حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

الكاتب الكبير وحيد حامد للدستور:

يا نحلة لا تقرصيني ولا عايز منك عسل.. مع السلامة!

دعاء سلطان

اعترض علي نشرنا خبر مشاركة المخرج شريف عرفة في المشاهد الأخيرة من الجماعة

كنت سأقدر «موقف» الكاتب الكبير وحيد حامد - مع تقديري الكامل له ككاتب عظيم - إذا كان موقفه الذي اتخذه بمقاطعة جريدة «الدستور» مقاطعة نهائية، مبنياً علي موقف اتخذته الجريدة من مسلسله «الجماعة»، وهذا حقنا طبعاً، فالعمل الفني معروض أمام الجميع ومن حق أي أحد أن يحمل وجهة نظر مضادة أو متوافقة معه، وقد تعلمنا من أستاذنا وحيد حامد معني أن يكون الإنسان مسئولاً عما يكتب، ومعني أن يحتمل الطرف الآخر ضريبة تعدد الآراء واختلافها الصحي، ولكننا منذ بدأ الشهر الكريم، ومنذ بدأ عرض مسلسل «الجماعة» لم نكتب حرفا مسيئاً عن المسلسل.. اللهم إلا موضوع واحد طلبنا فيه من جماعة الإخوان المسلمين بإرسال خطاب شكر لصناع المسلسل علي مجهوداتهم التي بذلوها لرفع الحظر عن الجماعة المحظورة، وإتاحة الفرصة لها لطرح أفكارها ورؤاها بشكل شرعي لأول مرة في تاريخها، وهو فعلا عمل راقِ يعظي درساً عملياً في كيفية الاستفادة من هامش الحرية شديد الضيق المتاح أمام المبدعين لخدمة تيارات معادية للنظام ويكرهها حتي من يكتبون عنها! أما باقي الموضوعات التي تناولنا فيها المسلسل، فكانت خبرية بحتة، نتحدي أن يكذبنا أحد من أسرة المسلسل أو من أي جهة تراقب الأحداث في مصر وتحافظ علي بث المعلومات الصحيحة - أقصد فيما يخص العمل الفني - فما الذي أغضب السيناريست الكبير وحيد حامد من «الدستور» حتي وصل إلي درجة أن أعلن موقفه المقاطع لها بقوله للزميلة عبير عبد الوهاب بعد خبر نشرناه عن المسلسل: «ماتكلمنيش عن «الدستور».. ولا عايز أتكلم مع حد في «الدستور».. ويا نحلة لا تقرصيني ولا عايز منك عسل.. مع السلامة»!

قبل هذه المكالمة كانت هناك مكالمة سابقة مع السيناريست وحيد حامد عاتب فيها زميلتي عبير علي نشرها خبر مشاركة المخرج الكبير شريف عرفة في إخراج المسلسل إنقاذاً للوقت وللموقف كي يتم إنجاز باقي العمل، وكان هذا سبقاً نشرناه بعد تأكدنا من صحته، وأصر وقتها الكاتب الكبير أن يعرف مصدر الخبر، وهو ما لم ينجح في معرفته حفاظاً علي مصادرنا.. بعدها سألت عبير السيناريست الكبير عن مدي صحة الخبر، فأكد لها أنه صحيح مائة في المائة، ولكن نشره يضيع مجهود مخرج آخر - غالبا يقصد محمد ياسين-!

والحقيقة أننا لو لم ننشر الخبر لأضعنا مجهود مخرج ثان هو الكبير شريف عرفة الذي ساهم ببعض من وقته وطاقته في إخراج العمل دون أن يوضع اسمه عليه، بل إن هناك مخرجا مهما آخر شارك في الإخراج ولم يوضع اسمه علي العمل وهو مروان حامد، ومخرج ثالث ساهم في الإخراج أيضا وهو تامر محسن، وهو الوحيد الذي تمت الإشارة إلي اسمه في تترات العمل تحت مسمي «مخرج الوحدة الثانية» «Second Unit»، وأعتقد أن الوقت مازال ملحوقا بأن يتم وضع أسماء المخرجين عرفة وحامد بجوار اسم المخرج الكبير محمد ياسين علي تترات عمل مهم مثل مسلسل «الجماعة»، خصوصا أن التقنية العالية وجمال الصورة وروعة التمثيل أهم مميزات المسلسل، ومن الظلم أن ينسب العمل لمخرج واحد، بينما ساهم في إخراجه ثلاثة آخرون.

