حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

ليلي علوي:

مليـش دعـوة بفتيـات الليــل

كتب محمد عبدالرحمن

للعام الثاني علي التوالي تؤكد ليلي علوي أنها تهتم بجمهورها أكثر من أي شيء آخر، فالأساس الذي وضعته العام الماضي عندما غامرت بتقديم مسلسل «حكايات وبنعيشها» كان متيناً إلي أبعد حد، وهو ما تأكد هذا العام عندما ارتفع عدد الحكايات إلي أربع ومع ذلك لكل حكاية مذاق مختلف وردود فعل متنوعة من الجمهور بعدما أعادت ليلي علوي تقديم نفسها له من جديد، وكأنها في سنواتها الأولي أمام الكاميرا وتريد التأكيد علي أنها قادرة علي تقديم العديد من الشخصيات، فلم تلعب علي المضمون ولم تطلب أن تكون حكايات هذا العام امتداداً لحكايات العام الماضي، فبعدما تعرف الناس علي حكاية هالة وأولادها الضائعين وقصة حب «ليلي» مع المجنون، فاجأت الناس هذا العام بشخصيات جديدة لم تقدمها الدراما التليفزيونية من قبل .

·         كيف جاءت فكرة تقديم الحكايات للعام الثاني علي التوالي؟

- النجاح الكبير الذي حققته «حكايات بنعيشها» شجعنا علي الاستمرار في نفس الطريق، فطالما أعجب الجمهور بالاستايل لماذا لا نستفيد منه لعام جديد مادمنا متأكدين من استخدام نفس عوامل النجاح، فأكثر شيء أبتعد عنه هو اللعب علي المضمون، بالتالي بدأنا رحلة بحث واسعة عن نصوص تصلح لتقديمها في 15 حلقة وربما 10 حلقات فلم يكن لدي مانع من تقديم 3 حكايات هذا العام، وتصادف أن محمد رفعت وحازم الحديدي اللذين كتبا الجزء الأول لديهما أفكار جيدة وهي «كابتن عفت» و« فتاة الليل» فقررنا البدء علي الفور، مع العلم أنني لا أضع في خطتي تقديم مسلسل كل عام فقد اعتدت علي الغياب بعد كل مسلسل لكن استقبال الناس الطيب للجزء الأول لم يدع لي فرصة الراحة هذا العام.

·         لكن تم تغيير المخرجين رغم الاستعانة بنفس المؤلفين؟

- لأن محمد علي مخرج «مجنون ليلي» ارتبط بمسلسل «أهل كايرو» و«مريم أبو عوف» مخرجة «هالة والمستخبي» كان لديها ارتباط بفيلم سينمائي، ورغم ذلك فإن تقديم أسماء جديدة في عالم الإخراج التليفزيوني أمر مهم والنجاح الذي حققه سميح النقاش في أول تجربة له مع الدراما التليفزيونية يحسب لأسرة المسلسل وهو مخرج واعد ومهتم بكل التفاصيل وقدم من قبل فيلم «مقلب حرامية»، أما «هالة خليل» فهي مخرجة سينمائية شاطرة وأتوقع أن تحقق نجاحا مع «فتاة الليل» الذي بدأ عرضه يوم 16 رمضان.

·         لكن التصوير مستمر حتي الآن في فتاة الليل؟

- لأن تسليم الحلقات تأخر بعض الشيء ولم نكن نريد الضغط علي المؤلفين لتقديم أفضل ما عندهم فالورق الجيد هو أساس العمل الناجح من وجهة نظري وأعتقد وجهة نظر كل العاملين في هذا المجال، فصعب جدا أن نبدأ مبكرا بورق غير قوي دراميا حتي ننجز عملا متوسط المستوي في النهاية، ويكفي أن قصة كل حكاية لم تقدم من قبل من بعيد أو قريب في الدراما العربية وكلا المؤلفان قادم من عالم السينما ويكتب للتليفزيون بنفس الروح وهما سعيدان بتجربة الــ 15 حلقة رغم أن جهدها لا يقل عن جهد ثلاثين حلقة في الكتابة والتنفيذ لأن التكثيف أصعب كثيرا من المط والتطويل، وعموما المجهود الذي نبذله في التصوير يعوضه لنا الجمهور والنقاد بالإشادة بالمسلسل، والنجاح يكون له طعم مختلف عندما نعمل في هدوء وبدون ضجة ونري إعجاب الناس بالمسلسل في تزايد مستمر رغم الزحام الدرامي الكبير هذا العام.

