشديد تُرتكب باسم الواقعية جرائم كثيرة منها الأعمال السطحية والرديئة التي نشاهدها الآن، ويبدو أن لغة الحوار الخارجة والمبتذلة في الأعمال الدرامية أصبحت هي الموضة السائدة هذه الأيام حتي أنه كلما زادت فجاجة هذه اللغة أصبح العمل أكثر انتشاراً ومبيعاً علي القنوات الفضائية من وجهة نظر البعض، والمؤكد أنها وجهة نظر خاطئة والسبب الأساسي وراءها هو المخرج بإعتباره آخر المسئولين عن تقديم هذه اللغة الفاسدة للمشاهدين في قالب تليفزيوني.

وأوضح مخرج مسلسل «مملكة الجبل»: اختلف كثيراً مع فكرة مطالبة صناع الدراما بالإعلاء بمستوي ثقافة المشاهدين أو النزول إلي مستوي ثقافتهم لأنك في الحالتين ستظهر كأنك متعال عليهم سواء بالإعلاء بمستوي ثقافتهم حيث إنك مرتفع أو بالنزول إلي مستوي ثقافتهم حيث إنك مرتفع أيضاً، وبالتالي مطلوب فقط من صانع الدراما أن يقدم الفن الذي يحترم نفسه به من ناحية ويحترمه ويقدره جمهوره من ناحية أخري.

وأعرب المخرج مجدي أحمد علي عن دهشته من بعض المدعين للوطنية في ربطهم بين الحديث عن الشارع والحارة المصرية بشكل مخز في الدراما المصرية وبين الإساءة لسمعة مصر قائلاً: لا أجد علاقة بين عمل فني يقدم دراما حتي لو كانت دون المستوي وبين سمعة مصر لأن هذا العمل في النهاية ليس إلا عملا دراميا يعبر عن نفسه ومسئول عنه صانعه ولا يمت بصلة إلي سمعة مصر التي أصبحت «لبانة» في أفواه المتطرفين والمتربصين بالفن المصري لوأده لذلك أريد أن أؤكد لهم أن سمعة مصر لها علاقة بمجمل أحوال مصر الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وبالتالي أعتبر أن ربط الدراما ذات المستوي السيئ بتلويث سمعة مصر هو نوع من السذاجة والتفاهة لأننا لا يمكن التعامل مع الفن باعتباره خطابا دعائيا.

ونفي مخرج مسلسل «مملكة الجبل» مسئولية التليفزيون المصري عن إفساد الذوق العام في رمضان هذا العام بسبب تقديمه عددا من المسلسلات التي تعاني من لغة حوار مبتذلة قائلاً: لا أعتقد ذلك لأن التليفزيون المصري هذا العام اشتري عددا من الأعمال الجيدة ربما جانبه الصواب في اختيار القليل منها لكن علي كل حال سيقوم الرأي العام بفرز هذه الأعمال وفلترتها ليقرر ما يلائمه وما لا يلائمه.

وطالب المخرج مجدي أحمد علي في ختام حديثه: لابد من احترام لغة الدراما التليفزيونية لأنها لغة تدخل البيوت المصرية بدون استئذان ولن يتم ذلك إلا من خلال مراعاة نوع الدراما التليفزيونية المقدمة وأسلوب تقديم هذا النوع من الدراما ولغة الحوار المستخدمة في ذلك.

أما المنتج عصام شعبان ـــ صاحب شركة كينج توت ومنتج مسلسل «موعد مع الوحوش» فأكد: المؤلف هو المسئول عن تدني مستوي الحوار في بعض الأعمال الدرامية باعتباره الأكثر رؤية لطبيعة هذه الأحداث والانطباعات الشخصية لأبطالها واللغة التي يتحدثون بها، أما الممثل فهو مؤد للحوار الذي يكتبه المؤلف رغم أن الممثل أو المخرج من حق أي منهما الاعتراض علي لغة الحوار إذا كانت بذيئة.

وأضاف: عندما يُعرض علي الشركة أي عمل درامي وتجد اللجنة التي تخصصها الـشركة لاختيار الأعمال الجيدة لإنتاجها أي جُمل حوارية أو مشاهد مبتذلة تطالب بتعديلها أو حذفها قبل عرضها علي الرقابة في حال موافقة الشركة عليها ويتم ذلك بالتعاون مع مؤلف العمل.

وتابع قائلاً: للأسف الشديد هناك ألفاظ موجودة في الشارع ويلجأ بعض المؤلفين للاستعانة بها في السيناريو والحوار الخاص بأعمالهم الدرامية لإضفاء مزيد من الواقعية، رغم أنه ليس المطلوب نقل كل ما يجري في الشارع أو الحارة أو غيرهم من الأماكن بالنص الحرفي للألفاظ والإيحاءات لأنه لابد من وجود رؤية إبداعية من جانب المؤلف فيما يكتبه من سيناريو وحوار ورؤية إخراجية من جانب المخرج فيما يقدمه من مادة تليفزيونية مصورة.

وبرر منتج مسلسل «موعد مع الوحوش» انشغال المنتجين بأعباء أخري ربما تنحيهم بعض الشيء عن المسئولية في تعمد تقديم القبح في الدراما الرمضانية قائلا: يمكنني إدارياً متابعة ما يقرب من 60 إلي 70 بالمائة من العمل أثناء تصويره لكن فنياً هناك مسئولية كبري تقع علي عاتق المؤلف أولا ثم عاتق المخرج ثانياٍ باعتباره المسئول عن عدم تمرير أي لفظ يراه خارجاً ويمثل إساءة للمشاهدين.

صباح الخير المصرية في

07/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)