الحقيقة أن خبر مساهمة المخرج شريف عرفة في إخراج مسلسل "الجماعة" لو كان كاذبا، لكنا أول من نفاه وفي نفس المساحة، وكثيرا ما ننفي أخبارا نتأكد بعد نشرها من عدم صحتها باعتذار واضح وصريح، فنحن بشر ونخطيء أحيانا، ولكننا نملك أيضا شجاعة الاعتراف وقوة الاعتذار عن الخطأ.

لا أعتقد أنه من العدل أن يقاطع الكاتب الكبير جريدة «الدستور» لأنها تؤدي عملها بحرفية عالية، فإذا كان هدف المسلسل هو كشف خبايا ومخططات ومؤامرات وتاريخ جماعة الإخوان المسلمين السري، فإن هدف جريدة «الدستور» هو كشف ما يحدث في كواليس عمل مهم مثل «الجماعة».. أستاذ وحيد نحلة الدستور ستظل تقرص أحيانا وستعطي عسلا دائما.. خصوصا عندما يتعلق الأمر بعمل ضخم مثل «الجماعة» تم تكريس أهم ساعات البث في التليفزيون الرسمي لعرضه. ورغم مقاطعتك لنا ستظل دائما أحد أهم كتاب السيناريو في مصر، وأحد أهم من يصيغون جملا تعيش في وجداننا.. نحفظها عن أبطال أعمالك، ونحفظ لك جميل صياغة ما في قلوبنا بكلماتك القاسية أحيانا الحنونة والمحبة لنا دوما.

الدستور المصرية في

04/09/2010

 

طارق علام: لن أتخلي عن نوعية برامج «طارئ مع طارق»

رضوى الشاذلي  

يعد طارق علام واحداً من أبرز المذيعين الذين صنع التليفزيون المصري شهرتهم، لذا فأنت تراه بصفة دورية موجوداً علي شاشته في شهر رمضان، ورغم أنه يقدم نوعية واحدة تقريبا من البرامج التي تعتمد فكرتها علي تقديم الجوائز، وأيضا علي تقديم المساعدات، لكنه أصبح واحداً من أهم مقدمي هذا النوع من البرامج، وصنع لنفسه مكانة خاصة في قلوب المشاهدين.. وهذا العام يعود علام ببرنامج «طارئ مع طارق»، وهو البرنامج الذي يعرض علي القناة الثانية المصرية، ويقدم من خلاله مجموعة من الفقرات الإنسانية التي يساهم من خلالها في حلول مشكلات كثيرة بالمجتمع.

·         لماذا اخترت فكرة برنامج «طارئ مع طارق» تحديداً رغم أن فقراته تتشابه كثيرا مع معظم برامجك التي قدمتها من قبل؟

- كنت أحضر لفكرة البرنامج منذ عدة سنوات ولكني قمت بتأجيلها أكثر من مرة حتي تأتي فرصة لأن أقدمها بالشكل الذي يرضيني، ويكون مختلفا عن البرامج التي قدمتها من قبل، فأنا لا أري تشابها بين فقراته وبين برامجي السابقة، حيث أقدم ثلاث فقرات مختلفة في البرنامج.. منها فقرة السجن وهي أننا نقوم بإخراج أحد المساجين ونقول العبرة من سجنه، وهذه فقرة إنسانية وفقرة ذوي الاحتياجات الخاصة، وفقرة تزيين الحارات، فهذا شيء مختلف وبعيد كل البعد عما قدمته من قبل، ولو كنت سأقدم برنامجاً مشابهاً فلماذا أقدم علي التجربة من الأصل.

·         هل البرنامج يحقق صدي بالفعل وتصل استغاثاته للمسئولين؟

- طبعا فالبرنامج له صدي كبير جداً، فبعد كل حلقة من حلقاته تصدر قرارات بتزيين حارات وشوارع لم تكن قد نالت اهتمام المسئولين من قبل، وهذا هو أكبر دليل علي أن البرنامج له تأثير كبير جدا في المشاهد وفي المتابعين للبرنامج.

·         الاعتماد علي«موتوسكيل» للتصوير في الشوارع شيء صعب، فلماذا اخترت هذه الفكرة تحديدا؟

- فكرة الموتوسكيل صعبة فعلا، ولكنها سهلت عليَّ وعلي فريق العمل مشكلة وأزمة المواصلات ورأيت أنها أيضا فكرة جديدة وستنال إعجاب الجميع.

·         لماذا لم تفكر في تقديم برنامج حواري خصوصاً أن البرامج الحوارية تجد انتشاراً ومتابعة؟

- أنا في النهاية مذيع وعلي أن أقدم نوعيات مختلفة من البرامج، ولكن نوعية برامجي والتي يكون الناس أبطالها هي الأقرب إلي قلبي دون غيرها من البرامج.