·         ولماذا تم تسويق المسلسل لنفس القنوات التي بثت مسلسل العام الماضي؟

- هذه مهمة المنتج ويسأل هو عنها، لكن ما يخصني أنني كنت حريصة علي عدم الحصرية حتي يعرض المسلسل في التليفزيون المصري دون قيود وبالفعل اشتراه التليفزيون مع قناة دريم التي تشارك في الإنتاج ويتم بثه أيضا علي قناة دبي بجانب القنوات المشفرة، كما أن الجميع لاحظ عرض المسلسل علي العديد من القنوات منذ رمضان الماضي وحتي الآن وهو مقياس آخر للنجاح أن تطلبه باقي القنوات علي مدي العام وأتمني أن يتحقق ذلك للجزء الجديد مع كابتن عفت وفتاة الليل.

·     بما أن الكل تابع كابتن عفت فهناك العديد من الأسئلة عنه حتي يتم الانتهاء من متابعة فتاة الليل وأكثرها تكرارا سبب الاستعانة بالفنان عابد فهد رغم أن هناك من يري عدم إجادته للهجة المصرية؟

- ترد بحماس: هناك من يري أن عابد أدي بطريقة مميزة وشعبيته تضاعفت في مصر بسبب الكابتن عادل شاهين وهي الشخصية التي يجسدها، وفي الحقيقة فإن بعض النجوم المصريين اعتذروا لانشغالهم بأعمال أخري، وبما أنني تابعت عابد في مسلسلي «اسمهان» و« هدوء نسبي» اقترحت اسمه خصوصا أنه مناسب جدا لشخصية الرجل «الحمش أبو دم حامي» أما قصة اللهجة فتظل نسبية والجمهور بالتدريج يتعود علي طريقة نطق الممثل للكلمات وأعتقد أن عابد نجح بامتياز في المهمة وأفضل ما فيه أن إحساسه صادق وهو ما وصل للناس سريعاً، فقد كان يؤدي شخصية صعبة عليه وعلي أي ممثل وهو الانسان المعتز بنفسه والذي لم يحقق أحلامه ثم يجد باباً جديدا يفتح له وتتغير حياته تماماً، وأعتقد أن حاجز اللهجة لم يعد عنصراً أساسياً في الحكم علي النجوم السوريين فالحدود باتت مفتوحة بين الدراما العربية ولا يمكن أن نتوقف كل عام لنحصي الممثلين العرب في كل مسلسل مصري بينما لا أعتقد أنهم هناك يتعاملون بالطريقة نفسها عندما تتم الاستعانة بممثلين مصريين هناك.

·         وكيف جاء اختيار أسامة منير ليكون ممثلا لأول مرة؟

- كلنا نختار فريق العمل سويا وأهم شيء التناغم في هذا الفريق، واقترحت أسامة علي المنتج والمخرج ورحبا علي الفور، فمن يري أسامة علي الشاشة يتأكد سريعا أنه كان الشخص المناسب للطبيب الرومانسي المثالي، صحيح أن أسامة لم يمثل من قبل لكن طريقة أدائه الإذاعي وعلي شاشة التليفزيون تؤكد أن لديه الاستعداد، وهو ما نحاول دائما أن نطبقه حتي علي الشخصيات الثانوية وأعتقد أن كابتن عفت قدم العديد من الوجوه الجديدة أيضا في صورة مختلفة وأتمني أن يكون المسلسل انطلاقة جديدة لهم مثل وليد فواز ومحمد نصر وحمادة بركات وعلي قنديل ومصطفي يوسف بجانب الأطفال الثلاثة الذين ظهروا كأبنائي في المسلسل، وفي «فتاة الليل» يوجد محمود العلايلي الطبيب والاعلامي المعروف بجانب باسم سمرة الذي سنراه في دور مختلف تماما عما قدمه في «هالة والمستخبي» وأميرة كرارة وهناء الشوربجي ورشوان توفيق ومروة مهران .