·         وهل تري أنك تتميز في تقديم تلك النوعية من البرامج دون غيرها؟

- نعم وجزء من إصراري عليَّ الاستمرار فيها إن محدش من المذيعين بينزل الشارع غيري!

·     هل أنت راضٍ عن مواعيد عرض البرنامج خصوصا أنه يعرض في السادسة صباحا علي القناة الثانية، وفي الثامنة صباحا علي قناة الأسرة والطفل، وهي مواعيد قد لا تتلاءم مع طبيعته؟

- لا طبعا، فالمشكلة الوحيدة التي قابلتني بعد أن انتهينا من البرنامج هي مواعيد عرضه علي التليفزيون المصري، لأنها غير مناسبة تماماً لطبيعة لبرنامج، وكان أولي أن يعرض هو بدلا من برامج أخري.

·         ولماذا لم تحاول تسويق البرنامج ليعرض علي أي قناة فضائية غير التليفزيون؟

- بالفعل البرنامج كان سيتم بيعه لإحدي القنوات الفضائية الكبري، ولكنني قررت عرضه علي التليفزيون ولاء له.

الدستور المصرية في

04/09/2010

 

الأحداث المهمة مبتورة واسكتشات فرح «سعيد مهران» تقتطع نصف مدة الحلقة بلا مبرر

حميدة أبو هميلة  

رغم أن الحلقة الرابعة والعشرين من مسلسل «اختفاء سعيد مهران» احتوت علي مشاهد مهمة سواء في قيمتها الدرامية بالنسبة لأحداث المسلسل، أو في مستوي التمثيل بها، إلا أننا لن نسامح المخرج سعيد حامد أبدا علي أنه اقتطع من وقت الحلقة اثنين وعشرين دقيقة كاملة قضاها في التنقل بكاميراته بين معازيم فرح "همام"، أو سعيد مهران الذي يؤدي دوره هشام سليم، الأمر بدا أنها محاولة مكشوفة جدا لزيادة وقت الحلقة بأي شكل، خصوصا، وأن المخرج اهتم بنقل وقائع حفل الزفاف كاملة، ثم جعل الأحداث المهمة مبتورة.. كان يمكن لمشهد الفرح أن يكون أقل مللا مثلا لو تم الاستغناء عن الرقصة الطويلة العريضة التي أدتها إحدي الراقصات، علي الأقل كان يمكن ألا تعرض كاملة، خصوصا وأننا لم نكتشف لها أي مبرر درامي حتي الآن. الحسنة الوحيدة خلال الحفل الذي التهم بمفرده نصف مدة الحلقة هي في أداء أحمد بدير المتقن جدا في المشهد الذي صعد فيه علي خشبة المسرح وظل يعدد فيه الجرائم التي ارتكبها رجل الأعمال فاضل الأسيوطي والد العروس. الغريب أن هذا المشهد استمر خمس دقائق، وفاضل الأسيوطي يستمع إلي جرائمه والكلام يمر عليه بردا وسلاما، وكأن إبراهيم الملطي يقول كلاما مشرفا! الأغرب أن الحراس الشخصيين له كانوا يقفون حوله ويأكلون، رغم أنه معروف أنه في هذه الحالات أن البودي جاردات يذهبون ويتخلصون فورا من الشخص المتسبب في كل هذه الفوضي، لكن في الحقيقة أن بودي جاردات فاضل الأسيوطي كانوا أكثر تأدبا، واختاروا أن يتخلصوا من الملطي بعد أن ينتهي من كلامه، لتكون الفضيحة مكتملة الأركان من اتهام بالقتل، والبلطجة، والفساد المالي. احتوت الحلقة أيضا علي مشهد قتل يمكن عرضه كفقرة مسلية ضمن برامج غرائب الطبيعة حيث وجدنا محمد الشقنقيري الذي يؤدي دور رمزي يجلس أمام صديقه الذي اختلف معه علي بعض الأمور المالية ثم وبلا أي مقدمات يذهب ويحضر سكينا، ويطعنه، المشكلة أن الشقنقيري لم ينفعل أو تتحرك عضلة واحدة في وجهه، والأغرب أن الآخر تلقي الأمر بهدوء شديد وكأنه بيتقتل كل يوم! بل ظل يتحدث مع صديق ثالث لهما، والسكين مازال في بطنه، لكن الأمر لم يتوقف هنا، فقد ذهب رمزي واتصل بالإسعاف لإنقاذه. المشهد خرج بلا أدني درجة من درجات الإقناع سواء في دوافع القتل، أو في دوافع الإنقاذ. من جهته كان سعيد حامد حريصا علي أن يمر علي بعض مشاهد الحلقة مرور الكرام، ومنها مشهد سوسن بدر وصفاء جلال حينما كانا يتحدثان عن زيجة همام الجديدة.. كان يمكن أن يكون هذا المشهد من أهم مشاهد الحلقة من حيث مستوي التمثيل، فقد نجحت سوسن بدر في تجسيد مشاعر الأم التي عاشت طوال حياتها قلقة علي ابنها، وهو بدوره يخرج من مشكلة فقط كي يتورط في أخري، وفي النهاية لا يكف عن الزواج بدوافع غامضة، فهي لم تتكلم سوي جملتين لكن عيونها كانت تعبر بصدق تام عما بداخلها، كذلك أظهرت صفاء جلال المشاعر المتناقضة التي تحملها الزوجة لقديمة، فعلي الرغم من أنه تزوج عليها مرتين، إلا أنها مازالت تلتمس له العذر، لكنها في نفس الوقت تكابر وتعلن أنها تكرهه بشدة.

الدستور المصرية في

04/09/2010

 

إيه اللي بيحصل جوه الاستوديوهات أثناء تصوير المسلسلات على «الهوا» في رمضان؟!

عبير عبد الوهاب

المخرجون يرفعون شعار ممنوع الإعادة حتي لو المشهد طلع وحش!

إن كان صنّاع الدراما التليفزيونية مصرّين يتعاملوا مع رمضان كل سنة علي أساس إنه بييجي فجأة، فعليهم أن يعترفوا بأخطائهم التي يرتكبونها كل عام في حق الجمهور الغلبان اللي غالبا بيبقي مش فاهم يعني ايه تصوير علي الهوا، ولا إيه اللي بيحصل جوه «اللوكيشن» الذي يتم فيه التصوير علي الهواء.. الشيء الوحيد الذي يفهمه المشاهد ويدركه جيدا، هو أنه يبتلع يومياً عشرات الحلقات المقلوبة من المسلسلات والبرامج علي غيار الريق قبل الفطار، وعشرات غيرها بعد الفطار، مما يصيبه بانتفاخ درامي يصبح بعدها في أشد الحاجة لعملية غسيل معدة ومخ بمجرد انتهاء الشهر الكريم وعودة الأمور لطبيعتها.

لماذا كل هذه الأخطاء والأزمات والمشاكل والكوارث التي تمتلئ بها مسلسلات الشهر الكريم اللي دايما بييجي فجأة؟! إنه التصوير علي الهواء.. تلك العادة اللعينة التي لا نعرف من أين أتي بها صنّاع الدراما المصرية؟ ولا مين أول واحد اخترعها، ولماذا أصبحت عادة ومزاج لدي صنّاع الدراما كل عام، لدرجة أنه لم يعد من الغريب أن تستمع في شهر رجب أو شعبان لمخرج أو ممثل، وهو بيقول: «احنا داخلين نصور مسلسل جديد لرمضان اللي جاي»، ولو تجرأت وسألت أحدهم داخلين إمتي؟ وهتلحقوا تخلصو إمتي؟ ستستمع لتلك العبارة الشهيرة: «لأ.. إحنا هننجز إن شاء الله».. ما مفهوم الإنجاز في نظر صناع الدراما الرمضانية؟ هل ما يحدث حاليا داخل الأستوديوهات هو الانجاز الذي يتحدثون عنه؟!

ما يحدث داخل أستوديوهات التصوير في رمضان هو دراما في حد ذاتها، تصلح لعمل حلقات أفضل بكثير من تلك التي تعرض يومياً خلال الشهر الكريم.. يكفي أن تعرف شعور مخرج أو ممثل بيصور مشاهد الحلقة قبل الفطار، وهو عارف إن الحلقة دي هتتسلم للقنوات الفضائية بعد الفطار، فالخطأ غير وارد والإعادات مرفوضة حتي لو المشهد طلع وحش.. هيتاخد يعني هيتاخد.

الإصابات أثناء التصوير غير مسموح بها علي الإطلاق، فالممثل يعمل وهو يعرف جيدا أن أي إصابة سيتعرض لها مهما كانت خطورتها «هو اللي هيشيلها»، وإلا سيحمّله المنتج ذنب الكارثة التي ستحدث في حال عدم تسليم الحلقات في ميعادها.