·     تظهرين علي تترات «كابتن عفت» وأنت تلعبين الكرة وتأكدنا كمشجعين للكرة أن اللقطات لم تكن جرافيك رغم أننا نعلم أن ليلي علوي ليس لها علاقة مباشرة باللعبة الشعبية الأولي في مصر؟

- لا إزاي انا علاقتي بكرة القدم قديمة جدا، حيث كنت العبها في المدرسة الثانوية لكن بعد ذلك انقطعت طبعا، لكنني استعنت بخبرتي القديمة في تصوير التتر، وأحب هنا أن اقول اننا لم نقصد من المسلسل الاستفادة من شعبية كرة القدم وإنما تقديم نموذج لمعاناة مجموعة من الشباب وكيف يقعون ضحية لصراع السياسيين بجانب المضمون الاجتماعي الخاص بشخصية عفت ورغبتها في تغيير ظروفها، لهذا لم تكن هناك مشاهد للمباريات اللهم إلا في الحلقة الأخيرة عندما نجح الفريق في الصعود للدرجة الثانية وبشكل عام أنا سعيدة لأن مسلسلاً يقدم مذاقا مختلفاً للجمهور حيث يدعو للتفاؤل كما قال لي الجمهور في أكثر من موقف.

·         لاحظ الجميع أن هناك أسلوب إخراج مختلف تماما في كابتن عفت، هل هذا مدون في السيناريو أم إضافة من المخرج؟

- بداية الدراما المصرية في حاجة بالفعل كل فترة لتطوير مستمر، تطوير يجمع بين المضمون والشكل حتي نصمد في المنافسة، وأتمني أن يكون مسلسل «حكايات وبنعيشها» من عناصر هذا التطوير، وبالنسبة لحركة الكاميرا فهناك إشارات من السيناريست محمد رفعت مؤلف «كابتن عفت» في السيناريو طبعا لكن المخرج سميح النقاش نفسها علي أحسن مستوي وتمت الاستعانة بكاميرا «ريد» المتطورة التي تقدم صورة قريبة جدا من السينما، كما أن التصوير يتم بكاميرا واحدة وهو ما يفسر أيضا سبب استمرار التصوير لمدة طويلة رغم أن الحلقات 15 فقط في كل حكاية، ومن أصعب المشاهد تلك التي تم تصويرها في مركز شباب طره باعتباره نادي الشهداء حيث كان ذلك في بداية الموجة الحارة ومعظم المشاهد خارجية بالطبع في ملعب كرة القدم لكن الكل تكاتف لإنهاء التصوير حسب الجدول المحدد.

·         ولماذا تم تغيير اسم «فتاة العاشرة» إلي «فتاة الليل»؟

- هذه كانت اجتهادت صحفية فنحن لم نقل شيئا عن اسم المسلسل قبل تصويره ولما بدأ التصوير تم الإعلان عن اسمه وهو «فتاة الليل» وليس «فتاة ليل» أي أن المسلسل لا علاقة له بفتيات الليل إطلاقا، ويقدم السيناريست حازم الحديدي من خلاله دراما مختلفة أطلق هو عليها «ر ك ر» أي «رعب كوميدي رومانسي»، وسأظهر بشخصية جديدة تماما ستكون مفاجأة للجمهور.

·         وهل ننتظر المزيد من الحكايات في رمضان المقبل؟

- كالعادة لا أعلن عن أي خطط الآن، فلازال كل شيء في علم الغيب وأتمني أن يوفقني الله في العام المقبل أيضا حتي لا أضطر للغياب لأنني لن اقبل التواجد لمجرد الاستمرار علي الشاشة الرمضانية، وسأحصل علي إجازة طويلة بعد العيد إن شاء الله لأقرر بعدها هل ستكون الخطوة المقبلة سينمائية أم تليفزيونية .

·         وماذا عن المشروعات السينمائية المؤجلة من العام الماضي؟

- بالفعل كنت أتطلع لتقديم فيلم جديد هذا العام لكنني متفرغة لحكايات وبنعيشها منذ يناير الماضي وهناك اتفاقات مع الشركة المنتجة للمسلسل لتقديم فيلم جديد لكن كالعادة سأعلن عنه عندما يصبح المشروع قريبا من التنفيذ.

صباح الخير المصرية في

07/09/2010

 

عابد فهد:

ليلي علوي منحتني جمهورا جديداً!

كتب مى الوزير 

عابد فهد فنان سوري صاحب أداء متميز، له بصمة واضحة في كل أعماله الفنية ورغم نجاحاته العديدة التي حققها بالدراما السورية إلا أن مسلسل «أسمهان» كان أول تعارف بينه وبين الجمهور المصري ولتعلقهم بأدائه الراقي بدأوا يبحثون عن أعماله السورية ليتابعوها ومنها «الظاهر بيبرس»، «الحجاج»، و «الزير سالم».. هذا بخلاف ترقبهم للمسلسلات التي يقدمها مع النجوم المصريين، ففي العام الماضي كان له مسلسل «هدوء نسبي» لنيللي كريم وحقق نجاحًا مبهرًا.. وهذا العام يشارك ليلي علوي في مسلسل «كابتن عفت»، و«أنا القدس» لفاروق الفيشاوي وعمرو محمود ياسين ومجموعة من نجوم سوريا.. عن تجربته الأولي مع ليلي علوي تحدث معنا كما حدثنا عن دوره في مسلسل «أنا القدس» ومصيره المتوقع ومفاجأته مع المخرج شوقي الماجري وأشياء كثيرة نعرفها منه.

·         في البداية كيف وجدت تجربتك الأولي في مصر مع الفنانة ليلي علوي؟

- ليلي علوي تحديدا كانت أحد أسباب ضبط هذا المشروع وكانت وراء تفاصيل هذا العمل حتي مكان التصوير وحرصها علي أن يظل مكان التصوير منضبطاً ومحترما، وأن يكون عملا هاما وهي دقيقة جدا فيما يتعلق بتفاصيل النص، وهذا جعلني مطمئنا للعمل ولنتيجته النهائية لأن قيمة العمل تأتي من خلال ما ننتجه نحن وما نقدمه له من اهتمام وانضباط، أما المخرج سميح النقاش وهذه تعد أول تجربة تليفزيونية له أعتقد أنه تجاوز الكثير من حالة الفوضي التليفزيونية في الإخراج التليفزيوني خلال السنوات الأخيرة، وكان يعمل بأسلوب سينمائي دقيق، ومتقن، ورغم قلقه من هذه التجربة لأنها تجربته الأولي في التليفزيون ومن حقه أن يلفت الانتباه وأن يقول أنا مخرج جديد وأقدم عملاً ناجحاً، وخلاف هذا كانت هناك بعض الفجوات الطفيفة ولكن الأعمدة الأساسية للعمل وهي النص والبطلة والمخرج كانوا بصدد مشروع جدي وبذلوا جهدهم كما يجب.

·         في مسلسل «كابتن عفت» تقدم شخصية عادل شاهين والمفروض أنه ابن بلد.. هل قدمت هذا الدور من قبل؟!

- أولا الدور جديد بالنسبة لي كممثل، فأنا لم أقدم ابن حارة سوري من قبل أصلا وأول مرة أقدم شخصية ابن البلد طلع مصري، فرأيت أنها مفارقة لأني من المفترض أن أقدمه سوريًا لكن هذا الدور أغراني أن أقدمه بالمصري فهو ولد ابن بلد شاب لاعب كرة محطم ومحبط وفاقد للأمل وظلم في هذا العالم وكان من الممكن أن يكون لاعبا ورياضيا مهما وعاد إلي المكان الذي كان ينتمي إليه لوجود بارقة أمل وهي كابتن عفت، وهي المرأة التي وضعت أيضا في المكان غير المناسب وبالصدفة أصبحت مدربة لياقة بدنية ورأي أنه من خلال هذه المرأة ربما يستطيع أن يصنع جيلا جديدا من الشباب لاعبي الكرة وألا تكون نهايتهم كنهايته لذلك تعلقت بهذه التركيبة فهو خليط من المشاعر والأحاسيس والكوميديا والتراجيديا ضمن خلطة شعبية.

·     اعتدت تقديم الأعمال الجادة وهذا العمل ينتمي لفئة الكوميديا الاجتماعية.. هل تقديمك لشخصية عادل تعمدت من خلاله مخاطبة فئة معينة؟

- بالضبط فهناك فئة من الناس لا تستهويها الأعمال التاريخية أو السياسية والوطنية وأذواق المشاهدين واهتماماتهم تختلف من واحد لآخر وعلي الاعتراف بأن معظم الأعمال التي قدمتها من قبل تعتبر علي الأغلب نخبوية أكثر منها جماهيرية ووجدت أنه من خلال «كابتن عفت» من الممكن أن أدخل علي شريحة جديدة من المشاهدين إلي منازلهم وأتعرف عليهم ويتعرفوا علي.