حنان مطاوع مثلا أصيبت الأسبوع الماضي بتمزق في أربطة الظهر أثناء تصوير مسلسل «أغلي من حياتي»، العادي اللي المفروض أي بني آدم يعمله في موقف زي ده إنه يستمع لتعليمات الطبيب ويتجنب القيام بأي مجهود حتي يكتمل شفاؤه، لكن اللي حصل إن منتج المسلسل عرض علي حنان أن تلتزم بتعليمات الطبيب علي طريقة «تتعشي ولا تنام خفيف؟»، فوافقت حنان علي استكمال تصوير المسلسل رغم الإصابة حتي لا تكون سببا في تكرار كارثة «الكبير أوي»!

الموقف نفسه تكرر مع ميريام فارس التي سقطت علي قدمها أثناء تصوير فوزاير «مع ميريام» فأصيبت قدمها بتورم استأنفت بعده التصوير عادي جدا، فلا هي ولا المخرج ولا المنتج يجرءون علي طلب إجازة في مثل هذا التوقيت، أيا كانت خطورة الإصابة. كذلك لم يفكر شريف منير ولا أميرة العايدي ولا محمد الشقنقيري أبطال مسلسل «بره الدنيا» في طلب إجازة بعد إصابة كل منهم أثناء تصوير المسلسل، وهو نفس ما حدث مع فريق عمل «مسلسل كليوباترا» الذي استأنف معظم أبطاله التصوير بالاصابات نظرا لضيق الوقت، ولولا أن أحمد مكي يجسد شخصيتين مختلفتين في مسلسل «الكبير أوي» لاستأنف التصوير بعد إصابته بتمزق في أربطة القدم اضطره لوضعها في جبيرة جبسية. بعيدا عن الإصابات هناك العديد من المشاكل التي تواجه المخرجين أثناء التصوير علي الهواء في رمضان منها إصرار المخرج علي حذف بعض المشاهد، لأن مفيش وقت يصورها، فيصل عدد المشاهد المحذوفة من دور البطل في بعض الأحيان إلي 50 مشهداً، كما حدث في مسلسل «ريش نعام» عندما لم يجد المخرج خيري بشارة أمامه سوي حذف هذا العدد من مشاهد داليا البحيري لينقذ الموقف ويصبح قادراً علي تسليم الحلقات في ميعادها، بينما رفض السيناريست وحيد حامد طلب المخرج محمد ياسين بحذف عدد من مشاهد مسلسل «الجماعة»، لأن مفيش وقت يصورها، فكان الحل الأمثل هو الاستعانة بثلاثة مخرجين لمساعدة محمد ياسين، وهم تامر محسن ومروان حامد ومؤخرا المخرج الكبير شريف عرفة الذي وافق علي المشاركة في تصوير المشاهد النهائية للمسلسل. و«الجماعة» ليس أول ولا آخر مسلسل يشارك في تصويره أكثر من مخرج بسبب ضيق الوقت، فقد تكرر الأمر أكثر من مرة هذا العام في ظاهرة جديدة من ظواهر التصوير علي الهواء بدأتها نادية الجندي في مسلسل «ملكة في المنفي» عندما رشحت وائل فهمي عبد الحميد لمشاركة محمد زهير رجب تصوير المسلسل، وانتقلت العدوي بدورها لعدد آخر من مسلسلات هذا العام. ناهيك عن عدم قدرة المخرج علي متابعة مونتاج الحلقات بنفسه، فإذا كان مش لاحق يصور المشاهد هيقعد يمنتجها يعني؟! متناسين أن المخرج الذي لا يدخل غرفة المونتاج لأنه مش فاضي، هو في الحقيقة مخرج يرتكب جريمة فنية غير مغفورة، لأن الأمر في النهاية يعطي إحساساً للمتفرج بأنه فيه حاجة غلط في تقطيع المشاهد وترتيبها وأنه في حاجة مش مريحاه.

لتبقي تلك الطريقة التي يتم التعامل بها مع فريق العمل -بمن فيهم الأبطال- داخل الأستوديو أثناء التصوير في رمضان، والتي تشبه إلي حد كبير طريقة تعامل أسطي تشطيب الشقق مع الصنايعية بتوعه قبيل ميعاد تسليم الشقة لأصحابها بيومين، فالجو العام الذي يعمل فيه فريق العمل في مثل هذه الحالات لا علاقة له بالإبداع من قريب ولا من بعيد، ولو فكر الفنان مجرد تفكير أنه يعطي لنفسه فرصة للإبداع سيجد من يقف خلفه، ويصرخ فيه قائلا: «ياللّا عشان ميعاد تسليم الحلقة يا فنان.. مش فاضيين للإبداع»!

الدستور المصرية في

04/09/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)