·         وما رأيك في تجربة مسلسلات الـ15 حلقة خاصة أنها التجربة الأولي لك؟

- ممتازة جدا وأتمني أن تكون سائدة من الآن فصاعدًا وأن نعود إلي الـ15 حلقة والـ13 حلقة كمسلسل وينتهي الموضوع هنا وكفانا ثلاثينيات لأنها تكرار وأتحدي أن يكون هناك مسلسل 30 حلقة إلا ويمكن أن نلغي منه عشر حلقات ببساطة دون أن نضر به ويظل الموضوع متينًا ومضغوطًا أكثر وأنيقًا أكثر وأسرع إيقاعا وجاذبية للمشاهد، فالمتفرج ليس مضطرًا لأن يجلس 30 يوما ليشاهد مسلسلاً لذلك فهي فكرة جيدة ويجب أن نعود لها ونهتم بالكيف أكثر من الكم لأن التكثيف ضروري.

·         ماذا عن عملك الآخر «أنا القدس» ما الذي أغراك لتقديم شخصية «عبدالله»؟

- أنا القدس قريب لنوعية الأعمال التي تستهويني وأغراني أن أكون موجودًا به لأن موضوعه لن يتكرر فهو يتناول بداية التقسيم ومعاهدة سايكس بيكو ومحاولات تهويد القدس ويطرح تساؤلاً حول هذه القضية ولماذا نتائجها مازالت منعكسة علينا حتي هذه اللحظة ولماذا هذا الشعب مفكك.. وموضوع العمل ككل فيه دراما وفيه توثيق دقيق للفترة.. والدراما التوثيقية هي من أصعب ما يكون وعبد الله هو مناضل صارعته المرحلة بمجموعة من الخونة الذين هم أحد أهم أسباب عدم حل القضية الفلسطينية ويريدون شراء مصنعه وتطبيعه وتهويده لكونه يقع في مكان استراتيجي في القدس وهذه هي مهمة إسرائيل وهدفها الرئيسي.

·         نلاحظ شغفك بتقديم الأعمال ذات البعد السياسي.. لماذا تستهويك هذه النوعية من الأعمال.

- لأنها تثير عندي جانب الوجود في هذا العالم بما يجري من أحداث ولا أستطيع أن أكون غائبا وأقدم ما هو ساخر مثلا وما يعوم علي سطح الماء والمجتمع كله في القاع، فأنا فنان وأشعر بأنني معني بما يحدث في المجتمع، فلا أستطيع أن أكون بعيدًا عما يجري في المجتمع الذي نعيش فيه وهي تستهويني لأنها ذات مادة دسمة وفيها الكثير ليقال.

·         العمل به العديد من المشاهد المؤثرة والهامة أيهم كان صعباً عليك أثناء تصويره؟

- الدور كله كان صعبًا بشكل عام خاصة مشاهد الحرب وهناك المشهد الذي عاد فيه من الحرب وهو مصاب ليجد أن أباه قد قتل ويلحق به إلي المقبرة ليجدهم قد دفنوه بالفعل، وهذا المشهد كان صعبًا جدا ومن أصعب المشاهد لما يحتويه من مشاعر خاصة وهو يعتذر لوالده لعدم لحاقه به لدفنه وما يحمله هذا من معني، وأيضا المشهد الذي يكتشف فيه أن ابنه قطعت يده في الحرب، وهناك مشهد وفاة والدته وقت منع التجول بسبب الحرب فيضطر إلي دفنها في ساحة المنزل في الحديقة وهذا بخلاف موقف آخر حيث طلب منه صديقه نقل رفات ابنته من حيفا إلي يافا والنزول بالكاميرا إلي مقبرة حقيقية، ورغم قتامة هذه المشاهد وصعوبتها والتي قد يري البعض أنها لا تحتمل إلا أن هذا هو ما يحدث في الأراضي المحتلة.. ونفسيا كان تنفيذها صعبًا جدا لكني أؤدي رسالة.

·     عبد الله لديه ولدان ينتمي أحدهما للثقافة الغربية والآخر مهموم بقضايا وطنه.. ما رأيك في التعارض بين الثقافتين وهل فعلا تعبر عن أزمة جيل لا ينتمي إلي ثقافته؟

- نناقش من خلال العمل التعارض بين الثقافتين العربية والغربية وخاصة من خلال الأبناء وهذا ما يسمي بالتطبيع وهو أخطر أنواع الحرب والتأثير الفكري هو أحد خطوط العمل والذي يتمثل في العلاقة بين عبد الله وأبنائه الشابين الذي ينتمي كل منهما لثقافة مختلفة وهذا ما يحدث الآن لهذا الجيل من الشباب الذي لا ينتمي لشيء وللأسف يعيش حالة من الفراغ الوطني وهذا ناقوس خطر، فلا مانع من التعرف علي الحضارات الأخري وعلي العالم الآخر.

·     بماذا تفسر الظلم الذي تعرض له مسلسل «هدوء نسبي» في العرض رغم أنه قدم قضية مهمة في المنطقة العربية، وهل تتوقع نفس المصير لمسلسل «أنا القدس»؟

- موضوع «هدوء نسبي» هو السبب الأساسي وراء ظلمه في العرض لأن الفضائيات تبحث عن نوع آخر من الأعمال التي تكون أكثر رواجاً للمستهلك اليومي، و«هدوء نسبي» تحدث عن سقوط عاصمة كبيرة كبغداد وهو أحد أهم الأحداث التي وقعت في القرن الواحد والعشرين ويبدو أن هناك من لا يريد التذكير بهذه الأحداث لذلك فالتسويق ظلم العمل ولكن الجمهور عنده قابلية لاستيعاب هذه النوعية من الأعمال الدرامية بعيدا عن رأي جهات تسويق المسلسل وبالفعل أتوقع نفس المصير لمسلسل «أنا القدس».

صباح الخير المصرية في

07/09/2010

 

كرامات.. شيخ العرب همام

كتب اكرم السعدني 

أجمل ما في يحيي الفخراني هو بحثه الدائم عن تقديم كل ما هو جديد، فقد سبق أن قدم لنا منذ سنوات طويلة ولدا صغيرا في العمر، كبيرا في الموهبة هو المؤلف والسيناريست أسامة غازي رحمه الله الذي كان البديل الأوحد للعبقري أسامة أنور عكاشة رحم الله الجميع.

لم يكتف هذا الفنان الجميل بفتح الأبواب أمام المواهب الجديدة الصاعدة، لكنه أعاد اكتشاف قدرات خافية حتي عن أصحابه عندما رشح محمد كامل الفنان المهضوم الحق في مسلسل «عباس الأبيض» فإذا به يحلق في مدارات بعيدة ويسفر عن موهبة دفينة لا أدري كيف ظلت خافية عن مخرجي ومبدعي مصر كل هذه السنوات، وفي ذات العمل أيضاً تألق حسن مصطفي كما لم يحدث من قبل لأن الورق المكتوب شكل له أرضية مناسبة للانطلاق وحافراً للإبداع.

لكن عيب يحيي الفخراني أنه يقدم المواهب فقط ولا يواصل عملية رعايتها أو يعيد اكتشاف قدرات خاصة للفنانين من زملائه، ثم لا يحرص علي مواصلة رحلة البحث في أعماقهم عن المزيد، وفي هذا العام واصل الفخراني لعب دور منصة الصواريخ التي من مهامها الأصيلة إطلاق المواهب في مدارات عالية وتركهم بعد ذلك لتحديد المسارات والأهداف، ولا أخفي عليكم أن «شيخ العرب همام» كان عبارة عن قنبلة عنقودية متعددة الانفجارات بزغ من خلالها نجم كاد يأفل وهو نجم الفنانة صابرين التي ارتفعت بالأداء الدرامي إلي أقصي مدي ممكن في مسلسل «أم كلثوم»، لدرجة أن الجميع اتفقوا علي أن دور أم كلثوم بالنسبة لصابرين كان عبارة عن شهادة ميلاد ووفاة في الوقت نفسه، ولكن «شيخ العرب همام» ظهرت كراماته علي العديد من النجوم والفنانين الذين شاركوا فيه ومنهم المتمكنة القادرة المتلونة العائدة بقوة وصلابة المبررة لكل خطواتها حتي خلع الحجاب الجميلة العزيزة صابرين ويا سيدتي الفاضلة المسألة ليست في البحث عن فتوي لخلع الحجاب أو ارتداء الباروكة، لكن القضية في الفن هي مواصلة العطاء والاجتهاد والدور التنويري الذي يمارسه الفنان في مجتمعه باعتباره قدوة حسنة وصاحب رصيد من الحب والتقدير، ولا ينبغي أن ننسي أيضا ريهام عبدالغفور الناعمة كالحرير الخفيفة علي النفس والقلب كما النسمة الطرية التي لعبت أقوي أدوارها التمثيلية من خلال الشاشة الصغيرة، وربما الكبيرة أيضا ذلك لأن الوقوف أمام يحيي الفخراني يستدعي أن تحفز قدراتك وتسن أسلحتك الفتاكة وتكون علي أهبة الاستعداد لتحفظ للموقف الدرامي قامته الشامخة عندما يكون طرفها هو يحيي الفخراني وأما الممثل الجميل سامح الصريطي فأقول أنت تمثل في هذا العمل الاستثناء الوحيد فأنت سبق لك المشاركة في المعزوفة الدرامية الجميلة «الدانتيلا» «حمادة عزو» وأنت الوحيد الذي عاد الفخراني عن عادته الأثيرة بعدم التعاون لأكثر من مرة واحدة فقط، وهذا يعني أنك حصلت علي قناعة هذا الفنان والتي تطابقت مع شهادة المتلقي الذي وقف موقف الإعجاب لما قدمت من أداء متميز في دور الشرير الظريف الذي لا يتعمد المبالغة ويمثل وهو سايب إيديه فكنت أقرب إلي السهل الممتنع وبالنسبة إلي شخصي الضعيف فقد بهرني عبدالعزيز مخيون وهو الممثل صاحب القدرات الجبارة والحظ التعيس فلم أشهد ذلك الممثل متلبسا في لعب دور بهذه المساحة وتلك العبقرية وأما البهجة والسعادة والبسمة فقد تمثلت في الدور الذي لعبه القدير الكبير العملاق الذي لم يأخذ حظه رغم رحلة العطاء والعمر الطويل الذي كرسه للعملية الفنية، إنه الغالي عمر الحريري الذي كان بركة هذا العمل، فقد لعب دور شيخ العرب وأعطي درسا في الأداء دون أن يجنح إلي مبالغة في الحركة أو اللفظ أو مط الكلام، وهي ميزة يشترك فيها جميع الذين عملوا في هذا المسلسل وكأنهم دخلوا أكاديمية لتعلم اللكنة الصعيدية علي أصولها، ويبقي في النهاية هذا الولد السمين الخفيف الروح والظل معا مدحت تيخة الذي يتجه ببطء وثقة لتولي عرش أظرف ممثل كوميدي من الحجم الكبير أو بالأصح التخين وهو العرش الذي خلا برحيل علاء ولي الدين رحمه الله، وحاول الجميع عبثا الوثوب إليه، لكن الفشل الرهيب كان من نصيبهم وعلي رأسهم ماجد الكدواني، أقول إن مدحت تيخة لعب الدور وكأنه في حقيقة الواقع لا يمثل لدرجة أن بعض الناس ظنوا أن هذه هي شخصيته الحقيقية، سماحة بلا حدود، وطيبة ترتسم علي ملامح الوجه وأداء سلس بلا تقعر أو تعقيد وانطلاق محمود أمام مَنْ العملاق يحيي الفخراني وأخشي أن أقول إن هذا الفتي في بعض المشاهد شعرت من عظمة أدائه أنه راكب حصان ارتفع بقامته كأحد فرسان فن التشخيص فيما هو قادم من أعوام، وأخيرا لا ينبغي إغفال هذا المقتدر الموهوب الذي لا أعرف عمره ولا مهنته ولا من أين جاء، لكني أتمني له الاستمرار كأحد المبدعين علي الورق والذي أثبت أن مصر لا تزال بخير رغم كل دعاوي اليأس والإحباط وأنها ولادة في كل الظروف وأنها ستظل رائدة رغم المكائد والدسائس، إنه الفتي المنير العقل عبدالرحيم كمال الذي وضع حجر الأساس لهذا الصرح الفني الكبير الذي أسعدنا خلال شهر رمضان، وأتمني من الله أن يواصل هذا الموهوب حتي النخاع عملية الإبداع في كل رمضان، أحيانا الله وإياكم لنشهد المزيد من المبدعين فيما هو قادم من أيام الشهر الكريم!

صباح الخير المصرية في

07/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)